الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزعيم محمد بن عبد الرحمن بن شريدة:
اشتهر محمد بن عبد الرحمن الشريدة بما قام به في عام 1326 هـ وذلك لمعالجة الأزمة الخطيرة التي سببها إعلان أمير القصيم محمد بن عبد الله المهنا انفصال القصيم عن حكم الملك عبد العزيز آل سعود.
وذلك أن الرجل حسبما أخبرنا به العارفون بأمره ليس من قوة الشخصية بما عليه والده عبد الله المهنا ولا بما كان عليه ابن عمه صالح بن حسن المهنا الذي كان الملك عبد العزيز آل سعود قد قبض عليه في عام 1324 هـ لسبب أشياء بلغته عنه، مع اثنين من إخوانه وسجنهم في الرياض فأوحى إليه بعض المقربين منه أنه يمكن أن يقبض عليه الملك عبد العزيز مثلما قبض على ابن عمه صالح الحسن.
فاتصل بابن رشيد أمير حايل مع العلم بأن ابن رشيد هو أعدى عدو لأهل القصيم، ولكنه أراد حسب رأيه أن يقاوم به نفوذ الملك عبد العزيز بن سعود فأعلن استقلال القصيم، وانتهاء حكم الملك عبد العزيز عليه.
فكان أن أقبل الملك عبد العزيز بجيش كثيف فالتقى مع أهل بريدة الذين يقودهم محمد بن عبد الله المهنا في الصباخ جنوب بريدة وانتصروا فيه على جيش الملك عبد العزيز في تلك المعركة ولكن الملك عبد العزيز معه جيش كبير من أهل نجد من الحاضرة والبادية فاكتفي بحصار بريدة.
ولكن بريدة لا تصبر على الحصار، لأن نواحيها ومنها الخبوب والأماكن القريبة منها صارت مكشوفة لأولئك الجنود ولأناس غيرهم مفسدين فصاروا يعتدون على أهل الخبوب، ويأخذون منهم إبلهم السانية ويسلبون منهم ممتلكاتهم من غير أن يكون لهم من يدافع عنهم.
لذا اندفع أهل الخبوب متوجهين إلى بريدة طلبا للسلامة كثير منهم يسيرون على أقدامهم ودخلوا بريدة وصاروا عبئًا على أهلها.
ولكن الأشد هو تركهم نخيلهم وفلاحاتهم وهي تموت إذا تركت وبعضها الأهل بريدة، وأهل الخبوب جزء من أهل بريدة.
فكانت كارثة انتدب لحلها الزعيم الكبير محمد بن عبد الرحمن بن شريدة وكان كفًّا لحل مثل هذه المعضلة.
فاتصل بالملك عبد العزيز آل سعود واتفق معه سرًّا على أن يدخل بريدة بوجاهته وضمانه، وأن ينهي أهل بريدة حكم الأمير محمد بن عبد الله المهنا على بريدة والقصيم شرط أن يمنح الملك عبد العزيز العفو لأمير بريدة ابن مهنا وكل الذين معه أو ساعدوه، وأن يكون لهم الأمان على رقابهم وأموالهم والحرية في أن يذهبوا إلى أي مكان يريدون.
وفي ليلة معينة ذهب محمد بن شريدة ومن معه سرًّا من الأمير ابن مهنا الذي لو كان عرف بذهابهم إلى الملك عبد العزيز بن سعود لقتلهم.
ووثق محمد بن شريدة الباب الشمالي، حيث وكل من يثق به وأسند ذلك إلى أخيه منصور وعدد من شجعان بريدة.
ودخل مع الملك عبد العزيز من هذا الباب الشمالي قاصدين بيت سليمان بن عبد الكريم الجربوع بقرب جامع بريدة، وكان بعض الجماعة المعارضين العمل الأمير محمد بن عبد الله بن مهنا سرًّا كانوا مجتمعين عند ابن جربوع منهم مع الجربوع المبارك والربادي وبعض المشيقح منهم الملقب حيدان.
واجتمعوا بالملك عبد العزيز الذي رتب جيشًا أحاط بالأمير ابن مهنا في قصره وأعلن الأمان فسلم ابن مهنا القصر وسافر إلى العراق ومن معه من رجاله وأهله، وأخذ معه ما شاء من أمواله.
وكذلك الذين ساعدوه وعلى رأسهم (العوني) الشاعر الذي ذهب بعد ذلك إلى حائل.