الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
ذكر بعض صفات وتفصيلات لبعض أشراط الساعة الكبرى:
أ- الدابة:
هي دابة عظيمة تكلم الناس وتخبرهم بأحوالهم، قال تعالى:{وإذا رقع الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (1) . قيل: وهي الجساسة المذكورة في صحيح مسلم، وهي دابة أهلب أي غليظة الشعر لا يدري قبلها من دبرها من كثرة الشعر، وقيل وسميت الجساسة لتجسسها الأخبار للدجال. والله أعلم.
وهذه الدابة يكون خروجها على الناس ضحى، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قريباً) .
ب-الدجال:
والأحاديث في ذكره وَصِفَتِهِ وَالْإِنْذَارِ مِنْهُ وَالتَّحْذِيرِ عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ أن تحصى، لكن نذكر ههنا ملخصاً لذلك مما رواه مسلم في صحيحه:
-فمن صفته أنه شاب قَطَط (2) أعور العين اليمنى مكتوب بين عينيه كافر (ك ف ر) يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب، وعلى عينه ظفرة غليظة - جلدة تغشى البصر أو لحمة تنبت عند المآقي -.
(1) النمل: 82.
(2)
أي أن شعره جعد قصير، والقطط شعر الزنجي. لسان العرب ص3672.
يهبط كل قرية في أربعين ليلة إلا مكة والمدينة على أنقابها الملائكة تحرسها، وترجف الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ يَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كافر ومنافق.
-يعصم منه من قرأ عليه فواتح سورة الكهف.
-يخرج خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فعاثٍ يَمِينًا وعاثٍ شمالاً، فيلبث في الأرض أربعين يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وسائر أيامه كأيامنا واليوم الذي هو أكبر من يومنا يُقدر له قدره من الصلاة، وينزل الدجال أول ما ينزل بالجُرُف قرب المدينة فيخرج إليه منافقوها، ويفر الناس منه في الجبال، والعرب يومئذ قليل، ويتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفاً.
-أما إسراعه في الأرض فكالغيث استدبرته الريح.
-ومعه ما يفتن الناس، فيؤمنون له فتمطرهم السماء وتخرج الأرض لهم الثمار وتدبر الأنعام لهم اللبن، ومن يكفرون به يصبحون ممحلين في خراب، ومعه نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ، أَحَدُهُمَا رَأَيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، والآخر رأي العين نار تأجج - يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(فإما أدركهما أحد فليأت الذي يراه ناراً وليغمض عينيه ثم ليطأطيء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد)
-ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتطيعه.
-ويأمر بالرجل فيقطعه جزلتين ثم يمر بينهما فيقوم حياً، ويحاول أن يفتن مسلماً فيفعل به مثل ذلك فيقول الرجل: ما ازددت فيك إلا بصيرة، فيحاول الدجال قتله فلا يستطيع، فيأخذ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قذفه إلى النار.
-ويأمر برجل متليء شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين مية الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فبينما هو كذلك إذا بالمسيح ابن مريم فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله.