الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل هيمنت روحك العظمى مرفرفة
…
فأعنقوا لك أرواحا وأبدانا «1»
أتيتهم بكتاب الله معجزة
…
أخجلت قسّا وسحبانا وحسّانا
ذاك البيان الذي تبقى عجائبه
…
رغم الأنوف وإن شانوه بهتانا
لا تعذلوني إذا ما الحبّ يتّمني
…
فالوجد أضرم في الأحشاء نيرانا
ماذا أقول لفخر الكائنات ومن
…
حباه مولاه قرآنا وتبيانا
ما أنت بالكون ربّا لا ولا بشرا
…
بل أنت فوق جميع الخلق إيمانا
بدأت في مدحه والنفس في خجل
…
مما جنت أرتجي عفوا وغفرانا
جعلت بابي رسول الله ملتمسا
…
أرجو الشفاعة إكراما وإحسانا
يا ليت شعري وهل يحظى بروضتكم
…
عبد غدا في المديح اليوم حسّانا
وهل يمرّغ خدّا تحت أرجلكم
…
ويسكب الدمع فوق التّرب هتّانا «2»
عليك منّي صلاة كلّما طلعت
…
شمس وغرّدت الأطيار ألحانا»
«3»
354 محمد الصالحي الهلالي الدمشقي
المتوفى عام 1012 هـ/ 1603 م. له ديوان «صدح الحمام في مدح خير الأنام» ومنه قصيدة نبوية مطولة، مطلعها [من البسيط] :
«يا ثاني الغصن من قد له خطر
…
ومفرد الحسن ها قلبي على خطر»
«4» وفيها:
«خير الأنام وأزكاهم وأكملهم
…
وأفضل الناس من باد ومحتضر
شمس الوجود ومن جلّى ببعثته
…
أحلاك جهل فقيد النور منكدر
روح العوالم لولا عينه وجدت
…
لأصبح الكون جسما دارس الأثر
ذو المعجزات التي كالشمس بادية
…
لذي البصيرة إشراقا وذي البصر
صلّى عليك إله العرش ما ابتدرت
…
دموع صبّ إلى مغناك كالدّرر»
(1) فأعنقوا إليك: مالوا إليك.
(2)
هتانا: منصبا.
(3)
محمد صالح الفرفور، مختارات من شعره (دمشق دون تاريخ) ص 3- 8.
(4)
خطر: خطر في مشيته: حرّك يديه. خطر: الإشراف على الهلاك.