الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل ما ذكره الله تعالى عن نفسه من اسم أو فعل متعلقاً أو مقيداً بشيء، أو مقترناً بمقابله بحيث يوهم ذكره بدونه نقصاً لم يجز إطلاقه عليه تعالى مجرداً دون ذكر متعلقه، ومن ذلك قوله تعالى:{إنا من المجرمين منتقمون} (1)، وقوله تعالى:{والله عزيز ذو انتقام} (2) ولم يرد إطلاق المنتقم.
ومن ذلك المعطي المانع، والضار النافع، فلا يطلق على الله المانع الضار على الانفراد، بل لابد من ازدواجها بمقابلاتها، فإنها لم تطلق على الله في الوحي منفردة.
5-دلالة الأسماء الحسنى في حق الله تعالى:
1-
تدل على الذات مطابقة.
2-
تدل على الصفات المشتقة تضمناً، وهذه أربعة أقسام:
*الأول: الاسم العلم (الله) المتضمن لجميع معاني الأسماء.
*الثاني: ما يتضمن صفة ذات كاسمه (السميع) .
*الثالث: ما يتضمن صفة فعل كاسمه (الخالق) .
*الرابع: ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن النقائص والعيوب، مثل:(القدوس) و (السلام) .
3-
تدل على الصفات غير المشتقة التزاماً.
مثال: دلالة اسْمِهِ تَعَالَى (الرَّحْمَنِ) عَلَى ذَاتِهِ عز وجل مطابقة، وعلى الرحمة تضمناً، وعلى صفة الحياة وغيرها التزاماً.
أما أسماء غيره تعالى فلا تدل على الذات، فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل، وعزيزاً وهو حقير، وشجاعاً وهو جبان، وأسداً وحماراً وكلباً وحنظلة
(1) السجدة: 22.
(2)
آل عمران: 4، المائدة:95.
وعلقمة وليس كذلك. أما الله تعالى فلا يُخَالِفُ اسْمٌ لَهُ صِفَتَهُ وَلَا صِفَتُهُ اسْمًا.
*تنبيه:
أسماء الله تعالى غير مخلوقة، وليست أسماء الله غيره كما يقوله بشر المريسي وابن الثلجي وغيرهما من أهل الضلال حيث زعموا أن أسماء الله تعالى مستعارة مخلوقة ابتدعها البشر لله. وضلال هذا القول ظاهر جداً من وجوه:
*الأول: أن كل مخلوق كان معدوماً كما أنه معرض للفناء وهذا يقتضي أنه سبحانه لم يكن القوي ولا الكريم من أسمائه ثم أصبح كذلك، وقد تزول عنه تلك الأسماء مرة أخرى، تعالى الله عن إفكهم وأباطيلهم.
*الثاني: أن القول بأن أسماءه غيره يقتضي الشرك، فالله تعالى يقول:{قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن..} (1) ، فيلزم هؤلاء أن يقولوا إن الله تعالى أجاز عبادته ودعاءه كما أجاز عبادة غيره، تعالى الله عن ذلك، بل الآية تدل على أن أسماءه تعالى ليست غيره.
*الثالث: أن الله تعالى ذكر في كتابه ما يفيد أن آدم والملائكة لم يعلموا أسماء المخلوقين حتى علمهم الله من عنده، فكذا أسماؤه تعالى، من أين علمها الخلق قبل تعليمه إياهم ما يفيد أن الله هو الذي علم البشر بأسمائه وأسماء غيره لا أنهم هم الذين ابتدعوا له تلك الأسماء، قال تَعَالَى:{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (2) ، كذلك ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مَا يَدُلُّ عَلَى أن البشر إنما يعلمون أسماء الله من لدنه تعالى لا أنهم هم الذين يسمونه، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نفسك أو أنزلته في كتبك أو علمته أحداً من خلقك أو
(1) الإسراء: 110.
(2)
البقرة: 31، 32.