المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ب-ظهور الخوارج وبيان فساد مذهبهم - مختصر معارج القبول

[هشام آل عقدة]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة مختصر معارج القبول

- ‌مقدمة كتاب معارج القبول

- ‌أ-أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته:

- ‌ب-أنه سبحانه وتعالى سيبعث هؤلاء الخلق بعد الموت ليحاسبهم بمقتضى تلك العبادة:

- ‌ج-تعريف الْعِبَادَةَ:

- ‌د-أخذ الله تعالى على بني آدم ثلاثة مواثيق:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق

- ‌أسئلة:

- ‌القسم الأول من أقسام التوحيد: التوحيد الخبري الاعتقادي (توحيد المعرفة والإثبات)

- ‌أولاً: إثبات ذاته تعالى (البراهين على وجود الله عز وجل :

- ‌بيان أن الاستدلال على وجوده تعالى وربوبيته بمخلوقاته وعظيم ملكه هو منهج الأنبياء والأئمة والعقلاء وأصحاب الفطرة الصافية

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق

- ‌أسئلة:

- ‌ثانياً: أسماء الله الحسنى وصفاته العلى:

- ‌1-تعريف أسماء الله الحسنى:

- ‌2-عددها:

- ‌3-فضل من تعلم تسعة وتسعين منها:

- ‌5-دلالة الأسماء الحسنى في حق الله تعالى:

- ‌6-معنى إحصاء أسماء الله تعالى التسعة والتسعين المؤدي إلى دخول الجنة:

- ‌7-الإلحاد في الأسماء والصفات:

- ‌ب-وأقسامه:

- ‌8-صفات الله العلي:وهي من ناحية تعلقها بأسماء الله تعالى

- ‌9-معاني بعض الأسماء والصفات:

- ‌1-الرب:

- ‌2-ذو الجلال:

- ‌3-الكبير:

- ‌4-الخالق:

- ‌5-الباريء:

- ‌6-المصور:

- ‌7-الأول:

- ‌8-الآخر:

- ‌9-الظاهر:

- ‌10-الباطن:

- ‌11-الأحد:

- ‌12-الصمد:

- ‌13-البر:

- ‌14-الْمُهَيْمِنُ:

- ‌15-العلي:

- ‌الأدلة على فوقيته سبحانه وتعالى من الكتاب والسنة:

- ‌بيان أن التابعين كانوا يعرفون أن الله في السماء فوق عرشه:

- ‌بيان أن من بعد التابعين كذلك من علماء السلف وفقهاء المذاهب من الأئمة الأربعة وغيرهم كانوا يقولون بأن الله في السماء:

- ‌بيان أن الله تعالى مع استوائه فوق عرشه فإنه مطلع على أخفى خفايا عباده:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌16-الحي

- ‌17-القيوم:

- ‌18-الإرادة:

- ‌19، 20 -السمع والبصر:

- ‌21-العلم:

- ‌22-الغني:

- ‌23-الكلام:

- ‌القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق:

- ‌حكم من قال بخلق القرآن:

- ‌أصل القول بخلق القرآن

- ‌اللفظية وحكمهم:

- ‌الواقفة وحكمهم:

- ‌الطوائف المخالفة لأهل السنة في كلام الله تعالى

- ‌1-الاتحادية

- ‌2-الفلاسفة:

- ‌3-الجهمية:

- ‌4-الْكُلَّابِيَّةِ

- ‌5-مذهب الأشاعرة

- ‌6-مذهب الكرامية

- ‌7-مَذْهَبُ السَّالِمِيَّةِ

- ‌تلخيص عقيدة أهل السنة والجماعة في كلامه تعالى:

- ‌24-النزول:

- ‌25-إثبات أنه تعالى يرى في الآخرة الجنة:

- ‌26-إثبات كل ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم غير ما سبق كما في الأمثلة التالية من الآيات والأحاديث:

- ‌10-أمثلة لبعض التأويلات المنحرفة التي لجأت إليها الفرق المخالفة لأهل السنة حين تعرضوا لأسماء الله تعالى وصفاته:

- ‌تأويلهم الاستواء بالاستيلاء

- ‌تأويلهم قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً}

- ‌تأويلهم اليد بالنعمة

- ‌11-نبذة عن بعض الفرق الملحدة في توحيد المعرفة والإثبات:

- ‌أ-الجهمية:

- ‌ب- الحلولية:

- ‌جـ- الاتحادية:

- ‌د-القدرية:

- ‌هـ-الجبرية:

- ‌الفلاسفة:

- ‌المعتزلة:

- ‌الأشاعرة:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌القسم الثاني من أقسام التوحيد: توحيد الطلب والقصد (توحيد الألوهية) وأنه معنى لا إله إلا الله

- ‌1-توحيد الإثبات أعظم حجة على توحيد الطلب والقصد:

- ‌2-الإقرار لله بالربوبية لا يكفي وحده للدخول في دين الإسلام:

- ‌3- تلازم أنواع التوحيد وفساده بفساد أحدها:

- ‌4-مكانة توحيد الألوهية وعلاقته بشهادة أن لا إله إلا الله وبيان معنى هذه الكلمة:

- ‌5-فَضْلُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ:

- ‌6-شروط (لا إله إلا الله) التي لا ينتفع قائلها إلا باستكمالها:

- ‌1-الْعِلْمُ:

- ‌2-اليقين:

- ‌3-القبول:

- ‌4-الانقياد:

- ‌6-الْإِخْلَاصُ:

- ‌7-الْمَحَبَّةُ:

- ‌علامات محبة العبد لربه:

- ‌7-بيان إِنَّ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تتضمن أو لا تتم إِلَّا بِشَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌8-بيان أنه لا تناقض بين أحاديث أن الشهادتين سبب لدخول الجنة، وأحاديث الوعيد بالنار أو تحريم الجنة على من فعل بعض الذنوب، ونحو ذلك من أحاديث الوعد والوعيد:

- ‌أ-تعريف العبادة:

- ‌ب-أركان العبادة وشروطها:

- ‌1-صدق العزيمة:

- ‌2-الإخلاص:

- ‌3-المتابعة:

- ‌جـ - بعض أنواع العبادة:

- ‌1-الدعاء:

- ‌2-الخوف:

- ‌3-التوكل:

- ‌4-الرجاء:

- ‌5-الرغبة والرهبة والخشوع:

- ‌6-الخشية:

- ‌7-الْإِنَابَةُ:

- ‌8-الخضوع والاستعاذة:

- ‌9-الِاسْتِعَانَةُ:

- ‌10-الاستغاثة:

- ‌11-الذبح:

- ‌12-النذر:

- ‌د-حكم صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الباب الثانيالشرك وأنواعه

- ‌1-تعريف (ضد التوحيد وهو الشرك) :

- ‌أ-ضد توحيد الربوبية:

- ‌ب-ضد توحيد الأسماء والصفات (الإلحاد) :

- ‌جـ-ضد توحيد الألوهية:

- ‌2-بدء ظهور الشرك في بني آدم:

- ‌3-أول من دعا العرب إلى عبادة الأصنام في الجزيرة العربية:

- ‌4-أَسْبَابُ تَلَاعُبِ الشَّيْطَانِ بِالْمُشْرِكِينَ فِي عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ:

- ‌5- بيان قبح الشرك ووعيد فاعله وأنه أعظم ذنب عصي الله به:

- ‌أ-الشرك الأكبر:

- ‌معنى الشرك الأكبر وبيان شرك المشركين الذين أرسل إليهم محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌بيان ما زاده مشركوا زماننا على شرك الأولين:

- ‌أقسام المعبودين من دون الله وعاقبتهم:

- ‌ب-الشرك الأصغر:

- ‌1-الرياء:

- ‌2-الحلف بغير الله:

- ‌7-أمثلة لبعض أمور شركية يفعلها العامة، وفيه حكم الرقى والتمائم:

- ‌أ-التعاليق:

- ‌1-الودعة:

- ‌2-الناب:

- ‌3-الحلقة:

- ‌4-أعين الذئاب:

- ‌5-الخيط:

- ‌6-العضو من النسور:

- ‌7-الوتر:

- ‌8-التمائم:

- ‌ب-الرقى:

- ‌جـ-التبرك بالأشجار والأحجار والبقاع والقبور وما يحصل عندها من الشركيات والبدع، وفيه أقسام الزيارة:

- ‌1-الاستشفاء بتربة القبور:

- ‌2-التبرك بالأشجار والأحجار والبقاع والقبور واتخاذها أعياداً:

- ‌3-تعلية القبور والبناء عليها وإيقادها:

- ‌زيارة المقابر وأقسامها:

- ‌1-زيارة شرعية:

- ‌2-زيارة بدعية:

- ‌3-زيارة شركية:

- ‌د-التمادي في إطرائه صلى الله عليه وسلم والغلو في الصالحين:

- ‌8-بيان حقيقة السحر وحكم الساحر

- ‌أ-مذهب أهل السنة وأنهم يثبتون حقيقة السحر:

- ‌ب-بيان أن ما ثبت من أنه صلى الله عليه وسلم سُحِرَ لا يتنافى مع عصمته:

- ‌جـ- حكم الساحر:

- ‌د-حد الساحر:

- ‌عقوبة الساحرة:

- ‌ساحر أهل الكتاب:

- ‌هل تقبل توبة الساحر إذا تاب

- ‌هـ-تعريف النشرة وحكمها:

- ‌وذم التنجيم وأنه من أنواع السحر:

- ‌حكم الاشتغال به

- ‌9-الكهانة، تعريفها وحكمها:

- ‌أ-الْكَاهِنُ:

- ‌ب-الفرق بين قدرة الشياطين على استراق السمع قبل البعثة وبعدها:

- ‌جـ-حكم الكاهن:

- ‌حكم من أتى كاهناً فسأله عن شيء:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الجزء الثاني

- ‌الباب الأول: الإسلام والإيمان والإحسانوهو يجمع بين حديث جبريل عليه السلام

- ‌الفصل الأول: الإسلام

- ‌ثانياً - أركان الإسلام:

- ‌ الشهادتان:

- ‌ الصلاة:

- ‌أ-فرضيتها:

- ‌ب-حكم تاركها وعقوبته:

- ‌ الزكاة

- ‌أ-فرضيتها:

- ‌ب-حكم تاركها:

- ‌ الصيام:

- ‌أ-تعريفه:

- ‌ب-فرضيته:

- ‌جـ-‌‌ حكم تاركه:

- ‌ حكم تاركه:

- ‌ الحج:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الفصل الثاني: الإيمان

- ‌أولاً: تعريف الإيمان:

- ‌أ-الإيمان لغة وشرعاً:

- ‌ب-الإيمان قول وعمل:

- ‌جـ- أنواع الكفر:

- ‌د-أقوال المخالفين لأهل السنة في الإيمان:

- ‌خلاصة القول في الفرق بين الإسلام والإيمان، والفرق بين المؤمن والمسلم:

- ‌الإسلام والإيمان يجتمعان ويفترقان:

- ‌كل مؤمن مسلم ولا عكس:

- ‌معنى الْتِزَامَ الدِّينِ الَّذِي يَكُونُ بِهِ النَّجَاةُ مِنْ خزي الدنيا وعذاب الآخرة:

- ‌أسئلة:

- ‌ثانياً: أركان الإيمان:

- ‌الركن الأول: الإيمان بالله:

- ‌الركن الثاني: الإيمان بالملائكة:

- ‌الركن الثالث: الإيمان بالكتب المنزلة:

- ‌الركن الرابع: الإيمان برسل الله عز وجل:

- ‌أ- الفرق بين الرسول والنبي:

- ‌ب-حكم من كفر بواحد منهم:

- ‌جـ- معنى الإيمان بالرسل:

- ‌د-أول الرسل:

- ‌هـ- أولو العزم من الرسل:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر:

- ‌1-أمارات الساعة:

- ‌ ذكر بعض صفات وتفصيلات لبعض أشراط الساعة الكبرى:

- ‌أ- الدابة:

- ‌ب-الدجال:

- ‌جـ-نزول المسيح ابن مريم:

- ‌د-يأجوج ومأجوج:

- ‌الصعقة وما بعدها من المطر بعد فناء الدنيا:

- ‌2-الإيمان بالموت:

- ‌3-الإيمان بما بعد الموت بما فيه من سؤال القبر وعذابه:

- ‌أ-شبه منكري سؤال القبر وعذابه ونعيمه والرد عليها:

- ‌1-الآية الأولى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} :

- ‌2-الآية الثانية: {وما أنت بمسمع من في القبور} :

- ‌3- شبهتهم العقلية في المصلوب الذي يرونه بعد الصلب لا يعذب ونحو ذلك:

- ‌ب- الأدلة على السؤال في القبر والعذاب أو النعيم:

- ‌4-الإيمان بالصور والنفخ فيه:

- ‌5-البعث والنشور:

- ‌أ-بعض نصوص الكتاب والسنة في البعث والنشور

- ‌ب-أصناف منكري البعث:

- ‌جـ-قول ابن سينا في البعث ونبذة عنه وعن عقيدته وأكبر أنصاره:

- ‌د-ما لا يبلى في القبر:

- ‌1-أجساد الأنبياء:

- ‌2-أجساد الشهداء:

- ‌3-عَجْب الذنب من كل إنسان:

- ‌4-الأرواح:

- ‌6-الحشر:

- ‌7-جمع الخلائق في الموقف وأحوالهم فيه:

- ‌8- اللقاء:

- ‌أ- بعض نصوص الكتاب في اللقاء:

- ‌ب- بعض نصوص السنة في اللقاء:

- ‌9-العرض والحساب:

- ‌أ-المراد بالعرض والحساب:

- ‌ب-بعض الآيات والأحاديث في العرض والحساب:

- ‌10-المجيء بالكتاب والأشهاد، وشهادة الأعضاء والجوارح:

- ‌أ-وضع الكتاب ومجيء الأشهاد:

- ‌ب-شهادة الأعضاء والجوارح:

- ‌11-نشر صحائف الأعمال وأخذ أهلها لها باليمين أو الشمال:

- ‌12-الميزان:

- ‌أ-بعض نصوص الكتاب والسنة في الميزان:

- ‌ب-الأقوال في الموزون:

- ‌13-الصراط:

- ‌أ-بعض الآيات والأحاديث في الصراط:

- ‌ب-منكرو الصراط:

- ‌14-الاقتصاص من الظالم للمظلوم:

- ‌15-الإيمان بالجنة والنار:

- ‌أ-كَوْنُهُمَا حَقًّا لَا رَيْبَ فِيهِمَا وَلَا شَكَّ، وَأَنَّ النَّارَ دَارُ أَعْدَاءِ اللَّهِ، وَالْجَنَّةَ دَارُ أوليائه:

- ‌ب-اعتقاد وجودهما الآن:

- ‌جـ-اعتقاد دوامها وَبَقَائِهِمَا بِإِبْقَاءِ اللَّهِ لَهُمَا وَأَنَّهُمَا لَا تَفْنَيَانِ أبداً ولا يفنى من فيهما:

- ‌إِخْرَاجُ عُصَاةِ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ النَّارِ:

- ‌أقوال بعض أهل الضلال فيما يتعلق بالجنة والنار:

- ‌16-الإيمان بما جاء في الكوثر وحوض نبينا صلى الله عليه وسلم وأن له لواء الحمد يوم القيامة وأنه سيد الناس يومئذ:

- ‌17-الإيمان بالشفاعة وأحاديثها والمقام المحمود:

- ‌أ-شروط الشفاعة

- ‌ب-أنواع الشفاعة:

- ‌أسعد الناس بشفاعته صلى الله عليه وسلم

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق

- ‌أسئلة:

- ‌الركن السادس: الإيمان بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَر:

- ‌1-الأدلة على القدر من الكتاب والسنة وذكر بعض أقوال الصحابة في ذلك:

- ‌2-مراتب الإيمان بالقدر:

- ‌3-قول أهل السنة وأقوال المخالفين لهم من أهل الضلال (القدرية والجبرية) في مشيئة العباد وقدرتهم على أعمالهم

- ‌أ-أدلة أهل السنة على مذهبهم:

- ‌ب-الجبرية وتأويلاتهم الفاسدة السخيفة لآيات الله عز وجل:

- ‌جـ- القدرية وما جاء في ذمهم وحكمهم من النصوص والآثار وأقوال الأئمة:

- ‌4-القدر السابق لا يمنع من العمل:

- ‌5-الكلام على بعض الاعتقادات الجاهلية التي تتعارض مع الإيمان بالقدر:

- ‌أ-الكلام على النوء:

- ‌ب-الكلام على العدوى والجمع بين ما ورد في نفيها وبين الأمر بالفرار من المجذوم، والنهي عن إيراد الممرض على المصح وعن القدوم على بلاد الطاعون:

- ‌جـ-الكلام على الطيرة والغول:

- ‌الفأل:

- ‌كفارة الطيرة وما يذهبها

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الفصل الثالث: الإحسان

- ‌1-معنى الإحسان:

- ‌2-درجات الإحسان

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الباب الثاني

- ‌الفصل الأول: في ست مسائل تتعلق بمباحث الدين

- ‌1- الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ:

- ‌2-تفاضل أهل الإيمان فيه:

- ‌حكم قول أنا مؤمن وحكم الاستثناء في الإيمان

- ‌3-فاسق أهل القبلة مؤمن ناقص الإيمان:

- ‌4-الْعَاصِي لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ وَأَمْرُهُ إلى الله:

- ‌طبقات العصاة من أهل التوحيد في الآخرة:

- ‌المخالفون لأهل السنة في ذلك والرد عليهم:

- ‌5-فاسق أهل القبلة في العقاب وعدمه تحت المشيئة ولا يكفر بالكبيرة إلا من استحلها:

- ‌6-التَّوْبَةَ فِي حَقِّ كُلِّ فَرْدٍ مَقْبُولَةٌ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ سَوَاءٌ مِنْ كُفْرٍ أَوْ دُونِهِ من أي ذنب كان:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الفصل الثانيفِي مَعْرِفَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَتَبْلِيغِهِ الرِّسَالَةَ، وَإِكْمَالِ اللَّهِ لَنَا بِهِ الدِّينَ، وَأَنَّهُ خَاتَمُ الْنَبِيِّينَ، وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَأَنَّ مَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَعْدَهُ فَهُوَ كَاذِبٌ، يكفر من صدقه واتبعه

- ‌1-تعريف موجز بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌أ-نسبه صلى الله عليه وسلم ومولده:

- ‌ب-بدء الوحي إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌جـ-حديث الإسراء والمعراج:

- ‌الإسراء والمعراج كانا بالروح والجسد، يقظة لا مناماً

- ‌هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ربه

- ‌د-هِجْرَتِهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ:

- ‌هـ-الإذن بالقتال وفرض الفرائض التي لم تفرض من قبل:

- ‌ووفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌2-تبليغه صلوات الله وسلامه رسالة الله، وختم النبوات به، وبيان فضله صلى الله عليه وسلم وبعض معجزاته:

- ‌أ-عموم رسالته صلى الله عليه وسلم لجميع الأمم:

- ‌ب-تبليغه صلى الله عليه وسلم الرسالة وما يتضمنه ذلك من مسائل:

- ‌الأولى: أنه صلى الله عليه وسلم مُبَلِّغٌ عَنِ اللَّهِ عز وجل

- ‌الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم بَلَّغَ جَمِيعَ مَا أُرْسِلَ بِهِ

- ‌الثَّالِثَةُ: أَنَّ هَذَا الَّذِي بَلَّغَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَبِّهِ تَعَالَى هُوَ جَمِيعُ دِينِ الْإِسْلَامِ

- ‌الرَّابِعَةُ: أَنَّ هَذَا الدِّينَ التَّامَّ الْمُكَمِّلَ الَّذِي بَلَّغَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّاسِ كَافَّةً لَا يَقْبَلُ زِيَادَةً عَلَى مَا شُرِعَ فِيهِ مِنْ أَصُولِ الْمِلَّةِ وَفُرُوعِهَا وَلَا نَقْصًا مِنْهَا وَلَا تَغْيِيرًا وَلَا تَبْدِيلًا

- ‌الْخَامِسَةُ: أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم خَاتَمُ الرُّسُلِ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَكِتَابُهُ خَاتَمُ الكتب:

- ‌جـ-صفة خاتم النبوة:

- ‌د-بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌هـ-حكم التفضيل بين الأنبياء:سبق في الحديث الصحيح تفضيله صلى الله عليه وسلم على الأنبياء ببعض الخصائص، كما سبق أيضاً من الأحاديث ما يبين فضله في الآخرة عليهم مثل كونه أول من تنشق الأرض عنه، وأنه أول شَافِعٍ وَأَوَّلَ مُشَفَّعٍ، وَأَوَّلَ مَنْ يَسْتَفْتِحُ بَابَ الْجَنَّةِ وَأَ

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الفصل الثالثفِي مَنْ هُوَ أَفْضَلُ الْأُمَّةِ بَعْدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الصَّحَابَةِ بِمَحَاسِنِهِمْ وَالْكَفِّ عَنْ مَسَاوِئِهِمْ وَمَا شَجَرَ بينهم رضي الله عنهم

- ‌الخليفة الأول: أبوبكر الصديق رضي الله عنه:

- ‌أ-خلافته:

- ‌ب- فضله:

- ‌الخليفة الثاني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- ‌خلافته وفضله:

- ‌الخليفة الثالث: عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- ‌أ-توليه الخلافة والدليل على استحقاقه لها:

- ‌ب-كتابته المصاحف وجمعه الناس على مصحف واحد:

- ‌الخليفة الرابع: علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

- ‌أ-ذكر أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ب-ظهور الخوارج وبيان فساد مذهبهم

- ‌2-بقية العشرة المبشرين بالجنة، وسائر الصحابة الكرام وترتيبهم في الفضل:

- ‌3-أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم:

- ‌4-وُجُوبِ السُّكُوتِ عَنِ الْخَوْضِ فِي الْفِتَنِ الَّتِي جرت بين الصحابة:

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

- ‌الخاتمةفِي وُجُوبِ التَّمَسُّكِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالرُّجُوعِ عِنْدَ الاختلاف إليهما، فما خالفهما فهو رد

- ‌الفصل الأولفي ذكر وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌أولاً: بعض الأدلة من القرآن الكريم على ذلك:

- ‌ثانياً: من السنة:

- ‌الفصل الثانيفي تحريم القول على الله بِلَا عِلْمٍ، وَتَحْرِيمِ الْإِفْتَاءِ فِي دِينِ اللَّهِ بما يخالف النصوص

- ‌الْفَصْلُ الثَّالِثُفِي عِظَمِ إِثْمِ مَنْ أَحْدَثَ في الدين ما ليس منه

- ‌الفصل الرابعفي معنى البدعة وبيان أن البدع كلها مردودة، وفي ذكر أقسامها

- ‌أولاً: معنى البدعة وأن البدع كلها مردودة:

- ‌ثانياً: أقسام البدع:

- ‌1-أقسام البدع بحس إخلالها بالدين:

- ‌أ-البدع المكفرة:

- ‌ب-الْبِدَعِ الَّتِي لَيْسَتْ بِمُكَفِّرَةٍ:

- ‌2-أقسام البدع بحسب ما تقع فيه:

- ‌أ-البدع في العبادات:

- ‌حكم العبادة التي وقعت فيها البدعة:

- ‌ب-البدع فِي الْمُعَامَلَاتِ:

- ‌الفصل الخامسفي وجوب الاحتكام إلى الكتاب والسنة في كل ما وقع فيه من الخلاف

- ‌الأبيات المتعلقة بما سبق:

- ‌أسئلة:

الفصل: ‌ب-ظهور الخوارج وبيان فساد مذهبهم

‌ب-ظهور الخوارج وبيان فساد مذهبهم

(1) :

وعلي رضي الله عنه هو مبيد ومدمر كُلِّ خَارِجِيٍّ، نِسْبَةً إِلَى الْخُرُوجِ مِنَ الطَّاعَةِ وَلَكِنْ صَارَ هَذَا الِاسْمُ عَلَمًا عَلَى الحروريَّة (2) الذين كفّروا أهل القبلة بالمعاصي وَحَكَمُوا بِتَخْلِيدِهِمْ فِي النَّارِ بِذَلِكَ، وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، حَتَّى الصَّحَابَةَ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ أهل بد وَغَيْرِهِمْ، حَتَّى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (3) وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَخَبَّابَ وَأَقْرَانَهُمْ رضي الله عنهم، ثم صار هذا الاسم عاماً

(1) قال ابن رجب رحمه الله: (وقد اختلف العلماء في حكمهم فمنهم من قال: هم كفار فيكون قتلهم لكفرهم. ومنهم من قال: إنما يقتلون لفسادهم في الأرض بسفك دماء المسلمين وتكفيرهم لهم) جامع العلوم والحكم ص: 120، 121، وقال ابن تيمية رحمه الله:(الخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيراً لها ولم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الآثار عنهم بذلك في غير هذا الموضع) وقال أيضاً: (ومن قال إن الثنتين وسبعين فرقة كل واحد منهم يكفركفراً ينقل عن الملة فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة) مجموع الفتاوى (7/217، 218) .

(2)

نسبة إلىحَرُوراء، وهو المكان الذي نزلوا فيه وأبَوْا أن يساكنوا علياً رضي الله عنه بالكوفة. انظر البداية والنهاية ج7 ص289. والضبط من لسان العرب ص 1126، وقال النووي رحمه الله: الحرورية هم الخوارج سموا حرورية لأنهم نزلوا حَرُوراء وتعاقدوا عندها على قتال أهل العدل، وحَرُوراء بفتح الحاء وبالمد قرية بالعراق قريبة من الكوفة وسموا خوارج لخروجهم على الجماعة وقيل لخروجهم عن طريق الجماعة وقيل لقوله صلى الله عليه وسلم: (يخرج من ضئضيء هذا) . انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج7 ص164.

(3)

زعموا أنه كفر يجعله الرجال حكاماً بينه وبين خصومه وإنما الحكم لله، وانظر الدروس المستفادة من مناقشة ابن عباس لهم في ذلك ورجوع كثير منهم بعدها في مجلة البيان، العدد (12) .

ص: 382

لِكُلِّ مَنِ اتَّبَعَ مَذْهَبَهُمُ الْفَاسِدَ وَسَلَكَ طَرِيقَتَهُمِ الخائبة، وكل ذنب يكفرون به المؤمنين تَكْفِيرٌ لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ وُجُوهٍ عَدِيدَةٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ:

-فَمِنْهَا أَنَّ تَكْفِيرَ الْمُؤْمِنِ إِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كَفَرَ فَاعِلُهُ كَمَا فِي الْحَدِيثِ: (أيما امريء قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ)(1) .

-وَمِنْهَا أَنَّ مِنْ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ الَّتِي يُكَفِّرُونَ بِهَا الْمُؤْمِنِينَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَهُمْ أَسْرَعُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِيمَانِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ.

-وَمِنْهَا أَنَّ الْمُؤْمِنَ وَإِنْ عَمِلَ الْمَعَاصِي فَهُوَ لَا يَسْتَحِلُّهَا وَإِنَّمَا يَقَعُ فِيهَا لِغَلَبَةِ نَفْسِهِ إِيَّاهُ وَتَسْوِيلِ شَيْطَانِهِ لَهُ وَهُوَ مُقِرٌّ بِتَحْرِيمِهَا وَبِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنَ الْحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ فِيمَا ارْتَكَبَهُ، وَهُمْ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ قَتْلَهَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَيَأْخُذُونَ الْأَمْوَالَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ أَخَذَهَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَيَفْعَلُونَ الْأَفَاعِيلَ الْقَبِيحَةَ مُسْتَحِلِّينَ لَهَا، وَالَّذِي يَعْمَلُ الْكَبِيرَةَ مُسْتَحِلًّا لَهَا أولى بالكفر ممن يعملها مقراً بتحريمها، إِذْ هُوَ تَكْذِيبٌ بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ رُسُلَهُ عليهم السلام، وَإِنَّمَا تَوَقَّفَ الصَّحَابَةُ عَنْ تَكْفِيرِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ (2) لِأَنَّهُمْ كَانُوا يتأولون فحكموا أنهم بغاة.

وفي الصَّحِيحِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -

(1) رواه مسلم في الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأيه المسلم يا كافر. وهذا لفظه ورواه البخاري بنحوه في الأدب، باب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال. وانظر شرح النووي ج2 ص49، الفتح ج10 ص531.

(2)

وهو الموضع الذي اجتمع فيه الخوارج ودارت فيه المعركة الفاصلة، وهُزِموا شر هزيمة. انظر البداية والنهاية (7/297-300) .

ص: 383

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجعِرّانة (1) مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، وَفِي ثَوْبِ بِلَالٍ فِضَّةٌ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا وَيُعْطِي النَّاسَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ. قَالَ: (وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ؟ لَقَدْ خبت وخسرت إن إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ) . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْتُلُ هَذَا الْمُنَافِقَ، فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ) .

وفيه عن أبي سعيد في قصة الذهبية (فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ غَائِرُ العينين ناتيء الْجَبِينِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إن من ضئضيء (2) هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) وفي لفظ:(ثمود) .

ج-الرافضة وأقسامهم (3) وموقفه رضي الله عنه منهم:

وعلي رضي الله عنه هو كذلك مبيد كل رافضي فاسق.

(1) بكسر الجيم والعين وتشديد الراء، وقد تسكن العين (الجِعْرَانة) وهي بين الطائف ومكة. انظر الفتح ج7 ص643.

(2)

الضئضيء: الأصل. يقال ضئضيء صدق، وضؤضؤ صدق. وحكى بعضهم ضئضيء بوزن قنديل. يريد أنه يخرج من نسله وعقبه. ورواه بعضهم بالصاد المهملة وهو بمعناه. (النهاية) .

(3)

الشيعة لا يكفرون بإطلاق وإنما يكفر من أظهر منهم القول بأن في القرآن زيادة ونقصاناً، وسب جميع الصحابة أو معظمهم ونحو ذلك، أما العامة الذين لا يظهرون مثل هذه الأقوال فنكل أمرهم إلى الله وهم من أهل القبلة، وممن قال بكفر من سب جميع الصحابة أو معظمهم بالكفر أو الردة أو الفسق ابن تيمية - في الصارم المسلول - والهيثمي. ومن سب بعضهم سباً يطعن في دينهم كاتهامهم بالكفر أو الفسق ففي تكفيره خلاف، ويرى الهيثمي تكفير من كفّر أبا بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة - كما سيأتي في حديث العشرة المشهود لهم بالجنة ص 393.

يراجع مقال شرح اعتقاد أهل السنة في الصحابة لمحمد بن عبد الله الوهيبي في مجلة البيان، العدد (25) . =

=وانظر وجاء دور المجوس، الجزأ الأول (الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية) ص152-153 ط الرابعة، والجزء الثاني (أمل والمخيمات الفلسطينية) ص10-11 ط الأولى، للدكتور عبد الله محمد الغريب.

ص: 384

-وَالرَّافِضِيُّ نِسْبَةٌ إِلَى الرَّفْضِ وَهُوَ التَّرْكُ بِازْدِرَاءٍ واستهانة، سموا بذلك لرفضهم الشيخين أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما (1) ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمَا ظلما علياً واغتصباه الخلافة ومنعا فاطمة رضي الله عنها فَدَك (2) .

(1) وفي منهاج السنة أنهم كانوا يعرفون بالشيعة قبل أن يعرفوا بالرافضة وإنما ظهر لفظ الرافضة في زمن زيد بن علي بن الحسين فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترم عليهما رفضه قوم فقال لهم رفضتموني، فسموا رافضة لرفضهم إياه، وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم إليه. ومن حينئذ افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية. وقبل تسميتهم بالرافضة كانوا يسمون أيضاً بالخشبية لقولهم إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم فقاتلوا بالخشب. وبهذا يعرف كذب لفظ الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة. انظر منهاج السنة لابن تيمية (1/8) وقال الشيخ عبد العزيز القاري حفظه الله:(أول من أطلق هذا الاسم عليهم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لما غدروا به وسلموا لأعدائه فقتلوه وصلبوه، وقال لهم: رفضتموني، وذلك لأنهم أرادوه على أن يتبرأ من الخليفتين الصديق والفاروق فأبى وقال: كيف أتبرأ من وزيري جدي صلى الله عليه وسلم. فوصف الروافض يضم فيما يضمه الاثنا عشرية لرفضهم إمامة الشيخين وتبرءهم منهما، بل لرفضهم الصحابة جميعاً إلا أربعة نفر) انظر برنامج عملي للمتفقهين ص: 26.

(2)

قرية بخيبر. لسان العرب ص3365 وانظر الرد على أولئك الضالين في ذلك في العواصم من القواصم لابن العربي بتعليق محب الدين الخطيب ص48-50 والكتاب كله مفيد في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

ص: 385

-وَهُمْ أَقْسَامٌ كَثِيرَةٌ لَا كَثَّرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى:

1-

السبئية، أَتْبَاعُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ الْيَهُودِيِّ قَبَّحَهُ الله، وهم أَعْظَمَهُمْ غُلُوًّا وَأَسْوَأَهُمْ قَوْلًا وَأَخْبَثَهُمُ اعْتِقَادًا بَلْ وأخبث من اليهود والنصارى، فقد كَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِي عَلِيٍّ رضي الله عنه الْإِلَهِيَّةَ كَمَا يَعْتَقِدُ النَّصَارَى فِي عِيسَى عليه السلام، وَهُمُ الَّذِينَ أَحْرَقَهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِالنَّارِ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري والسند وَأَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَحْرِقْهُمْ لِنَهِيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاتعذبوا بِعَذَابِ اللَّهِ) وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ) .

وَكَانَ كَبِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأٍ يَهُودِيًّا ثُمَّ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَابْتَدَعَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي الْفَتْحِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قال: قيل لعي رضي الله عنه: إِنَّ هُنَا قَوْمًا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ رَبَّهُمْ، فَدَعَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ: وَيْلَكُمُ مَا تَقُولُونَ؟ قَالُوا: أَنْتَ رَبُّنَا وَخَالِقُنَا وَرَازِقُنَا. قَالَ: وَيْلَكُمْ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِثْلُكُمْ آكُلُ الطَّعَامَ كَمَا تَأْكُلُونَ وَأَشْرَبُ كَمَا تَشْرَبُونَ. إِنْ أَطَعْتُ اللَّهَ أَثَابَنِي إِنْ شَاءَ وَإِنْ عَصَيْتَهُ خَشِيْتُ أَنْ يُعَذِّبَنِي، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَارْجِعُوا، فَأَبَوْا. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ غَدَوْا عَلَيْهِ، فَجَاءَ قَنْبَرٌ فَقَالَ: قَدْ وَاللَّهِ رَجَعُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ الْكَلَامَ، فَقَالَ: أَدْخِلْهُمْ فَقَالُوا كَذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ الثَّالِثُ: قَالَ: لَئِنْ قُلْتُمْ ذَلِكَ لَأَقْتُلَنَّكُمْ بِأَخْبَثِ قِتْلَةٍ فَأَبَوْا إِلَّا ذَلِكَ، فَأَمَرَ عَلِيٌّ رضي الله عنه أَنْ يَخُدَّ لَهُمْ أُخْدُودٌ بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَالْقَصْرِ، وَأَمَرَ بِالْحَطَبِ أَنْ يُطْرَحَ فِي الْأُخْدُودِ وَيُضْرَمَ بِالنَّارِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: إِنِّي طَارِحُكُمْ فِيهَا أَوْ تَرْجِعُوا. فَأَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا، فَقَذَفَ بِهِمْ حَتَّى إِذَا احْتَرَقُوا قَالَ:

ص: 386

إِنِّي إِذَا رَأَيْتُ أَمْرًا مُنْكَرَا

أَوْقَدْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قَنْبَراً (1)

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حُجْرٍ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ (2) .

2-

وَمِنْهُمْ طَائِفَةٌ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا عَلِيٌّ وَهُمُ النُّصَيْرِيَّةُ الَّذِينَ يَقُولُ شَاعِرُهُمُ قَبَّحَهُ اللَّهُ:

أَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا

حَيْدَرَةُ (3) الْأَذْرُعُ (4) الْبَطِينْ (5)

وَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ إِلَّا

مُحَمَّدٌ الصَّادِقُ الْأَمِينْ

وَلَا حِجَابَ عَلَيْهِ إِلَّا

سَلْمَانُ ذو القوة المتين

3-

ومنهم مَنْ يَدَّعِي فِيهِ الرِّسَالَةَ وَأَنَّ جِبْرِيلَ خَانَهَا فَنَزَلَ بِهَا عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

4-

وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَّعِي فِيهِ الْعِصْمَةَ وَيَرَى خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ بَاطِلَةٌ، وَيَشْتُمُونَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ وَيَرْمُونَهَا بِمَا رَمَاهَا بِهِ ابْنُ سَلُولٍ قَبَّحَهُمُ اللَّهُ.

5-

وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَّعِي أَنَّهُ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ كَمَا رُفِعَ عِيسَى وسينزل كما ينزل عيسى عليه السلام، وهم أصحاب الرجعة.

(1) اسم رجل. والضبط من لسان العرب ص: 3747.

(2)

قال الحافظ في الفتح ج12 ص282: إسناده حسن. (م) .

(3)

قال في لسان العرب: حَيْدَرة الأسد، وقال أيضاً: وحيدرة اسمان، وقال ابن الأعرابي: الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس، وقال أبو العباس فيما ينسب لعلي:(أنا الذي سمتني أمي الحيدرة) يعني: لغلَط عنقه وقوة ساعديه، ومنه غلام حادر إذا كان ممتليء البدن شديد البطش. وقيل أراد بقوله:(أنا الذي سمتني أمي الحيدرة) أن الذي سمتني أمي أسداً لأن أمه لم تسمه حيدرة وإنما سمته أسداً باسم أبيها لأنها فاطمة بنت أسد. انظر لسان العرب ص803، 804.

(4)

الأفصح. القاموس المحيط للفيروز آبادي ج3 ص23.

(5)

يقال: هو بطين إذا عظم بطنه. انظر لسان العرب، ص303.

ص: 387

6-

وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَّعِي أَنَّهُ وَصَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُمَّتِهِ وَأَنَّهُ عَهِدَ إليه ما لم يَعْهَدُهُ إِلَى غَيْرِهِ وَبَلَّغَهُ مَا كَتَمَهُ النَّاسَ؟، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ فِرَقِهِمُ الضَّالَّةِ وَشِيَعِهِمُ الْخَاطِئَةِ.

7-

وَأَمَّا الزَّيْدِيَّةُ الَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَتْبَاعِهِ، فَهَؤُلَاءِ لَا يَشْتُمُونَ الشَّيْخَيْنِ - أبا بكر وعمر - وَلَا عَائِشَةَ وَلَا سَائِرِ الْعَشْرَةِ (1) ، وَلَكِنَّهُمْ يُفَضِّلُونَ عَلِيًّا رضي الله عنه وَيُقَدِّمُونَهُ فِي الْخِلَافَةِ ثُمَّ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ يَسْكُتُونَ عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَيَحُطُّونَ (2) عَلَى معاوية غفر الله له.

هذا الذي تحصّل من رسائلهم، وفي بعضها السكوت عن أبي بكر وعم رضي الله عنهما، فَلَا يَذْكُرُونَهُمَا بِخَيْرٍ وَلَا شَرٍّ، وَلَا بِخِلَافَةٍ وَلَا غَيْرِهَا، ثُمَّ يَحْصُرُونَ الْخِلَافَةَ فِي عَلِيٍّ رضي الله عنه وَذُرِّيَّتِهِ (3) ، فَفِرْقَةٌ تَدَّعِي عِصْمَتَهُمْ وَأُخْرَى لَا تَدَّعِي ذَلِكَ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُمْ فِرَقٌ كَثِيرَةٌ مُتَفَاوِتُونَ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ وَاعْتِقَادَاتِهِمْ، وَأَخَفُّهُمْ بدعة الزيدية.

-هذا في شأن أهل البيت طهرهم الله تعالى، أما فِي مَسْأَلَةِ الصِّفَاتِ وَالْقُرْآنِ وَالْقَدَرِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَسَائِرِ الْمُعْتَقَدَاتِ، فَقَدْ دَهَى كُلَّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ ما دهى

(1) يعني: المبشرين بالجنة، كما سيأتي في الحديث إن شاء الله تعالى ص:393.

(2)

من الحَطِّ وهو الوضع أو الحَدْر من علو أي أنهم ينتقصونه وينزلون من قدره ويخفضون من شأنه. وانظر لسان العرب ص914، 915.

(3)

وتدعي الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أنهم اثنا عشر إماماً، وينتظرون الأخير منهم، وهو غير المهدي الثابت عند أهل السنة والجماعة. يراجع بتوسع.

-وجاء دور المجوس، الجزأ الأول: الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية. للدكتور الغريب وهو كتاب هام في موضوعه.

-المهدي حقيقة لا خرافة للأخ الفاضل الشيخ محمد أحمد إسماعيل المقدم حفظه الله ص78، 88، 119 وبقية الكتاب.

ص: 388

غيرها من الناس، ولكن المشهور من غالبهم اعتمادهم كُتُبَ الْعَلَّافِ والجُبَّائي (1) وَأَشْبَاهِهِ، وَالزَّيْدِيَّةُ عُمْدَتُهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ كَشَّافُ الزَّمَخْشَرِيِّ وَقَدْ شَحَنَهُ بِقَوْلِ القدرية والمعتزلة.

-وأما كون علي رضي الله عنه له منزلة من الرسول صلى الله عليه وسلم كمنزلةو هارون من موسى عليهما السلام فهذا في الاستخلاف. فموسى عليه السلام استخلف هارون عليه السلام فِي مُدَّةِ الْمِيعَادِ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم اسْتَخْلَفَ عَلِيًّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَفِي الصحيحين مِنْ رِوَايَةِ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خرج إلأى تبوك واستخلف عياً رضي الله عنه، فَقَالَ: أَتَخْلُفْنِي فِي الصِّبْيَانِ والنساء؟ (أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي) وهذا الا ستثناء يزيل الإشكال من الارواية التي فيها: (أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ من موسى؟ بدون استثناء وهي أيضاً في الصَّحِيحَيْنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ - وَيُخَصِّصُ عُمُومَ الْمَنْزِلَةِ بِخُصُوصِ الْأُخُوَّةِ وَالِاسْتِخْلَافِ فِي أَهْلِهِ فَقَطْ لَا فِي النُّبُوَّةِ كَمُشَارَكَةِ هَارُونَ لموسى.

د-ما شجر في خلافته بيين الصحابة (2) وبيان ذرهم في ذلك:

ونقصد بذلك مَا أَصَابَهُ رضي الله عنه مِنَ اخْتِلَافِ الناس عليه والفتن الهائلة

(1) وهما من أئمة المعتزلة، وأبو الهزيل العلاف هو الذي صنف لهم كتابين وبين مذهبهم في عهد هارون الرشيد. انظر الفرق بين الفرق ص18، شرح الطحاوية ص588-589.

(2)

ذكر الشيخ حافظ رحمه الله في كتابه سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دَلْوًا دُلِّيت مِنَ السَّمَاءِ، فَجَاءَ أَبُو بكر فأخذ بعراقيعها فشرب شُرْبًا ضَعِيفًا، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَأَخَذَ بعراقيها حَتَّى تَضَلَّعَ، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا فانتشطت وانتضح عليه منها شيء) قال الشيخ رحمه الله: وَكَانَ تَأْوِيلُ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ رضي الله عنه مِنَ اخْتِلَافِ النَّاسِ عَلَيْهِ وَالْفِتَنِ الْهَائِلَةِ

إلخ وهذا الحديث رواه أحمد رحمه الله، قال في الفتح الرباني في الشرح، وسنده جيد ورجاله ثقات (22/186) . ورواه أبو داود، قال الألباني: ضعيف، فيه عبد الرحمن الجرمي، فيه جهالة ومن طريقه أخرجه أحمد (5/21) . انظر شرح الطحاوية بتحقيق الألباني.

وقوله (بعراقيها) : قال الخطابي: العراقي أعود يخالف بينها ثم تشد في عرى الدلوا ويعلق بها الحبل، واحدتها عرقوه.

وقوله: (فشرب شرباً ضعيفاً) فيه إشارة إلى قصر مدة أيام ولايته، وقوله (حتى تضلع) يريد الاستيفاء في الشرب حتى روى فتمدد جنبه وضلوعه، وفيه إشارة إلى طول مدته في الخلافة. وقوله:(فانتشطت) أي: اضطربت حين نزعها من البئر. انظر الفتح الرباني ومعه بلوغ الأماني (22/186) .

ص: 389

وَالدِّمَاءِ الْمُهْرَقَةِ وَالْأُمُورِ الصِّعَابِ وَالْأَسْلِحَةِ الْمَسْلُولَةِ بَيْنَ المسلمين بسبب السبئية ومن وافقهم عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ، وَكَانَ غَالِبُهُمْ مُنَافِقِينَ، وَقَلِيلٌ منهم من أبناء صحابة مَغْرُورُونَ، فَحَصَلَ مِنْ ذَلِكَ فِي يَوْمِ الْجَمَلِ وصفين وغيرهما وقائع يطول ذكرها.

-فأما موقعهة الْجَمَلِ فَكَانَتْ بِمَحْضِ فِعْلِ السَّبَئِيَّةِ قَبَّحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، لَيْسَ بِاخْتِيَارِ عَلِيٍّ رضي الله عنه ولا طلحة ولا الزبير ولا أم أمؤمنين رضي الله عنهم، بل بات الفريقين متصالحين بخير ليلة، فتوطأ أهل الفتنة، وتمالؤا عَلَى أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ وَيُنْشِبُوا الْحَرْبَ بَيْنَ الْفِئَتَيْنِ مِنَ الْغَلَسِ، فَثَارَ النَّاسُ مِنْ نَوْمِهِمْ إِلَى السِّلَاحِ فَلَمْ يَشْعُرْ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلا بالرؤوس تَنْدُر (1) والمعاصم (2) تتطاير ما يريدون ما الأمر حتى عقر الجمل (3) وانكشفت الحال

(1) تسقط. انظر لسان العرب ص4382.

(2)

أي الأيدي. قال في لسان العرب ص 2978: (والمِعْصَم: موضع السوار من اليد وربما جعلوا المعصم اليد، وهما معصمان) .

(3)

أي قطعت قوائم الجمل الذي كانت عليه عائشة رضي الله عنها. انظر البداية والنهاية (7/255)، ولسان العرب ص:3034.

وكانت وقعة الجمل بالبصرة. انظر البداية والنهاية (7/241-256) .

ومن المهم أن نعلم النزاع بين علي ومعاوية لم يكن على الخلافة وإنما كان بسبب مسألة الاقتصاص من قتلة عثمان كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وارجع في هذا ما كتبه الشيخ محمد الوهيبي حفظه الله في مجلة البيان، العدد (27) تحت عنوان: الإمساك عما شجر بين الصحابة.

ص: 390

عَنْ عَشَرَةِ آلَافِ قَتِيلٍ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَإِنَّمَا أَنْشَبَ أَهْلُ الْفِتْنَةِ الْحَرْبَ بين الفريقين لعلهم أَنَّهُمَا إِنْ تَصَالَحَا دَارَتِ الدَّائِرَةُ عَلَيْهِمْ وأُخِذوا بدم عثمان وأقيم عليهم كتاب الله، فَقَالُوا نَشْغَلُهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مقدوراً. وكان السبئية يخافون علياً رضي الله عنه أكثر مِنْ خُصَمَائِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى مَا فعلوه.

-وأما في قتاله أهل الشام (1) فكانوا مع معاويه رضي الله عنه، وكان معاوية متأولاً يطلب بدم عثمان رضي الله عنه وَيَرَى أَنَّهُ وَلِيَّهُ وَإِنَّ قَتَلَتَه فِي جَيْشِ علي رضي الله عنه، فكان معذوراً بخطئه بِذَلِكَ. وَأَمَّا عَلِيٌّ رضي الله عنه فَكَانَ مُجْتَهِدًا مُصِيبًا وَفَالِجًا مُحِقًّا يُرِيدُ جَمْعَ كَلِمَةِ الأمة حتى إذا كانوا جماعة وخمدت الفتنة أَخَذَ بِالْحَقِّ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، وَكَانَ رضي الله عنه أعلم بكتاب الله عز وجل من المطالبين بدم عثمان رضي الله عنه، فكان أهل الشام بغاة اجتهدوا فأخطؤوا وَعَلِيٌّ رضي الله عنه يُقَاتِلُهُمْ لِيَرْجِعُوا إِلَى الْحَقِّ وَيَفِيئُوا إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، وَلِهَذَا كَانَ أَهْلُ بَدْرٍ الْمَوْجُودُونَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ فِي جَيْشِهِ وَعَمَّارٌ قُتِلَ مَعَهُ رضي الله عنه، كما فيب الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ فِي بِنَاءِ المسجد، قال:(كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لِبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عنه ويقول (ويح عمار تقتله الفئة الباغية، ويدعوهم إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) قَالَ: يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ) (2) ،

فَقَتَلَهُ أَهْلُ الشَّامِ مِصْدَاقَ مَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ -

(1) يعني وقعة صفين. انظر البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله (7/264) .

(2)

الحديث بهذا السياق رواه البخاري في الصلاة باب التعاون في بناء المساجد وفي الجهاد والسير باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله. أما مسلم فأخرجه بدون ذكر قصة حمل عمار للبنتين وبألفاظ قريبة عن أم سلمة، وعن أبي سعيد قال: أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين رآه يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: (بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية)(شرح النووي 6/42، 43 كتاب الفتن) ..

ص: 391

صلى الله عليه وسلم - وهو يدعوه إِلَى الْجَمَاعَةِ وَالِائْتِلَافِ وَإِلَى طَاعَةِ الْإِمَامِ التِّى هِيَ مِنْ أَسْبَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى الفتنة والفرقة التي هي أَسْبَابِ دُخُولِ النَّارِ، وَكَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه أَسْعَدَ مِنْهُمْ وَأَوْلَاهُمْ بِالْحَقِّ لِقَتْلِهِ الْخَوَارِجَ بالنهروان، وقد ثبت في الصحيح عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:(يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق) وفي رواية عنه: (فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق وهو يومئذ رضي الله عنه أَفْضَلُ مَنْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بِالْإِجْمَاعِ وَذَلِكَ مصداق ما سبق في حديث سفينة رضي الله عنه (1) قَالَ سَمِعْتُ: رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ مُلْكًا) قَالَ سَفِينَةُ: فَخُذْ سَنَتَيْ أَبِي بَكْرٍ وَعَشْرَ عُمَرَ واثنتى عشر عُثْمَانَ وَسِتَّ عَلِيٍّ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ.

وسفينة رضي الله عنه حَذَفَ الزَّائِدَ وَالنَّاقِصَ عَنِ السِّنِينَ مِنَ الْأَشْهُرِ عَلَى مَا جَرَتْ بِهِ عادة العرب في حذف الكسور في الحساب، فإن مدة خلافة أبي بكر رضي الله عنه كانت سنتين وثلاثة أشهر، وَكَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَةِ الْفَارُوقِ رضي الله عنه عشر سنين وستة أشهر، وكانت مدة خلافة عثمان رضي الله عنه اثنتى عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً، وكانت مدة خلافة عليّ رضي الله عنه أربع سنين وتسعة أشهر إلا ليال، وعلى هذا فأيام خلافتهم رضي الله عنهم لا تكمل ثلاثين سنة إلا بخلافة السن بْنِ عَليّ رضي الله عنه وَهِيَ سِتَّةُ أشهر، وقد أصلح الله به بين الْفِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2) . وولي معاوية

(1) انظر ص: 381.

(2)

كما في صحيح البخاري في فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما. انظر الفتح (7/118، 119) .

ص: 392