الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشِّقَّاوي:
بكسر الشين وفتح القاف مع تشديدها والواو مكسورة تليها ياء نسبة.
وهذه صيغة النسبة عندهم إلى الشقة القرية المعروفة في شمال بريدة، ولكني لم أجد من يؤكد لي عن علم بأنهم كانوا من أهلها.
وإنما الشيء الذي أعرفه أنهم من أهل بريدة المعروفين ويضرب ذلك إلى تاريخ لا نعرفه في القدم لأن الناس لم يكونوا يؤرخون أنسابهم، بل ولا يهتمون بذلك.
وعندما عقلت الأمور في أول العقد السادس من القرن الرابع عشر كان في شمال بريدة وهي الجهة التي يقع فيها بيتنا (بيت الشقاوي) يقع مجاورًا من جهة الجنوب لمسجد عبد الرحمن بن شريدة، فكان فيه شيخ مسن مكفوف اسمه راشد الشقاوي.
كان الناس يقدرون عمره آنذاك بما فوق الثمانين ويعرفون أن بصره كفّ بعد أن امتد به العمر، وإلا لم يكن مكفوفا قبل ذلك.
والبيت الذي يسكنه كان ملكًا لهم أي لأسرة الشقاوي، ولذلك بقوا فيه مدة طويلة، بل طول المدة التي أتذكرها الآن.
ويقع البيت في الجانب الغربي من شارع الصناعة القديم وعندما وسع شارع الصناعة دخل ذلك البيت في الشارع ولا أدري أكان ذلك بعد أن كان البيت خرج من ملكهم أم لا.
ولكن الذي أحب أن أقوله: إن راشد الشقاوي كان يصلي معنا في مسجد ابن شريدة، لأنه يسكن في ذلك البيت.
وكانت امرأة منهم قد فتحت لها دكانًا من البيت وهو في الحقيقة جزء من
بيتهم لأنه يفتح له باب على الشارع الذي كان شارعًا عامًا مستقيمًا نسبيًا ويوصل إليه من داخل البيت.
وهذه عادة للنساء صاحبات الدكاكين في بريدة في العهد القديم فأنا أعرف عددًا منهن من اللاتي يسكنّ في شمال بريدة حيث بيتنا، وذلك في أول عهدي بالإدراك، وقد تكلمت على ذلك في كتاب آخر.
ولا أعرف واحدة منهن لها دكان مثل دكاكين الرجال التي تفتح من الشارع وتغلق من الشارع، ولا يكون لصاحبها علاقة بالبيت الذي يقع خلفها أو تكون جزءا منه.
وصاحبات الدكان ومنهن هذه كل واحدة منهن تجلس في دكانها متغطية أي على وجهها حجاب مثلها في ذلك مثل النساء اللاتي يخرجن إلى الأسواق، وحتى يجلبن في السوق شيئًا.
وأما البضائع التي كانت في دكان هذه التي أظن أنها من أسرة الشقاوي هؤلاء، ولكنني لا أتيقن من ذلك إذ ربما كانت زوجة لأحد رجال الأسرة هي قليلة، وأكثرها من المنتجات الوطنية مثل قليل من الأبازير والحلبة وحب الرشاد وحتى البيض قد يكون عندها ولكن ذلك لم يكن منتظمًا وليس كثيرًا.
وأذكر أكثر من مرة أن والدي كان يمر بهذا الدكان عندما يذهب إلى دكانه يوميًا، بل أكثر من مرة في اليوم، فكانت صاحبته تناديه قائلة: يا أبو محمد عندي بييضات تصغير بيضات: جمع بيضة فيشتريها منها بثمن بخس ويقليها في محماسة القهوة بأن يصب عليها شيئًا من السمن ويقليها ليأكلها مع أهل بيته، ولكن ذلك لم يكن منتظمًا كما قلت.
وأكثر الناس لا يأكلون البيض، بل لا يعرفون أكله ما عدا الأطفال الذين يكون عند أهلهم دجاج يطبخون لهم البيض بمعنى يسلقونه لهم.