الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمور، فأخصبت عمان، وتزوج مازن بأربع حرائر، وحفظ شطرا من القرآن، ووهب الله له حيان بن مازن. وقد أشار إلى ذلك شعرا [من الطويل] :
«إليك رسول الله خبّت مطيّتي
…
تجوب الفيافي من عمان إلى العرج «1»
لتشفع لي يا خير من وطىء الحصى
…
فيغفر لي ربّي فأرجع بالفلج «2»
إلى معشر خالفت في الله دينهم
…
فلا رأيهم رأيي ولا شرحهم شرحي «3»
وكنت امرآ بالخمر والعهر مولعا
…
شبابي حتى آذن الجسم بالنّهج «4»
فبّدلني بالخمر خوفا وخشية
…
وبالعهر إحصانا وحصّن لي فرجي
فأصبحت همّي في الجهاد ونيّتي
…
فلله ما صومي ولله ما حجّي»
وقد أقطعه الرسول صلى الله عليه وسلم أرض عمان؛ فلما رجع إلى قومه شتموه وهجوه، لأنه ترك ديانتهم. فرحل عنهم وهجرهم، لكن وفدا مهما منهم أتاه واسترضاه، وطلبوا منه العودة فامتثل لأمرهم. وسرعان ما هداهم الله إلى الإسلام فأسلموا جميعا «5» .
295 مالك بن عبد الرحمن بن علي المصمودي
المعروف بابن المرحل السبتي. نسبة إلى سبتة.
ولد بمالقة بالأندلس عام 604 هـ/ 1207 م. اشتهر بالأدب والنظم واللغة. توفي عام 699 هـ/ 1300 م. له:
الرمي بالحصى والضرب بالعصا- القصائد العشرينيات المحمديات وشرحها- القصيدة الوترية في مدح خير البرية- الوسيلة الكبرى المرجو
(1) خبّت: ضرب من سير الإبل.
(2)
الفلج: الفوز.
(3)
الشرج: الطريق.
(4)
النهج: البلى.
(5)
ابن كثير، البداية والنهاية 1/ 312- 313؛ ابن حجر، الإصابة 3/ 336؛ النويري، نهاية الأرب 16/ 166- 167؛ الأصفهاني، دلائل النبوة، ص 33؛ الزركلي، الأعلام 5/ 255.
نفعها في الآخرى. من غرر قصائده النبوية قصيدة رتبها على حروف المعجم بأن يبدأ بحرف ويكون هذا الحرف رويا. ومنها [من الكامل] : وافى النظم عنه تضيق]
«باء: بدا في أفق مكة كوكبا
ثم اعتلى فجلا سناه الغيهبا
حتى أنار الدهر منه وأخصبا
إذ كان فيض الخير منه عميما
…
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
جيم: جلا بسراجه الوهّاج
ما جنّ من ليل الظلام الداجي
وسقى القلوب بمائه الثّجّاج
فأصارها بعد الغموم غميما
…
صلوا عليه وسلموا تسليما
دال: دعا فأجاب كلّ سعيد
وأتى بوعد صادق ووعيد
حتى أقرّ الناس بالتوحيد
وتجنّبوا الإشراك والتجسيما
…
صلوا عليه وسلموا تسليما
شين: شمائله الكريمة تعطش
من كان من سكر المحبة يرعش
لكن أضاع الحمر فيما يوحش
فغدت ندامته عليه نديما
…
صلوا عليه وسلموا تسليما
عين: عزيز ذكره مرفوع
في الأنبياء وقوله مسموع
مشروح صدر حبّه مشروع
من لا يدين بذاك كان ذميما
…
صلوا عليه وسلموا تسليما
قاف: قوافي النظم عنه تضيق