الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2733 -
عنْ أبي هُرَيْرَة عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:
"مَنْ آمَنَ باللهِ ورَسُولِهِ، وأقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضان؛ كان حقاً على اللهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجنَّةَ، هاجَرَ في سبيل الله أَوْ جَلَس في أَرْضِهِ التي وُلِدَ فيها". قالوا: يا رسولَ الله! أفَلا نُنَبِّئُ (وفي روايةٍ: نُبَشِّرُ 3/ 202) النَّاسَ بِذلكَ؟ قالَ:
"إنَّ في الجنَّةِ مائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّها الله لِلْمُجاهِدين في سبيله، كُلُّ درجتينِ ما بيْنَهُما كما بيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ، فإذا سأَلْتُمُ الله فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ؛ فإِنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلى الجنَّةِ، وفوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهارُ الجَنَّةِ".
23 - باب قَوْلِ اللهِ تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ، وَقوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}
885 -
وقالَ أبُو جَمْرَةَ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَلَغَ أبا ذرٍّ مَبْعَثُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لأخيه: اعْلم لي عِلْمَ هذا الرجلِ الذي يزعمُ أنَّه يأتيهِ الخَبَرُ من السَّماءِ.
1439 -
وقال مُجاهِدٌ: العملُ الصَّالحُ يَرْفَعُ (الكلمَ الطَّيِّبَ).
يُقالُ (10): {ذِي الْمَعَارِجِ} : الملائِكَةُ تَعْرُجُ إلى اللهِ.
885 - هذا طرف من حديث إسلام أبي ذر مضى موصولاً (ج 2/ برقم 1495).
1439 -
وصله الفريابي.
(10)
وهو قول الفراء. "فتح".
886 -
عنْ أبي هُرَيْرَة قالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ تَصَدَّق بِعِدْلِ (11) تمرةٍ من كَسْبٍ طَيِّبٍ -ولا يَصْعَدُ إلى الله إلا الطيِّبُ (12) - فإِنَّ الله يتقبَّلُها بيمينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيها لِصاحِبِه كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ (13)، حتى تكونَ مِثْلَ الجبلِ".
24 -
باب قوْلِ الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
2734 -
عنْ أبي هُريرةَ:
أنَّ النَّاس قالُوا: يا رسُولَ الله! هَلْ نَرى ربَّنا يوْم القِيامَة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هَلْ تُضارُّونَ (وفي روايةٍ: تمارون 1/ 195) في القمرِ ليْلةَ البَدْرِ [ليس دونَه سحابٌ]؟ ". قالوا: لا يا رسولَ الله، قال:
"فَهَلْ تُضارُّون (وفي روايةٍ: تمارون) في الشَّمسِ لَيْسَ دُونَها سَحابٌ؟ ". قالوا: لا يا رسولَ الله. قال:
"فإنَّكُمْ تَروْنَهُ كذلك. يجْمَعُ اللهُ النَّاسَ يوْم القِيامةِ، فيقول: مَنْ كان يَعْبُدُ شيئاً فَلْيَتْبَعْهُ، فَيَتْبَعُ منْ كانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كان يَعبُدُ القَمَرَ القَمَرَ، ويتْبَعُ مَنْ كانَ يَعْبُدُ الطَّواغيتَ الطَّواغيتَ، وتبقَى هذه الأمَّةُ فيها مُنافِقُوها،
886 - هذا عند المؤلف صورته صورة المعلق، وقد وصله أبو بكر الجوزقي في "الجمع بين الصحيحين"، وأبو عوانة في "صحيحه" كما قال الحافظ، وقد وصله أحمد أيضاً (2/ 331) من طريق أخرى عن أبي هريرة، وهي معلقة عند المصنف أيضاً، وقد مضى موصولاً "ج1/ 24 - الزكاة/ 8 - باب" بنحوه.
(11)
قوله: (بعدل) بفتح العين وكسرها: ما يعادلها في قيمتها. اهـ شرح.
(12)
في الطريق المتقدمة الموصولة "24 - الزكاة/ 8 - باب": "ولا يقبل الله إلا الطيب"، وجمع بينهما أحمد في رواية بلفظ:"ولا يقبل الله إلا طيباً، ولا يصعد السماء إلا طيب". وسنده جيد.
(13)
قوله: (فَلُوّه)، (الفَلُوّ) وزان عدوّ: هو المهر يفصل عن أمه، والمهر بضم الميم: ولد الخيل.
فيَأْتيهمُ اللهُ [في غيرِ الصورةِ التي يعرفونَ 7/ 205]، فيَقُولُ: أنا ربُّكُم، فيقُولونَ:[نعوَذُ باللهِ منك]، هذا مكانُنا حَتَّى يأْتينا ربُّنا، فَإِذا جَاءَنا رَبُّنا عَرَفْناهُ، فيأْتيهمُ اللهُ في صُورَتِهِ التي يَعْرِفُونَ، فيقولُ: أنا ربُّكُمْ، فَيَقُولونَ: أنْتَ ربُّنا، فيَتْبَعُونَهُ، ويُضْرَبُ الصِّراطُ بيْنَ ظَهْرَيْ (14) جهنَّمَ، فأكونُ أنا وأُمَّتي أوَّلَ من يُجيزُها (15)[من الرسلِ بأمَّتِهِ]، ولا يتكلَّمُ يَوْمئذٍ [أحدٌ] إلا الرُّسُلُ، وَدَعْوى (وفي روايةٍ: وكلامُ) الرُّسُلِ يَوْمئِذ: اللهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفي جَهَنَّمَ كلاليبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدانِ، هَلْ رَأَيْتُم [شوك] السَّعْدانِ؟ قالُوا: نَعَمْ يا رسولَ الله! قالَ: فَإِنَّها مثلُ شَوْكِ السَّعْدانِ، غَيْرَ أنَّه لا يَعْلمُ قَدْرَ عِظَمِها إلا الله، [فـ] تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمالِهمْ، فَمِنْهُمُ الموبَقُ بعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ المُخَرْدَلُ، أو المُجازى، أو نحوه، ثُمَّ يتجلَّى (وفي روايةٍ: ينجو)، حَتَّى إِذا فرغ اللهُ مِنَ القضاءِ بيْنَ العِبادِ، وأَرادَ أنْ يُخْرِجَ بِرَحْمتِهِ مَنْ أرادَ [أن يُخْرجَ] مِنْ أهْلِ النَّارِ، أمَرَ الملائِكَةَ أنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كان لا يُشْرِكُ بالله شيْئاً، (وفي روايةٍ: من كان يعبدُ الله) مِمَّن أرادَ الله أنْ يرْحَمَهُ، مِمَّنْ [كان] يَشهدُ أنْ لا إله إلا الله، [فيُخْرِجُونَهم] فَيَعْرِفُونَهُم في النّارِ بِأَثَرِ السُّجودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إلا أَثَرَ السجُودِ، حرَّمَ اللهُ على النَّارِ أنْ تأَكُلَ [من ابن آدم] أَثَرَ السُّجودِ، فَيَخْرُجونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امتُحِشُوا، فيُصَبُّ عَلَيْهِم [ماءٌ يقال له:] ماءُ الحياةِ، فيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميل السَّيْلِ (16)، ثُمَّ يَفْرُغُ اللهُ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ العِبادِ، ويَبْقى رجُلٌ [بين الجنة
(14) قوله: (بين ظهري جهنم) أي: على وسطها، ويروى:(بين ظهراني جهنم). ذكره البدر العيني. و (الصراط) جسر ممدود على متن جهنم أحدُّ من السيف، وأدق من الشعر يمر عليه الناس كلهم. اهـ.
(15)
قوله: (من يجيزها) أي: يجوزها، يقال: أجزت الوادي وجزته، لغتان، وفي رواية المستملي:(أول من يجيء). اهـ عيني.
(16)
قوله: (كما تنبت الحبة في حميل السيل): تشبيه في سرعة النبات وطراوته وحسنه، والمراد أن الغثاء الذي يحمله السيل تكون فيه الحبة وهي من بزور الصحراء، فتقع في جانب الوادي فتصبح من يومها نابتة.
والنار] مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ على النَّارِ، هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّار دُخُولاً الجنَّةَ، فيقولُ: أيْ ربِّ! اصْرِفْ وَجْهي عَنِ النَّارِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَني (17) ريحُها، وَأَحْرَقَني ذَكاؤُها، فَيَدْعُو اللهَ بِما شاءَ أنْ يَدْعُوهُ، ثُمَّ يقولُ الله: هَلْ عَسَيْتَ إنْ أُعْطِيتَ ذلك أنْ تسْأَلنَي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لا وعِزَّتِكَ لا أسْأَلُك غَيْرَهُ، وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَواثيقَ ما شاءَ، فَيَصْرِفُ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذا أَقْبَلَ [به] على الجَنَّةِ وَرآها (وفي روايةٍ: رأى بهجتها)، سكَتَ ما شاءَ الله أنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يقولُ: أيْ رَبِّ قدِّمْني إلى بابِ الجَنَّةِ، فيقُولُ اللهُ له: ألَسْتَ قدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَواثيقَك أنْ لا تَسْأَلَني غَيْرَ الذي أُعْطِيتَ أبَداً؟ ويْلَكَ يا ابْنَ آدَمَ! ما أَغْدَرَكَ (18)! فيقُولُ: أيْ رَبِّ! وَيَدْعُو الله (وفي روايةٍ: فيقول: يا ربِّ! لا أكون أشقى خَلْقِكَ)، حتَّى يقولَ: هلْ عَسيْتَ إنْ أُعْطيتَ ذلك أنْ تسْألَ غَيْرَهُ؟ فيقول: لا وعِزَّتِك لا أسْألُكُ غَيْرَهُ، وَيُعطي ما شاء مِنْ عُهُودٍ ومواثيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إلى باب الجنَّة، فإذا قام إلى باب الجنَّةِ انفهقتْ (19) لَهُ الجنَّةُ، فرَأى ما فيها مِنَ الحَبْرَةِ (20) والسُّرورِ، فَيَسْكُتُ، ما شاءَ الله أنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يقولُ: أيْ رَبِّ! أدْخِلْني الجنَّة، فيقُولُ الله: ألَسْتَ قدْ أعْطَيتَ عُهُودَك ومواثيقك أنْ لا تسْألَ غيْر ما أُعْطيْتَ؟ فيَقولُ: ويْلَكَ يا ابْن آدم! ما أغْدَرَكَ! فيقول: أيْ ربِّ! لا أَكُونَنَّ أشْقى خَلْقِكَ، فلا يَزالُ يَدْعُو حَتَّى يضحكَ اللهُ منه، فإذا ضحِكَ منه قال له: ادْخل الجنّة، فإذا دخلَها قالَ اللهُ له: تَمَنَّهْ، فسَأَلَ ربَّهُ وتَمَنّى، حتى إنّ الله ليُذَكِّرُهُ يقُولُ:[زد من كذا وكذا] كذا وكذا، حتَّى [إذا] انْقَطَعتْ بِهِ الأمانيُّ قال الله [تعالى]: ذلِكَ لكَ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ".
(17) قوله: (قد قشبني) أي: آذاني وأهلكني. اهـ.
(18)
قوله: (ما أغدرك) فعل التعجب من الغدر، وهو ترك الوفاء بالعهد.
(19)
قوله: (انفهقت) أي: انفتحت واتسعت. اهـ.
(20)
قوله: (من الحبرة) أي: سعة العيش، ورواية مسلم:(من الخير). اهـ.
قالَ عَطَاءُ بنُ يَزيدَ: وأَبُو سَعيدٍ الخُدْرِيُّ [جالس] مَعَ أبي هُرَيْرَةَ لا يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئاً، حَتَّى إِذا حَدَّثَ أبُو هُرَيْرَةَ أنَّ الله تبارك وتعالى قالَ: ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قالَ أبُو سَعيد الخُدْريُّ: وَعَشَرةُ أَمْثالِهِ مَعَهُ يا أبا هُرَيْرَة! قالَ أبُو هُرَيْرَة: ما حَفِظْتُ إلا قَوْلَهُ: ذلك لك، وَمِثلُهُ مَعَهُ.
قالَ أبُو سَعيدٍ الخُدْريُّ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَوْله:
"ذلك لك، وعشرةُ أمْثالِهِ".
قال أبو هريرة: فذلكَ الرَّجلُ آخِرُ أهْل الجَنَّةِ دخولاً الجنَّة (21).
2735 -
عنْ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ قال:
قُلْنا: يا رسُول الله! هلْ نَرى رَبَّنا يوْمَ القِيامة؟ قال:
"هلْ تُضارُّونَ في رُؤْيةِ الشَّمسِ والقَمَرِ إِذا كانتْ صَحْواً؟ ".
(وفي روايةٍ: "نعم، هل تضارّون في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحابٌ؟ ". قالوا: لا، قال:
"وهل تضارّون في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ضوء ليسَ فيها سحابٌ؟ 5/ 179 "). قُلْنا: لا، قال:
"فَإِنَّكُمْ لا تُضارُّونَ في رُؤْيةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئذٍ إلا كما تُضارُّونَ في رُؤْيتِهما"، ثُم قال:
(21) قلت: في حديث أبي بكر الصديق الطويل في الشفاعة أن هذا الرجل هو الذي أوصى بَنِيهِ أن يحرقوه إذا مات، وقد تقدمت قصته من حديث حذيفة في (ج 2/ برقم 1463)، وتأتي قريباً من حديث أبي سعيد "35 - باب".
" [إذا كانَ يومُ القيامَةِ] يُنادِي مُنادٍ: لِيَذْهَبْ كلُّ قوْمٍ إلى ما كانوا يَعْبُدُون، فيَذْهبُ أَصْحابُ الصَّليبِ معَ صَليبِهِمْ، وَأَصْحابُ الأَوْثانِ مَعَ أوْثانِهِمْ، وَأَصحاب كُلِّ آلِهةٍ مع آلِهَتِهم، [فلا يبقى مَنْ كانَ يعبُدُ غيرَ اللهِ مِنَ الأصْنامِ والأنْصَابِ إلا يتساقطون في النارِ]، حتى يبْقى مَنْ كانَ يَعْبُدُ الله مِنْ بَرّ أَوْ فاجِرٍ، وَغُبَّراتٍ (22) مِنْ أهْلِ الكِتابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كأَنَّها سَرابٌ [يَحْطِمُ بعضُها بعضًا]، فيُقالُ لِلْيَهُودِ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَا نَعْبُدُ عُزَيْرَ بنَ اللهِ، فيُقال: كَذَبْتُم، لم يكنْ للهِ (وفي روايةٍ: ما اتخذَ اللهُ مِنْ) صاحِبةٌ ولا ولَدٍ، فما تُريدون؟ قالوا:[عطشنا]، نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنا، فيُقالُ: اشْربُوا، فيَتَساقَطُون في جَهَنَّم، ثُمَّ يُقالُ لِلنَّصارى: ما كُنْتُم تَعْبدون؟ فيَقُولونَ: كُنَّا نَعْبُدُ المسيحَ بنَ الله، فَيُقالُ: كَذَبْتُم لم يكنْ للهِ (وفي روايةٍ: ما اتخذ الله من) صاحِبة ولا ولد، فما تُرِيدُون؟ فيقُولون:[عطشنا] نُريدُ أنْ تَسْقِيَنا، فيُقالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَساقَطُون، حَتَّى يَبْقى من كانَ يعبدُ اللهَ من بَرٍّ أو فاجرٍ، فيُقالُ لهم: ما يَحْبِسُكُم وقد ذهب الناسُ؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحْوجُ مِنا إليهِ (23) اليومَ، وإنّا سمعنا مُناديا يُنادي: لِيلْحَقْ كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، وإنّما
(22) أي: بقايا، جمع غُبَّر: جمع غابر. اهـ.
(23)
كذا الأصل بضمير الإفراد في جميع النسخ، ولا مرجع له على نسختنا الاستانبولية، قال:"ولفظ الحديث في "تفسير سورة النساء": (قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم) "-كما قال المعلق-.
قلت: وهذا المعنى واضح، وإسناده أصح منه هنا، فإن فيه (سعيد بن أبي هلال)، وكان اختلط، لكن قد رواه من طريقه ابنُ منده في "الإيمان" (3/ 779 - 780) بلفظ:
"قد فارقناهم ونحن أحوج إليهم منا اليوم"، وهذا قريب من اللفظ المذكور، ولكني أخشى أن يكون من تصحيح بعض النساخ، أو المعلق؛ كما فعل ابن حبان، فإنه رواه أيضاً من طريقه (7333) دون قوله:"ونحن أحوج إليهم منا اليوم"، فأظن أنه تعمد حذفها لما فيها من الإشكال، ولعل مسلماً لم يسق لفظ سعيد بن أبي هلال بتمامه لهذا الإشكال. والله أعلم.
ننتظر ربَّنا، قال: فيأتيهم الجبّار في صورةٍ غيرِ صورتهِ التي رأوه فيها أوّل مرَّةٍ، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا (وفي روايةٍ: فيقولون: لا نشرك بالله شيئاً "مرتين أو ثلاثاً")، فلا يُكَلِّمُهُ إلا الأنبياءُ، فيقولُ: هل بينَكُم وبينَهُ آيةٌ تَعرفونَه؟ فيقولون: السَّاقُ، فيكشِفُ [ربُّنا 6/ 72] عن ساقِهِ، فيسْجُدُ له كل مؤمنٍ [ومؤمنةٍ]، ويبقى مَنْ كانَ يسجدُ رياءً وسمعةً، فيذهب كَيْما يسجدَ، فيعودُ ظهرهُ طَبَقاً واحداً، ثم يُؤتى بالجِسرِ (24) فيُجْعَلُ بين ظهريْ جَهنَّمَ، قُلْنا: يا رسول الله! وما الجسْرُ؟ قال: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيفُ (25)، وكلاليبُ، وحسكةٌ مُفلطحةٌ (26)، لها شوْكةٌ عُقيفاءُ (27)، تكون بنجْدٍ، يُقال لها: السَّعْدان، المؤمن عليها كالطَّرْفِ، وكالبرقِ، وكالريحِ، وكأجاويدِ الخيلَ والرِّكابِ، فناجِ مُسَلَّمٌ، وناجِ مَخْدوشٌ، ومكدُوسٌ (28) في نار جهنَّمَ، حتى يَمُرَّ آخِرُهم يُسْحَبُ سَحْباً، فما أنتم بأَشدَّ لي مُناشَدةً في الحقِّ قد تبيَّنَ لكم مِنَ المؤمنِ يوْمئذٍ للجبَّارِ، وإذا رأَوْا أنَّهم قد نجوا في إخوانهم، يقولون: ربَّنا إخوانُنا الذين كانوا يُصَلُّونَ معنا، ويصومونَ معنا، ويعْملون معنا، فَيَقُولُ الله تعالى: اذْهَبُوا؛ فمَنْ وجدتم في قلبه مثقالَ دينارٍ من إيمانٍ فأخرِجُوهُ، ويُحَرِّمُ الله صُوَرَهُم على النارِ، فيأْتُونَهُم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمِه، وإلى أنصافِ ساقيهِ، فَيُخْرِجُونَ
(24) قوله: (بالجسر) بفتح الجيم وكسرها حكاهما ابن السكيت والجوهري، كذا في شرح العيني.
(25)
قوله: (خطاطيف) جمع خطاف وزان خفاش وهو الحديدة المعوجة كالكلوب، وزان، (تنور) الذي هو واحدة الكلاليب. وحسكة شوكة صلبة.
(26)
قوله: (مفلطحة) أي: عريضة وروي: (مطلفحة)، والأول هو المعروف.
(27)
وقوله: (عقيفاء) هي المنعطفة المعوجة، ويروى: عقيفة.
(28)
قوله: (ومكدوس) أي: مصروع، ويروى بالشين المعجمة أي: مدفوع مطرود، ويروى:(مكردس) من كردست الدواب إذا ركب بعضها بعضاً. اهـ من العيني بتصرف في العبارة.