الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشُّرود:
أسرة صغيرة متفرعة من أسرة الصقعبي، غلب عليها هذا اللقب لأن عبد الرحمن الشرود كان نجابًا يحمل الكتب على قدميه من بلد إلى بلد له على ذلك جعل أي أجرة طيبة.
وعمله هذا أشبه بعمل من يسمونه (السعوي) وهو الذي يوصل (الرسائل) من بلد إلى بلد بالأجر، غير أن الشرود يفعل ذلك غالبًا للأمراء والحكام وليس للعوام.
قلنا: إن أسرة الشرود متفرعة من الصقعبي وهذا صحيح، ولكنها جاءت إلى بريدة من الأسياح، إذ ما يزال أفراد من أسرة الصقعبي في الأسياح إلى وقت قريب.
لقد عرفت عبد الرحمن الشرود وأنا صغير، فكنت إذا ذهبت إلى دكان والدي الأول في سوق بريدة القديم الذي صار بعد ذلك يسمى سوق الخراريز ويقع إلى الشمال مباشرة من الجامع الكبير يمتد شمالًا منه.
فكنت أرى الشرود في الزقاق الذي يقع إلى الغرب من سوق الخراريز موازيًا له، وقد دخل الآن في شارع الصناعة بعد توسعته، وكان بيته هناك أراه يخرج من باب داره ويجلس في الزقاق وقد مد رجليه وكثيرا ما كان يقبض على ركبته براحتيه كالذي يحس فيهما بالم، وهو لا يكاد يقوى على المشي، فيتعجب الناس من ذلك ويقولون: هذا هو الشرود الذي كان يقطع في اليوم والليلة جريا أكثر مما يقطعه البعير عَدْوًا، وقد رأيته بعد أن شاخ.
وذلك في نحو الخامسة والخمسين من القرن الماضي وكنت أسمع الناس يقولون: إنه أصابته عين، وذلك أن أمير بريدة بعثه بكتاب إلى حائل فقطع
المسافة في أقل من ثلاثة أيام وهي بدت لأهل حائل أنها ليومين فقط لأن تاريخ الكتاب مؤرخ بيوم الخميس وقد سلمه لهم في أول الليل يوم السبت وكان محمد بن عبد الله بن رشيد في مجلسه وعنده حمود العبيد بن رشيد.
فقال: والكتاب لابن رشيد: ها الكتاب يا طويل العمر مؤرخ بالخميس يعني له عشرة أيام وذلك أمر معتاد ولكن مذكور فيه شيء ما له إلا خمسة أيام، فلما سأل ابن رشيد عبد الرحمن الشرود عن ذلك، قال: إنه ترك بريدة صبح الخميس، قالوا: فتعجب الناس من ذلك ولم يصدقوه حتى ساق البراهين عليه مما رآه في طريقه مما يعرفونه.
كل هذا وهو يركض على قدميه وليست معه راحلة ولا فرس فقال حمود العبيد: يا طويل العمر، قصوا من سبوق طيركم لا يطير ويخليكم يشبهه بالطير وهو الصقر لسرعته ويزعم أنه تجاوز سرعة الطير، ولذلك يخشي أن يطير.
قالوا: فأصابته العين، فلم يفلح بعد ذلك في الجري السريع أبدًا.
ولعبد الرحمن الشرود ثلاثة أبناء هم حنيظل وهو الآن عمدة مدينة تبوك، والثاني راشد صاحب سيارة نقليات، والثالث تاجر عقارات 1423 هـ.
ربما كان سمي ابنه حنيظل محبة منه في قرية حنيظل في الأسياح التي منها أسرته وأقامت فيها فترة من الزمن.
كان الشماسي والد عبد الله الشماسي صاحب حويلان له دكان في وسعة بريدة القديمة تحت منارة الجامع، وكان لا يستطيع المشي وإنما يأتي أحد أولاده أو أقاربه له بالحمار فيركبه إلى بيته.
ومرة تأخر ابنه عليه أو كان حمارهم مشغولا، فلم يحضر إليه، وإذا بالشرود يمر عليه فقال له: يا فلان جزاك الله خيرًا ما تشيلن إلى بيتي؟
فقال الشرود: إلَّا، ثم حمله إلى بيته، فلما أوصله إلى بيته أخرج الشماسي من جيبه نقدًا ضيئلا وأعطاه إليه، فغضب الشرود ورماه عليه، وقال: أنا شلتك باجرة؟ أنت شايفني شايلٍ أحدٍ قبلك؟
جاء ذكر أحد أسرة الشرود وهو (محمد الراشد الشرود) شاهدًا على وصية فهد بن عبد الله النصار (آل أبو عليان) وذلك في الوصية المكتوبة في 2 صفر من عام 1340 هـ بخط الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز العويد.
وسوف يأتي نقلها عند ذكر أسرة (النصار) أولئك في حرف النون.
وجاء ذكر حجيلان (الشرود) شاهدًا في وثيقتي مداينة متأخرتي التاريخ إحداهما مؤرخة في 24 جمادى الأولى عام 1352 هـ والثانية في الشهر نفسه من السنة نفسها.