الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أ-توليه الخلافة والدليل على استحقاقه لها:
-وفي صحيح البخاري أنه لما طعن عمر رضي الله عنه قال له المسلمون: أوصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. اسْتَخْلِفْ. قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ - الرَّهْطِ - الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ راضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَقَالَ: ليشهدكم عبد الله بن عمر وليس مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ - كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ - فَإِنْ أَصَابَتِ الْإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّر، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عن عجز ولا خيانة.
فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى علي، فقال أبو طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلَتْ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ. وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف. فقال عبد الرحمن: أيكم تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَلَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ فأُسْكِت (1) الشَّيْخَانِ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ إليَّ وَاللَّهُ عليَّ (2) أَنْ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ؟ قَالَا: نَعَمْ. فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَقَالَ: لَكَ مِنْ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد عملت، فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ. ثُمَّ خَلَا بِالْآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ: ارفع يدك إلى عُثْمَانَ، فَبَايَعَهُ وَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه، وَوَلِجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ، رضي الله عنهم أجمعين.
-وروى الإمام أَحْمَدُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ الله قال لعثمان بن عفان رضي الله عنه: (يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَسَى أَنْ يلبسك قميصاً،
(1) كأن مسكتاً أسكتهما، ويجوز فتح الهمزة والكاف، وهو بمعنى سكت، المراد بالشيخين عثمان وعلي رضي الله عنهما. انظر الفتح ج7 ص86.
(2)
أي عليّ رقيب أو نحو ذلك، فالخبر محذوف. انظر الفتح ج7 ص86.
فإن أرادوك الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي) (ثلاثاً)(1) .
-وروى أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي فِتْنَةً وَاخْتِلَافًا - أَوْ قَالَ: اخْتِلَافًا وَفِتْنَةً -) فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ) ، وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بذلك (2) .
-وروى أبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أنه كان يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأى اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ (3) بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمْرَ) قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا تَنَوُّطُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم (4) .
(1) صحيح. صحيح الجامع الصغير 7824. وانظر المشكاة حديث 6068 ج3 ص1715.
(2)
قال ابن كثير: تفرد به أحمد وإسناده جيد حسن ولم يخرجوه - أي أصحاب الكتب الستة - من هذا الوجه. أ. هـ. ورواه الحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي. بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني (23/96) - وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح، حديث 8522 (مكتب) - وعن مرة بن كعب قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنع فِي ثَوْبٍ فَقَالَ:(هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى) فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. قال: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: (نَعَمْ9 رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال الألباني: وهو كما قال وإسناده صحيح. المشكاة حديث 6067 ولذا كان عثمان يقول حين حاصره أهل الفتنة في داره: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إليّ عهداً وأنا صابر عليه) والحديث صحيح. انظر المشكاة 6070 وما قتله إلا ضلال مفتونون ومنهم ملبس عليهم حركهم ابن سبأ اليهودي بحجة أخذ الخلافة لعلي. انظر العواصم من القواصم لابن العربي.
(3)
أي: عُلِّق. لسان العرب ص4577.
(4)
صحيح. شرح الطحاوية بتحقيق الألباني ص535.