الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومحمد بن سليمان الأصفر الشويعي مدير مدرسة البنات في حي الصفراء في بريدة.
الشّوَيْهي:
على لفظ تصغير الشاهي.
من أهل الشقة القدماء من أسرة الحميدي الذين جاء أوائلهم من التويم في سدير وهم من آل أبو رباع، وانتقل منهم أناس إلى بريدة فاشتهروا ولاسيما من كان منهم مع عقيل تجار المواشي.
اشتهر منهم محمد بن سليمان الشويهي من كبار رجال عقيل الذين كانوا يشتغلون بتجارة المواشي بين نجد والأمصار العربية.
ذكره الشاعر العامي علي الحريِّص بعد وفاته فقال:
راح (الشويهي) وأحمدٍ وابن حَسُّون
…
الله يخلي من بقي من ربوعي
من عقب ماهم فوق الأنضا يغنون
…
لحِّد لهم ما عاد فيهم رجوع
يا ناس عن عيالكم لا تروحون
…
يا ناس لا تجيهم علوم تروع
وقال غنيمان العبد الله من قصيدة:
التتن من عقب (الشويهي) تركناه
…
والله لا حَرَّم نقلنا للسبِّيل
وذلك لأن الشويهي كريم كان في بيته في بريدة يفتح بابه للناس في الصباح وبعد الظهر، وكان يقدم الدخان لهم في مبرد القهوة إلى جانب تقديم القهوة.
ويسمى الشويهي الكريم هذا أمير العقيلات لأنه كان كبير جماعة من عقيل تجار المواشي الذين كانوا يذهبون بها من القصيم إلى الشام.
واسمه محمد السليمان الشويهي أمير العقيلات.
ويمكن تعريفه إن احتاج إلى تعريفه للقراء المعاصرين الذين صاروا يجهلون تاريخ أسلافهم، بأن والده سليمان الشويهي كان أمير الشقة في وقت من الأوقات، وبأن حفيده محمد بن علي بن سليمان كان سفيرًا للمملكة في عدة بلدان آخرها سفير في سوريا.
والسفير هو محمد بن علي بن محمد بن سليمان الشويهي تقلب في عدة وظائف دبلوماسية آخرها سفير في سوريا ثم تقاعد، وكنت رأيته في أمريكا عندما كان القنصل السعودي في نيويورك.
كان والده في الشام مع العقيلات ومديهش المديهش فقتلهما الأعراب وكان تزوج بامرأة شامية، وكانت جيدة سجلت كل ما يتعلق بزواجها منه وشهادات الولادة لابنها، أما أهله في الشقة فاقتسموا تركته قبل أن يعرفوا أن له ابنًا ثم أعطوه بعد ذلك نصيبه من التركة.
فولدت محمدًا فدرس في مصر وتخرج عام 1377 هـ وتعين في وزارة الخارجية.
ومن آخر أعماله أنه كان سفيرًا للمملكة العربية السعودية في كوريا الجنوبية.
ولشخص من أسرة الشويهي قصة مع عبد العزيز بن متعب بن رشيد إبان الحروب التي أعقبت سنة الصطوة وهي السنة التي هجم فيها الملك عبد العزيز آل سعود، ومن معه من أمراء القصيم على بريدة وعنيزة واحتلوها وطردوا عامل ابن رشيد منها.
وقد أحضر ابن رشيد معه جنودًا من جنود تركيا الذين كانوا في العراق من أهل العراق وغيرهم ولكن ضباطهم من الأتراك، وقد اجتمعوا به في
السماوة في العراق، إذ كان من ذلك المكان هو الذي يتولى تدبيرهم.
فحدثنا أكثر من واحد إن ابن رشيد بينما كان في الطريق إلى القصيم ومعه جنود الأتراك أولئك صادف في أحد منازله، وكان إذا نزل يطيل في المنزل من أجل أن يجمع جنده ويطيل النظر في كيفية الهجوم على القصيم وعلى ابن سعود فيه.
فصادف (الشويهي) هذا ومعه أربعون ناقة يتكسب بها يريد أن يبيعها في بريدة فأخذه رجال ابن رشيد ومعه الإبل فأمر بضم الإبل إليه وذبحها لقومه.
قالوا: وبينما كان جالسًا في مجلسه الحافل بعد العصر التفت إلى (الشويهي) وقال له: وش تقول بها القوم الترك والعرب ما نقدر نغلبكم بهم أنتم يا أهل القصيم؟
قالوا: فقال الشويهي: شف يد الله من تكون معه، بمعنى أنه لا يدري من يكون الغالب، لأن الذي تكون يد الله معه هو الغالب، قالوا فاستشاط ابن رشيد غضبًا لأنه يشكك في انتصاره على ابن سعود وأهل القصيم أو يتمنى ذلك، وأمر بقتله، قالوا: وكان في مجلسه ضاري بن طواله شيخ الأسلم من شمر، وماجد بن حمود بن رشيد فلما انصرفا من مجلسه بعد المغرب وكان الظلام قد حل كان أحد أهل الأشخاص من الجيش الذين مع ابن رشيد يقضي حاجته ولم يرياه فسمع ضاري بن طواله وهو يقول لماجد بن حمود: الأمير وش نوحه على ها الحضري يذبحه، وهو ما سوى شيء؟ والله إنه مخطئ بذبحته.
قالوا، فقال ماجد بن حمود: والله أني أظن أن الأمير نسي نفسه بالسماوة.
يريد أنه منذ أن شعر بقوته بسبب انضمام الأتراك إليه، وهو في السماوة في العراق قد نسى خوف الله.
يريد أنه لو كان يخاف الله في تلك الساعة لم يقتله.
أقول: لم تذكر الرواية أنه قتله، والظاهر أنه لم يفعل لأننا سمعنا أخبارًا للشويهي بعد ذلك.
وأما ماجد بن حمود هذا فهو الذي قتل في عنيزة بعد ذلك ويذكر له أهل بريدة مواقف جيدة يشكرونها له، وذلك أن عبد العزيز بن متعب بن رشيد عندما انتصر على ابن صباح ومن معه من أهل القصيم والبوادي في عام 1318 هـ ودخل بريدة صار يعرض في كل عصر أناسًا من أهل الكويت وغيرهم فيقتل بعضهم.
وقد جاء مرة إليه أحد كبار شمر وقال له: يا ماجد، هذا الأمير عبد العزيز عنده قائمة مكتوبة بثلاثين من أهل بريدة يبي يذبحهم فنهض ماجد إلى ابن رشيد وقال له: الدم يا طويل العمر ما يروح، ولا يجوز أن تقتلهم عليك بالأموال دون الأعمار، فوافقهم على ذلك، وصار يفرض عليهم الأموال من النقد والطعام، كل حسب ما يراه يستطيع، وهذا أمر كان معروفًا للناس في ذلك الوقت.
مع القنصل الشويهي في نيويورك:
وأذكر أنه في شهر ربيع الأول من عام 1405 هـ استولى أناس من المسلمين السود على مكتب الرابطة في نيويورك بحجة أنه لا يوظف المسلمين السود، وأنه لذلك صار للمسلمين البيض فقط، وذكروا أنهم سوف يظلون يحتلونه حتى تتعهد لهم رابطة العالم الإسلامي التي يتبعها المكتب بتصحيح الأمر بأن توظف فيه بعض المسلمين السود، وأن يقدم المعونة لجمعيات المسلمين السود مثلما يقدمها لغيرهم من البيض.
وقد نشر هذا في الجرائد فجاء الأمر من الملك فهد بأن يذهب موظف عالي المستوى من الرابطة إلى نيويورك لتسوية الموضوع المذكور، وكنت آنذاك كما أنا الآن أشغل وظيفة الأمين العام المساعد للرابطة.
فذهبت إلى هناك وكانت السفارة معنية بهذا الأمر وقد أمرها الملك بذلك لأنه يتعلق بسمعة المملكة لدى المسلمين في أمريكا لذا أمر الملك بأن تتشاور الرابطة مع السفارة، فقابلت السفير السعودي في أمريكا آنذاك في واشنطن وأبلغ الأمر إلى القنصلية السعودية في نيويورك.
كان القنصل السعودي في نيويورك آنذاك محمد بن علي بن محمد الشويهي، وكان نائب القنصل محمد الجلاجل وكلاهما من أهل بريدة، وقد أنهيت عملي بأن فاوضت المذكورين واتفقت معهم على أشياء أهمها أن ينهوا احتلالهم للمكتب، وأن يبدعوا فعلًا جادًا جديدًا مع الرابطة.
وقد أقامت لي القنصلية السعودية حفلة غداء في أحد مطاعم نيويورك فتطرق الحديث إلى القصيم وكان مدير مكتب الرابطة آنذاك من القصيم أيضًا، وهو الدكتور فهد النصار من أهل المذنب، فذكرت لهم أبيات علي الحريِّص في الشويهي السابقة، فقال ابن جلاجل: وماذا عن الجلاجل؟
فقلت: لقد ذكرهم الشاعر ناصر أبو علوان في أبيات طريفة فيها من الغزل ما فيها من غيره، وذلك أن نساء الجلاجل من أجمل النساء في بريدة فتزوج أمير بريدة مهنا الصالح إحداهن فلما دخل عليها في المقيل وهي نومة العريس عند زوجته قبل صلاة الظهر كان عندهم خروف صغير وكان في سطح بيتهم وغرفة العروس روشن أي غرفة في الطابق الثاني وكان عليها خلاخيل وطلعت عليه فجأة فأجفل الخروف وقفز وإذا به يسقط على سوق البيع والشراء الواقع أسفل بيتهم، إلى جنوب الجامع، فقال الناس (هَبله زين بنت الجلاجل) فقال الشاعر ناصر بن علوان:
وأكبر عذرك يا خروف الجلاجل
…
ماجور يوم إنك مع السطح طبيت
يا كبر عذرك يوم شفت الهوايل
…
شالوك للقصاب لا حي ولا ميت
أنا أشهد أنك من عيال الحمايل
…
لو أنت ما سويت هذا ترديت
ومنهم الشويهي الذي ذكره صالح بن إبراهيم الجار الله، فقال:
اسلَمْ وسَلِّم لي على الربع يا فلان
…
رَبْع إلى رَكْبَوْا على الخيل شجعين
خص الدِّباسي و (الشِّويْهي) والإخوان
…
وباقي الجماعة عُمَّ الأقصى والأدنين
ومنهم الشيخ علي بن صالح بن علي الشويهي المدير العام لفرع هيئة الرقابة والتحقيق في منطقة القصيم - 1427 هـ.
وأسرة الشويهي هم من ذرية عبد الله بن حمود بن سالم بن رأس أسرة (الحميدي) أهل الشقة الذي كان أول من جاء منهم إلى الشقة من جهة سدير وكان قد فارق بلدة التويم تحت ضغط من أبناء عمومته هناك.
أقرب أسر أهل الشقة نسبة إليهم (الخضيري) بفتح الخاء وكسر الضاد والمديهش.
وذكر لي الدكتور عبد العزيز العقيل مدير المراكز الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام أنهم من ذرية عبد الله بن علي بن إبراهيم بن سالم بن الحميدي (جد الحمادا) ولقب عبد الله بالشويهي، لأنه كان تاجرًا جوادًا من كبار العقيلات وكان يقدم الشاي الضيوفه، فيقولون: لنذهب إلى راعي الشويهي: تصغير الشاهي.
وممن برز من هذه الأسرة:
سليمان الشويهي رحمه الله، كان أحد أمراء الشقة القدماء وكان ذا جود وكرم ووجاهة عند البادية والحاضرة.
ومحمد بن عبد الله الشويهي، رجل أعمال، وجيه وجواد، وله أعمال خيرية.
الشيخ علي بن سليمان الشويهي (قاضي).