الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِذَلِكَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَكَانَ ذَلِكَ الْعَامُ يُسَمَّى (عَامَ الْجَمَاعَةِ) وَكَانَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه أول ملوك الإسلام وخيرهم.
2-بقية العشرة المبشرين بالجنة، وسائر الصحابة الكرام وترتيبهم في الفضل:
فيلي الخلفاء الأربعة الراشدين في الفضل الستة المكملون الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ، كَمَا فِي السُّنَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنَّهُ كَانَ في المسجد، ذكر رَجُلٌ عَليًّا عليه السلام، فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: (عَشَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، لو شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ) . قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ، قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: (هُوَ سعيد بن زيد)(1) . رضي الله عنهم.
وكذا سائر الصحب الكرام الَّذِينَ هُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه، ثم هم على مراتب: أَفْضَلُهُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ثُمَّ مِنَ الأنصار، ثم أهل بدر، ثم أهل
(1) صحيح. صحيح الجامع الصغير 3905. والمذكورون من الصحابة هنا في الحديث تسعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم معدود في العشرة المذكورين، والعاشر من الصحابة هو أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، لما في صحيح سنن الترمذي ج3 ص: 218 عن عبد الرحمن بن عوف قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أبو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجنة، والزبير فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) صحيح رقم 2946، وقال الألباني: هذا الحديث المعروف بحديث: (العشرة المبشرون بالجنة) مع العلم بأن الذين بشرهم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ كثيرون.
أُحُدٍ، ثُمَّ أَهْلُ الثَّبَاتِ فِي غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ التي نجم فيها النفاق، ثم أهل بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، ثُمَّ مَنْ هَاجَرَ مِنْ قَبْلِ الفتح وقاتل {أولئك أعظم رجة مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وكُلاً وعد الله الحسنى} (1) .
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل الصحابة والتابعين نذكر هنا بعضاً منها:
-في الصحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم) .
-وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: (الْقَرْنُ الَّذِي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث) .
-وفي الصحيح (2) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (3) رضي الله عنه قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(1) الحديد: 10.
(2)
والحديث في الصحيحين وهذا لفظ مسلم وليس في البخاري ذكر سبب الحديث (الفتح 7/25، ومسلم بشرح النووي 16/92) .
(3)
وقع في مسلم: الموضع الأول، وفي ابن ماجه، وفي الفضائل للنسائي: الموضع الثاني، وفي الكبرى: الموضع الثاني: عن أبي هريرة وهو خطأ. انظر الغرباء الأولون ص230. وقال الحافظ = =في الفتح: إلا أنه وقع في بعض النسخ عن ابن ماجه اختلاف: ففي بعضها عن أبي هريرة، وفي بعضها عن أبي سعيد، والصواب عن أبي سعيد.... وقد وجدته في نسخة قديمة جداً من ابن ماجه قرئت في سنة بضع وسبعين وثلاثمائة وهي في غاية الإتقان وفيها (عن أبي سعيد) . انظر فتح الباري 7/43.