الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منصور بن عبد الرحمن الشريدة:
اشتهر منصور الشريدة بالشجاعة وقوة الجسم ومتانته وضخامته، وله قصص عديدة في هذا المجال.
كما اشتهر بالديانة والمحافظة على الصلوات وأمر الذين يكونون معه بالمحافظة عليها.
قال لي حفيده أحمد بن سليمان بن منصور الشريدة:
في ذات يوم الوالد منصور هو ومن ومعه من العقيلات حصل عليهم ظمأ في يوم شديد الحر قالوا يا أبو سليمان هلكنا ظمأ، قال وقفوا ونوخوا بعارينكم عطون الذي معكم من الماء.
قالوا: معنا ثلاث بيالات ما يكفي ولا واحد أخذه رحمه الله وقام يتوضأ في الماء الموجود، قالوا يا أبو سليمان كيف تعمل كذا تبي نموت؟ قال: لنا ربنا سبحانه وتعالى، فقام وسجد لربه، وقال بضع كلمات حتى أقبلت عليهم سحابة ترعد وتبرق، استغرب أصحابه! سحابة في الصيف؟ فأمطرت عليهم حتى امتلأت الفياض فقام ورفع رأسه من شد المطر فقام وبكى هو وأصحابه وشكروا الله وقاموا في تعبئة القرب وسقي الإبل.
ومن الحكايات عن منصور الشريدة أن الملك عبد العزيز آل سعود في إحدى السنين التي كان فيها الخلاف مع الأشراف نهى الناس عن الحج خوفًا عليهم من الشريف، لأنه كان توعد من يمسكه من أهل نجد، وذلك قبل أن يستولى الملك عبد العزيز على الحجاز.
ولكن شخصًا من أهل بريدة خالف الأمر، ولم يستطع أن يترك الحج فحج على مسئوليته، ولما عاد قبض عليه أمير بريدة بحجة مخالفته لأوامر الحكومة، وقال الأمير: اضربوه يريد أن يؤدبه أمام الناس حتى لا يخالفوا أمر الحكومة.
فعلم بذلك منصور الشريدة فجاء ووجده على الأرض ممددًا استعدادًا لضربه فألقى بنفسه عليه، وقال: خلوا الضرب بي.
ولم يكن من الممكن أن يضربوا منصورًا فأوقفوا محاولة ضربه، فقال منصور اسمع يا الأمير: اسمعوا يا أهل بريدة، هذا ما له ذنب إلَّا أنه ملبِّي أي حاج، ورفع صوته بالتلبية فأطلقه الأمير إكرامًا لمنصور الشريدة.
وقال إبراهيم أبو طامي:
ومنصور الشريدة مع زهده وورعه يعتبر من أشجع أهل زمانه ولست بصدد البطولة، بل هو لا يمكن أن يصلي بتيمم، وهو من رجال الأسفار الذين أمضوا حياتهم على ظهور الجمال يطلبون المعيشة بمواشي يتاجرون بها بين الشام ونجد، ومما حكي عنه أنه يرغم رفقاءه على الصلاة جماعة ولا يمكن أن يتخلف عنها متخلف مع ما يعانون من سهر وتعب ومشقات بالغة، وله غرائب أعمال مرت به فهو يحمل في سفره قربة ماء للوضوء مفضلا وضوءه على الطعام والشراب.
وذات يوم ضلوا الماء وخشوا على أنفسهم شر الموت، ومنعه صحبه من الوضوء من قربته خوفًا عليهم من الهلاك، فكف عن الوضوء لأنه لا يحب أن يجرح خواطرهم، ولكن لما اشتد عليهم العطش أمرهم أن يتجمعوا لصلاة الاستسقاء، فاستسقى هو وإياهم وأمهم للصلاة، والزمن ليس من مواسم الأمطار، ومن ثم نشأت غمامة هطلت عليهم مطرا حتى رووا وملأوا قربهم وأوعيتهم في غير وقت نزول المطر، ولا شك أنها دعوة استجيبت. انتهى.
وأقول: نزل منصور الشريدة في فندق داود في القدس وأذن لصلاة الفجر في وسط الفندق فاستيقظ بعض الحراس وهو يريد أن يستيقظ الذين معه من أصحابه فيصلون الفجر، فقال رئيس الحرس له عندما سمعه: إيش هذا يا عم؟ ما هذا؟ فقال: هذا ذكر الله للمسلمين ماهوب لعُبَّاد الوثن.