‌ ‌الشقحا: أسرة أخرى من أهل بريدة متفرعة من أسرة المنصور القديمة - معجم أسر بريدة - جـ ١١

‌

‌الشقحا:

أسرة أخرى من أهل بريدة متفرعة من أسرة المنصور القديمة السكني في بريدة.

وقد كثروا وتناسلوا فيها ثم نزح منهم أناس إلى الكويت وفيهم سفراء للكويت الآن، أحدهم زارني في مكتبي في رابطة العالم الإسلامي باسم المنصور.

منهم منصور بن صالح الشقحا كان ضابطًا كبيرًا في الجيش لقيت الأستاذ سالم بن إبراهيم الدبيب رئيس ديوان إمارة بريدة في السابق مرة أظن ذلك في عام 1375 هـ أو نحوه، وقال لي: جئت الآن من جهة شمال القصيم كنت راكبًا مع منصور بن صالح الشقحا على سيارة جيب عسكرية فاعترض طريقنا مرتفع من الأرض يصعب اجتيازه على السيارة فقلت له بسرعة: أبعد عنه يمينًا أو يسارًا فلم يقبل وقال: حنا عسكريين ما يمكن إلا أن نسير إلى الأمام، ثم تجشمه بسيارته حتى خرج منه.

كان يذكر لي ذلك متعجبًا من كلامه ومن إقدامه ومما سمعه منه عن أخلاق العسكريين.

فقلت له: الشقحا هذا أهو من (الشقاحي) جماعتنا المعروفين بالشقحا؟

فقال لي: لا، هذا ماهوب من حمولة الشقحا، هذا من المنصور، ولكن كان جدهم أشقح أي: أبيض فسمي الشقحا.

وقد سمعت مثل ذلك بعد ذلك من عدد غيره من العارفين بهذا الأمر فكلهم قال لي مثله.

وبعد ذلك عرفنا أن اثنين من جماعتنا كل واحد منهما اسمه منصور الشقحا أحدهما (منصور بن صالح الشقحا) هذا، والثاني: منصور بن محمد

الشقحا كلاهما من المنصور من أهل بريدة القدماء وعملا في جهة الجنوب من المملكة بحيث شغلا مناصب رفيعة هناك.

وقد نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر بتاريخ 24/ 6/ 1413 هـ حديثًا لعبد الرحمن بن عبد الله اليوسف من أهل أشيقر وكان عمل في المنطقة الجنوبية، جاء فيه مما يتعلق بالشقحا قوله:

منصور بن صالح الشقحا كان يعمل في الجيش، وابن عمه منصور بن محمد الشقحا، وكان منصور الصالح أميرًا في الشعبين التي هي رجال ألمع في حدود تهامة، وكان الشعبين تابعة لإمارة أبها، وأرسلني الأمير تركي السديري إلى منصور المحمد الشقحا الذي كان كاتبًا، أو مساعدًا في رجال ألمع وكتب تقريرا في رجال ألمع استغرق عامًا تقريبًا، استحسن تركي السديري أن أعمل كاتبًا مع عساف في نجران .. انتهى.

أقول: تبين أن هذا الكلام فيه خلط إلا إذا كان يحكي حالة مرة وتغيرت فأمير الشعبيين هو منصور بن محمد الشقحا.

وقد فصل ذلك مع بقية أعماله ابنه الأستاذ محمد بن منصور رئيس النادي الأدبي في الطائف وهو كاتب وأديب، ناصع العبارة، وهو من أم من ناحية رجال ألمع في عسير، ونشأ هناك ثم أقام في الطائف لذلك لم يعش في بريدة وكتب إليَّ كتابًا يوضح فيه ذلك، ويستفسر عن بعض الأشياء، قال في كتابه وهو مؤرخ في 15/ 7/ 1408 هـ بعد الديباجة:

وأنا أطالع تاريخ منطقة القصيم من خلال ما بين يدي من تواريخ نجد لفت نظري التقارب الوارد في ذكر أسرة (الحمود) التي أنتمي إليها.

إذ إن اسم الوالد رحمه الله منصور بن محمد المنصور العلي السليمان الحمود، كما ورد في بعض الوثائق والأوراق المحفوظة في (بريدة).

وعلى ضوء استشهاد الشيخ حمد الجاسر بكتابكم (معجم أسر القصيم) وعليه أرجو تحقيق الاسم.

حيث إن والدي منصور المحمد

…

لقب الشقحاء لأمتلاكه ذلول (كما يقول البعض) نادرة اسمها الشقحاء ولذلك لقب بالشقحاء كما أنه تولى عدة أعمال منها:

- أمير الشعبين (عسير) 1344 هـ.

- أمير القحمة 1353 هـ.

- خوي في إمارة جيزان.

- وكيل إمارة جيران، حتى استلمها المرحوم الأمير محمد بن تركي السديري.

- إمارة بيش.

- إمارة سامطة ولكن توفي عام 1368 هـ قبل استلامها.

ثانيًا: أعمامي:

- صالح محمد منصور المنصور - لا يذكر شيء عن تاريخ الأسرة وأخواله (الجاسر) مقيم في الرياض.

- عبد الله محمد الممخي، انتقل مؤخرًا إلى رحمة الله كان مقيمًا في سوق الشيوخ حيث ولد هو وأخت له وأخواله (المزيني) عمل مدرسًا للقرآن في بريدة وله ابنان الآن مقيمين في بريدة.

- عمة: مقيمة الآن في بريدة زوجها المرحوم يحيى عبد الرحمن الشريدة.

- عمة: مقيمة الآن في بريدة أرملة لا أعرف زوجها وأخوالها الجاسر.

المطلوب مع تقديري:

تحقيق الاسم كاملًا وهل منصور المحمد كما يعرف أهل بريدة، والذي

مارس التجارة كجمَّال وأقام بعض الوقت في (سوق الشيوخ) ثم هاجر إلى الجنوب وأقام في جيزان حتى توفي.

يعود (للحمود) ومن هم (الحمود) خاصة وأن هناك رجل كبير في السن يدعى (عبد المحسن إبراهيم الحمود) يقيم عند قبة رشيد كما يدعي يزورني بعض الأحيان في الطائف ويصر على تكنيتي بالحمود.

أمل مساعدتي في الوصول إلى الحقيقة ولكم خالص تحياتي.

محمد المنصور (الشقحاء)

عضو نادي الطائف الأدبي وأمين سر المجلس

وكتب إليَّ أيضًا: للمرة الثانية أتلمس من فضيلتكم العون في تحقيق اسم والدي رحمه الله منصور المحمد الشقحاء (الممخي) الذي انتقل إلى رحمة الله في جازان عام 1318 هـ ومع وفاته انقطعت روابطي بأهله في بريدة رغم علمي بأنهم يدركون حرصي على التواصل.

ومنهم أبناء عمي عبد الله محمد المنصور الذي ولد في الزبير وتوفي في بريدة وعمي صالح محمد المنصور المقيم الآن بالرياض، وأختي من الوالد المقيمة في بريدة وأبناء عمتي رحمها الله من المرحوم يحيى الشريدة.

وقد ورد في كتاب (نجديون وراء الحدود) ضمن الخواطر التي كتبها الشيخ صالح السليمان العمري اسم والدي منصور المحمد الشقحاء.

بعد أن طال انتظاري لباقي المعلومات عن ذلك كما جاء في خطاب فضيلتكم رقم 4422 في رغم إدراكي لمشاغلكم ومهامكم في خدمة الإسلام والمسلمين.

والله يرعكم ويحفظكم ..

محمد المنصور الشقحاء

وقد أجبته بالكتاب التالي:

الأخ الكريم الأستاذ محمد بن منصور الشقحاء حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله بوركاته، أما بعد:

فقد تسلمت كتابكم الكريم المؤرخ في 25/ 3/ 1412 هـ حول والدكم الكريم رحمه الله، ونسب أسرتكم الكريمة وهل لها علاقة بأسرة الشقحا الذين هم من الحمود.

أخبركم بأنني الآن بعيد عن أوراقي المتعلقة بهذا الموضوع بعدًا زمنيًا وبعدًا مكانيًا، ومع ذلك فإني أعرف أنكم من أسرة كريمة عريقة من أهل بريدة ليست لها علاقة بأسرة الشقحا المشهورة في بريدة فأولئك من الحمود الذين هم أبناء عم للعبيد الله والنانيه وعدة أسر أخرى، وقد جاءوا إلى القصيم من الدرعية.

أما أسرتكم فإنها من أسرة المنصور الكبيرة العريقة التي ربما كانت جاءت منذ حوالي 250 سنة من المجمعة إلى بريدة.

وقد أنجبت أسرتكم شخصيات عدة منها الشيخ صالح بن محمد المنصور كان من طلبة العلم الأجلاء حافظا لكتاب الله تعالى وام في جامع الشيخ الخريصي في غرب بريدة فترة وتوفي وهو إمام فيه، وقد قيدت وفاته ولا أذكرها الآن.

أما الممخي فهو لقب على أسرتكم كلها تمييزًا لها من الأسر الأخرى الموجودة في بريدة والتي تسمى المنصور.

وأما الشقحا فإنه لقب خاص لبعض أفراد الأسرة سمي بذلك لبياضه لأن الأشقح والشقحاء هو الأبيض بياضا مشربًا بحمرة.

وكان لأسرتكم شأن في بريدة إذ كان فيهم أثرياء وأناس لهم ذكر وصيت حسن، ولكن ذلك قل في الأزمنة الأخيرة هناك، (وتلك الأيام نداولها بين الناس)

هذه هي المعلومات التي في ذهني وهي ليست موثقة بما ذكرته لكم، وأرجو أن أتمكن من إمدادكم بمزيد من المعلومات لأسرتكم في المستقبل إذا رجعت إلى أوراقي الموجودة في القصيم.

والله يحفظكم ويرعاكم ..

أخوك المخلص

محمد بن ناصر العبودي

ثم تلقيت كتابًا من الأستاذ خالد بن عبد العزيز الشقحا فيه رأي مخالف لرأيي وهو أن (الشقحا) الذي قلت إنه من المنصور هو من الشقحا الذين نعرفهم الذين هم من الحمود، وإنما منصور اسم لوالده أو أحد أجداده.

ويقول بعد الديباجة:

ذكرت بردكم الكريم في الرسالة الموجهة إلى الكاتب الأستاذ/ محمد بن منصور الشقحاء والمؤرخة في ربيع الثاني 1412 هـ بخصوص أسرة المنصور (الممخي) التي منها الكاتب وملخصه "إنهم ليس لهم علاقة بأسرة الشقحاء وينتمون إلى أسرة المنصور في المجمعة".

ولذلك أردت أنا كاتب هذه الأسطر أن أوضح نسب أسرة المنصور (الممخي) وسبب التسمية بالممخي التي منها الكاتب وهو كالتالي:

أسرة الشحقاء يرجعون إلى جدهم محمد بن منصور بن حمود بن محمد الحتيرشي، محمد أنجب ثلاثة أولاد هم منصور وعلي وعبد الرحمن، ومنصور بن محمد أنجب ولدين هم محمد (جد كاتب هذه الرسالة) وصالح (المعنى بالكلام) صالح أنجب ولد واحد هو منصور الذي أنجب ولدين هم صالح (ولد منصور بن صالح "القائد") ومحمد (الملقب بالممخي)، محمد الممخي أنجب منصور (أمير الشعبين) وعبد الله (والد شاكر) وصالح (على قيد الحياة ويسكن

الرياض ويبلغ من العمر 73 عام) وعبد الله وصالح أبناء محمد (الممخي) حملوا اسم المنصور، أما منصور بن محمد (الممخي) فحمل لقب الشقحاء.

فمحمد الملقب بالشقحاء له وصية يرجع تاريخها إلى 1261 هـ وتوجد وثائق عديدة لمنصور ولد محمد (الملقب بالشقحاء) وأخويه علي وعبد الرحمن منها وثيقة توكيل علي بن محمد أخيه منصور بن محمد على وقف أبيهما وهي مؤرخة في 1291 هـ ووثيقة إقرار أخته سلمى بنت محمد (الملقب بالشقحاء) ومنيرة بنت إبراهيم بن حمود زوجة عبد الرحمن بأنه يعطيهم من وقف أبيهم وهي مؤرخة في غرة شبعان سنة 1291 هـ، ووثيقة دين حمد الغاشم على أخيهما عبد الرحمن وهي مؤرخة في 1303 هـ من هذا نستنتج أن الشقحاء توفي قبل عام 1291 هـ. ومن وثيقة محمد بن منصور (جد كاتب الرسالة) وأخيه صالح (الذي من سلالته الممخي ومنصور (القائد)) والتي تقضي بتنازلهما عن ريع وقف جدهم لصالح خالهم منصور بن محمد بن حمود مدة حياته والمؤرخة في 16 جماد 1317 هـ نستنتج أن محمد وصالح أحفاد محمد بن حمود الملقب بالشقحاء، حيث أن الشقحاء توفي قبل 1291 هـ والوثيقة في 1317 هـ فمحمد أخ صالح هو محمد حفيده، وليس محمد (الملقب بالشقحاء) فيكون صالح بن منصور حفيد محمد (الملقب بالشقحاء) وليس أخ له.

أما سبب تسمية محمد بن منصور بن صالح الشقحاء بالممخي فيرجع إلى أنه في إحدى رحلاته وهو خارج من الكويت متجهًا إلى نجد خرج عليه بعض قطاع الطرق (يسمون بالعامية "الحنشل") فقاتلهم، حيث كان ماهرًا في استخدام السلاح، وقتل منهم ثلاثة وأصيب في فوق كعب رجله اليسرى من الجهة اليمنى برصاصة فبدأ الجرح يتآكل وهو في الطريق إلى بريدة وبعد شفائه أصبح مكان الجرح "ممخي"(أي فيه فراغ) فلقب بهذا اللقب "الممخي" وأصبح أولاده إلى وقت قريب يعرفون بهذا اللقب.

أقول أنا مؤلف الكتاب:

كنت ظننت قبل ذلك على ضوء ما سمعته من بعض الناس أن المنصور أهل بريدة الذين منهم (الشقحاء) هؤلاء هم من (المنصور) أهل المجمعة جاءوا إلى بريدة في وقت مبكر، وكان هذا - بناء أيضًا - على إفادة من شخص من (المنصور) أهل بريدة الذين جاءوا إليها من المجمعة.

ثم تبين لي بعد ذلك أن هذا القول ليس عليه دليل.

وأكثر من سعى إلى إيضاح ذلك الأستاذ خالد بن عبد العزيز الشقحا من أهل بريدة الذين نعرف أنه من الشقحا المعروفين لدينا بهذا الاسم، لا اسم لهم غيره، وهم الذين ذكرتهم قبل هذه، فحضر إليَّ في الرياض ثم كتب إليَّ كتابًا مؤرخًا في 20/ 2/ 1420 هـ يقول: المنصور الذين ذكرت منهم منصور بن صالح الشقحا وابن عمه منصور بن محمد الشقحا يرجعون إلى أسرة (الحمود) التي ترجع إليها أسرة الشقحا الذين هو منهم، وأنه لا علاقة لهم بالمنصور أهل المجمعة.

أقول: تبين لي أن كلامه صحيح من ناحية كونهم لا علاقة لهم بالمنصور أهل المجمعة، أما من كونهم من أسرة الحمود الكبيرة التي ينتمي إليها (الحمود) أهل بريدة والأسر الأخرى العديدة في عنيزة الذين كانوا يعرفون في عنيزة باسم (ابن حمود) ثم صاروا يعرفون بالحمود، فإن ذلك لم يتضح لي صحته ولذلك كتبت اسم (الشقحا) لأسرتين، وليس لأسرة واحدة، والله أعلم.

وأخيرًا وجدت اسم (منصور الصالح الشقحا) في ورقتين رسميتين لأنهما يتضمنان إثبات شهادة لأناس آخرين، الأولى صادرة في صك شرعي من المحكمة المستعجلة الثانية في مكة المكرمة في 9 رجب من عام 1350 هـ.

والثانية من قاضي الطائف قبل هذا التاريخ بقليل، وهو 41 جمادي الثانية سنة 1350 هـ.