الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي قصيدة نبوية أخرى [من الكامل] :
«شبه السراة إذا الليالي أظلمت
…
أهدوا بنور للنبيّ محمد
من طيبة الغرّاء مصباح الهدى
…
أكرم به من حالل وموسّد
بحر الهداية والعناية والتّقى
…
وشفيعنا عند التزاحم في غد»
وعند ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام نظم قصيدة نبوية طويلة [من الكامل] جاء فيها: ضعت لهيبتك العوالم كلها]
«قبّلت كفّك في المنام تكرّما
…
يا من علا فوق السماء وقد سما
فالله خصّك من عناية فضله
…
بعظيم خلق جلّ من قد عظّما
وبسورة الإسراء أسرى عبده
…
من مكة البطحا لقدس يمّما
نادى لموسى إختلع نعليك في
…
وادي المقدّس يا كليم فكلما
أنت الذي في الأنبياء جميعهم
…
كنت الإمام وما برحت مقدّما
ولقد عرجت على البراق مصاحبا
…
لأمينه يا خير من وطىء السّما
حتى وصلت إلى العلا في همة
…
ولقاب قوسين الدنو مكرّما
للسّدرة العظمى تجرّر أذيلا
…
فيها الفخار وقد حظيت تكلّما»
ومنها:
«خضعت لهيبتك العوالم كلّها
…
لمّا الإله عظيم خلقك أعلما
فالله خصّك في فضائل عدة
…
عن وصفها عجز البليغ وأفحما
من ذا يروم ثنا علاك بمدحه
…
والله قد أثنى عليك وعظّما
فالشهب لا تحصى كذاك علاك لا
…
يحصى وقدرك يا نبيّ تعظّما»
«1»
265 علي بن محمد بن مليك الحموي
ولد بحماه عام 840 هـ/ 1436 م. أخذ الأدب عن عثمان بن العبد التنوخي، وأخذ النحو والعروض عن بهاء الدين بن سالم. ثم قدم دمشق
(1) المرادي، سلك الدرر 3/ 219- 223؛ البغدادي، هدية 1/ 769؛ الزركلي، الأعلام 5/ 16.
للعمل؛ لكنه سرعان ما انصرف إلى دروس الشيخ برهان الدين بن عوف وأخذ عنه فقه الحنفية؛ وصارت له فيه يد طولى. كما برع في اللغة من نحو وعروض وصرف وشعر. توفي بدمشق عام 916 هـ/ 1512 م ودفن بمقبرة باب الفراديس.
له: - النفحات الأدبية من الرياض الحموية- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها لامية على غرار بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] :
«رأى العقيق فأجرى دمعه لولو
…
متيّم دمه بالهجر مطلول»
«1» وفيها: نك الشفاعة أرجو فى المعاد غدا]
«يا صاح دعني من ذكرى الحبيب ومن
…
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
وليس في ربّة الخلخال لي أرب
…
وخاتم الأنبياء القصد والسّول
محمد بن الذبيحين الشفيع لنا
…
هذا حديث صحيح عنه منقول
طه وياسين كهف الأنبياء ومن
…
عليه قد أنزلت حم تنزيل
خير النبيين في فضل وفي كرم
…
وما سواه فمرجوح ومفضول
ماضي العزائم والأبطال في قلق
…
مهنّد من سيوف الله مسلول
وبالهدى رحمة للعالمين أتى
…
مبشّرا ولكلّ منه تنويل
وجاء للناس بالقرآن فانتسخت
…
بما به جاء توراة وإنجيل «2»
ولم يزل ذلك الحقّ المبين به
…
يعلو وتسفل هاتيك الأباطيل
حتى علت راية الإسلام وانتصبت
…
في الحال وانتسخت تلك الأقاويل
منك الشفاعة أرجو في المعاد غدا
…
في يوم لا نافع قال ولا قيل
لأنّ لي فيك يا كنز الرّجا أملا
…
وأنت يا مطلب الراجين مأمول
فلو أصير ترابا في هواك فلا
…
أسلو لأنّي على الأشواق مجبول»
وقصيدة أخرى مطلعها [من الخفيف] :
«هل لصبّ قد غيّر السقم حاله
…
زورة منكم على كلّ حاله»
(1) مطلول: المهدور الذي لم يؤخذ بثأره.
(2)
فانتسخت: تبدلت أحكامها.