الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
416 محمد بن يوسف الشهير بابن زفرك
ولد عام 733 هـ/ 1333 م في ربض البيازين من غرناطة بالأندلس، وفيها نشأ. قرأ العربية على أبي عبد الله بن الفخار أولا ثم على القاضي محمد بن أحمد الحسني، وقرأ الفقه على المفتي أبي سعيد بن لب، وأخذ عن الفقيه المحدّث أبي عبد الله بن مرزوق كثيرا من الرواية. وأخذ الأصول الفقهية عن الشيخ منصور الزواوي. كما أخذ بعض الفنون العقلية بمدينة فاس عن العالم أبي عبد الله العلوني التلمساني. ولعل أشهر مشايخه، بلا منازع، العالم لسان الدين بن الخطيب الذي ورث مركزه ومرتبته، فقد كتب للسلطان أبي الحسين التونسي ثم لصاحب الأندلس. برع ابن زمرك بالعربية والبيان والأدب والأخبار والتفسير. كما سلك مسلك التصوف. قتل بداره عام 793 هـ/ 1390 م. له نظم ونثر كثير بالإضافة إلى موشحات مشهورة فيها الكثير من المدائح النبوية:
ففي عام 767 هـ/ 1365 م وبمناسبة عيد المولد النبوي، نظم قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مطلعها [من الكامل] : اج الرسالة ختمها وقوامها]
«زار الخيال بأيمن الزوراء
…
فجلا سناه غياهب الظلماء»
وفيها:
«يا ليت شعري هل أرى أطوي إلى
…
قبر الرسول صحائف البيداء
فتطيب في تلك الربوع مدائحي
…
ويطول في ذاك المقام ثوائي
حيث النبوة نورها متألق
…
كالشمس تزهى في سنا وسناء
حيث الرسالة في ثنيّة قدسها
…
رفعت لهدي الخلق خير لواء
حيث الضريح ضريح أكرم مرسل
…
فخر الوجود وشافع الشفعاء
المصطفى والمرتضى والمجتبى
…
والمنتقى من عنصر العلياء
خير البرية مجتباها ذخرها
…
ظلّ الإله الوارف الأفياء
تاج الرسالة ختمها وقوامها
…
وعمادها السامي على النّظراء
لولاه للأفلاك ما لاحت بها
…
شهب تنير دياجي الظلماء
ذو المعجزات الغرّ والآي الألى
…
أكبرن عن عدّ وعن إحصاء
قد بشّر الرسل الكرام ببعثه
…
وتقدّم الكهّان بالأنباء
أكرم بها بشرى على قدم سرت
…
في الكون كالأرواح في الأعضاء
أمسى بها الإسلام يشرق نوره
…
والكفر أصبح فاحم الأرجاء
هو آية الله التي أنوارها
…
تجلو ظلام الشّكّ أيّ جلاء
والشمس لا تخفى مزيّة فضلها
…
إلّا على ذي المقلة العمياء
يا مصطفى والكون لم تعلق به
…
من بعد أيدي الخلق والإنشاء
يا مظهر الحقّ الجليّ ومطلع ال
…
نور السنيّ الساطع الأضواء
يا ملجأ الخلق المشفّع فيهم
…
يا رحمة الأموات والأحياء
يا آسي المرضى ومنتجع الرضى
…
ومواسي الأيتام والضعفاء
أشكو إليك وأنت خير مؤمّل
…
داء الذنوب وفي يديك دوائي
إني مددت يدي إليك تضرّعا
…
حاشا وكلّا أن يخيب رجائي
إن كنت لم أخلص إليك فإنما
…
خلصت إليك محبّتي وندائي»
وكان قبل هذا التاريخ بعامين أي في عام 765 هـ/ 1363 م وبمناسبة عيد المولد أيضا قد نظم قصيدة نبوية أنشدها أمام سلطان الأندلس، ومطلعها [من الطويل] : لوذ بشفاعته عيسى وموسى بن عمران]
«لعلّ الصّبّا إن صافحت روض نعمان
…
تؤدّي أمان القلب عن ظبية البان»
وفيها:
«إليك رسول الله دعوة نازح
…
خفوق الحشا رهن المطامع هيمان
وسيلتي العظمى شفاعتك التي
…
يلوذ بها عيسى وموسى بن عمران
فأنت حبيب الله خاتم رسله
…
وأكرم مخصوص بزلفى ورضوان
وحسبك أن سمّاك أسماءه العلا
…
وذاك كمال لا يشاب بنقصان
وأنت لهذا الكون علة كونه
…
ولولاك ما امتاز الوجود بأكوان
خلاصة صفو المجد من آل هاشم
…
ونكتة سرّ الفخر من آل عدنان
وسيد هذا الخلق من نسل آدم
…
وأكرم مبعوث إلى الإنس والجان
وكم آية أطلعت في أفق الهدى
…
يبين صباح الرّشد منها ليقظان
وأكرم بايات تحدّيتنا بها
…
ولا مثل آيات لمحكم فرقان