الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيا سعد أسعدني بطيب حديثه
…
ويا ربّ زدني من لذيذ خطابه
تمثّل في الرؤيا لروحي مبشّرا
…
بشائر أطويها لنشر جوابه
وإن جادني لطفا برفع حجابه
…
وقفت وقوف العارفين ببابه»
وفي قصيدة أخرى [من الكامل] :
«يمّم حمى طه وقف بتأدّب
…
فالخير كلّ الخير في باب النبي
ودع السّوى في حبّه متأدبا
…
فسعادة الدارين للمتأدب
فالغير يحجب عنك نور جماله
…
وجماله عن أهله لم يحجب
للناس فيما يعشقون مذاهب
…
شتّى ولكن حبّ طه مذهبي
يا سيد الكونين يا علم الهدى
…
يا صاحب القبر الشريف بيثرب
يا خير خلق الله أكرم شافع
…
ومشفّع إشفع بعبد مذنب»
وفي مولد الرسول صلى الله عليه وسلم جاشت نفسه بقصيدة نبوية جاء فيها [من البسيط] :
«ميلاد خير البرايا خير ميلاد
…
به الهدى قد تجلّى بالنبيّ الهادي
هادي الأنام ومصباح الأنام ومن
…
هو المرجّى لورّاد وقصّاد
إن طاب إنشاد شعر في المديح فقد
…
وقفت في مدحه شعري وإنشادي
أو كان في حبّه قلب يطير له
…
شوقا فقد طرت قلبا مذ حدا الحادي
حقيقة المرء حيث القلب متّجه
…
فلا عدمت اتجاهي نحو أسيادي
وحسبه حرم حفّت به أمم
…
في يوم ميلاد طه خير ميلاد
من كان ذا قلب يعيش به
…
فليدّخره بحبّ المصطفى الهادي»
«1»
274 عمر بن محمد اليافي
عمر بن محمد بن محمد، أبو الوفاء، الدمياطي، اليافي، الغزي الحنفي، الخلوتيّ طريقة، البكري مشربا، الحسيني نسبا، وقد ينسب إلى
(1) عبد الكريم عويضة، مقدمة في الأدب الروحي (طرابلس 1371 هـ) ص 7- 8؛ عمر الرافعي، ديوان مناجاة الحبيب (صيداء 1365 هـ) ص 9- 29 وص 213.
الفاروق عمر الخليفة الراشدي (رض) . ولد الشاعر في مدينة يافا سنة 1173 هـ/ 1759 م، تعلّم القرآن وتفقه فيه وهو دون العاشرة. من أساتذته:
الشيخ علي الخالدي، والشيخ نور الدين الرشيدي، والشيخ شمس الدين محمد مهيار، وهم من كبار أئمة المذهب الحنفي، والشيخ أبو التقي عبد القادر الطرابلسي. وأكثر من أثر فيه شيخ المتصوفة في زمانه أبو المعارف قطب الدين السيد مصطفى بن كمال الدين البكري الصدّيقي وكان ينعته بالأستاذ الكبير، ذو الكرامات والمكاشفات والتاليف المفيدة والتصانيف الكثيرة في التصوف.
توفي الشاعر أثر مرض شديد سنة 1233 هـ/ 1818 م ودفن بتربة مرج الدحداح في دمشق. من آثاره ديوان شعري كبير، جمعها حفيد الشاعر الشيخ عبد الكريم بن الشيخ محمد أبي النصر اليافي الخلوتي.. وله آثار أخرى كناية عن شروح ورسائل ومخاطبات في التصوف.
وله قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، إحداها قصيدة نظمها عقب زيارة المقام المحمدي، مؤلفة من ثمانية وعشرين بيتا [على الخفيف] : وهي خالية من الوقوف على الطلل أو ذكر الحبيبة
…
ومنها:
هزّنا الشوق للمقام السّنيّ
…
يا نبيّا قد ساد كل نبيّ
فاتجهنا إلى الحمى بانكسار
…
وشددنا إليه متن المطيّ
وحططنا الرحال في باب عزّ
…
ورمينا الأثقال في خير فيّ
ثم يعرّج على ذاته ليشرح لنا حقيقة النور المحمدي الذي أشرق في ذاته وما تجلى له من فيض شعوري عارم:
هو باب الآمال بل منتهى القص
…
د وأشهى المنى لقلب الشجيّ
وهو مثوى عفو الإله تعالى
…
أصل نور الوجود طه الصفيّ
قبضة النور مستمدّ البرايا
…
من قديم في العالم الأصليّ
وهو لوح الأسرار والقلم الأع
…
لى وعرش للمشهد العينيّ
نقطة الكون درّة الصّون روح
…
الحقّ قدما في البرزخ الكليّ
من تدلّى لقاب قوسين قربا
…
وتحلّى بالمورد العنديّ