الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه رحمة وهدى ونور، فكفروا هذه النعمة، وعموا عن هذا الهدى والنور اللذين يشعّان منها:
«لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ» أي وأنتم تشهدون ما فى آيات الله من عبر وعظات، وما فيها من دلائل على قدرة الله، وحكمته، وعلمه.. إنها تنطق بالحق لو وجدت من يسمع، وإنها لتشعّ بالنور لو وجدت من يبصر..
«يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ» ونداؤهم مرة أخرى ونسبتهم إلى الكتاب توكيد لهذه التذكرة، إن كانوا ممن يتذكرون..
وفى قوله تعالى: «لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ» عرض لبعض أفاعيلهم وفضح لما هم فيه من ضلال.. إنّهم يلبسون الحق بالباطل، أي يغطّون وجه الحق، ويسترونه بدخان الباطل والضلال، فيشتبه على الناس وجه الحق، وتتفرق بهم السبل إليه.. وإنهم ليكتمون الحقّ الذي يعرفونه من أمر محمد والقرآن الذي نزل عليه، وليس ذلك الكتمان عن جهل، وإلا لكان لهم ما يعذرون به، ولكن كتمانهم هذا عن علم ومعرفة، وتلك هى مصيبة المتكبرين، وآفة الحاسدين، الحاقدين. «وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» ؟
الآية: (72)[سورة آل عمران (3) : آية 72]
وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)
التفسير: من مكر بعض الطوائف من أهل الكتاب، وكيدهم للإسلام والمسلمين، تلك التجربة التي أرادوا أن يفسدوا بها على المسلمين دينهم، وأن يدخلوا الشك عليهم من جهته، وهذه الطائفة هى من جماعة اليهود، الذين يكيدون للإسلام ويتربصون به.
وانظر كيف سوّلت لهم أنفسهم، وإلى أين قادهم الحقد ودفع بهم الحسد؟
لقد ائتمروا فيما بينهم، وتخيروا جماعات منهم يدسونهم فى الإسلام، ويدخلونهم مع المسلمين، على حساب أنهم دخلوا فى الإسلام، وصاروا من المسلمين..
هذه هى المرحلة الأولى من مراحل التجربة..
وإذا دخلت هذه الجماعة فى الإسلام، وحسبت فى المسلمين، فإن لها أن تحدّث عن الإسلام، وأن تقول قولتها فيه، وفيما وجدت منه! وماذا لو أنّها قالت فى الإسلام قولة السوء؟ وماذا لو رمت الإسلام بكل نقيصة ومعيبة؟
أليست لسانا من ألسنة المسلمين؟ وأليس ما تقوله عن علم وتجربة؟ ومن ذاق عرف، كما يقولون؟ إن ذلك من شأنه أن يحدث اضطرابا وحلخلة فى المجتمع الإسلامى، وأن يثير شكوكا فى قلوب الضعفاء والجهلة، وعند من لم ترسخ أقدامهم بعد على طريق الإسلام.
ذلك ما قدره أصحاب هذه «اللعبة» لتجربتهم الصبيانية تلك..
وقد جاء أمرهم على غير ما قدروا ودبّروا! فبدلا من أن يثيروا البلبلة والاضطراب فى محيط الإسلام والمسلمين، وقع الاضطراب والبلبلة فى جماعتهم هم، وإذا كثير من هؤلاء الذين أرسلوهم ليكونوا كلاب صيد فى حمى الإسلام،