الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الفصل الأول)
القسم الأول من أقسام التوحيد: التوحيد الخبري الاعتقادي (توحيد المعرفة والإثبات)
وهو يتضمن أمرين:
الأول: إثبات ذاته تعالى (توحيد الربوبية) .
الثاني: إثبات أسمائه وصفاته (توحيد الأسماء والصفات) .
*
أولاً: إثبات ذاته تعالى (البراهين على وجود الله عز وجل :
والقرآن يعالج ذلك بالتوجيه لتدبر آيات الله في الكون والنفس، وفيما يلي بعض البراهين والشواهد على وجود الله عز وجل (1) :
1-
أقام الله تعالى الحجة وأفحم الخصم في آية واحدة فقال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخالقون} (2) ؟
في الصَّحِيحَيْنِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ *أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ ربك أم هم المصيطرون} (3) كاد قلبي أن يطير.
2-
الأطوار العجيبة المختلفة التي مر بها الإنسان من تراب إلى نطفة فعلقة فمضغة ثم إنسان سوي ذي روح وعقل، ينشيء المدائن، ويركب متون البحار، ويجمع الأموال، ويحارب ويقاتل، وينشر مبادئ وأفكاراً،
(1) وفي بعضها تصرف في الأسلوب لإيضاح بعض ما ذكره المؤلف وبيان وجه الإعجاز فيه.
(2)
الطور: 35: 37.
(3)
الطور: 35-37.
وينظم شعراً ويصيغ أدباً
…
الخ فسبحان من أقدره على ذلك!!
وهذا فضلاً عن العجائب في خلقه الكائنات الأخرى كالحشرات والحيوانات.
3-
خلق زوجين من كل شيء في الكون (1) .
4-
بسط الأرض للخلائق، وخلق السماوات والأجرام العلوية، وإمساك كل عن الزوال أو الارتطام بغيره.
5-
الليل والنهار وثبات طولها مجموعين معاً، فلم يحدث مرة واحدة أن كان هناك يوم من الأيام (نهاره مع ليله) أقل أو أكثر طولاً من الآخر ولو بجزء من الثانية، فسبحانه من نظم تلك الدورة الفلكية بهذه الدقة.
6-
إيداع الماء خاصية حمل الأخشاب والأجسام ذات الكثافة الخفيفة فبذلك سهلت حياة البشر باستخدام الفلك التي تجري في البحر (2) .
7-
إقدار الإنسان على كثير من الأمور، وتسخير الكائنات له حتى أن البعير الضخم ليقوده الطفل الصغير.
8-
تسخير الرياح تارة للرحمة وتارة للعذاب.
9-
اختلاف ألسنة الناس وألوانهم وهيئاتهم حتى ولو وقع التشابه الشديد، فمع أن لكل إنسان عينين وحاجبين وأنفاً واحداً وخدين وغير ذلك فلابد من شيء يميز كل إنسان عن الآخر، فكل إنسان خلقة فريدة بذاته لا يمكن أن تتكرر تماماً، فسبحان من جعل لكل إنسان شخصيته المتميزة، بسمت أو هيئة أو كلام أو لهجة أو
…
(1) حتى أن الذرة التي عرفها العلماء الآن، قالوا: إنها مركبة من زوجين من الجسيمات سالب وموجب.
(2)
والتي لا تستطيع الطائرات أن تحل محلها في كثير من الأعمال، ناهيك عما في تيسير طيران الطائرات في الجو من الإعجاز.