الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان للشريدة تمر كثير ووالدهم عبد الرحمن قد أصبح شيخًا كبيرًا فعلم من الناس أن التمر ارتفع سعره.
فقال لابنيه محمد ومنصور: يقولون التمر علي عساكم بعتوا التمر؟ قالا: نعم.
فقال: من هو الذي بعتوه عليه؟
قالا: رب العالمين.
قال: نعم البيع.
ومن أفضل أعمالهم أنهم كانوا يعطون النساء المتعففات ومن لا عائل لهن ليلًا ممن يستحين أن يعرفهن الناس، فكانوا لا يسألونهن عن الأسماء، ولا عن المكان.
وهذا أمر عرف واشتهر في الجزيرة العربية في ذلك الوقت.
أما عن موت الناس في الشوارع جوعًا في عام 1327 هـ فذلك سيرد ذكره في ترجمة (موسى بن عبد الله العضيب) في حرف العين بإذن الله.
أحفاد عبد الرحمن بن شريدة:
ومع هذه الكثرة من الأبناء النجباء ذوي المظهر القوي الرائع فإن أبناءه وأحفاده لم يكن أحد منهم مثله في كثرة الأبناء، بل كانت ذرياتهم متوسطة العدد ما عدا عبد الله بن الزعيم محمد بن شريدة فقد رزق بعدد لا بأس به من الأولاد.
منهم وهو من أحفاد الزعيم محمد بن شريدة الشاعر سليمان بن عبد الله الشريدة، له قصيدة رثاء في والده عبد الله بن محمد الشريدة.
قال في عنوانها:
مرثية بالوالد عبد الله بن محمد الشريدة الذي وافاه الأجل يوم الاثنين 17/ 12/ 1397 هـ نسأل الله الكريم له المغفرة والرحمة والرضوان:
يا ساهرًا ونجومُ الليل شاهدةٌ
…
وباكيًا حيث لا نجمٌ ولا قمرٌ
وشاربًا من يد الأحزان مترعة
…
قد خط باللوح ما يجري به القدرُ
ارفق بنفسك فالأيام ذاهبةٌ
…
وما مضى قد مضى والموت مُنتَظرُ
لقد بكينا دمًا من هول فاجعةٍ
…
وقد غشينا فلا سمعُ ولا بصرُ
طلت عيون على الأبواب شاخصةٌ
…
كأنها قد رجت أن يكذبَ الخبرُ
لو جئت للدار عصرًا كيف تشهدها
…
الهالك الأمرُ والإرجاف والبَشرُ
كنّا صفوفًا علينا الطيرُ جاثمة
…
في موقف لا لنا ورد ولا صدرُ
هذي اليتامى علاها صفرةٌ وأسى
…
كأنها في حياض الموت تحتضرُ
أما البنات فقد زاغت نواظرها
…
لم يبق منها سوى الأكباد تنفطر
* * * *
يا واسع الفضل نرجو منك مغفرةٌ
…
لوالدٍ طاب منه الخُبْرُ والخَبَرُ
في موكب الخير قد ضاعت شواهده
…
وموكب الدين محمود ومشتهرُ
يكفيه موقفه والناس خائفة
…
حين الشباب على الأبواب تنتظرُ
حيث الخبيبُ ألوفٌ سار جمعهم
…
نحو المدارس فيها النار والخطرُ
فكان أن ردهم بالحسن منطقهٌ
…
وحلٌ مشكلة لولاه ما صبروا (1)
* * * *
يا سائرين بعبد الله معذرةٌ
…
قفوا قليلًا فما في الناس مصطبرُ
لعل عينًا تسحُ الدمع موفية
…
حقًّا لشهم عليه القلب منكسرُ
هو الكريم وآباءٌ له سلفوا
…
لا يعقد الناسُ أمرًا فيه ما حضروا
محمد وأخوه الفهدُ ألويةٌ
…
والشهم منصور ذاك الصارم الذكرُ
(1) يشير إلى مظاهرة الشباب والطلاب التي قادها عبد الله العكية، وسوف يأتي ذكرها في حرف العين بإذن الله.
ثلاثةٌ في سماء المجد ساطعةٌ
…
ما مثلهم وقتهم بدو ولا حضرٌ
محمدٌ طَبْق الدنيا بشهرته
…
فيه الرجولة والإحسان والظفرُ
* * * *
كيف الرجوعُ لدارٍ غاب عامرها
…
وخيم الحزن والإظلام والكدرُ؟
كيف السلو وللأطفال مصطرخ
…
لو كان يمنعهم نهيُ ومعتبرُ
وديعةٌ لإله الكون أرجعَها
…
الموت فيه لأهل الخير مُعتبرُ
عليه من ربه الطاف هاطلةٍ
…
ورحمة ظلها الريحان والشجرُ
وللرسول صلاة دائمًا أبدًا
…
من ربه ما توالى الشمس والقمرُ
وقال فيه بعد أن مضت على وفاته عشرون سنة:
قصيدة من الشعر العامي بسيدي الوالد عبد الله بن محمد الشريدة الذي رحل عن هذه الدنيا بتاريخ 17/ 12/ 1397 هـ:
عشرين جردا سيّدي ما نسيناه
…
وما يصير أنا أنساه طول الزمان
في عام تسعين وسبعة فقدناه
…
فقد الشجّرْ ميَّ المطر والليان
يا ما على أبوابه ولهنا وبكيناه
…
أبو محمّدْ زارع للاحسان
يا روح روحي بين الأحجار زرناه
…
الفضل لله من حَنانهْ غذاني
لجْت أطيورْ بالسما ما دعيناه
…
وعافت عشاها والقنص والمكان
وخلْت اقصوره في قصيبا إمبنّاه
…
في راس حزم رافعين المباني
يا ما شبعنا من طواريف يمناه
…
وياما لبسنا من جديدٍ وفاني
وياما قنصنا الصيدُ وياما طردناه
…
وياما رتعنا بالمطر والمحاني
البرُّ يذكرنيه والبيتُ ومغناه
…
ويذكرْن فعله جميل المعاني
وكلّ الرياض الزاهره يوم جيناه
…
وزين الفيافي من قصيّ وداني
وذيك الخيام الليّ بنواظر تركناه
…
يَمّ النعايمْ ياهوى كلّ عاني
نسعدْ معه بالقنص بجوٍ عشقناه
…
وشوف الظبا ترشع بذيك المغاني
لو شفتِ دمثا بالجميلهْ تمنّاه
…
كم راس ظبي من يمينه يبان
وأجوال من برق الحباري لقيناه
…
بسّ تدارّج عشرها والثماني
كم سهلةٍ دمثًا بصيده نزلناه
…
وروضٍ خضرْ هلّت عليه المغاني
وكم ليلةٍ هطلًا وجميلة سهرناه
…
معْ ليلة قمرًا ربيعُ وتهانَي
يا الله يا ذا الجودُ وفضلك شكرناه
…
تجمعنا بالغالي بعالي الجنان
وسليمان بن عبد الله الشريدة هذا شاعر له شعر كثير منه قوله:
كمْ منظرٍ هيّج ضميري بالأشعار
…
وذكرْ إسنينٍ ماضياتٍ صفايا
بديار نجد للعرب فيها الأسرار
…
دار الكرم والخير وزين السجايا
يا ما تذكرني إربوعهْ والآثار
…
التي مضوا عبر السنين الخلايا
هي دارنا ما مثلها بكل الأمصار
…
في حضرها وفي بدوها والقرايا
إن شفتِ روضٍ عطّ ريحه بالأزهار
…
تسعد إعيوني بالفجوج الملايا
ولى شفت ذيك السحب سودٍ بها أخطار
…
يا فرحتي بأمطار نجدِ وهوايا
يا ما حلا رفة بروقه والأمطار
…
وقت الربيع التي فنونُ وحلايا
ونار الشتا بالليلِ في ذيك الأقفار
…
روعة جماله بالسمرْ والحكايا
والى اشعلوا نار الغضا تالي الأسحار
…
مع خمسة القهوهْ ترى له مزايا
ونجرٍ يلعلعْ مثل نغمات الأوتار
…
وربع على كيفكْ نشاميَّ نقايا
هذه القصيدة قالها سلطان بن عبد الله الوسيدي في الأستاذ سليمان بن عبد الله الشريدة:
سار القلم يكتب كلام إمصفيه
…
ردّ الثنا يمّ الرجال المجيدهْ
أبو فهد يشكرْ عسيى الربّ يحميه
…
راع المكارم والسجايا الحميدهْ
قلته وغيري من يقوله ويطريه
…
الناس ما يخفى عليها الوليدهْ
خذها حقايقْ ما بها هرج وتمويهْ
…
بالمدح ما تكفيه حتى القصيدهْ
سليمان وسط الناس لي حلّ طاريه
…
ما يلحقه علم الردَّي لو تريدهْ
شيخ ولد شيخ شريفهْ مباديه
…
يكفيه بالأنساب نسل الشريدهْ
أهل المكارم والكرم والمشاريه
…
وهل العلوم الطيّبات المفيدهْ
واطلب من اللي بالمساجد أناجيه
…
يحفظ لنا الإسلام وهل العقيدهْ
* * * *
يا ابن الشريدة طيبكم من يخفيّه
…
ولو تختفي تشهد منازل إبريدهْ
مجدك عريق بيّناتٍ مواريه
…
عساك تبقى لليّالي السعيدهْ
والمجد ما كلّ يمسّكْ عراويه
…
إلا الرجال أهل المزايا الفريدهْ
يستاهل البيضا سعادة معاليه
…
الليْ جمع كلّ العلوم الرشيدهْ
قريت بكتابهْ وما كان يحويه
…
صيد الفرا فيه الجواهر عديدهْ (1)
كتاب يشرح صدر من كان قاريه
…
وخليّ العوج يمشي مع الدرب سيدهْ
وأخباره الحلوة تجي في مثانيه
…
نقراه في يوم ويوم نعيدهْ
وسط المجالس كلنا نفتخر فيه
…
والليّ زرع زرع يلاقي حصيدهْ
فيه الرجال الطيّبه والمداليه
…
وفيه القصص بين النشامى وكيدهْ
أولْ كتابه يطر بكْ ثمّ تاليه
…
وكلّ الغرايب قِدْمها والجديدهْ
(1) يشير إلى كتاب الأستاذ سليمان بن عبد الله الشريدة الذي عنوانه (كل الصيد في جوف الفرا).
خوذوا دُرَرْ يالليّ قريتوا معانيه
…
واسأل ولي العرش بخيرٍ يزيدهْ
ولا ظنتي في كثر الأمداح نوفيه
…
لو نطبع الأمثال وسط الجريدهْ
الشاعر سلطان بن عبد الله الوسيدي
3/ 7/ 1425 هـ القاعدة العسكرية
وقال فهد بن عقيل الطويان:
في يوم السبت 7/ 7/ 1423 هـ تشرفت بزيارة أستاذي الكريم سليمان بن عبد الله الشريدة وأهداني الجزء الأول من كتابه المنوع والشامل (كل الصيد في جوف الفرا) ويوم الاثنين 9/ 7/ 1423 هـ سعدت برد الزيارة الأستاذي في إستراحته الخضراء العامرة شمال بريدة، وقد كتبت له على عجل هذه الأبيات التي لا تعبر عن كل ما في داخلي من تقدير لأستاذي الذي عرفته من سنين عديدة مشرفًا مخلصًا للغة العربية ومواطنًا مخلصًا محبًا للمعروف وللخير وللطيب ولا غرابة في ذلك فهو سليل أسرة عزيزة لها مكانتها قديمًا وحديثًا:
يا أبو فهد يا وارث الطيب زرناك
…
زرتك لوْ حالت مواعِيدْ وظروفْ
أستاذنا بك نفتخر ما نسيناك
…
وجدّك محمّدْ بالعقيلاتِ معروفْ
لنا الشرف في عِرف مثلِك وشرواك
…
بالدين والمعروف والطيب موصوف
الجود من راسِك إلى عرش ماطاك
…
يا مسندي طيبك مع الناس مشيْوف
في مهنة التعليم حنّا فقدناك
…
لا شكْ دورك فيه محفوظ بحروف
تبكيك أمّ الضّاد من جرْ فرقاك
…
وافعالها الخمسهْ وعطفٍ ومعطوفِ
ومن هو عدّوك ياسيما الجود يفداكْ
…
مع البخيل التي عن البذل موقوف
ما ضاق صدر التي يزورك وخاواك
…
يا فزعة التي جاك خايفْ وملهُوفْ
أخفيت عن يسراك مدّات يمناك
…
تبْي العوض من مالِك المُلك مخلوف
ما همّتِك دنيا الفنا وزود الأمْلاك
…
ما تملكِه من مال بالطِيَّب مصروف
لي لاح برّاق الحيا غاية إمناك
…
أصبحت ببريده ومَمْساك بالجوف
التي تبي منِّي على الرأس يفداك
…
لوْ كان كفي من عنا الوقت مكتوف
المعذرهْ يا أبو فهد لا عدمناك
…
كتبتها عجلٍ وأنا لي بها شوف
أحرجتني بالطيب يا محرج إعداك
…
بالدين مع علمك وطيبك ومعروف
محبك وتلميذ: فهد بن عقيل بن زايد الطويان، بريدة 9/ 7/ 1423 هـ.
وقال الشاعر بخيت مطني العرماني:
أهدي هذه القصيدة إلى الأخ الشهم سليمان بن عبد الله الشريدة وأرى لو قلنا الكثير ما نلحق جزاه:
يا ابن شريده قرّبت ليلة العبد
…
والناس كلّ مهتني بالاعيادِ
وأنا كما التي قاعدٍ له على حيد
…
بأرضٍ خلا دوٍّ وسيع حمادِ
ناصيكِ با طير السّعد ماكر الجيد
…
يا اللي إفعولك ماضياتٍ وكادِ
جيتكْ ولدْ حرٍّ من إفعالك إنصيد
…
ولك بالكرم قصرٍ رفيع العِمادي
أبوك عبد الله بصير المواريد
…
له في إدروب المجد حاضرْ وبادي
إيدهْ سخيّهْ ما تعرف القثاريد
…
ويا صل إليا قصرنْ إحبال الجوادِ
تبكيهِ بسنين الوزا الخرّد الغيدْ
…
وتبكيه لامجاده كثير البلادِ
يشهدْ لها التاريخ بعلم وتوكيد
…
ما هو من التي فعلهمْ دوم غادي
يا أبو فهد قل لي عسى عيدنا عيد
…
عساه يجمعني بمظنّة فؤادي
ويا أبو فهدْ لو ردّد الشّعر ترديدْ
…
ما الحق جزاك ولو يطول البعادِ
وقال الشاعر دخيِّل بن محمد بن علي الدخيِّل في مدح سليمان بن عبد الله الشريدة:
مِني سلام عِدْ وبلَ المخايلْ
…
وعِدَّ النباتُ وعدُ ما يجري السيل
لبوفهدْ نجلّ الرّجال الأصايل
…
سليمان إليا عدّوا إجزال المحاصيل
يا مُبهِّر الدّله عَريبَ الخصايل
…
يزهاك يا الممدوح صف المعاميل
مِنْ طلعتكْ ما قالوا الناس مايل
…
وراع السخا والدين ما يقبل الميل
تعيش يا شهم للأمجاد كايل
…
أبوكُ وجدّكْ مشبَعَين المهازيل
هذي إسواة القرم ولد الحمايل
…
نعمّ الفصيلة والرّجال الحلاحيل
ستر العذارى ناقضات الجدايل
…
يومَ الزمانَ اللي به الخوفِ والعيل
وكلّ الشريدهْ كاسبين الجمايل
…
يشهْد لهم بالطيب جيلٍ باثر جيلْ
يوم الصعايبْ يطلعون الأوائِل
…
شهرة كرمهم آخذينه على الخيلْ
ما هيب هرجاتٍ لبعض الفصايلْ
…
وتمجيدهم للنفس وقت التعاليل
وكثر الحكايا ما تفيد الهثايل
…
ومِنْ دون فعلٍ ما تفوز الرجاجيل
وصلاة ربي عِدِ ما قال قايلْ
…
على الرسول الصادق الفعل والقيل
تاريخ 15/ 8/ 1416 هـ
ومدح الشاعر دخيِّل بن محمد العلي الدخيل أيضًا ابنه سلطان بن سليمان بن عبد الله الشريدة، فقال:
يا مرحبًا فيك يا سلطان
…
يا مبهْر الهيل بالدْلة
الله يعيذك من الشيطان
…
والله يعصمك من الزلّه
تستاهل المدح يا ذيبان
…
حيثك على الدين والمِلّه
أبوك الوافي من الشجعان
…
والمدح والطيب كَقوٍ له
أبو فهد مكرم الضيّفان
…
وحاشي الكرم والسخا كله
أهلًا هلا به كحيلان
…
كل المكارم إتسّجل له
وكلّ الشريدة على هالشان
…
إعلومهم ما بها قِلّه
والله ما قلتها غلطان
…
وعندي براهين وادلّه
إعيال الحمايل لها ميزان
…
مرفوع في عالي القلّة
يا الله يا راعي الإحسان
…
تكفيهم الشّر والخلّه
وصلاة ربي عدد ما كان
…
على رسول الله وصحبٍ له
عَوْدٌ إلى شعر سليمان بن عبد الله الشريدة:
قال:
ابتهالٌ وحمدٌ وشكرٌ وتمجيدٌ لله رّبِ العالمين:
لجّتْ عصافير النَّخل والمفالي
…
بقصر فسيح تالي اللّيل جاته
وسهرت طول الليل وضاق المجالِ
…
وغنَّي القلم الحبر والشعّر هاته
وسجلت سبعين إعذاب إجزالِ
…
لما شعاع الصبّح مدّوا رُعاته
يا الله إتسامحني عن اللّي مضى لي
…
وتعصم إعبيدك في بقيّة حياته
أنت العظيم اللي على العرش عالي
…
وأنت الغفور اللّي كمالٍ صفاته
وأنت الكريم اللي بفضلك نلالي (1)
…
يا سْعدِ من هو تسعده في صَلاته
وأنت الإله الفرد مالك مثالِ
…
أرسلت رسلكْ للخلايقْ هُداته
وبرّيتنا بطه كمل بالمعالي
…
عبدك مُحمّد يا هلا وسهلاته
وأبدعتِ يالواحد عزيزَ الجلالِ
…
بالكون ما تذهلْ إعلومه رواته
بدر السّما ونجومها والليّالي
…
وطيب اللقا والنّوم ولدّة هناته
والشّمس نورهْ ساطع بالتِّلالِ
…
وعمّت جميع الكون من معجزاته
(1) نلالي: نرفع أصواتنا.
ومنحتنا بيتٍ رفيعَ المنالِ
…
وأهل التُّقى والخير صاروا ولاته
فيه الحجيج أصواتهم بالعلالي
…
بالتلبية حقق لها الله مُناته
وربّيتنا إصغار عُراة هُزالِ
…
واسقيتنا دَرٍّ إنظافٍ سُقاته
والبستنا إثيابٍ زهت بالجمالِ
…
ودفيتنا وقت المطر والاشاته
ونار نشبّه بين ذيك المدالي
…
في قحف طعس شاق قلبي مباته
مع ربع قروم كرام رجال
…
في كِلّ روض نازلين إتلعاته
ودّعْ بعضهم مع أبويهْ وخالي
…
ياما من إعلوم بقتْ ذكرياته
يا ما دفنًا في ثرى القبر غالي
…
وياما طوت سود اللّيالي سراته
وقفتِ في ليل على جُرفٍ جال
…
يمّ الأشماط اللي رقينا حصاته
وجريّت صوتٍ فوق ذيك الطوال
…
في ليلةٍ عيّا يجيني سباته
ليل طويل سامريته لحالي
…
وسط الفيافي اللّي يهابه مشاته
الدّمع منّ عينّي تسحّه سجالي
…
والقلبِ من خوفه على الله ثباته
ودمعي تنثر والشّجر كالخيال
…
وهبايب الجوزا تثير إجمراته
لو أهني من هو إمريح وسالي
…
ما كسّرتْ بعض الليالي إعبراته
كم من قريبٍ لي طوته اللّيالي
…
وكم من رفيق ما نسينا إسهراته
لي شفت لكْ سفح رهيب الإظلالي
…
فانزل وخلّ النّفس تدرك مناته
ولي جيت لك صيهد رفيع يلالي
…
فاطرب بشبّ النار هي وقهواته
ولا جاز لك طعسِ بذيك المفالي
…
فاشمر برأسه واكتبن من هُواته
فليا حصل هذا وزين الدّلالِ
…
فهذي هي الدّنيا وهذي اثمراته
رفعتِ لله في يديّة سُؤالي
…
وربيّ وليّ العرش يسمع دُعاته
وبيبان ربّي ما عليها أقفال
…
نلقاهُ دايمْ ما يخيّبْ رجُاته
يا سيّدي فضلك قديم وتالي
…
وعطفك علينا إنتطعّمْ حلاته
وإن كان بالدنيا جحودٍ وقالي
…
فالله لا ياقي جحود إسواته