الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد أنشد أنس الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدة مدحه بها. جاء فيها [من الطويل] :
«تعلّم رسول الله أنك قادر
…
على كلّ حي من تهام ومنجد
تعلم رسول الله أنك مدركي
…
وأن وعيدا منك كالأخذ باليد
ونبّي رسول الله أني هجوته
…
فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي
سوى أنني قد قلت يا ويح فتية
…
أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد
فما حملت من ناقة فوق رحلها
…
أبرّ وأوفى ذمّة من محمد
أحثّ على خير وأوسع نائلا
…
إذا راح يهتزّ اهتزاز المهنّد
وأكسى لبرد الحال قبل احتذائه
…
وأعطى برأس السابق المتجرّد»
وهذه القصة تروى لسارية بن زنيم الكناني، كما تروى لأسيد بن أبي إياس «1» .
82 أيمن بن محمد الغرناطي
ولد بتونس، قدم القاهرة. كان كثير الهجاء والوقيعة. حج وجاور بالمدينة المنورة حوالي عام 1030 هـ/ 1620 م. تاب والتزم أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى الممات فوفى بذلك، وسمى نفسه عاشق النبي صلى الله عليه وسلم. أرسل إليه حاكم تونس يطلب منه العودة إلى بلده، ويرغّبه فيه، فأجاب:«إني لو أعطيت ملك المشرق والمغرب لم أرغب عن جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
له عدة قصائد في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم، جاء في إحداها [من الطويل] :
«محمد المحمود في كلّ موطن
…
أبو القاسم المختار من خير معدن
نبيّ إذا أبصرت غرّة وجهه
…
تيقّنت أنّ العزّ عزّ المهيمن
لك الله من بدر إذا الشمس قابلت
…
محيّاه قالت إنّ ذا طالع سني»
(1) ابن حجر، الإصابة 1/ 68- 69 و 2/ 2- 3؛ ابن هشام، السيرة 2/ 424- 425؛ ابن كثير، البداية والنهاية 4/ 310؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 9/ 417- 418؛ الزركلي، الأعلام 2/ 24.
وقال أيضا يفخر بسيد الكائنات [من الطويل] :
«ألا أيّها الباكي على ما يفوته
…
من الحظّ في الدنيا جهلت وما تدري
على فوت حظ من جوار محمد
…
حقيق بأن تبكي إلى آخر العمر
ستدري إذا قمنا وقد رفع اللوا
…
وأحمد هادينا إلى موقف الحشر
من الفائز المغبوط في يوم عرضه
…
أجار النبيّ المصطفى أم أخو الوفر؟»
وفي أخرى يعلن رغبته الصادقة في المجاورة [من الطويل] :
«فررت من الدنيا إلى ساكن الحما
…
فرار محبّ عائذ بحبيبه
لجأت إلى هذا الجناب وإنّما
…
لجأت إلى سامي العماد رحيبه»
«1»
(1) المقري، نفح الطيب 4/ 341؛ القنوجي، التاج المكلل، ص 365- 366.
حرف الباء