الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن يكن قصّر بي عملي
…
عن مدى ما يبلغ العمل
فبذلّي أرتجي صلة
…
وبإيماني بكم أصل»
ويذكر أنه لم يستنجد بالرسول صلى الله عليه وسلم في حال ضيق إلّا وفرّج الله عنه، لذلك فهو ينصح المؤمنين الذين أصابهم الهم والغم أن يتوجهوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من باب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم [من الكامل] :
«لذ بالنبيّ إذا عرتك ملمة
…
واقصد إذا ضاقت عليك رحابه
واجعل إليه من الصلاة وسيلة
…
إنّ الصلاة عليه تفتح بابه
لم أدع في الضّرّاء قطّ محمدا
…
لعظيمة إلا سمعت جوابه»
وفي أخرى [من الوافر] :
«ألوذ إلى رحابك في الدّواهي
…
فليس سواك يعرف ما دواها
وما شفّعت بالبؤساء إلّا
…
لتبلغ رحمة المولى مداها
بربّك يا رسول الله جد لي
…
بعطف يستجاب به ندائي
بمدح نعالكم قضّيت عمري
…
رضيّ البال مقبول الدّعاء
فما أدري بأيّ الذنب أمسى
…
ندائي لا يجاب ولا بكائي»
«1»
438 نديم بن عبد الفتاح بن عبد الغني الدافعي الفاروقي
نسبة إلى أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب (ض) . ولد بطرابلس لبنان عام 1319 هـ/ 1901 م. تلقى علومه الأولى على يد علمائها ومشايخها المشهورين ولا سيما من أبناء الأسرة الرافعية. ثم انتقل إلى مصر لمتابعة التحصيل العلمي، فتخرج في مدرسة المعلمين العالية عام 1339 هـ/ 1920 م. رحل إلى أمريكا للإطلاع والمعرفة. ثم عاد ليطوف في البلاد العربية.
شغل عدة وظائف حكومية في الأقطار العربية، وبخاصة في مجال التربية والتعليم؛ كما اشتغل بالصحافة والتجارة. مهر في الأدب نظما ونثرا.
(1) نديم الجسر، الديوان، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) ص 7، 21، 47، 51.
توفي عام 1411 هـ/ 1991 م.
له: - جواهر الحكم في المفاخرة بين السيف والقلم- ديوان النديم، طبع بالقاهرة 1961 م- ديوان ثان «النفحات» طبع بطرابلس لبنان 1980.
تضم أشعاره العديد من المدائح النبوية. جاء في إحداها [من البسيط] :
«هذي القصائد من وحيي وإلهامي
…
وذي القلائد من لحني وأنغامي
رفعتها لرسول الله سيّدنا
…
محمد رمز إجلالي وإعظامي
هل يستطيع نشيدي أن يوفّيه
…
مدحا يؤكد إيماني وإسلامي؟
فإنني عاجز عن سرد سيرته
…
محاسن كالدراري أصلها سامي
محمد خير خلق الله قاطبة
…
قضى على الكفر في أعقاب أصنام
محمد رحمة للنّاس صادقة
…
من أجله الكون في يمن وإنعام
محمد صاحب الفرقان آيته
…
بلاغة عظّمتها غرّ أحكام
محمد صاحب الإسراء من عمرت
…
أفضاله الكثر أرض القدس والشام
صلّى عليك إلهي دائما أبدا
…
ما غرّد الطير صدّاحا بأنغام
وما شدا زهر روض في مرابعنا
…
وفتّح الورد عن عطر بأكمام
وما أقام تقيّ طول ليلته
…
وصام في رمضان كلّ صوّام
وما تعبّد في المحراب معتمر
…
وحجّ مرتديا أثواب إحرام»
في عام 1376 هـ/ 1956 م أدى الرافعي فريضة الحج وزار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وجاشت عاطفته بعدة قصائد. جاء في إحداها [من الخفيف] :
«يا رسول الهدى فداؤك روحي
…
رحمة في فؤاد صبّ جريح
آمن القلب بالحبيب رسولا
…
جاء يدعو الورى كدعوة نوح
ظهرت منه معجزات جسام
…
ذكّرتنا بمعجزات المسيح
صغت فيه قلائد المدح درّا
…
يا ترى هل أفيه حقّ المديح؟
ونظمت القصائد الغرّ شعرا
…
بمعاني التلميح والتصريح
أنا في مسجد الرسول نديم
…
هائم في فضاء ملك فسيح
أسرتني مكارم منك تشفي
…
من فؤادي معذبات القروح»
وجاء قوله في أخرى [من الطويل] :
«سلام على الهادي الرسول المعظّم
…
سلام محبّ بالحبيب متيّم
تغلغل حبّ المصطفى في حشاشتي
…
وفي مهجتي في اللحم والعظم والدم
تعلّق قلبي في هواه من الصبا
…
نسيت به عشقي لسلمى ومريم
أحنّ إلى أرض بطيبة علّني
…
أقبّل فيها موطن القدس بالفم
نبيّ الهدى بحر سواحله النّدى
…
ورحمة هذا الكون من عهد آدم
شفيع الورى كن لي على الدهر ناصرا
…
فقد ذقت من أهواله كأس علقم
سلام على الهادي سلام معطّر
…
يهبّ شذاه نفح مسك مختّم
سلام محبّ هائم متعطش
…
للثم ثرى ترب زكيّ مكرّم»
«1»
(1) نديم الرافعي، ديوان النديم (القاهرة 1961) ص 18- 19 وص 49؛ نديم الرافعي، النفحات (طرابلس 1980) ص 24- 26.
حرف الهاء