الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب شهادته عن أمره محمد بن عبد الله العمرو، وذلك في غرة رمضان وهي أول أيام الشهر سنة 1279 هـ.
وأسفل من ذلك أنه لحق على عبد المحسن الشملان ريال واحد وأربعة عشر ربعًا، والربع هنا عملة تركية نحاسية تساوي الأربعة منها ثلث الريال الفرانسة، ولذلك سمي الواحد منها ربعا: جمعه أرباع.
الشْمَيْمرِي:
بإسكان الشين فميم أولى مفتوحة فياء ساكنة فميم ثانية ساكنة فراء مكسورة فياء.
على لفظ تصغير الشمري، وهذا هو الواقع فيما يقولون وهو أن جدًّا لهم قدم من جهة بلاد شمر فقال أنا الشمري، فقيل: بل الشميمري فلحق بهم الاسم.
وهم من أهل بريدة ولهم أبناء عم في عنيزة وحائل، ولكننا لا نتكلم في هذا الكتاب إلَّا على أهل بريدة.
منهم معلم ماهر في بناء الطين مشهور في بريدة في أول هذا القرن الرابع عشر واسمه حمد
…
الشميمري اشتهر بسرعته في البناء حتى ضرب به المثل وحتى دخلت براعته فيه في المأثورات الشعبية فذكر لي أكثر من واحد أنه بنى من اللبن ستة عشر ألف لبنة فيما بين صلاة الظهر والمغرب، وأنه كان يصف اللبن على الجدار برجليه ويديه.
كانوا يقولون ذلك معتقدين بصحته، وأظن أن في الأمر مبالغة وينبغي أن نذكر المقصود من البناء باللبن - جمع لبنة - لأن الجيل الجديد من أولادنا لا يفهم ذلك لكونهم لم يعاصروا البناء بالطين.
فالطين الذي ينقل من أماكن أرضها طينية حرة إلى بريدة التي معظم أرضها رملية يصب عليه الماء ويخلط ثم يوضع في ملبن وهو على هيئة مستطيل كأنه سلة الصندوق أو درج (الدالوب) إلَّا أنه ليست له قاع بل هو مجرد حواجز أربعة مربوطة بعضها ببعض، وقد عهدنا الأولين يربطونه بقد وهو سيور من جلد غير مدبوغ أما المتأخرون فإنهم كانوا يربطون بعضه إلى بعض بمسامير ويصنعه النجارون.
فيضع من يصنع اللبن من هذا الطين في الملبن الذي يكون وضعه على الأرض وتكون الأرض بمثابة القاعدة له، ويتركه في الشمس ليجف، بل ليبس، ولا يفعلون ذلك به إلَّا في وقت الحر، حيث لا ينزل المطر، لأن المطر لو نزل عليه أفسده، ويضعونه صفوفا صفوفا منتظمة، وبعد فترة، إذا جف يقلبون اللبنة رأسا على عقب لتذهب الرطوبة من أسفلها أيضًا.
ثم يبنون به، والبناء يكون بوضع اللبن علي الجدار سواء أكان عاليًا أم قريبًا من الأرض ويضعون أسفل منها طينًا لا يكون رقيقًا حتى يكون بمثابة الفراش لها يمتص رطوبتها ويحفظها من السقوط.
ولابد من أن يكون الذي يبني اللبن ماهرًا، يعرف موضع اللبنة الصحيح، وإلا لاختل نظام الجدار وسقط، والعادة أن يبنوا من اللبن في المرة الواحدة (سوقه) بفتح السين وإسكان الواو وهي ثلاث لبنات ثم يتركوا الجدار حتى يجف بعد ثلاثة أيام أو أكثر فيبنون عليه أخرى فوقها.
وإذا كان الجدار الذي يبني باللبن عاليا كان لابد من أن يكون (الستاد) وهو معلم البناء حاذقا يعرف كيف يزن تقله على الجدار لئلا يميل به اللبن تحته فيسقط.
ويكون قد تمرن على ذلك إلَّا أنه يحدث إذا أسن (الستاد) فإنه يكون معرضًا للسقوط، وقد حدث لبناء مشهور في وقته بجودة بناء القصور وهو عبد الله العوني والد الشاعر الكبير الشهير محمد بن عبد الله العوني الذي سقط من جدار مرتفع كان يبني فوقه ومات، وسوف يأتي ذكر ذلك في رسم (العوني) من حرف العين بإذن الله.
فبالنسبة لحمد الشميمري هذا يقولون: إنه كان يبني اللبن بيديه ورجليه، وهو لا يتأتى إلَّا إذا كان الجدار في أول بنائه قريبًا من الأرض كما هو ظاهر.
وتاريخ حمد الشميمري هذا وعنفوان جودته في البناء كان آخر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر.
وقد رأيت اسمه مسجلًا مكتوبًا في قسمة بيت كبير كان أصله أربعة بيوت جعلها جد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود بيتا واحدا وأوقفه على أولاده وهم ثلاثة، فرأى أحفاده وهم والدي وأبناء عميه وهم ثلاثة قسمته بينهم قسمة مصالح كما أسموها لأنه كبير حتى يكون لكل منهم ثلثه بيتا مستقلًا واستفتوا في ذلك الشيخ عبد الله بن عمرو والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وأنهم أذنوا لهم في قسمته قسمة مصالح وقد تولى قسمته بينهم شخصان أحدهما صالح بن سليمان ولا أعرفه إلَّا أن يكون من أسرة السيف وأن يكون أخًا
الناصر السليمان بن سيف والثاني حمد الشميمري هذا.
والوثيقة مؤرخة في 20 شوال سنة 4 هـ بخط محمد بن عبد العزيز الصقعبي وسوف نوردها ونتكلم عليها في رسم (العبودي) في حرف العين إن شاء الله تعالى.
من الوثائق المتعلقة بأسرة (الشميمري) هذه الوثيقة المؤرخة في 4 رمضان سنة 1317 هـ بخط إبراهيم بن الشيخ محمد بن عمر السليم وتتضمن مبايعة بين صالح بن يوسف الشميمري وبين امرأة اسمها زبيدة والدة صالح بن محبوب بوكالتها عن امرأة أخرى من أسرة الجاسر اسمها حصة بنت جاسر بن عبد الكريم وثمن البيت كثير بالنسبة إلى مستوى أثمان البيوت في ذلك الوقت، إذ هو مائتا ريال فرانسه، وعباءة والشاهدان هما محمد بن صالح واسم أسرته مطموس والثاني شخصية معروفة من أسرة (الدباسي) ورد ذكره في عدة وثائق قديمة في القرن الثالث عشر وهو (محمد بن عبد العزيز الدباسي).
ويلاحظ أن مستوى الشخصيات التي لها علاقة بهذا البيت هو عال فهو درج على صالح بن يوسف الشميمري الذي هو البائع، من محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن جاسر ويتبعه مخزن يقال له (مخزن ابن طلَّاع) وقد صغروه إلى لفظ مخيزن ابن طلاع والمخزن: الدكان في اصطلاحهم فمخيزن معناها: دكيكين - تصغير دكان - ولكنه على تصغيره كان دارجًا على صالح الشميمري من الشيخ العلامة محمد بن عبد الله بن سليم قاضي القصيم، وجيرانه متميزون بشيء إما بالاسم كجاره من جهة القبلة وهو بيت بنت ابن بحر، وما زلت أبحث عن أسرة (ابن بحر) هذه، وقد أوضح الكاتب شيئًا من أمرها بالنسبة إليه وإلى وقته وهو أنها زوجة مبارك العليان.
كما يحده من شرق بيت امرأة متميزة مذكورة في التاريخ وفي
المأثورات الشعبية من شعر ونثر وهي (العرفجية) التي سيأتي ذكرها في حرف العين إن شاء الله.
ومن جهة الشمال يحده بيت حسين الصالح وهو أحد وجهاء أسرة أبا الخيل المعروفة وأخ لمهنا الصالح أمير القصيم، أول من تولى إمارة بريدة من أسرة أبا الخيل.
وهذه صورة الوثيقة:
والوثيقة التالية وثيقة شهادة شهد بها صالح بن يوسف الشميمري على أمر غير مألوف وهو أن هيلة بنت محمد العليط أنفقت على عمارة الدكان المرسوم قفا الورقة لأبيها الذي جعلته تفصال دار وانفقت عليه اثنين وعشرين ريالًا، وهو مبلغ له أهمية في تلك العصور، وذلك أجرة ونفقة للعمار، وحسَب صالح هذا المبلغ المذكور وشهد عليه.
وبعد أن ذكرت هيلة ما أنفقته عليه قالت: هذان من دون الذي أدخلت عليه مما يخصها من بيت أمها وفرغ الحسو، وهو الجانب من الحسو الذي هو البئر الضيقة يستعملها أهل البيت للحصول على الماء.
وأشهد عليها بأن لها الرجوع فيما أنفقته على البويت المذكور.
وهذا يدل على مبلغ الكساد الاقتصادي آنذاك، إذ تحويل الدكان إلى بويت ليس هو القاعدة الغالبة، وإنما القاعدة القالبة أن يحول البيت إلى دكان.
والشاهد هو صالح بن يوسف (الشميمري) المذكور في أول الورقة.
والكاتب ناصر السليمان بن سيف.
ولم يتضح لي تاريخه على خلاف عادة الكاتب.
والكتابة المتعلقة بالدكان في قفا الورقة التي أشار إليها الكاتب هي ما يلي:
"الحمد لله الدكان المرسوم قفاه ثلث لهيلة آل محمد العليط مقابل نفقتها وما زادته من بيتها قبل البيع، وهو لها بضحية ثم ذكرت الكتابة شيئًا مهما يعرفه مثل الكاتب العالم ناصر السليمان بن سيف وهو أنه لابد من أن يجيز الورثة ما يوصي به مورثهم إذا لم يتسع له ثلث ماله، فقال:
أمضت بناتها وولد ولدها سليمان ما ذكرته هيلة، فهم أجازوا وقفية الدكان المذكور.
والشاهد كاتب معروف حسن الخط هو عيد بن عبد الرحمن (الشارخ).
أقول: وجدت ذكرًا ليوسف الشميمري والد صالح بن يوسف الشميمري في وثيقة مؤرخة لتسع مضت من شهر ربيع الآخر سنة 1276 هـ.