الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن سلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق، أمرهم بالصلاة وتلا:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ} .
وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يقول الله تعالى: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسدّ فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا، ولم أسدّ فقرك» .
وروى ابن ماجه عن ابن مسعود، سمعت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم يقول:«من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك» .
وروى أيضا عن زيد بن ثابت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:«من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة» .
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
1 -
يعظ الله تعالى الكفار بأن يعتبروا بأحوال الأمم الماضية الذين أهلكهم لتكذيبهم الرسل، فلربما حل بهم من العذاب مثلما حل بالكفار قبلهم.
2 -
لولا الحكم السابق من الله في الأزل بتأخير عذاب أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة، لكان العذاب لازما في الحال لمن كفر وأعرض عن آيات الله تعالى.
3 -
الصبر علاج حاسم على أذى الكفار المناوئين دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لذا أمر الله تعالى نبيه بالصبر على أقوالهم: إنه ساحر، إنه كاهن، إنه كذاب، ونحو ذلك، وألا يحفل بهم؛ فإن لعذابهم وقتا محددا معينا لا يتقدم ولا يتأخر.
4 -
قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ..} . يراد به في رأي الأكثرين الصلوات الخمس المفروضة، فصلاة الصبح قبل طلوع الشمس، وصلاة العصر قبل الغروب، ومعها الظهر لأنها تجمع معها، وصلاة العشاء في ساعات الليل، وكذا صلاة المغرب. ويرى آخرون أن قوله تعالى:{وَأَطْرافَ النَّهارِ} إشارة إلى المغرب والظهر؛ لأن الظهر في آخر طرف النهار الأول، وأول طرف النهار الآخر، فهي في طرفين منه، والطرف الثالث: غروب الشمس وهو وقت المغرب.
5 -
إن أداء الصلوات في أوقاتها من رضوان الله، وسبب للثواب العظيم، وقد جعل تعالى الثواب واسعا غير محدود على فعل الصلوات، فقال مخاطبا نبيه، وأمته مثله:{لَعَلَّكَ تَرْضى} أي لعلك تثاب على هذه الأعمال بما ترضى به.
6 -
إن همّ المؤمن أصالة هو العمل للآخرة، وأما الدنيا فهي تبع لهذا المقصد الأصلي، على عكس الحال بالنسبة للكفار، فلا همّ لهم إلا الدنيا، لذا نهى الله نبيه عن تمني مثل ما لدى الكفار من زهرة الحياة الدنيا من المال والمباني والأثاث والمراكب وغيرها، فهذا ابتلاء واختبار لهم، ليكون جحودهم ونكرانهم نعم الله سببا لعذابهم في الآخرة.
ويلاحظ التسلسل المنطقي في هذه الأحكام والآيات الدالة عليها، فقد وبخ الله تعالى الكفار على ترك الاعتبار بالأمم السابقة، ثم توعدهم بالعذاب المؤجل، ثم أمر نبيه باحتقار شأنهم، والصبر على أقوالهم، والإعراض عن أموالهم وما في أيديهم من الدنيا، إذ ذلك زائل عنهم، صائر إلى خزي.
وختم ذلك بتسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى} أي ثواب الله على الصبر وقلة المبالاة بالدنيا أولى؛ لأنه يبقى والدنيا تفنى.
7 -
أمر الله نبيه بأن يأمر أهله بالصلاة وبالمحافظة عليها وملازمتها،