الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشْدَيِّد:
باسكان الشين في أوله فدال مفتوحة، بعدها ياء مشددة مكسورة وآخره دال على لفظ تصغير الشديد السابق قبله.
أسرة أخرى صغيرة من أهل ضراس، ذكر الأستاذ ناصر العمري قصة أحدهم وهو صياح بن شديّد من مطير.
ولا علاقة لهم بالأسرة التي قبلهم الذين هم من أهل بريدة القدماء ومن الفلاحين المعروفين.
قال الأستاذ ناصر بن سليمان العمري:
صياح بن شديد من قبيلة مطير جاء إلى ضراس من قرى مدينة بريدة، وهو شاب لأنه متهم بقتل رجل من قبيلته، وصار يرعى غنم أهل ضراس وبقرهم وغنم أهل المريدسية وبقرهم، وكان معروفًا بالمحافظة على غنمه وبقره التي يرعاها بالأجرة، فإذا تخلفت منها شاة أو بقرة أو ضاعت أوسرقت تبعها حتى يردها أو يعرف من هي بحوزته.
ضاعت منه شاة لحمد بن عثمان الدبيخي فلاح نخل والدي بالمريدسية فلم يجد لها أثرا إلا أنها تخلفت بالمرعي وجاء إليها من أخذها، ولما عاد يبحث عنها لم يجدها وبعد ست سنوات وجد أثرها في غنم في الشقة متجهة إلى بريدة فتبع الأثر وأمسك بالشاة وقال للبدو الذين هي معهم: هذه شاة فلان ضاعت قبل ست سنوات، فرفضوا دعواه ففتش في غنمهم فوجد ثلاثة خرفان، وقال هذه الخرفان الثلاثة أولاد الشاة فكذبوا دعواه، فقال: أريد منكم أن تحلفوا بالله العظيم أن هذه الشاة ملك لكم وأن هذه الخراف الثلاثة ليست أولادها وأترككم، فسمعه شيخ كبير السن من هؤلاء البدو الذين في حوزتهم الغنم فقال أعوذ بالله، الشاة وجدناها قبل ست سنوات كما تدعي والخرفان الثلاثة أولادها وهي مضرع خذها واكفنا شرك وشر حلف الكذب.
فأخذ الشاة وأولادها وسلمها لصاحبها بنخل الوالد بالمريدسية واسمه حمد بن عثمان الدبيخي.
وسرقت شاة فتبع أثرها وأثر السارق حتى وصل إلى المكان الذي نزل فيه السارق فشكاه إلى أميره، فقال الأمير: أين المتهم؟ فقال صياح أنا أقف خارج بيته وأنادي الشاة بصوتي إن أجابتني بثغائها الذي أعرفه فهو سارق والشاة لصاحبها أخذها إليه وإن لم ترد علي الشاة وصوتها من داخل بيته فلا
شاة لدي مسروقة، فقرب من بيته ومعه أمير القرية فنادى الشاة فردت عليه بصوتها فقال هذه شاة فلان، فأعطاها الأمير له فأخذها وانصرف.
وسرقت بقرة من ضراس فتبع أثر السارق وعرفه وعرف مكان البقرة وأين ذهب بها وكان السارق قد باعها في بلد قرب وادي الرمة فدل أهلها على السارق وعلى البقرة.
وقد بقي صيَّاح في ضراس حتى توفي بها مبتعدًا عن قبيلته ليأمن من الخوف.
حسن تخلص من الغرماء:
بينما كان صياح بن شديد يرعى الغنم والبقر شمال غربي ضراس جاء إليه رجال مسلحون وهو أولياء القتيل الذي يتهم صياح بقتله وهو شاب فسلموا عليه لأنهم لا يعرفونه فهو رجل قد هرب من قبيلة مطير وهو شاب وهؤلاء الغرماء كانوا صغار السن عند هروبه لا يعرفونه، فسألوه عن غنم أهل ضراس وهي الغنم التي يرعاها فعرف قصدهم وأنهم يطلبونه، فأشار إلى غنم أهل البصر وقال تلك غنم أهل ضراس فانصرفوا من عنده فثبت عصاه في الأرض ووضع عليها عباءته ووضع غترته فوق العصا، فالواقف من بعيد حينما يرى العباءة والغترة على العصا يظن أن الرجل في مكانه وانصرف يركض إلى أهل ضراس ولما وصلهم قال لهم غنمكم وبقركم في الصحراء بالمرعى جئت هاربًا من غرمائي.
وصل الغرماء إلى راعي غنم البصر فسألوه لمن الغنم فقال غنم أهل البصر وصاروا يحققون معه أليس راعي غنم ضراس؟ فقال لا! فيلتفتون ويرون الراعي الأول في مكانه، وهو العصا والعباءة والغترة فيظلون حائرين ثم رجعوا إلى المكان الأول فوجدوا العصا والعباءة والغترة فعرفوا أنها
المطلوبهم المتهم فلحقوه في ضراس، لكنه اختفى في بيت من بيت الحضر في ضراس، فطلبوه من أمير ضراس فأشار عليهم بالصلح معه لأنه متهم بقتل رجل وهو صغير السن جاهل سفيه، فقبلوا الصلح فدفع عنه أهل ضراس الدية مائتي ريال فرانسي تبرعًا منهم وحسب الاتفاق مع أهل القتيل (1).
ورد اسم صيَّاح بن شديِّد في سياق شهادة على غرس أرض وزراعتها مؤرخة في ذي القعدة عام 1357 هـ بخط عبد الله بن إبراهيم التويجري:
(1) ملامح عربية، ص 198 - 199.