المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة لقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل لهداية - معجم أعلام شعراء المدح النبوي

[محمد أحمد درنيقة]

فهرس الكتاب

- ‌[تقديم]

- ‌المقدمة

- ‌حرف الألف

- ‌1 إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله التلمساني المالكي

- ‌2 إبراهيم بن أحمد بن علي الكناني

- ‌3 إبراهيم بن سليمان بن محمد الجنيني

- ‌4 إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي

- ‌5 إبراهيم بن علي الأحدب

- ‌6 إبراهيم بن علي الكفعمي ن له سبع المثاني]

- ‌7 إبراهيم بن علي بن أحمد البهنسي

- ‌8 إبراهيم بن محمد بن بهاور الغزي الشهير بابن زقاعة

- ‌9 إبراهيم بن محمد بن سعيد الإدريسي الحسني

- ‌10 إبراهيم بن مصطفى الحلبي

- ‌11 إبراهيم بن يحيى بن مهدي المكناسي

- ‌12 إبراهيم بن يوسف البلبيسي الرفاعي

- ‌13 ابن الجيّان الأندلسي الكاتب (أبو عبد الله)

- ‌14 أبو إناس الديلي الكناني

- ‌15 أبو بكر الصديق (ض)

- ‌16 أبو بكر بن عبد الكريم الحلبي الشافعي

- ‌17 أبو بكر بن علي بن عبد الله الشهير بابن حجة الحموي

- ‌18 أبو بكر بن محمد بن أبي بكر

- ‌19 أبو جدول الجشمي (شاعر إسلامي)

- ‌20 أبو الحسن بن سعيد الغرناطي الأندلسي حمة للعالمين]

- ‌21 أبو زيد الفازازي الأندلسي احب الدعوة الشاملة]

- ‌ينة الانبياء]

- ‌22 أبو السرور بن نور الدين الشعراوي

- ‌23 أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌24 أبو طالب

- ‌25 أحمد الأبشيهي

- ‌26 أحمد بن أبي بكر المرعشي

- ‌27 أحمد بن أحمد بن عثمان الزبيري

- ‌28 أحمد بن أحمد بن محمد القرشي

- ‌29 أحمد بن إسماعيل بن عبد الله المقرىء

- ‌30 أحمد بن إسماعيل النابلسي

- ‌31 أحمد بن جعفر بن إوريس الكتاني

- ‌32 أحمد بن الحسين بن أحمد بن سير الناس المالكي

- ‌33 أحمد الحضراوي المكي الشافعي

- ‌34 أحمد بن سعيد بن محمد الجريري

- ‌35 أحمد شاكر الحكواتي الحموي

- ‌36 أحمد بن شرقاوي الحسيني الخلوتي

- ‌37 أحمد شوقي

- ‌38 أحمد بن صالح بن أحمد بن صدقة المعروف بالوراق الخلوتي الحلبي

- ‌39 أحمد بن عبد الله البري الحنفي المدني

- ‌40 أحمد بن عبد الله الواعظ المكي

- ‌41 أحمد بن عبد الحي الحلبي

- ‌42 أحمد بن عبد الخالق الزمزمي الحفظي

- ‌43 أحمد بن عبد الرحيم الطهطاوي

- ‌44 أحمد بن عبد العال الشهير بابن عبد العال

- ‌45 أحمد بن عبد العزيز بن محمد المقدسي مس التقي]

- ‌46 أحمد بن عبد القوي الربعي الشهير بكمال الدين

- ‌47 أحمد بن عبد اللطيف البربير الحسيني

- ‌48 أحمد بن عبد المعطي

- ‌49 أحمد بن عبد الملك العزازي

- ‌50 أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد الخياط

- ‌51 أحمد بن عبية المقدسي

- ‌52 أحمد العروسي المغربي

- ‌53 أحمد بن علي بن عبد القدوس المعروف بالشناوي

- ‌54 أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر)

- ‌55 أحمد بن علي بن عمر بن صالح المنيني

- ‌56 أحمد بن علي القلقشنري الشافعي

- ‌57 أحمد بن علي بن محمد الحسني الفاسي

- ‌58 أحمد بن عيسى المرشدي

- ‌59 أحمد بن القاسم الإشبيلي (أبو العباس)

- ‌60 أحمد بن محمد بن أحمد المقري القرشي

- ‌61 أحمد بن محمد الحملاوي

- ‌62 أحمد بن محمد بن العباس المغربي

- ‌63 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الخلوف الحميري

- ‌64 أحمد بن محمد بن علي الدنيسري الشهير بابن العطار

- ‌65 أحمد بن محمد بن علي الشهير بابن الهائم

- ‌66 أحمد بن محمد بن علي بن جعفر البغدادي

- ‌67 أحمد بن محمد المبارك

- ‌68 أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن جزي الكلبي

- ‌69 أحمد بن محمد بن موسى الأندلسي

- ‌70 أحمد بن محمد بن يوسف المصري

- ‌71 أحمد بن يحيى بن أبي بكر التلمساني

- ‌72 أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العمري

- ‌73 أحمد بن يوسف بن محمد الزعيفريني

- ‌74 أحمد بن يونس بن سعيد الحميري

- ‌75 إوريس بن موسى القرطبي

- ‌76 أسعد بن محمد بن إسماعيل

- ‌77 إسماعيل بن محمد بن عبدوس الدهان

- ‌78 الأسود بن مسعود الثقفي

- ‌79 أصيد بن سلمة السلمي

- ‌80 الأمين العاصمي

- ‌81 أنس بن زنيم الكناني

- ‌82 أيمن بن محمد الغرناطي

- ‌83 برهان الدين القيراطي الشافعي

- ‌84 بكر بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي

- ‌85 تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم المدني المالكي

- ‌86 تقي الدين شبيب

- ‌87 الجروو بن المعلّى بن العلاء

- ‌88 جعفر بن إسماعيل بن زين العابدين بن محمد البرزنجي

- ‌89 جعفر بن حسن البرزنجي المدني

- ‌90 جعفر بن محمد باعلوي البيتي السقافي الحسيني

- ‌جعفر بن محمد بن عثمان المير غني

- ‌92 جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن

- ‌93 جميل بن مصطفى العظم

- ‌94 جهيش بن أويس النخعي

- ‌[95 حازم بن محمد بن حسن القرطاجني

- ‌96 حامد العماوي المفتي

- ‌97 حرب بن ريطة بن عمرو

- ‌98 حسام الدين بن جمال الدين الطريحي المسيلمي

- ‌99 حسان بن ثابت

- ‌100 حسان بن قيس بن عبد الله

- ‌101 الحسن بن أبي الحسن صافي

- ‌102 حسن بن الحسين بن حيدرة

- ‌103 حسن بن عبد الله البخشي

- ‌104 الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري الخضراوي

- ‌105 الحسن بن محمد بن علي العراقي

- ‌106 الحسن بن محمد القرشي القرطبي

- ‌107 الحسن بن محمد بن محمد بن حسن الصفوري البوريني

- ‌108 حسن بن ملك الحموي

- ‌109 الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك الإسنائي

- ‌110 حسين بن رشيد الرضوي

- ‌111 حسين بن سليم الحسيني الدجاني

- ‌112 الحسين بن سليمان بن ريان

- ‌113 الحسين بن صديق بن الأهدل

- ‌114 حسين بن علي بن حسن بن شدقم الحسيني

- ‌115 حسين بن علي بن حسن بن فارس العشاري

- ‌116 حسين بن علي بن حسين الليثي الواسطي

- ‌117 حسين بن علي بن محمد الوفائي

- ‌118 حسين بن محمد بن مصطفى الجسر

- ‌119 حسين بن محمد بن موسى الخالدي النقشبندي

- ‌120 حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرواسي

- ‌121 حمزة بن محمد بن هبة الله الأصفوني

- ‌122 حميد بن ثور الهلالي

- ‌123 خليل بن أسعد بن أحمد الصديقي

- ‌124 خليل بن أيبك الصفدي

- ‌125 خليل بن ظافر سليمان الطرابلسي

- ‌126 خويلد بن خالد بن محدث «أبو ذؤيب الهذلي»

- ‌127 راشد بن عبد الله

- ‌128 رافع بن عميرة ويقال رافع بن عمر الطائي

- ‌129 رمضان حلاوة

- ‌130 الزبرقان بن بدر بن امرىء القيس التميمي

- ‌131 زهير بن صرو «أبو جدول»

- ‌132 زهير بن عبد الغني الرافعي

- ‌133 سعد بن محمد بن عبد الله الشهير بابن الريري

- ‌134 سعدي بن عبد القادر العمري المعروف بابن عبد الهاوي

- ‌135 سعيد بن محمد بن أحمد السمان

- ‌136 سعيد بن محمد بن إسماعيل الجعفري الدمشقي

- ‌137 سعيد بن محمد أمين السعسعاني الدمشقي

- ‌138 سلمة بن عياض الأسدي

- ‌139 سليم بهجت بن راغب الشهير بتقي الدين الحصني

- ‌140 سليمان بن أحمد الكيالي الرفاعي

- ‌141 سليمان بن داود

- ‌142 سليمان بن عبد الرحمن بن صالح الرومي

- ‌143 سليمان بن عوض بن محمود البرسوي

- ‌144 سليمان بن موسى بن بهرام السمهدوي

- ‌145 سواد بن قارب الأزدي الدوسي

- ‌146 شاكر بن مصطفى العمري

- ‌147 شبيب بن حمدان

- ‌148 شبيب بن علي الأسعد العاملي الوائلي

- ‌149 شعبان بن محمد بن داود

- ‌150 شعيب بن إسماعيل الكيالي الأولبي

- ‌151 صادق بن محمد الشهير بالخراط

- ‌152 صالح بن أحمد بن محمد طه الدوماني

- ‌153 صرمة بن أبي أنس

- ‌154 صفوان بن إدريس التجيبي

- ‌155 صفية بنت عبد المطلب

- ‌156 ضرار بن الخطاب بن مرواس الفهري

- ‌157 الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص الدوسي

- ‌158 طه بن مهنا الشافعي الجبريني الحلبي

- ‌159 ظاهر بن علي الزيراني الصفدي

- ‌160 عائشة بنت يوسف الباعونية

- ‌161 عاتكة بنت عبد المطلب

- ‌162 عامر بن الطفيل بن الحرث الأزدي

- ‌163 عامر بن واثلة (أبو الطفيل)

- ‌164 العباس بن عبد المطلب

- ‌165 العباس بن مرداس السلمي

- ‌166 عبد الله بن إبراهيم المحجوب المكي

- ‌167 عبد الله بن أحمد بن علي الكوفي الهمداني

- ‌168 عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي

- ‌169 عبد الله بن رواحة

- ‌170 عبد الله بن الزبعرى بن قيس

- ‌171 عبد الله بن عبد الله بن سلامة الأوكاوي

- ‌172 عبد الله بن عجرو السلمي المعروف بابن غنيمة

- ‌173 عبد الله بن علي بن طاهر الحسني

- ‌174 عبد الله بن عمران بن موسى البكري المغربي

- ‌175 عبد الله بن كوجك محمود الرومي

- ‌176 عبد الله بن لسان الدين بن الخطيب

- ‌177 عبد الله بن محمد حجازي

- ‌178 عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي

- ‌179 عبد الله بن يحيى الشقراطيسي

- ‌180 عبد الباقي بن سليمان العمري الفاروقي

- ‌181 عبد البر بن عبد القادر الفيومي

- ‌182 عبد الحليم شلبي الشهير باللوجي الدمشقي

- ‌183 عبد الحميد بن حسن ووه البيرامي

- ‌184 عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي (بلبل سورية)

- ‌185 عبد الحميد بن محمد علي قدس بن عبد القادر الخطيب

- ‌186 عبد الرحمن بن أحمد الأديب

- ‌187 عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي

- ‌188 عبد الرحمن بن تاج العارفين المناوي

- ‌189 عبد الرحمن بن العباس العراقي الحسيني

- ‌190 عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي حميدة

- ‌191 عبد الرحمن بن عبد الوهاب المعروف بابن بنت الأعز

- ‌192 عبد الرحمن بن علي بن صالح الملاوي

- ‌193 عبد الرحمن بن عوف

- ‌194 عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر (جلال الدين الأسيوطي)

- ‌195 عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل القلقشندي

- ‌196 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن التريمي

- ‌197 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني

- ‌198 عبد الرحمن بن محمد بن علي الشهير بالبهلول

- ‌199 عبد الرحمن بن يخلفتين الشهير بالفازازي

- ‌200 عبد الرحيم بن إبراهيم الشهير بابن البارزي الحموي

- ‌201 عبد الرحيم بن أبي اللطف

- ‌202 عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي

- ‌203 عبد الرحيم الشعراني المصري الشافعي

- ‌204 عبد السلام بن أحمد بن غانم

- ‌205 عبد العزيز بن سرايا (صفي الدين الحلي)

- ‌206 عبد العزيز بن عبد العزيز اللمطي المكناسي

- ‌207 عبد العزيز بن علي الغرناطي

- ‌208 عبد العزيز بن علي المكي الزمزمي

- ‌209 عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن المعروف بابن الرفاء

- ‌210 عبد العزيز بن محمد الفشتالي

- ‌211 عبد الغني بن أحمد الرافعي

- ‌212 عبد الغني بن إسماعيل النابلسي

- ‌213 عبد الفتاح بن محمد بدر الدين الزعبي

- ‌214 عبد القادر بن توفيق الشلبي

- ‌215 عبد القادر سعيد الرافعي

- ‌216 عبد القادر بن عبد القادر الأدهمي الحسيني

- ‌217 عبد القادر بن محمد بن عبد الله الضميري

- ‌218 عبد الكريم بن ضرغام الصرصري الطرائفي

- ‌219 عبد الكريم بن محمد الحسيني

- ‌220 عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الفكون القسنطيني

- ‌221 عبد الكريم بن محمد عويضة الطرابلسي

- ‌222 عبد اللطيف بن أحمد الفوي

- ‌223 عبد اللطيف بن علي بن إبراهيم (ابن الخطيب)

- ‌224 عبد اللطيف بن نصر الله الطويلي

- ‌225 عبد المجيد بن علي بن أحمد الحسني الإدريسي

- ‌226 عبد المحسن بن حمود التنوخي

- ‌227 عبد المحمود بن إبراهيم بن محمد الحنبلي الجيلي

- ‌228 عبد المطلب بن هاشم

- ‌229 عبد الملك السلمي

- ‌230 عبد الهادي بن عبد الله بن علي الحسني

- ‌231 عبد الواحد بن منصور الشهير بابن المنير

- ‌232 عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الشهير بابن عربشاه

- ‌233 عبد الوهاب بن علي السبكي

- ‌234 عبد الوهاب الموصلي الشافعي

- ‌235 عتيق بن أحمد الغساني

- ‌236 عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي المولوي

- ‌237 العربي بن أحمد بن علي الحسني

- ‌238 عسكلان بن عواكن الحميري

- ‌239 عطية بن يحيى المحاربي

- ‌240 علاء الدين الدمشقي المعروف بابن أيبك

- ‌241 علاء الدين بن علي بن يوسف كباره

- ‌242 علي بن أبي طالب (ض) أمير المؤمنين

- ‌243 علي بن أحمد بن علي بن لبّال

- ‌244 علي بن أحمد الفاسي الشهير بالشامي

- ‌245 علي بن أحمد بن محمد بن حمدون الحميري

- ‌246 علي بن أحمد المدني الشهير بابن معصوم

- ‌247 علي بن أيبك بن عبد الله النقصاوي

- ‌248 علي بن الجياب الأنصاري الأندلسي

- ‌249 علي بن حسن المدني الشهير بالبرزنجي

- ‌250 علي بن الحسين بن علي الموصلي

- ‌251 علي بن سالم بن عبد الناصر الغزي

- ‌252 علي بن سليم بن ربيعة الأذرعي

- ‌253 علي بن سليمان البجمعوي

- ‌254 علي بن عبد الله النميري الفاسي

- ‌255 علي بن عبد الواحد بن محمد الأنصاري السجلماسي

- ‌256 علي بن محمد بن الحسن الشهير بابن العليف

- ‌257 علي بن محمد التميمي الهمداني المصري

- ‌258 علي بن محمد السكندري المصري الشاذلي

- ‌259 علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي

- ‌260 علي بن محمد العمراني الخوارزمي

- ‌261 علي بن محمد بن سالم الطنطاوي

- ‌262 علي بن محمد فتحا السوسي السملالي

- ‌263 علي بن محمد بن محمد العسقلاني

- ‌264 علي بن محمد المرادي

- ‌265 علي بن محمد بن مليك الحموي

- ‌266 علي بن محمد بن يوسف الخزرجي الساعدي

- ‌267 علي بن مصطفى الدباغ المعروف بالميقاتي

- ‌268 عمر بن أحمد الأدلبي المعروف بالعنز الأدلبي

- ‌269 عمر بن حسين الشهير باللبقي

- ‌270 عمر بن عبد العزيز الفيومي

- ‌271 عمر بن علي المعروف بابن الفارض

- ‌272 عمر العيطة

- ‌273 عمر بن عبد الغني الرافعي

- ‌274 عمر بن محمد اليافي

- ‌275 عمر بن المظفر بن عمر المصري الشهير بابن الوردي

- ‌276 عمرو بن عبد الله بن عثمان (أبو عزة)

- ‌277 عمرو بن معدى كرب

- ‌278 عيسى بن حجاج السعدي القاهري الحنبلي

- ‌279 غالي بن المختار فال الشنقيطي

- ‌280 فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌281 فتح الله بن عبد الله المعروف بابن النحاس الحلبي

- ‌282 فتح الدين بن أبي الفتح ابن سيد الناس

- ‌283 فتح بن موسى بن حماد الأموي

- ‌284 فرج بن أحمد بن أبي بكر المنفلوطي

- ‌285 فرج بن لب الغرناطي

- ‌286 قاسم بن محمد البكرجي

- ‌287 قرة بن هبيرة

- ‌288 قطن بن حارثة العليمي

- ‌289 قيس بن طريف

- ‌290 كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني

- ‌291 كعب بن مالك

- ‌292 كليب بن أسد الحضرمي

- ‌293 لبيد بن ربيعة بن مالك

- ‌294 مازن بن العضوب العماني

- ‌295 مالك بن عبد الرحمن بن علي المصمودي

- ‌296 مالك بن عوف

- ‌297 مالك بن نمط الهمداني

- ‌298 محمد بن إبراهيم بن صالح الدمشقي

- ‌299 محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن العمادي

- ‌300 محمد بن إبراهيم بن محمد

- ‌301 محمد بن أبي بكر الوتري البغدادي

- ‌302 محمد بن أحمد بن أبي بكر الزبيري

- ‌303 محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندي

- ‌304 محمد بن أحمد بن عبد الله المعروف بماميه الرومي

- ‌305 محمد بن أحمد بن عبد الواحد القليبي

- ‌306 محمد بن أحمد بن علي الهواري الأندلسي

- ‌307 محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين العزفي

- ‌308 محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي

- ‌309 محمد بن أحمد بن محمد المحلي المصري (جلال الدين)

- ‌310 محمد بن أحمد بن ناصر الباعوني

- ‌311 محمد بن أسعد بن أحمد بن مصطفى العظم

- ‌312 محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الفرغلي

- ‌313 محمد أمين بن إبراهيم عز الدين الطرابلسي

- ‌314 محمد أمين بن خير الله العمري

- ‌315 محمد بدر الدين ابن الدماميني الإسكندري

- ‌316 محمد البكري المصري

- ‌317 محمد بن بهادر بن عبد الله

- ‌318 محمد جابر بن عبد الحسين الربعي

- ‌319 محمد جمال الدين آل ملص الجيلاني

- ‌320 محمد جميل الخطيب النقشبندي

- ‌321 محمد الحامد

- ‌322 محمد بن الحسن الخريجي المضري

- ‌323 محمد بن الحسن القلعي

- ‌324 محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي

- ‌325 محمد بن حسن وادي الصيادي (أبو الهدى)

- ‌326 محمد بن الحسين بن محمد الحسيني النجفي

- ‌327 محمد بن حمودة بن أحمد بن عثمان جعيط

- ‌328 محمد حميدة بن عبد المجيد النيربي

- ‌329 محمد الخالص بن عنقاء الحسيني المكي اليمني

- ‌330 محمد بن خليل بن إبراهيم القاوقجي

- ‌331 محمد بن خليل بن أبي بكر المعروف بابن القباقبي

- ‌332 محمد خليل الخطيب

- ‌333 محمد بن خليل الرومي

- ‌334 محمد خليل صادق الطرابلسي

- ‌335 محمد بن داود بن محمد البازلي الحموي

- ‌336 محمد رائف الرومي

- ‌337 محمد رحمة الله الأيوبي

- ‌338 محمد رشيد بن عبد اللطيف بن عبد القادر الرافعي

- ‌339 محمد رضا بن إبراهيم بن محمود العطار

- ‌340 محمد بن رضوان السيوطي الحسيني

- ‌341 محمد بن زين بن محمد النحراري

- ‌342 محمد السبكي

- ‌343 محمد سعيد بن أحمد بن محمد الحضراوي

- ‌344 محمد بن سعيد البوصيري

- ‌345 محمد بن سعيد بن علي اليماني العدني

- ‌346 محمد سعيد بن محمد صفر المدني

- ‌347 محمد سليم بن أنيس القصابي

- ‌348 محمد بن سليمان بن أحمد

- ‌349 محمد بن سليمان بن علي بن العفيف التلمساني الدمشقي

- ‌350 محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر الشيباني

- ‌351 محمد الشرّاف الأندلسي

- ‌352 محمد صالح الصوفي

- ‌353 محمد صالح الفرفور الدمشقي

- ‌354 محمد الصالحي الهلالي الدمشقي

- ‌355 محمد بن طاهر السماوي

- ‌356 محمد بن عبد الله الاسكيشهري الرومي

- ‌357 محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني

- ‌358 محمد بن عبد الله بن محمد الجزائري

- ‌359 محمد بن عبد الله الطرابلسي

- ‌360 محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزومي القرشي

- ‌361 محمد بن عبد الجبار بن ميمون بن هارون المسعودي

- ‌362 محمد بن عبد الرحمن السخاوي

- ‌363 محمد بن عبد الرحمن الأزهري

- ‌364 محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمردي المعروف بابن الصائغ

- ‌365 محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن شعبان الوراق

- ‌366 محمد بن عبد القادر بن عمر السنجاري

- ‌367 محمد بن عبد القادر الواسطي

- ‌368 محمد بن عبد الكريم بن محمد المعروف بالفكوك الطرابلسي

- ‌369 محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي

- ‌370 محمد بن عثمان بن أيوب بن داود اللؤلؤي

- ‌371 محمد بن عثمان بن محمد الميرغني المحجوب

- ‌372 محمد بن العربي بن محمد بن العربي الدلائي

- ‌373 محمد العربي بن محمد المهدي الجزائري

- ‌374 محمد العربي بن يوسف الفهري الفاسي

- ‌375 محمد بن عفيف الدين الإيجي الحسني

- ‌376 محمد علي بن أمين العاملي الحوماني

- ‌377 محمد بن علي بن عباس الهيثمي

- ‌378 محمد بن علي بن عبد الواحد ابن الزملكاني

- ‌379 محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي (ابن عربي)

- ‌380 محمد علي بن محمد علان البكري الصديقي

- ‌381 محمد بن علي بن مصطفى الجمالي

- ‌382 محمد بن علي بن وهب المنفلوطي القوصي

- ‌383 محمد بن علي بن يحيى الغرناطي

- ‌384 محمد بن عمر بن عبد الوهاب الحلبي العرضي

- ‌385 محمد بن فتح الله البيلوني الحلبي

- ‌386 محمد بن فرج السبتي المغربي

- ‌387 محمد فرغلي الأنصاري الطهطاوي

- ‌388 محمد كاظم بن محمد صادق بن محمد رضا الأصفهاني

- ‌389 محمد بن المبارك بن سالم بن أبي الغنائم

- ‌390 محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري

- ‌391 محمد بن محمد الشهير بابن نباته المصري

- ‌392 محمد بن محمد الأندلسي

- ‌393 محمد بن محمد بن بكر العطار الجزائري

- ‌394 محمد بن محمد بن حسن جان الرومي

- ‌395 محمد بن محمد بن الحسين الحلبي

- ‌396 محمد بن محمد بن عبد المنعم السعدي

- ‌397 محمد بن محمد بن عبد الكريم

- ‌398 محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر

- ‌399 محمد بن محمد بن علي بن محمد البلبيسي

- ‌400 محمد بن محمد بن علي المصري

- ‌401 محمد بن محمد بن علي المعروف بالدجوي

- ‌402 محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزي

- ‌403 محمد بن محمد بن يوسف المنزلي

- ‌404 محمد بن محمود بن برهان الدين الحميدي الحسيني

- ‌405 محمد بن مصطفى بن زكريا بن خواجا الدوركي

- ‌406 محمد بن مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي

- ‌407 محمد معروف بن مصطفى النودهي البرزنجي

- ‌408 محمد مهدي بن علي الرفاعي المعروف بالرواس

- ‌409 محمد بن موسى بن علاء الدين العسيلي

- ‌410 محمد نسيب بن حسين الحسيني

- ‌411 محمد وفا الشاذلي

- ‌412 محمد بن يحيى الباهلي البجائي

- ‌413 محمد بن يحيى الغساني البرجي

- ‌414 محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشيرازي

- ‌415 محمد بن يعقوب بن يحيى المغربي

- ‌416 محمد بن يوسف الشهير بابن زفرك

- ‌417 محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي

- ‌418 محمد بن يوسف بن علي «أبو حيان» الغرناطي

- ‌419 محمود سامي بن حسن حسني البارودي

- ‌420 محمود بن سلمان بن فهر بن محمود الحلبي

- ‌421 محمود الشقفة

- ‌422 محمود بن علي بن محمد الدقوقي البغدادي

- ‌423 محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري

- ‌424 محمود محفوظ الدمشقي

- ‌425 مسلمة بن هاران

- ‌426 مصطفى بن إبراهيم بن حسن العلواني

- ‌427 مصطفى بن إسماعيل الإزميري

- ‌428 مصطفى بن عبد الوهاب بن سعيد الصلاحي

- ‌429 مصطفى بن قاسم الطرابلسي

- ‌430 مصطفى بن محمد الألبستاني

- ‌431 مصطفى بن محمد بن يوسف الصفوي القلعاوي

- ‌432 مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى نجا

- ‌433 مصطفى بن هاشم الأصيل

- ‌434 مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي

- ‌435 مكي بن محمد سعيد الجوخي

- ‌436 ميمون بن قيس بن جندل الشهير بالأعشى

- ‌437 نديم بن حسين الجسر الطرابلسي

- ‌438 نديم بن عبد الفتاح بن عبد الغني الدافعي الفاروقي

- ‌439 هند بنت أثاثة بن عباد

- ‌440 يحيى بن خالدون

- ‌441 يحيى بن زكريا بن بيرام

- ‌442 يحيى بن شمس الدين ابن الإمام المهدي أحمد بن يحيى الحسني العلوي

- ‌443 يحيى بن محمد بن سعيد المعروف بالقباني

- ‌444 يحيى بن موسى بن محمد العساسي

- ‌445 يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصري

- ‌446 يوسف بن إسماعيل النبهاني

- ‌447 يوسف بن حسين الحلبي

- ‌448 يوسف بن عبد الله العمري

- ‌449 يوسف بن عبد الرحمن القرشي ابن الجوزي

- ‌450 يوسف بن علي بن محمد الفارسكوري

- ‌451 يوسف بن عمر بن عبد الله الذوق

- ‌452 يوسف بن محمد بن عبد الرحمن الباعوني

- ‌453 يوسف بن موسى الجذامي المغربي

- ‌454 يونس بن عبد الوهاب العيثاوي

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة لقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل لهداية

بسم الله الرحمن الرحيم

‌المقدمة

لقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل لهداية بني البشر، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور ولتزكية نفوسهم، وإرشادهم لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة. ولقد كان هؤلاء المبعوثون على مستوى رفيع من الخلق القويم، لأنه على المرء أن يقتدي بهم في أعمالهم وسلوكهم؛ لذلك فهم أكمل أفراد النوع الإنساني، ولكنهم، في الوقت نفسه، يتفاوتون فيما بينهم في الكمال «فمنهم الكامل والأكمل. ولم يتعين أحد منهم بما تعين به صلى الله عليه وسلم في هذا الوجود من الكمال الذي قطع له بانفراده فيه. شهدت له بذلك أخلاقه وأحواله وأفعاله وبعض أقواله. فهو الإنسان الكامل، والباقون من الأنبياء والأولياء الكمل ملحقون به لحوق الكامل بالأكمل، ومنتسبون إليه انتساب الفاضل إلى الأفضل» «1» . فالرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وكافة الخلق أجمعين، إفرادا وإجمالا؛ أي أنه أفضل من كل فرد منهم على حدته، وأفضل من مجموعهم لو اجتمعوا. و «لا سبيل إلى معرفة فضائله صلى الله عليه وسلم ومزاياه، معرفة تحيط به من كل الوجوه، ولو اجتمع لذلك كل من عداه، إذ لا يعرف حقيقته ولا يحيط بفضائله عليه الصلاة والسلام إلا الله. وما زال مهرة العلماء يغوصون في

(1) البيرنادر، التصوف الإسلامي (بيروت 1960) ص 153.

ص: 13

لجج بحورها الزواخر، فيستخرجون منها روائع اللآلي وبدائع الجواهر، فمنهم من نظمها عقودا زيّن بها جيد الزمان، ومنهم من نثرها على بساط البسيطة فاستغنى بها أهل المعرفة والإيمان، ألّفوا فيها الكتب ودونوا الدواوين، ورووا أخبارها عن كل صادق أمين» «1» .

وقد تعرض مؤرخو السيرة النبوية لمسألة تفضيله صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والمرسلين، فأشبعوها بحثا ودراسة، مستندين إلى البراهين الساطعة والحجج الدامغة المأخوذة من القرآن الكريم ومن أحاديث خاتم النبيين. وهذا ما فعله أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة «2» . كما تباروا في رسم صورة واضحة عن خلقه وخلقه، وذكر نسبه، ووصف عبادته، وسرد بعض معجزاته

لقد اشتهر النبي صلى الله عليه وسلم بحسن أخلاقه، وكمال أدبه، قبل الإسلام وبعده، واتصف منذ بداية حياته بالاستقامة والصدق والأمانة وثقة الجميع به. ثم بعد الرسالة، بقي مثالا للأدب الرفيع وللخلق الكامل. فكان صلى الله عليه وسلم «أحلم الناس، وأعدلهم وأعفهم، وأشجعهم وأسخاهم. وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز، ويجيب دعوة المظلوم، ويجالس الفقراء والمساكين، ويؤاكلهم، ولا يحتقرهم لفقرهم وزمانتهم «3» . وكان يصل ذوي القربى، من غير إيثار على من هو أفضل منهم. ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشر بالبر إليهم، ولا يجفو على أحد. وكان أشد الناس أمانة وصبرا، وأكثرهم تواضعا وحياء ولينا وبشرا» «4» .

وصفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ض) بقوله: «كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب، ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهيه، ولا يوئس منه. قد

(1) يوسف النبهاني، الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية (بيروت 1312 هـ) ص 2- 4.

(2)

أبو نعيم الأصبهاني، دلائل النبوة (حيدر آباد 1320 هـ) ص 14.

(3)

أي: عاهاتهم أو تعطل بعض القوى.

(4)

صبحي محمصاني، الدعائم الخلقية للقوانين الشرعية (بيروت 1979) ص 100.

ص: 14

ترك نفسه من ثلاث: الرياء والإكثار وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث:

كان لا يذم أحدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير» «1» .

«ومناقبه صلى الله عليه وسلم ومحاسنه قد ملأت الوجود شهرة، ولو اجتمع الخلق على أن يحصوها كان وصفهم من بحرها قطرة. وإنه ما يهتدي أحد من خلق الله عز وجل إلى معرفة ما حوى خلقه الحسن من المحاسن الكريمة، وجميل الأخلاق الكاملة العظيمة، وقد أجمل الله تعالى من وصفه في محكم تنزيله ما لا يتسع الدفاتر لتفصيله فقال في الذكر الحكيم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم/ 4] «2» .

ذلك أن أبرز سمة في شخصيته المتعددة الجوانب أخلاقيته التي لا نظير لها «فلو أنك جمعت كل خلق عظيم في العالم، وكل تصرف أخلاقي سليم تصرّفه في يوم من الأيام إنسان، فإن ما تجده في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يربو على هذا كله مجتمعا. مع انعدام التصرفات غير الأخلاقية في حياته عليه السلام، مما لا تستطيع معه أن تجد في حياته كلها تصرفا يمكن أن ترى أعظم منه في باب الأخلاق عند غيره صلى الله عليه وسلم» «3» . قال تعالى يثني على أخلاقه صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم/ 4] وليس بعد ذلك ثناء، فإن أعظم ما يمكن أن يتحلى به المرء هو الأخلاق الحسنة. ومع ما قيل في هذه الآية الكريمة من أنها تكريم وتمجيد ومدح وثناء «ومع إيماننا بأنها تتضمن كل المعاني الكريمة التي قيلت والمعاني الشريفة التي ستقال. فقد يتساءل بعض الناس عن هذا «الخلق العظيم» أكان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه نبي مكرم؟ أكان يشاركه فيه رسول مجتبى؟ أكان يشاركه فيه ملك مقرب؟

يسعفنا القرآن الكريم بهذا التحديد إسعافا يرضي المتطلع إلى المعرفة،

(1) عبد الله اليافعي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان (بيروت 1970) 1/ 28- 29؛ محمد البتنوني، الرحلة الحجازية (القاهرة 1329 هـ) ص 267؛ محمد الكاندهلوي، حياة الصحابة (دمشق ط أولى) 1/ 44 و 3/ 128- 129.

(2)

اليافعي، مرآة الجنان 1/ 19 و 26.

(3)

سعيد حوى، الرسول صلى الله عليه وسلم (بيروت 1969) 1/ 136.

ص: 15

ويشرح صدور المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن يحسم الأمر حسما، لا يدع فيه مجالا للبس: يقول الله تعالى لرسوله الكريم: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام/ 162] هذه الآية الكريمة تحدد درجة الأخلاق القرآنية التي وصل إليها الرسول: إنها ذروتها وسنامها» «1» .

وفي القرآن الكريم آيات كثيرة في شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي ذكر خصائصه الطيبة وخلاله الحميدة

فالنبي صلى الله عليه وسلم مبشر ونذير، وداع إلى الله بإذنه والسراج المنير وهو رحمة للعالمين، بالمؤمنين رؤوف رحيم

قال تعالى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح/ 4] وفيها يقول الإمام الشافعي «إن معنى قول الله تعالى ورفعنا لك ذكرك: لا أذكر إلا ذكرت معي» «2» . ففي كل يوم مليارات الشفاه تتلفظ باسمه صلى الله عليه وسلم، وملايين القلوب تحن إليه، وملايين النفوس تطرب وتهتز لسماع اسمه.

وقد فرض الله سبحانه طاعته على العالم فرضا مطلقا لا شرط فيه ولا استثناء قال تعالى: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر/ 7] » .

وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران/ 132] . وقال أيضا: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ [آل عمران/ 32] .

قال القاضي عياض في شرح هذه الآيات: «فجعل (الله تعالى) طاعته طاعة رسوله، وقرن طاعته بطاعته، ووعد على ذلك بجزيل الثواب، وأوعد على مخالفته بسوء العقاب. وقال تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ [النساء/ 80] يعني من أطاع الرسول لكونه رسولا مبلغا إلى الخلق أحكام الله

(1) الحافظ الذهبي، السيرة النبوية، تحقيق القدسي (بيروت 1981) ص 319- 320؛ را: محمد رضا، محمد رسول الله (بيروت 1975) ص 400.

(2)

يوسف النبهاني، الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين (بيروت 1315 هـ) ص 6.

(3)

را: الأصبهاني، دلائل النبوة، ص 8.

ص: 16

فهو في الحقيقة ما أطاع إلا الله. وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [النساء/ 80] فإن من أعماه الله عن الرشد، وأضله عن الطريق فإن أحدا من خلق الله لا يقدر على إرشاده. وهذه الآية من أقوى الأدلة على أن الرسول معصوم في جميع الأوامر والنواهي، وفي كل ما يبلغه عن الله؛ لأنه لو أخطأ في شيء منها لم تكن طاعته طاعة لله تعالى. وأيضا وجب أن يكون معصوما في جميع أفعاله؛ لأنه تعالى أمر بمتابعته في قوله تعالى: فَاتَّبِعُونِي [آل عمران/ 31] والمتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير، فثبت أن الانقياد له في جميع أقواله وأفعاله إلا ما خصه الدليل به طاعة له، وانقياد لحكم الله تعالى. قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء/ 69] . فهذه الآية عامة في حق جميع المكلفين وهو أن كل من أطاع الله وأطاع الرسول فقد فاز بالدرجات العالية في المراتب الشريفة عنده تعالى» «1» .

عن ابن عباس (ض) أنه قال: «ما خلق الله عز وجل وما ذرأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله عز وجل أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر/ 72] «2» .

كذلك لم يصل إلينا أن الله تعالى قد دافع عن نبي، وفنّد مزاعم أعدائه كما فعل مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم: فلما قال المشركون للرسول «إنك لمجنون» أجاب الله تعالى عنه الأعداء قائلا: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ [القلم/ 1] . وهكذا سنة الأحباب، فإن الحبيب إذا سمع من يسب حبيبه تولى بنفسه جوابه.

ولما نعته قومه بالأبتر جاء قول الله: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر/ 3] أي عدوك ومبغضك هو المقطوع الذليل الحقير.

ولما قالوا: «إفترى على الله كذبا» . قال تعالى: بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ

(1) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 391- 393.

(2)

ابن منصور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، تحقيق روحية النحاس (دمشق 1984) 2/ 101، الأصبهاني، دلائل النبوة، ص 12.

ص: 17

بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ [سبأ/ 8] .

ولما قالوا: لَسْتَ مُرْسَلًا [الرعد/ 43] أجاب الله تعالى عنه:

يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس/ 1- 3] .

ولما قالوا: إِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ردّ الله تعالى عليهم: بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ [الصافات/ 37] .

ولما قالوا: أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ [الطور/ 30] رد الله تعالى عليهم: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ [يس/ 69] . ولما حكى الله عنهم قولهم: إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ [الفرقان/ 4] كذبهم الله تعالى بقوله: فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان/ 4] .

وقال ردا لقولهم أساطير الأولين: قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الفرقان/ 6] .

ولما قالوا: يلقيه إليه الشيطان قال تعالى: وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ [الشعراء/ 210] .

ولما تلا عليهم نبأ الأولين، قال النضر بن الحارث:«لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين» . قال الله تعالى تكذيبا لهم: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء/ 88] .

ولما قال الوليد بن المغيرة: «إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر» قال تعالى: كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات/ 52] .

ولما قالوا: «محمد قلاه ربه» . رد الله عليهم: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى [الضحى/ 3] . ولما قالوا: مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ [الفرقان/ 7] قال الله تعالى: وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ [الفرقان/ 20] .

ص: 18

ولما استبعدوا أن يبعث الله رسولا من البشر. قال تعالى: قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا [الإسراء/ 95] أي لو كانوا ملائكة لوجب أن يكون رسولهم من الملائكة، لكن لما كان أهل الأرض من البشر وجب أن يكون رسولهم من البشر «1» . وهكذا يستمر المولى عز وجل في دفاعه عن هذا الرسول الكريم بما لم نعهده عند أي رسول آخر.

ومن المعلوم أن الدعوة إلى إطاعته، والمدافعة عنه، ومعرفة بعض شمائله الشريفة تدفع المرء إلى محبته صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإنسان مجبول على محبة وتقدير الصفات الجميلة وكل من اتصف بها. فكيف إذا كانت محبته تحقق رضاء الله تعالى وسعادة الدارين.

قال تعالى: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ [التوبة/ 24] .

ويكفي هذا الرسول الكريم فخرا أن الله سبحانه قد جعل إتّباع الرسول يستوجب محبته سبحانه للمتبع، وغفران ذنوبه، وبكلمة، تبديله من حال الشقاء إلى السعادة والهناء. قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران/ 31] . هذه الآية تسمى آية المحبة: «قال بعض السلف: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله هذه الآية إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها. فدليلها وعلامتها إتباع الرسول، وفائدتها وثمرتها محبة المرسل لكم. فما لم تحصل المتابعة فلا محبة لكم حاصلة، ومحبته لكم منتفية، ويستحيل ثبوت محبتهم لله وثبوت محبة الله لهم بدون المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. فدل على أن متابعة الرسول هي حب الله ورسوله وطاعة أمره» «2» .

(1) را: النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 398- 400.

(2)

النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 393.

ص: 19

ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى يتنافس فيها المتنافسون ويسعى إليها العاملون. وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال. وإذا كان المرء يحب من أسدى إليه معروفا، أو أنقذه من تهلكة أو دفع عنه مضرة عارضه؛ فما بالك بمن وقاه من العذاب السرمدي. وإذا كان الإنسان يحب غيره على ما فيه من صورة جميلة، وأخلاق طيبة، فكيف بهذا النبي الكريم الذي جمع محاسن الأخلاق، والذي بفضله منحنا الله تعالى خيري الدنيا والآخرة؛ لذلك وجب أن تكون محبتنا له أوفى من محبتنا لأنفسنا وأهلنا وأموالنا والناس أجمعين. روى البخاري عن أبي هريرة (ض) أنه صلى الله عليه وسلم قال:«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» . وروى البخاري أيضا عن عمر بن الخطاب (ض) أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه. فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إليّ من نفسي التي بين جنبي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر. وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس، أن رجلا قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال ما أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله. قال أنت مع من أحببت. قال أنس (ض) فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت. وقوله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب» «1» .

وقال علي بن أبي طالب (ض) : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا» «2» . «ولما أخرج أهل مكة زيد بن الدثنّة من الحرم ليقتلوه. قال له أبو سفيان بن حرب أنشدك بالله يا زيد أتحب أن محمدا الآن عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة وإني جالس في أهلي. فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا من الناس يحب أحدا كحب أصحاب محمد

(1) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 410 وص 630؛ مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم (بيروت دار الآفاق الجديدة) 8/ 42؛ ابن قيم الجوزية، روضة المحبين (بيروت دار الكتب العلمية) ص 412.

(2)

م. ع. ص 411- 413.

ص: 20

محمدا» «1» . «وبلغ من محبة أصحابه صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد كان يعمل في بستانه فأتاه ابنه فأخبره بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم أذهب بصري حتى لا أرى بعد حبيبي محمدا أحدا» «2» .

روي أن امرأة من الأنصار استشهد زوجها وأبوها وأخوها يوم أحد.

فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرا هو بحمد الله كما تحبين.

فقالت: أرونيه حتى أنظر إليه. فلما رأته، قالت: كل مصيبة بعدك جلل (أي صغيرة)«3» .

فلا حياة لقلب المؤمن إلا بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن استشعر هذه المحبة قرت عينه بحبيبه، وسكنت نفسه إليه، واطمأن قلبه به، واستأنس بقربه، وتنعم بمحبته.

ولمحبة المؤمن للرسول صلى الله عليه وسلم علامات منها:

الاقتداء به واستعمال سنته وسلوك طريقته والإهتداء بهديه لقوله تعالى:

لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب/ 21] .

الرضا بما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم، وألايجد المؤمن في نفسه حرجا مما قضى لقوله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء/ 65] فقد سلب المولى عز وجل صفة الإيمان عن كل من لا يرضى بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم لهذا الحكم. وهذه القضية تعود إلى قوله تعالى: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى [النجم/ 3] فالأحكام الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي أحكام صادرة عن الله تعالى. يؤكد ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح/ 10] .

(1) م. ع. ص 411- 413.

(2)

م. ع. ص 411- 413.

(3)

را: م. ع. ص 411.

ص: 21

نصر دينه بالقول والفعل، والذود عن شريعته، والتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والصبر والتواضع

فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان، فاستلذ بالطاعات، وتحمل المصاعب والمشقات في الدين، وآثر ذلك على أعراض الدنيا الزائلة.

عدم الإكتراث للمصائب والرزايا، لأن القلب غارق في المحبة التي تنسي صاحبها المصائب.

الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم، لأن من أحب شيئا أكثر من ذكره.

تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم عند ذكره وإظهار الخشوع والخضوع والإنكسار مع سماع اسمه، لأن كل من أحب شيئا خضع له. ومما يذكر في هذا السياق أن كثيرا من الصحابة (ص) إذا ذكروا اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد وفاته، خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا. كذلك كان كثير من التابعين ومن تبعهم يفعلون ذلك محبة له وشوقا إليه وتهيبا وتوقيرا.

شدة الشوق إلى لقائه. وكان هذا حال الصحابة (ض) . فإذا اشتد بهم الشوق ولواعج المحبة قصدوا الرسول صلى الله عليه وسلم واستشفعوا بمشاهدته، وتلذذوا بالجلوس معه والنظر إليه، والتبرك به صلى الله عليه وسلم.

حب القرآن الكريم الذي أتى به هدى للناس والذي تخلق به. وإذا أردت أن تعرف مقدار محبة المرء لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فانظر إلى محبة القرآن من قلبه والتذاذه بسماعه: هل هو أعظم من التذاذ أهل الملاهي والطرب. فإذا كان سماع الآلات يولد الوجد والطرب والنشوة دون سماع القرآن فهذا دليل على فراغ القلب من محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

فمن اتصف بهذه العلامات فهو كامل المحبة لله تعالى ولرسوله؛ ومن خالف بعضها كانت محبته ناقصة «1» .

ولئن دعانا المولى عز وجل إلى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه سبحانه قدوتنا

(1) را: النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 414- 421.

ص: 22

في هذا المجال. عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: «ما خلق الله خلقا أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم» «1» . وكما خصه سبحانه بمحبته كذلك فضله على كافة المخلوقات في الدنيا والآخرة، وخصه بالشفاعة والمقام المحمود:

فهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع، وأول من يؤذن له بالسجود، وأول من ينظر إلى رب العالمين، وأول الخلق إجازة على الصراط بأمته، وأول داخل إلى رب العالمين، وأول الخلق إجازة على الصراط بأمته، وأول داخل إلى الجنة

وقد خص بالمقام المحمود ولواء الحمد، تحته آدم فمن دونه من الأنبياء. واختصاصه بالسجود لله تعالى أمام العرش، وكلام الله تعالى له: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع؛ ولا كرامة فوق هذا إلا النظر إليه تعالى. وقيامه على يمين العرش الذي يغبطه عليه الأولون الآخرون، وشهادته بين الأنبياء وأممهم

وهو صلى الله عليه وسلم صاحب الوسيلة التي هي أعلى درجة في الجنة.. إلى غير ذلك مما يزيده الله تعالى به جلالة وتعظيما وتبجيلا وتكريما على رؤوس الأشهاد من الأولين والآخرين والملائكة أجمعين لقوله تعالى: ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة/ 54] وقوله أيضا: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [النساء/ 41] .

عن أبي هريرة (ض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» «2» . وفي رواية:

«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد. وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي» «3» .

وقال صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة يدعوها فأنا أريد إن شاء الله أن أختبىء دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» «4» .

(1) الذهبي، السيرة النبوية، ص 376.

(2)

م. ع. ص 376؛ صحيح مسلم 7/ 59.

(3)

ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 2/ 105.

(4)

مالك بن أنس، الموطأ (بيروت 1979) ص 322؛ صحيح مسلم 1/ 131.

ص: 23

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا» «1» . وفي الحديث: «إن شفاعتي لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا.

وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب (ض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

أشفع لأمتي حتى ينادي ربي فيقول: أرضيت يا محمد؟ فأقول نعم رضيت» «2» . وهذا تفسير آية: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى [الضحى/ 5] .

وقال أيضا: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي

ثم اسألوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة» «3» .

ومما يدل على تمام محبته صلى الله عليه وسلم، وعلى شرفه العظيم، وعلو منزلته كثرة أسمائه وألقابه.

وقد ورد بعض هذه الأسماء في القرآن الكريم، وبعضها ورد في الأحاديث الصحيحة، كما ورد بعضها في الكتب السماوية السابقة.

أما ما ورد في القرآن فهي: محمد وأحمد والرسول والنبي والشاهد والبشير والنذير والمبشر والمنذر والداعي إلى الله والسراج المنير والرؤوف الرحيم والمصدق والمذكور والمزّمّل والمدّثّر وعبد الله والكريم والحق والمبين والنور وخاتم النبيين والرحمة والنعمة والهادي وطه ويس.

وأما ما في الأحاديث فمنها: الماحي (الذي يمحو الله به الكفر) والحاشر (الذي يحشر الناس على قدمه) والعاقب (لأنه عقب غيره من الأنبياء) والمقفّي (ليس بعده نبي) ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملاحم ورحمة مهداة والمتوكل والفاتح والخاتم والمصطفى والمختار والأمين

(1) صحيح مسلم 1/ 130.

(2)

الكاندهلوي، حياة الصحابة 3/ 468 وص 470.

(3)

النبهاني، الأحاديث الأربعين، ص 9.

ص: 24

وأما ما في الكتب السالفة فمنها: الضحوك وحمطايا (حامي الحرم من الحرام) وأحيد (الذي يحيد النار عن أمته) وبارقليط أو فيرقليط (روح الحق)«1» .

روى الترمذي في الشمائل قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا محمد وأنا أحمد وأنا نبي الرحمة ونبي التوبة والمقفّي وأنا الحاشر ونبي الملحمة» «2» . وعن أبي موسى الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا محمد وأحمد والحاشر والمقفي ونبي التوبة والملحمة» «3» . «ومحمد اسم علم، وهو منقول من صفة من قولهم:

رجل محمد، وهو الكثير الخصال المحمودة. والمحمد في لغة العرب: هو الذي يحمد حمدا بعد حمد مرة بعد مرة» «4» .

وذكر النووي في تهذيب الأسماء عن ابن عباس (ض) قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد وفي التوراة أحيد» «5» .

أما ألقابه صلى الله عليه وسلم فهي كثيرة جدا منها: صاحب البراق وصاحب التاج، والمراد به العمامة لأن العمائم تيجان العرب، وصاحب الخاتم والعلامة وصاحب البرهان والحجة وصاحب الحوض المورود والمقام المحمود وصاحب الفضيلة وصاحب الوسيلة وصاحب الدرجة الرفيعة وصاحب الشفاعة وسيد ولد آدم وسيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين، وحبيب الله وخليل الله والعروة الوثقى والصراط المستقيم والنجم الثاقب

(1) را: سيد الشبلنجي، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار (بيروت المكتبة الشعبية) ص 25؛ الأصبهاني، دلائل النبوة، ص 12؛ أحمد النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب (القاهرة 1374 هـ/ 1955 م) 16/ 73 و 78. «وفي الإنجيل قال المسيح للحواريين: أنا ذاهب وسيأتيكم الفيرقليط روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه إنما هو كما يقال له، وهو يشهد علي به» (أحمد الزيدي، إثبات نبوة النبي (المكتبة العلمية دون تاريخ) ص 166) .

(2)

الذهبي، السيرة النبوية ص 10.

(3)

صحيح مسلم 7/ 89- 90.

(4)

النويري، نهاية الأرب 16/ 75.

(5)

الشبلنجي، نور الأبصار ص 25.

ص: 25

ورسول رب العالمين والمصطفى والمجتبى والمزكى

«1» .

ومحبة المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم دفعتهم إلى محبة البقاع التي تشرفت بنشأته وترعرعه، ولا سيما المدينة المنورة حيث ضريح أكرم مرسل؛ لذلك نراهم قد أكثروا من وضع الأسماء لها كما فعل أحد الشعراء بقوله [من الرجز] :

«خذ جملة يا صاح من أسماء

مدينة الهادي من الأسواء

محمد نبيّنا المشرّف

الهاشميّ المصطفى البرّ الوفي

فطيبة طيّبة وطابه

وطائب تعرف بالإطابه

حبيبة بيت الرسول والحرم

وحرم الرسول فاحفظ ما انتظم

ودار الأيمان ودار السّنّة

ودار فتح مع دار الهجرة

حسنة مختارة مرزوقة

مؤمنة مسكينة محفوظة

مدخل صدق قبة الإسلام

شافية من جملة الآلام»

«2» ومن المعلوم أن قلوب المحبين تتطلع نحو طيبة، وأرواحهم تتشوق لزيارة قبر الرسول الشريف ومسجده المنيف. فقد اتفق المسلمون على أن هذه الزيارة تعتبر من أعظم القربات، وأرجى الطاعات، وهي السبيل إلى الوصول إلى أعلى الدرجات. وكل من اعتقد بغير ذلك فقد خالف الله ورسوله والعلماء الأعلام:«قال القاضي عياض إنها سنة من سنن المسلمين مجمع عليها، وفضيلة مرغّب فيها: فقد روى الدارقطني من حديث ابن عمر (ض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من زار قبري وجبت له شفاعتي. وروى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون شفيعا له يوم القيامة» «3» .

وعن أنس بن مالك (ض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زارني في

(1) را: م. ع. ص 25؛ النويري، نهاية الأرب 16/ 73 و 74 وص 79.

(2)

محمود شكري آلوسي، بلوغ الأرب في أحوال العرب (بغداد 1314 هـ) 1/ 195.

(3)

ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق 2/ 406؛ تقي الدين السبكي، شفاء السقام في زيارة خير الأنام (بيروت 1979) ص 2؛ الشيباني، تمييز الطيب من الخبيث (بيروت دار الكتاب العربي) ص 167.

ص: 26

المدينة محتسبا كان في جواري وكنت له شفيعا يوم القيامة» «1» .

وروى الدارقطني وغيره عن ابن عمر (ض) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حج ولم يزرني فقد جفاني» «2» . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» «3» . وعن أبي هريرة (ض) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» «4» . إلى غير ذلك من الأحاديث التي تبين فضل الزيارة وثواب الصلاة في المسجد النبوي الشريف؛ الأمر الذي يدفع جماهير المؤمنين لزيارة هذه الأماكن المقدسة، والمجاورة فيها تائبين مستغفرين مصلين ومسلّمين:«أخبرنا مالك، أخبرنا عبد الله بن دينار أن ابن عمر (ض) كان إذا أراد سفرا، أو قدم من سفر جاء قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى عليه، ودعا ثم انصرف» «5» .

وكان أهل الأندلس من أرق المسلمين شوقا لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن بعد المزار غزا قلوبهم بأقباس الحنين كما نرى في قول ابن العريف [من البسيط] :

«شدّوا المطايا وقد نالوا المنى بمنى

وكلّهم بأليم الشوق قد باحا

سارت ركائبهم تندى روائحها

طيبا بما طاب ذاك الوفد أشباحا

نسيم قبر النبيّ المصطفى لهم

راح إذا سكروا من أجله فاحا

يا راحلين إلى المختار من مضر

زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا

إنّا أقمنا على شوق وعن قدر

ومن أقام على عذر كمن راحا»

«6» قال القاضي عياض: «ولا خلاف أن موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع

(1) النويري، نهاية الأرب 1/ 322.

(2)

الشيباني، تمييز الطيب، ص 165.

(3)

م. ع. ص 144. متفق عليه عن أبي هريرة.

(4)

م. ع. ص 98.

(5)

مالك بن أنس، الموطأ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف (بيروت 1979) ص 334.

(6)

أحمد المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس (بيروت 1968) 4/ 331؛ زكي مبارك، التصوف الإسلامي (بيروت دار الجيل) 1/ 209.

ص: 27

الأرض» »

. وبذلك شرفت المدينة كما شرف به العرب:

«يا من به طيبة طابت حلّى وعلى

ومن بتشريفه قد شرّف العرب»

«2» ومن تمام محبته صلى الله عليه وسلم كما أسلفنا- الإكثار من ذكره ومن الصلاة عليه؛ لأن المسلمين مأمورون بالصلاة والسلام عليه في كل وقت ومناسبة.

قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب/ 56] . وقد رأى المفسرون أن صلاة الله تعالى على نبيه تعني الثناء عليه. وصلاة الملائكة عليه تعني الدعاء وطلب الثناء والتعظيم من الله تعالى لهذا الرسول الكريم. فالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تعني: «تعظيم النبي في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود» «3» . ويلاحظ أن الآية قد أتت بصيغة المضارع «يصلون» لتدل على أنه سبحانه وتعالى وجميع ملائكته يصلون على نبينا عليه الصلاة والسلام دائما أبدا؛ لأن المضارع يدل على الدوام والاستمرار.

أما المراد بقوله تعالى: صَلُّوا عَلَيْهِ أي أدعوا ربكم بالصلاة عليه التي بها يتقرب العبد من مولاه لقوله صلى الله عليه وسلم: «زينوا مجالسكم بالصلاة علي فإن صلاتكم علي نور لكم يوم القيامة» «4» .

أخرج أحمد والنسائي عن أبي طلحة الأنصاري (ض) قال: «أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر. قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر؟ قال: أجل، أتاني آت من ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها» «5» .

(1) النويري، نهاية الأرب 1/ 321.

(2)

المقري، نفح الطيب 1/ 45.

(3)

النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 422.

(4)

محمد سعيد السباعي، أفضل القربات إلى الله بالصلاة على رسول الله (حمص 1959) ص 7.

(5)

الكاندهلوي، حياة الصحابة 4/ 64- 65؛ السبكي، طبقات الشافعية (بيروت دار المعرفة) 1/ 82.

ص: 28

وفي رواية: «يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك ألا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا سلم عليك إلا سلمت عليه عشرا؟» «1» .

وصلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم لا تعني الشفاعة له؛ لأن مثلنا لا يشفع لمثله.

وبما أن الله تعالى قد أمرنا بمكافأة من أسدى إلينا معروفا، فإذا تعذر علينا ذلك كافأناه بالدعاء. فلما علم سبحانه عجزنا عن مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لما أسداه لنا من خير، أمرنا بالصلاة عليه. ومن المتفق عليه أن كل خير نالته الأمة في الدنيا والآخرة إنما نالته على يد النبي صلى الله عليه وسلم.

وفائدة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ترجع إلى المصلي عليه؛ لأن ذلك يدل على صدق العقيدة وسلامة النية، وإظهار المحبة، والمداومة على الطاعة «2» . «وإن أرجى عمل يدخره العبد لمعاده بعد كلمة التوحيد، محبة النبي صلى الله عليه وسلم، والإكثار من ذكره؛ فإن الصلاة عليه تفرج الكروب، وتكفر الخطايا، وتزكي الأعمال، وتنفي الفقر وضيق العيش، وهي نور لصاحبها في قلبه وفي قبره وحشره وعلى الصراط، وهي من أفضل ذخائر الأعمال. وإن من ثمراتها قضاء الحوائج كما قال القسطلاني في مسالك الحنفاء: إذا صعب عليك المرام فعليك بكثرة الصلاة والسلام على المظلل بالغمام. ومن ثمراتها حسن الخاتمة كما جاء في الباقيات الصالحات للشيخ محمود الكردي حيث قال: واتفقوا على أن كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات حسن الخاتمة. يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس: من سره أن يلقى الله راضيا فليكثر الصلاة عليّ. وعن أنس بن مالك (ض) عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من

(1) إسماعيل المالكي، فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تحقيق الألباني (بيروت 1977) ص 22. قام رجل فقال:«أجعل نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت. قال: أجعل كل دعائي لك؟ قال: إن شئت. قال: أجعل دعائي لك؟ قال: إذا يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة» (السبكي، طبقات الشافعية 1/ 89) ؛ عبدو عيسى، توقير المصطفى (بيروت دار ابن زيدون) ص 38- 39.

(2)

النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 422.

ص: 29

الجنة» «1» . وقد اختلف علماء الأمة في مواضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم بوجوبها في القعود آخر الصلاة بين التشهد وسلام التحلل، وبعضهم أوجبها بغير حصر، وبعضهم طالب بالإكثار منها من غير تقييد بعدد، وبعضهم أوجبها كلما ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا رأي غالبية الأمة الذين استدلوا على ذلك بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم:«إن البخيل لمن ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ» «2» .

وهناك أحاديث تحث على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في كل مكان وزمان «صلوا عليّ فإن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيثما كنتم» «3» .

كذلك هناك أحاديث تحض على الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ويومها: «أكثروا الصلاة عليّ في الليلة الزهراء واليوم الأقمر يعني ليلة الجمعة ويومها، فإن صلاتكم تعرض عليّ» «4» . و «أكثروا عليّ من الصلاة في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي تعرض عليّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليّ صلاة كان أقربهم مني منزلة» «5» .

وقد تفنن المحبون في تصنيف المجلدات في صيغ الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم والتي تبين عظيم فضله، وعموم نفعه، وعلو منزلته عند الله تعالى.

ومما يذكر أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ض) كان يعلم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم «6» .

ويتوالى التشريف من الله تعالى لهذا الرسول الكريم في كل آن وحين، فالواحد منا يفضل صلاة واحدة من المولى عز وجل على أن تكون أعمال جميع الخلائق في صحيفته؛ فما ظنك فيمن يصلي عليه ربنا سبحانه وجميع

(1) السباعي، أفضل القربات، ص 1- 2.

(2)

المالكي، فضل الصلاة، ص 38؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 90.

(3)

الشيباني، تمييز الطيب، ص 97؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 85.

(4)

م. ع. ص 29.

(5)

السبكي، شفاء السقام، ص 49؛ عبدو عيسى، توقير المصطفى، ص 38.

(6)

را: الكاندهلوي، حياة المصطفى 3/ 674.

ص: 30

ملائكته على الدوام والإستمرار «1» .

وكما انصرف قوم إلى وضع صيغ صلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن قوما آخرين اهتموا بنظم القصائد في مدحه صلى الله عليه وسلم، ذاكرين بعض صفاته وأخلاقه، وشيئا من سيرته وماثره، وهي ما عرفت باسم المدائح النبوية التي تعتبر فنا من فنون الأدب الرفيع؛ لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص، والإيمان العميق بصدق الرسالة المحمدية، والخصال الجيدة التي يتحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المعلوم أن ذكر شمائل الميت يسمى رثاء لكنه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى مدحا، لأنه صلى الله عليه وسلم موصول الحياة، يخاطبه المحبون كما يخاطبون الأحياء، يستثنى من ذلك بعض الشعراء المداحين الذين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتهم، للتمييز بين فترتين من حياة الشاعر، فيقال مثلا: قال حسان يرثي النبي صلى الله عليه وسلم فيعرف من ذلك أن هذه القصيدة نظمت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أما غير ذلك من الشعراء الذين ولدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ثناءهم عليه مديح لا رثاء؛ وذلك لأن الرثاء إنما يعني التوجع والتحزن والتفجع

على حين لا يراد بالمدائح النبوية إلا التقرب إلى الله تعالى بذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وتبيان ما قدمه لدين الله سبحانه.

والواقع أن هذه المدائح كانت في ابتداء أمرها تجري على الطرائق الجاهلية، ثم انتهى بها المطاف إلى فن أدبي رفيع عرف باسم فن البديعيات، الذي نشر بين الناس أنواعا من الثقافة الأدبية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفن لم يقتصر على البيئات الصوفية وحدها وإنما اهتم به عدد لا بأس به من الشعراء من غير المتصوفة «2» ونخص بالذكر شعراء العصر المملوكي الذين فاقت قصائدهم «البديعية» سائر العصور. وفي عصرنا الحالي كثرت الموسوعات المتخصصة التي تهتم بتراجم أصحاب المهن والوظائف، كالأطباء والمفتين مثلا، أو تقتصر على ذكر أتباع دين من الأديان أو مذهب من المذاهب أو طائفة من الطوائف كطبقات الشافعية وطبقات الحنابلة وطبقات الصوفية

أو تفرد مصنفات لعلماء اشتهروا بفن من فنون العلم كالمحدثين والمفسرين

(1) را: السباعي، أفضل القربات، ص 3.

(2)

را: زكي مبارك، المدائح النبوية في الأدب العربي (بيروت دون تاريخ) ص 14- 18.

ص: 31

وعلماء الكلام والفلاسفة

وهناك موسوعات تترجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين كما فعل الزركلي في أعلامه؛ وبعض الموسوعات تهتم بتراجم أصحاب المؤلفات كما فعل كحالة في معجمه، وبعضها يهدف إلى استقصاء المؤلفات والمصنفات والتعريف بها كما فعل حاجي خليفة في كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون.

ومع كل هذه الموسوعات الجليلة التي أثرت المكتبة العربية، فإن المجال لا يزال واسعا لإضافة لبنات جديدة إلى هذا البناء العظيم.

وشعرنا العربي قد عرف- منذ نشأته الأولى وحتى أيامنا الحاضرة- مئات الدارسين والباحثين الذين بذلوا قصارى جهدهم، وجادوا بعصارة أدمغتهم، ووهبوا الغالي والنفيس في البحث عما في هذا الشعر من ملح ونوادر، ومرقصات مطربات، وأغان وموشحات، وفنون وحكم وبيان وفصاحة لسان

لكنهم لم يهتموا بالمدائح النبوية، ولم يفردوا لها بحثا مستقلا «1» ، ولم يعنوا بترجمة ناظميها؛ كما لو كانت هذه القصائد غريبة على بيئتنا، لم تعط أصحابها شهرة وصيتا، فكأني بالمؤرخين للشعر وللشعراء يغافلون هذه الناحية ليغيّبوا أشرف وجه من وجوه الشعر العربي، وليطمسوا صفات أشرف البشر؛ لأن كثرة الإغفال والإهمال- في رأيهم- تؤدي إلى النسيان فالضياع. ولكن بفضل الله تعالى ومنّته عني بهذا النوع من الأدب رجال محبون لله تعالى، متيمون بحب رسوله الكريم، تلهج ألسنتهم بالصلاة عند سماع اسم خير الأنام، وتفيض أعينهم بالدموع شوقا لزيارة سيد ولد آدم عليه السلام، مرددين قول القائل [من الرمل] :

«لأديمنّ مديح المصطفى

فعل من في الله قوّى طمعه

فعسى أنعم في الدنيا به

وعسى يحشرني الله معه»

«2»

(1) يستثنى من ذلك يوسف النبهاني صاحب المجموعة النبهانية التي اهتمت بذكر قصائد نبوية مرتبة على حروف المعجم. والدكتور زكي مبارك الذي أفرد كتيبا درس فيه فن المديح النبوي عند عدة شعراء لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.

(2)

المقري، نفح الطيب 1/ 55.

ص: 32

ولئن كانت المدائح النبوية تستحق أن يفرد لها مجلدات خاصة بها، فإن ناظمي هذه المدائح يستأهلون تخصيص مؤلف يضم أعلامهم ومشاهيرهم؛ ولهذا وجدتني أفرد لهؤلاء الشعراء الأخيار مصنفا يجمع الجمهرة العظمى منهم، واضعا بين أيدي محبي الرسول صلى الله عليه وسلم بعض ما أنتجته قرائح شعرائنا المؤمنين، وما جاشت به نفوسهم الزكية مستثنيا منهم الذين مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم نثرا في خطبهم أو مقالاتهم؛ ذلك أن حمد الله تعالى والثناء على نبيه، لا تخلو منهما خطبة من الخطب المنبرية، والمنشدين الذين ينشدون القصائد النبوية في الزوايا والمحافل ولا سيما في المناسبات الدينية، الذين وضعوا صيغا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والشعراء الذين اختصوا بمدح آل بيت النبي بالرغم من ذكرهم لبعض ماثر هذا الرسول العظيم.

ونظرا لضخامة المادة اكتفيت بترجمة مختصرة للشاعر المدّاح، والإستشهاد ببعض الأبيات الخالصة في مديح المصطفى؛ لأن القصيدة العربية ذات شكل معين يتدرج من النسيب والتغزل إلى وصف الراحلة فبيت القصيد

وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المداحين الذين لم أعثر على شيء من مدائحهم النبوية. وقد رتبت الأعلام وفق حروف المعجم ليسهل على القارىء تناول أي علم يريدة.. وبذلت في هذا المؤلف قصارى جهدي لأوفي الدراسة حقها، فجمعت من الأعلام ما قدر الله تعالى لي أن أجمع؛ لكنني لا أدعي أن كتابي هذا قد بلغ درجة عالية من درجات الكمال، ولا أزعم بأنني قد حققت ما كنت أصبو إليه، أو أني أتيت بالمراد على أحسن حال وأفضل وجه، فهناك صعوبات جمة تواجه كل باحث ودارس تحول دون جعل بحثه تاما كاملا؛ وإلا لما كانت المدونات بحاجة إلى إعادة تنقيح وتصحيح وزيادة وتعديل

لذلك أتوجه إلى ذوي الانتقاد المنصفين وألتمس منهم أن يقيلوا العثار، وينبهوا إلى خلل المسار، ويقبلوا الأعذار.

وحسبي أن أكون السباق في هذا المضمار ولن يخلو الزمن ممن يأتي ويكمل النقص، ويستدرك ما فات.

إن الصفحات التالية لا تزيد الرسول الأعظم شرفا وعزا وجلالا

ص: 33

وعظمة؛ بل هي تشرف وتعظم بذكر هذا السند العظيم، الرؤوف الرحيم.

ولا يخفى أن محبي الرسول صلى الله عليه وسلم يفتخرون بالإنتساب إليه، ويرتاحون إلى الحديث عنه، وتغمرهم السعادة والحبور عند سماع مدحه، وذكر ماثره وفضله [من الخفيف] :

«شنّف السمع من لطيف الكلام

بامتداح النبيّ سامي المقام»

«1» ومما يؤسف له أن مئات الشعراء، ممن يعتبرون فحولا، قد قصروا شعرهم على مدح أسيادهم من الأمراء والملوك والخلفاء، أو اختصوا بالتشبيب بليلى أو بهند أو بعزة

ولم يخصوا رسولهم، وموصل الخير إليهم ولو بقصيدة من قصائدهم الكثيرة. وقد تكون هذه القصيدة تكفيرا عما اقترفوه من إثم في ذكر مثالب الناس وعيوبهم، وفاتحة خير لهم دنيا وأخرى.

ولا يظنن أحد أن الإسلام يحارب الشعر والشعراء؛ فقد أخرج ابن إسحاق عن أبي الحسن- مولى تميم الداري (ض) - قال: «لما نزلت:

وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ [الشعراء/ 224] جاء حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك (ض) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون. قالوا: قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنا شعراء. فتلا النبي: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قال: أنتم. وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً قال: أنتم. وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا قال: أنتم» «2» . ومن المعلوم أن من عادة الشعراء المبالغة، وتجاوز قدر الممدوح فوق ما يستحقه، حتى أفضى هذا الأمر ببعضهم إلى الكفر؛ ومن الأمثال الشائعة: من مدحك بما ليس فيك فلا تأمن أن يذمك بما ليس فيك «3» .

لكن مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس فيه من تجاوز أو مبالغة، بل تقصير وعجز؛ فقد أجمع المسلمون على أنه لا يجوز إطراء النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي مجاوزة

(1) يوسف النبهاني، الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين، ص 1.

(2)

الكاندهلوي، حياة الصحابة 3/ 516.

(3)

را: النويري، نهاية الأرب 3/ 174.

ص: 34

الحد في مدحه بادعاء الألوهية فليجتنب المادح للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الإطراء ويعتقد أنه عبده ورسوله ثم ليقل في مدحه بعد ذلك ما شاء، فإنه لا يعد إطراء في حقه عليه الصلاة والسلام؛ إذ الإطراء مجاوزة الحد. ولا يمكن بلوغ حد كماله صلى الله عليه وسلم فضلا عن مجاوزته. ولا تظن أن أحدا من الخلق يبلغ بمدحه قدره عليه الصلاة والسلام» «1» .

ومن المعلوم أنه كلما تقادم الزمن على بطل أو عبقري، مال محبوه وأتباعه إلى جعله شخصية أسطورية، فنراهم يصفونه بأوصاف فيها الكثير من الإسهاب والإطناب؛ لكن في حال الرسول صلى الله عليه وسلم نجد أن معاصريه قد وصفوه بأوصاف أعلى من تلك التي وصفه بها اللاحقون، مما يدل على تمتعه صلى الله عليه وسلم بأجمل الصفات، وأفضل الخصال مما لم ولن يتسنى لأي بشر غيره.

وما أحسن قول الشاعر حين أنشد [من الرمل] :

«خذ كتابا جمع الفضل وإن

كان كالنّجم بعينيك صغيرا

من مزايا المصطفى شمس الهدى

أفقه أطلع للناس بدورا

وإذا حققتها تلقاه في

واحد منها على الخلق أميرا

قل به ما شئت من مدح ولا

تخف اللوم ولا تخش النكيرا

فجميع المدح من كلّ الورى

لو أتى في حقّه كان قصورا»

«2» وإنني أتوجه بالشكر الجزيل للأخ الزميل الدكتور ياسين الأيوبي الذي قرأ الكتاب وضبط أشعاره وقدّم له، حامدا الله وحده الذي وفقني لكتابة هذا المؤلف في فضائل المصطفى صلى الله عليه وسلم.

طرابلس في 12 ربيع الأول 1414 هـ

29 آب 1993 م.

محمد درنيقة

(1) يوسف النبهاني، المجموعة النبهانية في المدائح النبوية، (بيروت 1320 هـ) 3/ 1.

(2)

النبهاني، الأحاديث الأربعين، ص 1.

ص: 35