المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تعدد الزوجات: ضوابطه، وحكمته - التفسير القرآني للقرآن - جـ ٢

[عبد الكريم يونس الخطيب]

فهرس الكتاب

- ‌الآية: (253) [سورة البقرة (2) : آية 253]

- ‌الآية: (254) [سورة البقرة (2) : آية 254]

- ‌الآية: (255) [سورة البقرة (2) : آية 255]

- ‌الآية: (256) [سورة البقرة (2) : آية 256]

- ‌الآية: (257) [سورة البقرة (2) : آية 257]

- ‌الآية: (258) [سورة البقرة (2) : آية 258]

- ‌الآية: (259) [سورة البقرة (2) : آية 259]

- ‌الآية: (260) [سورة البقرة (2) : آية 260]

- ‌آية: (261) [سورة البقرة (2) : آية 261]

- ‌الآية: (262) [سورة البقرة (2) : آية 262]

- ‌الآية: (263) [سورة البقرة (2) : آية 263]

- ‌الآية: (264) [سورة البقرة (2) : آية 264]

- ‌الآية: (265) [سورة البقرة (2) : آية 265]

- ‌الآية: (266) [سورة البقرة (2) : آية 266]

- ‌الآية: (267) [سورة البقرة (2) : آية 267]

- ‌الآية (268) [سورة البقرة (2) : آية 268]

- ‌الآية: (269) [سورة البقرة (2) : آية 269]

- ‌الآية: (270) [سورة البقرة (2) : آية 270]

- ‌الآية: (271) [سورة البقرة (2) : آية 271]

- ‌الآية: (272) [سورة البقرة (2) : آية 272]

- ‌الآية: (273) [سورة البقرة (2) : آية 273]

- ‌الآية: (274) [سورة البقرة (2) : آية 274]

- ‌الآية: (275) [سورة البقرة (2) : آية 275]

- ‌الآية: (276) [سورة البقرة (2) : آية 276]

- ‌الآية: (277) [سورة البقرة (2) : آية 277]

- ‌الآية: (278) [سورة البقرة (2) : آية 278]

- ‌الآية: (279) [سورة البقرة (2) : آية 279]

- ‌الآية: (280) [سورة البقرة (2) : آية 280]

- ‌الآية: (281) [سورة البقرة (2) : آية 281]

- ‌مبحث فى الربا

- ‌أنواعه وأحكامه

- ‌الإسلام والربا

- ‌مداخل إلى الربا

- ‌1- ربا الفضل

- ‌2- بيوع الغرر

- ‌حكم الربا

- ‌مبحث فى الدّين توثيقه والإشهاد عليه

- ‌الآية: (282) [سورة البقرة (2) : آية 282]

- ‌الآية: (283) [سورة البقرة (2) : آية 283]

- ‌الآية: (284) [سورة البقرة (2) : آية 284]

- ‌الآية: (285) [سورة البقرة (2) : آية 285]

- ‌الآية: (286) [سورة البقرة (2) : آية 286]

- ‌3- سورة آل عمران

- ‌الآية: (1) [سورة آل عمران (3) : آية 1]

- ‌الآيات: (2- 4) [سورة آل عمران (3) : الآيات 2 الى 4]

- ‌الآيتان: (5، 6) [سورة آل عمران (3) : الآيات 5 الى 6]

- ‌الآية: (7) [سورة آل عمران (3) : آية 7]

- ‌الآية: (8) [سورة آل عمران (3) : آية 8]

- ‌الآية: (9) [سورة آل عمران (3) : آية 9]

- ‌الآية: (10) [سورة آل عمران (3) : آية 10]

- ‌الآية: (11) [سورة آل عمران (3) : آية 11]

- ‌الآية: (12) [سورة آل عمران (3) : آية 12]

- ‌الآية: (13) [سورة آل عمران (3) : آية 13]

- ‌الآية: (14) [سورة آل عمران (3) : آية 14]

- ‌الآية: (15) [سورة آل عمران (3) : آية 15]

- ‌الآيتان: (16، 17) [سورة آل عمران (3) : الآيات 16 الى 17]

- ‌الآية: (18) [سورة آل عمران (3) : آية 18]

- ‌الآية: (19) [سورة آل عمران (3) : آية 19]

- ‌الآية: (20) [سورة آل عمران (3) : آية 20]

- ‌الآيتان: (21، 22) [سورة آل عمران (3) : الآيات 21 الى 22]

- ‌الآية: (23) [سورة آل عمران (3) : آية 23]

- ‌الآية: (24) [سورة آل عمران (3) : آية 24]

- ‌الآية: (25) [سورة آل عمران (3) : آية 25]

- ‌الآيتان: (26- 27) [سورة آل عمران (3) : الآيات 26 الى 27]

- ‌الآية: (28) [سورة آل عمران (3) : آية 28]

- ‌الآيتان: (29- 30) [سورة آل عمران (3) : الآيات 29 الى 30]

- ‌الآيتان: (31- 32) [سورة آل عمران (3) : الآيات 31 الى 32]

- ‌الآيتان: (33، 34) [سورة آل عمران (3) : الآيات 33 الى 34]

- ‌الآيتان: (35، 36) [سورة آل عمران (3) : الآيات 35 الى 36]

- ‌الآية: (37) [سورة آل عمران (3) : آية 37]

- ‌الآيتان: (38، 39) [سورة آل عمران (3) : الآيات 38 الى 39]

- ‌الآيتان: (40، 41) [سورة آل عمران (3) : الآيات 40 الى 41]

- ‌الآيتان: (42، 43) [سورة آل عمران (3) : الآيات 42 الى 43]

- ‌الآية: (44) [سورة آل عمران (3) : آية 44]

- ‌الآيتان: (45، 46) [سورة آل عمران (3) : الآيات 45 الى 46]

- ‌كلام المسيح فى المهد

- ‌الآيات: (47- 51) [سورة آل عمران (3) : الآيات 47 الى 51]

- ‌الآيتان: (52- 53) [سورة آل عمران (3) : الآيات 52 الى 53]

- ‌الآيتان: (54- 55) [سورة آل عمران (3) : الآيات 54 الى 55]

- ‌الآيتان: (56- 57) [سورة آل عمران (3) : الآيات 56 الى 57]

- ‌آية: (58) [سورة آل عمران (3) : آية 58]

- ‌آية: (59) [سورة آل عمران (3) : آية 59]

- ‌الآية: (60) [سورة آل عمران (3) : آية 60]

- ‌الآية: (61) [سورة آل عمران (3) : آية 61]

- ‌الآيتان: (62، 63) [سورة آل عمران (3) : الآيات 62 الى 63]

- ‌الآية: (64) [سورة آل عمران (3) : آية 64]

- ‌الآيتان: (65، 66) [سورة آل عمران (3) : الآيات 65 الى 66]

- ‌الآية: (67) [سورة آل عمران (3) : آية 67]

- ‌الآية: (68) [سورة آل عمران (3) : آية 68]

- ‌الآية: (69) [سورة آل عمران (3) : آية 69]

- ‌الآيتان: (70- 71) [سورة آل عمران (3) : الآيات 70 الى 71]

- ‌الآية: (72) [سورة آل عمران (3) : آية 72]

- ‌الآيتان: (73- 74) [سورة آل عمران (3) : الآيات 73 الى 74]

- ‌الآية: (75) [سورة آل عمران (3) : آية 75]

- ‌الآية: (76) [سورة آل عمران (3) : آية 76]

- ‌الآية: (77) [سورة آل عمران (3) : آية 77]

- ‌الآية: (78) [سورة آل عمران (3) : آية 78]

- ‌الآيتان: (79، 80) [سورة آل عمران (3) : الآيات 79 الى 80]

- ‌الآيتان: (81- 82) [سورة آل عمران (3) : الآيات 81 الى 82]

- ‌الآية: (83) [سورة آل عمران (3) : آية 83]

- ‌(الآيتان: 84- 85) [سورة آل عمران (3) : الآيات 84 الى 85]

- ‌الآيات: (86- 89) [سورة آل عمران (3) : الآيات 86 الى 89]

- ‌الآية: (90) [سورة آل عمران (3) : آية 90]

- ‌آية: (91) [سورة آل عمران (3) : آية 91]

- ‌الآية: (92) [سورة آل عمران (3) : آية 92]

- ‌الآيتان: (93- 95) [سورة آل عمران (3) : الآيات 93 الى 95]

- ‌الآيتان: (96، 97) [سورة آل عمران (3) : الآيات 96 الى 97]

- ‌الآيتان: (98- 99) [سورة آل عمران (3) : الآيات 98 الى 99]

- ‌الآيتان: (100- 101) [سورة آل عمران (3) : الآيات 100 الى 101]

- ‌الآيتان: (102- 103) [سورة آل عمران (3) : الآيات 102 الى 103]

- ‌الآيات: (104- 107) [سورة آل عمران (3) : الآيات 104 الى 107]

- ‌الآيتان: (108، 109) [سورة آل عمران (3) : الآيات 108 الى 109]

- ‌[مبحث: الخير.. فى خير أمة أخرجت للناس]

- ‌الآية: (110) [سورة آل عمران (3) : آية 110]

- ‌الآيتان: (111- 112) [سورة آل عمران (3) : الآيات 111 الى 112]

- ‌الآيات: (113- 115) [سورة آل عمران (3) : الآيات 113 الى 115]

- ‌الآيتان: (116- 117) [سورة آل عمران (3) : الآيات 116 الى 117]

- ‌الآيات: (118- 120) [سورة آل عمران (3) : الآيات 118 الى 120]

- ‌الآيتان: (121، 122) [سورة آل عمران (3) : الآيات 121 الى 122]

- ‌الآيات: (123- 126) [سورة آل عمران (3) : الآيات 123 الى 126]

- ‌الآيات: (127- 129) [سورة آل عمران (3) : الآيات 127 الى 129]

- ‌الآيات: (130- 136) [سورة آل عمران (3) : الآيات 130 الى 136]

- ‌الآيات: (137- 138) [سورة آل عمران (3) : الآيات 137 الى 138]

- ‌الآيات: (139- 143) [سورة آل عمران (3) : الآيات 139 الى 143]

- ‌الآيتان: (144- 145) [سورة آل عمران (3) : الآيات 144 الى 145]

- ‌الآيات: (146- 148) [سورة آل عمران (3) : الآيات 146 الى 148]

- ‌الآيات: (149- 150- 151) [سورة آل عمران (3) : الآيات 149 الى 151]

- ‌الآية: (152) [سورة آل عمران (3) : آية 152]

- ‌الآيتان: (153- 154) [سورة آل عمران (3) : الآيات 153 الى 154]

- ‌الآيات: (155- 158) [سورة آل عمران (3) : الآيات 155 الى 158]

- ‌الآية: (159) [سورة آل عمران (3) : آية 159]

- ‌الآية: (160) [سورة آل عمران (3) : آية 160]

- ‌الآية: (161) [سورة آل عمران (3) : آية 161]

- ‌الآية: (162) [سورة آل عمران (3) : آية 162]

- ‌الآية: (163) [سورة آل عمران (3) : آية 163]

- ‌الآية: (164) [سورة آل عمران (3) : آية 164]

- ‌الآيات: (165- 168) [سورة آل عمران (3) : الآيات 165 الى 168]

- ‌الآيات: (169- 170- 171- 172) [سورة آل عمران (3) : الآيات 169 الى 175]

- ‌الآيات: (176، 178) [سورة آل عمران (3) : الآيات 176 الى 178]

- ‌الآية: (179) [سورة آل عمران (3) : آية 179]

- ‌الآية: (180) [سورة آل عمران (3) : آية 180]

- ‌الآيتان: (181- 182) [سورة آل عمران (3) : الآيات 181 الى 182]

- ‌الآية: (183) [سورة آل عمران (3) : آية 183]

- ‌الآية: (184) [سورة آل عمران (3) : آية 184]

- ‌الآية: (185) [سورة آل عمران (3) : آية 185]

- ‌الآية: (186) [سورة آل عمران (3) : آية 186]

- ‌الآية: (187) [سورة آل عمران (3) : آية 187]

- ‌الآية: (188) [سورة آل عمران (3) : آية 188]

- ‌الآيات: (189- 195) [سورة آل عمران (3) : الآيات 189 الى 195]

- ‌الآيتان: (196- 197) [سورة آل عمران (3) : الآيات 196 الى 197]

- ‌الآية: (198) [سورة آل عمران (3) : آية 198]

- ‌الآية: (199) [سورة آل عمران (3) : آية 199]

- ‌الآية: (200) [سورة آل عمران (3) : آية 200]

- ‌4- سورة النساء

- ‌الآية الأولى [سورة النساء (4) : آية 1]

- ‌الآية: (2) [سورة النساء (4) : آية 2]

- ‌الآية: (3) [سورة النساء (4) : آية 3]

- ‌تعدد الزوجات: ضوابطه، وحكمته

- ‌الآية: (4) [سورة النساء (4) : آية 4]

- ‌الآية: (5) [سورة النساء (4) : آية 5]

- ‌الآية: (6) [سورة النساء (4) : آية 6]

- ‌الآيتان: (7- 8) [سورة النساء (4) : الآيات 7 الى 8]

- ‌الآيتان: (9- 10) [سورة النساء (4) : الآيات 9 الى 10]

- ‌الآية: (11) [سورة النساء (4) : آية 11]

- ‌الآية: (12) [سورة النساء (4) : آية 12]

- ‌الآيتان: (13- 14) [سورة النساء (4) : الآيات 13 الى 14]

- ‌الآيتان: (15- 16) [سورة النساء (4) : الآيات 15 الى 16]

- ‌الآيتان: (17- 18) [سورة النساء (4) : الآيات 17 الى 18]

- ‌الآيات: (19- 21) [سورة النساء (4) : الآيات 19 الى 21]

- ‌الآية: (22) [سورة النساء (4) : آية 22]

- ‌الآية: (23) [سورة النساء (4) : آية 23]

الفصل: ‌تعدد الزوجات: ضوابطه، وحكمته

والجواب على هذا، هو أن التسرّى بما ملكت اليمين، لا يزيد فى أعباء الحياة على من تسرّى بما ملكت يمينه منهن، إذ كنّ فى كفالته، قبل التسرى وبعده..

وقد أجيب عن كثرة العيال، بأن الإنسان لا يحرص على طلب الولد من أمته، ولا يتحرّج فى العزل عنها، برضاها أو بغير رضاها.

ولا بد هنا من كلمة حول تعدد الزوجات، وإباحة الإسلام له، ومقولات الذين يرجمون الإسلام بمفترياتهم عليه، فى شأن هذا التعدد.

‌تعدد الزوجات: ضوابطه، وحكمته

إن الذين يشغبون على الإسلام، ويشوشون عليه.. يقولون فيما يقولون عن هذا التعدد: لماذا يباح للرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة، وأن يجمع بين أكثر من واحدة إلى أربع، ولا يباح للمرأة أن تتزوج أكثر من رجل، وأن تجمع بين أكثر من رجل إلى أربعة؟ أليس هذا هو العدل والمساواة.. إن كان عدل ومساواة؟

ونقول: إنه لكى ننظر إلى هذه المسألة، نظرا صحيحا مستقيما، ينبغى أن ننظر إليها من جانبيها معا.. جانب المرأة وجانب الرجل، كلّ على حدة، ثم كلّ فى مقابل الآخر:

ففى جانب المرأة نجد:

أولا: أن الطبيعة قد جعلت مواليدها من الإناث أكثر من الذكور، سواء ذلك فى عالم الإنسان، أو الحيوان والطير.. وحتى فى النبات.

وقد يكون هذا التدبير المتصل بأصل الحياة، لكى تتكاثر المواليد، وتعمر هذه الأرض، إذ كانت الإناث هى الوعاء الحامل للمواليد، وعلى قدر هذه الأوعية وكثرتها يكون النسل وكثرته.

ص: 693

ثانيا: هذه الحروب- وهى سنّة من سنن الحياة البشرية- تذهب بكثير من الرجال، الأمر الذي إذا أضيف إلى سابقه قلّت به نسبة الرجال إلى النساء، إلى درجة بالغة الخطر، إن لم يكن هناك عامل آخر، يوازن هذا العامل ويقلل من خطره.

ونسأل: إذ لم يكن هناك عامل معدّل لهذا التفاوت البعيد، فى النسبة بين أعداد النساء وأعداد الرجال- فأين يذهب هذا العدد العديد من النساء، اللائي لا مقابل لهن من الرجال؟

جواب واحد لا غير لهذا السؤال: هو أن يمتن عانسات إذا تعفّفن- وقليل ما هنّ، أو يحيين حياة بهيمية، مباحات لكل رجل، إذا استجبن لغريزتهن- وما أكثرهن! أفهذا؟ أو أن تسكن المرأة إلى رجل مع أخرى غيرها أو أخريات، متحصنة فى بيت الزوجية، مستظلة تحت جناح رجل يحميها، ويغار عليها، ويخرس قالة السوء فيها؟

ثم لنسأل:

وهل مع هذه الإباحة المطلقة، وجد الرجال فرص الحياة وظروفها، مؤاتية لهم، فسكن الواحد منهم إلى أكثر من واحدة؟

إن الواقع يشهد بأن أفرادا قلة- يعدّون فى حكم الشاذ- هم الذين استعملوا حق الإباحة هذا.. أما الغالبية العظمى من الرجال فقد رغبوا عن هذا المباح، واكتفوا بامرأة واحدة، قطعوا الحياة معها.. بل وما أكثر الذين تتوفى زوجاتهم ثم لا يتزوجون بعدهن، وفيهم بقية شباب وصحة! إن التعدد- الذي أباحه الإسلام- لم يمكن على سبيل الإلزام، وإنما

ص: 694

كان بابا من أبواب الرحمة، تفيد منه المرأة- غالبا- أكثر مما يستفيد منه الرجل، حين لا تجد المرأة طريقا تسكن فيه إلى رجل، إلّا مع أخرى أو أخريات، يشاركنها الحياة الزوجية معه.. فهى فى هذه الحياة- على ما بها- خير من حياتها بلا رجل! ثم نسأل أيضا:

أهناك- فى هذه الإباحة- ما يرغم المرأة على أن تشارك غيرها فى الزوج، أو يشاركها غيرها فيه؟

إن للمرأة الأولى أن تطلب الطلاق إذا تضررت من المرأة الثانية، كما أن للمرأة التي يراد لها أن تكون ثانية- لها أن ترفض الزواج من هذا الزوج..

وهكذا فى الثالثة والرابعة! ثم إن لأىّ امرأة أن تشترط عند الزواج أن تكون العصمة بيدها..

الأمر الذي يفتح لها الطريق إلى الخلاص من الزواج إذا تضررت منه! وندع المرأة.. وننظر فى جانب الرجل، فنجد:

أولا أن الرجل يحتفظ بقوته وحيويته مدة أطول من المرأة، التي تسبقه إلى الوهن والضعف، بما تعانى من الحمل، والولادة، والرضاع، والتربية.

وفى هذه الحال، قد يرى بعض الرجال أن يمسكوا بالزوجة- على ما بها- وأن يحصنوا أنفسهم، ويحفظوا دينهم ومروءتهم بزوجة أخرى.

وثانيا: قد تصاب المرأة بمرض يعجزها عن الوفاء بحاجة الزوج والقيام على شئون البيت، وهنا تبدو الحاجة إلى امرأة أخرى، تؤدى الوظيفة التي عجزت عنها صاحبتها، وعندئذ يكون من الإعنات والحرج معا أن يحجر على الرجل، فلا يجد سبيلا إلى الخروج من هذا الوضع الأليم!

ص: 695

وفى إباحة الزواج للرجل بامرأة أخرى، ما يتيح له فى تلك الحال أن يفكر تفكيرا هادئا عاقلا، وأن يتخيّر لنفسه أي الأمرين أصلح له..

الزواج بامرأة أخرى أو الصبر على ما هو فيه؟ وكثيرا ما يكون الأمر الأخير هو الرأى الراجح، الذي يميل إليه، ويأخذ به فى أغلب الأحوال، رعاية للعشرة الزوجية، ووفاء لحقّ ما بين الزوجين، من ألفة ومودة.. وذلك حين يكون للرجل- بسبب هذه الإباحة- فضل، يتعزّى به، ويترضّى إنسانيته، بما كان منه من إيثار وتضحية!! بقي أن ننظر إلى هذا الموقف من جانب آخر، وهو أن يغلق فى وجه الرجل باب الخلاص من هذا الضيق، الذي يعيش فيه تحت سلطان الإلزام والقهر، دون أن يكون للإختيار، والشعور بمعاني التضحية والإيثار، مكان هنا، إزاء هذا الإلزام القاهر، الذي يحكم عليه فيه بأن يعيش مع امرأة مريضة، عاجزة، أو عقيم لا تلد! ونسأل: كيف تكون حياة الرجل فى هذا السجن الرهيب المخيف؟

بل كيف تكون حياة المرأة نفسها مع هذا الرجل، الذي يراها فى تلك الحال حكما أبديا عليه بالشقاء والبلاء؟ إن المرأة فى هذه الحال تكون أشقى من الرجل، إذ تجد نفسها أنها لعنة مفروضة على الرجل، وأنه لو كان لها الخيار فى إفساح الطريق له لما ترددت فى حلّ الرباط الذي يربطها به، ولطالبته بذلك قبل أن يطالبها هو به! ثم انظر ماذا يكون من العواطف الإنسانية، التي يوقظها هذا الشعور الذي يسيطر على الزوجين فى ظل التشريع الإسلامى الذي أباح لهما الانفصال، فى تلك الحال، كما أباح للرجل أن يتزوج بأخرى، يضمها إلى زوجه الأولى..

إن كلّا منهما يجد أنه فى سعة من أمره، وأنه يملك وجوده وإرادته، كما أنه

ص: 696