الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«يا نبيّ الهدى وخير البرايا
…
من حباه الإله بالإسراء
يا ضياء الوجود يا رحمة اللّ
…
هـ التي ترتجى لكشف البلاء
يا مغيث الملهوف يا من بعليا
…
هـ التجأنا في البؤس والضّرّاء
أنت شمس العلوم بحر العطايا
…
منبع الفضل سيد الأنبياء
أنت مصباح كلّ جود وتهدي
…
كلّ سار إلى الطريق السّواء
لك أشكو من ضعف حالي إنّي
…
أرتجي لمحة تزيل عنائي
كن ملاذي في النائبات مغيثي
…
من صروف الزمان والبلواء
فعليك الصلاة بعد سلام
…
مع آل وصحبك النجباء
ما تعنّت حمائم الروض صبحا
…
أو سرى البرق في دجى الظلماء»
وفي قصيدة نبوية أخرى [من الرمل] :
«ويح قلبي من غزال شردا
…
من جفاه كم أرى عيش ردى
بعت روحي في هواه رغبة
…
ذبت من شوقي عليه كمدا
كيف أسلو وهواه قاتلي
…
وجفوني شابهت قطر النّدى
ومنها:
ثم عرّج نحو وادي طيبة
…
لحمى طه التّهامي أحمدا
إنّ لي قلبا لدى أطلاله
…
شبحا في حلل الوجد ارتدى
سيد الأكوان ذو المجد ومن
…
نرتجي منه لنا فيض النّدى
يا رسول الله يا غوث الورى
…
يا سراجا للعلاء والهدى
أدرك ادرك مستهاما دنفا
…
لك شوقا ليس يحصى عددا
قد وردنا نرتجي فيض الرّضا
…
ومن الجدوى طلبنا المددا
فعليك الله صلّى دائما
…
ما حدا الحادي وما الطير شدا»
«1»
436 ميمون بن قيس بن جندل الشهير بالأعشى
من شعراء الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات. عمّر طويلا. توفي
(1) المرادي، سلك الدرر 4/ 131- 132؛ الزركلي، الأعلام 7/ 286؛ كحالة، معجم 13/ 4.
بقرية منفوحة (7 هـ/ 629 م) . له ديوان شعر يتضمن سائر الفنون الشعرية وفيه قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم نظمها ليتقرب منه ويسلم على يديه.
ومطلعها [من الطويل] :
«ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا
…
وعادك ما عاد السّليم المسهّدا «1»
وما ذاك من عشق النساء وإنما
…
تناسيت قبل اليوم خلّة مهددا «2»
ولكن أرى الدهر الذي هو خائن
…
إذا أصلحت كفّاه عاد فأفسدا
كهولا وشبانا فقدت وثروة
…
فلله هذا الدهر كيف تردّدا
وفيها يقول لناقته:
فاليت لا أرثي لها من كلالة
…
ولا من حفى حتى تزور محمدا «3»
نبيّ يرى ما لا ترون وذكره
…
أغار لعمري في البلاد وأنجدا «4»
له صدقات ما تغبّ ونائل
…
وليس عطاء اليوم مانعه غدا
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم
…
تراحي وتلقي من فواضله ندى «5»
أجدّك لم تسمع وصاة محمد
…
نبيّ الإله حيث أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
…
ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا
ندمت على ألاتكون كمثله
…
وأنك لم ترصد لما كان أرصدا»
«6»
(1) السليم هو الملدوغ: سمي سليما تفاؤلا بأن يسلم. المسهد الذي لا يستطيع النوم.
(2)
مهددا: من أسماء النساء. الخلة: المودة والحب.
(3)
كلالة: تعب. آليت: أقسمت.
(4)
أغار سار في منخفض من الأرض. أنجدا: ما ارتفع من الأرض.
(5)
هذا البيت غير موجود في ديوانه.
(6)
ابن كثير، البداية والنهاية 3/ 99- 100؛ كحالة، معجم 13/ 65؛ مبارك، المدائح النبوية، ص 19؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (بيروت 1970) 8/ 77- 85؛ النويري، نهاية الأرب 18/ 68- 70؛ ابن هشام، السيرة 1/ 387. ديوان الأعشى الكبير شرح وتعليق د. محمد محمد حسين. مؤسسة الرسالة بيروت ط 7 1983.
حرف النون