الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإعراب:
{وَالْجَانَّ} منصوب بفعل مقدر، تقديره: وخلقنا الجانّ خلقناه، وقدّر الفعل الناصب ليعطف جملة فعلية على جملة فعلية، هي قوله:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ} .
{كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} توكيد للمعرفة بعد توكيد، وذهب بعض النحويين إلى أن {أَجْمَعِينَ} أفاد معنى الاجتماع، أي سجدوا كلهم مجتمعين، لا متفرقين، إلا أنه يلزمه على هذا أن ينصبه على الحال.
{ما لَكَ أَلاّ تَكُونَ} {ما} مبتدأ، و {لَكَ} خبره، وتقديره: أي شيء كائن لك ألا تكون، أي في ألا تكون، فحذفت (في) وهي متعلقة بالخبر، فانتصب موضع (أن).
{لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ} {مِنْهُمْ} متعلق بالظرف الذي هو {لِكُلِّ} ، مثل قولهم: كلّ يوم لك درهم، فإن كل يوم منصوب ب (لك). و {جُزْءٌ مَقْسُومٌ} مرفوع بالظرف الذي هو {لِكُلِّ بابٍ}؛ لأن قوله {لِكُلِّ بابٍ} وصف لقوله:{أَبْوابٍ} أي لها سبعة أبواب، كائن لكل باب منها جزء مقسوم منهم، أي من الداخلين، فحذف منها العائد إلى {أَبْوابٍ} التي هي الموصوف، وحذف العائد من الصفة إلى الموصوف جائز في كلامهم، كما في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ.} . [البقرة 123، 48/ 2] أي ما تجزي فيه.
المفردات اللغوية:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ} آدم أو الجنس {مِنْ صَلْصالٍ} طين يابس، يسمع له صلصلة، أي صوت، إذا نقر. فإذا طبخ فهو فخّار {حَمَإٍ} طين أسود، أي تغيّر واسود من مجاورة الماء له {مَسْنُونٍ} متغير الرائحة، والتقدير: أي كائن من حمأ مسنون {وَالْجَانَّ} أبا الجن وهو إبليس، أو هذا الجنس {مِنْ قَبْلُ} من قبل خلق آدم {مِنْ نارِ السَّمُومِ} هي نار شديدة الحرارة، لا دخان لها، تنفذ من المسام وتقتل.
{وَإِذْ قالَ.} . واذكر حين قال {بَشَراً} إنسانا، وسمي بذلك لظهور بشرته أي ظاهر جلده {سَوَّيْتُهُ} أتممت خلقه وهيأته لنفخ الروح فيه {وَنَفَخْتُ} أجريت من الفم أو غيره، والمراد: إضافة عنصر الحياة في المادة القابلة لها. {مِنْ رُوحِي} أي فصار حيا، وإضافة الروح إلى
الله تشريف لآدم {فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ} أي فاسقطوا له ساجدين سجود تحية بالانحناء. {كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} فيه تأكيدان للمبالغة في التعميم {إِلاّ إِبْلِيسَ} هو أبو الجن، الذي كان بين الملائكة {أَبى} امتنع من أن يسجد له، والاستثناء إما منقطع متصل بقوله:{أَبى} أي لكن إبليس أبى، وإما متصل على أنه استئناف، على أنه جواب سائل قال: هلا سجد.
{قالَ} تعالى {يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاّ تَكُونَ.} . أي ما منعك، أو أي غرض لك في ألا تكون مع الساجدين {قالَ: لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ} لا ينبغي لي أن أسجد، واللام لتأكيد النفي، أي لا يصح مني، وينافي حالي {لِبَشَرٍ} جسماني كثيف، وأنا ملك روحاني {خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} أي وهو أخسّ العناصر، وأنا خلقتني من نار، وهي أشرف العناصر.
{فَاخْرُجْ مِنْها} أي من الجنة أو من السموات أو من زمرة الملائكة {رَجِيمٌ} مطرود من الخير والكرامة، وهو وعيد يتضمن الجواب عن شبهته {اللَّعْنَةَ} الطرد والإبعاد {إِلى يَوْمِ الدِّينِ} يوم الجزاء {فَأَنْظِرْنِي} أمهلني وأخرني ولا تمتني {إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أي يوم بعث الناس {إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} المسمى فيه أجلك عند الله، أو وقت انقراض الناس كلهم، وهو وقت النفخة الأولى حين تموت الخلائق، كما روي عن ابن عباس. ويجوز أن يراد بالأيام الثلاثة: يوم القيامة، واختلاف العبارات لاختلاف الاعتبارات كما قال البيضاوي، فهو يوم الجزاء، ويوم البعث، واليوم المعلوم وقوعه عند الله، والمؤكد حدوثه في علم الناس.
{بِما أَغْوَيْتَنِي} أي بإغوائك لي، والإغواء: الإضلال، والباء للقسم، وما: مصدرية، وجواب القسم:{لَأُزَيِّنَنَّ} والمعنى: أقسم بإغوائك إياي لأزينن لهم المعاصي في الدنيا التي هي دار الغرور {الْمُخْلَصِينَ} أي المؤمنين الذين استخلصهم الله لطاعته وطهرهم من الشوائب، وقرئ بكسر اللام، أي الذين أخلصوا لك العبادة من الرياء أو الفساد.
{هذا صِراطٌ عَلَيَّ.} . أي هذا حق علي أن أراعيه {مُسْتَقِيمٌ} أي لا انحراف فيه، ولا عدول عنه إلى غيره. والإشارة إلى ما تضمنه الاستثناء: وهو تخلص المخلصين من إغوائه، أو الإخلاص.
{إِنَّ عِبادِي} المؤمنين {لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ.} . تصديق لإبليس فيما استثناه، والمراد بيان نجاتهم من تأثير الشيطان عليهم. والسلطان: التسلط بالإغواء {الْغاوِينَ} الكافرين {لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} أي لموعد الغاوين أو المتبعين، و {أَجْمَعِينَ} تأكيد للضمير، أو حال، والعامل فيها: الموعد إن جعل مصدرا على تقدير مضاف، أما إن جعل اسم مكان فإنه لا يعمل {سَبْعَةُ أَبْوابٍ} يدخلون منها لكثرتهم، أو سبع طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم في المتابعة، وهي جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية. ولعل تخصيص العدد