الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فله لواء الحمد غير مدافع
…
وله الشفاعة إذ يكون كليما
نرجوه في يوم الحساب وإنّما
…
نرجو لموقفه العظيم عظيما
يا أيّها الراجون منه شفاعة
…
صلّوا عليه وسلّموا تسليما»
«1»
391 محمد بن محمد الشهير بابن نباته المصري
جمال الدين الفارقي. ولد بزقاق القناديل بالقاهرة في ربيع الأول 676 هـ/ 1277 م، من أسرة عريقة في العلم والأدب. سمع الحديث والسيرة النبوية على عدة علماء منهم: غازي الحلاوي، الأبرقوهي، التقي عبيد، بهاء الدين بن النحاس، عبد الرحيم بن الدميري، جده شرف الدين بن نباته وغيرهم. نشأ في مصر وتعاطى الآداب فمهر في النظم والنثر والكتابة. في عام 716 هـ/ 1316 م رحل إلى الشام، وظل فيها خمسين سنة يتردد بين دمشق وحماه وحلب يمدح رؤساءها ولا سيما الملك المؤيد صاحب حماه.
وقد نازع صفي الدين الحلي زعامة الشعر في عصره. وكان ابن نباته كثير العيال فقير الحال. وفي أواخر عمره عين في الديوان. وكان سلطان مصر الناصر حسن قد استدعاه عام 761 هـ/ 1359 م. توفي ابن نباته في شهر صفر 768 هـ/ 1366 م بالبيمارستان المنصوري، ودفن خارج باب النصر بتربة الصوفية بالقاهرة. له: - ديوان شعر في مدح الملك المؤيد، مطبوع في بيروت 1304 هـ/ 1886 م- سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، وفيه تراجم لأهم شعراء الجاهلية وصدر الإسلام- مطلع الفوائد- الفاضل من إنشاء الفاضل- المختار من شعر ابن الرومي- زهر المنثور- سلوك دول الملوك- سجع المطوق- ديوان شعر يضم قصائد طوالا في المديح والرثاء والخمر والغزل ووصف الطبيعة. وله في المدائح النبوية خمس قصائد، يغلب عليها فنون البديع التي كانت سائدة خلال القرن الثامن الهجري.
1-
القصيدة الأولى همزية تقع في تسعة وستين بيتا منها ستة عشر في النسيب ومطلعها [من الوافر] :
(1) المقري، نفح الطيب 7/ 432- 441؛ الزركلي، الأعلام 7/ 29.
«شجون نحوها العشّاق فاؤا
…
وصبّ ماله في الصّبر راء»
وفيها:
«وأين الشمس منه سنا ولولا
…
سناه لما ألمّ بها سناء
لمبعثه على العادين نار
…
وللهادين نور يستضاء
سهام دعا له وسهام رأي
…
لها في كلّ معركة مضاء
درى ذو الجيش ما صنعت ظباه
…
وما يدريه ما صنع الدّعاء
ولولاه لما حجّت وعجّت
…
وفود البيت ضاق بها الفضاء
فإن يتلى له في الحجّ حمد
…
فقدما قد تلته الأنبياء
فقل للملحدين تنقلوها
…
جحيما إننا منكم براء
وإنّ أبي ووالده وعرضي
…
لعرض محمد منكم وقاء
عليك من الملائك كلّ وقت
…
صلاة في الجنان لها أداء»
2-
القصيدة الرائية، وتقع في تسعين بيتا منها سبعة وثلاثون في النسيب.
وهي خير ما قاله في ديوانه: فهي تمتاز بوضوح المعاني، وقوة السبك؛ مما دفع بمعاصريه إلى تلقفها والإعجاب بها. وقد جاء فيها [من الطويل] :
«نبيّ أتمّ الله صورة فخره
…
وآدم في فخّاره يتصوّر
تحزّم جبريل لخدمة وحيه
…
وأقبل عيسى بالبشارة يجهر
فمن ذا يضاهيه وجبريل خادم
…
لمقدمه العالي وعيسى مبشّر
هو البحر فيّاض الموارد للورى
…
ولكنّه العذب الذي لا يكدّر
تهاوى لمأتاه النجوم كأنها
…
تشافه بالخدّ الثرى وتعفّر
تنقّل نورا بين أصلاب سادة
…
فلله منه في سما الفضل نيّر
به أيّد الطّهر الخليليّ فانتحت
…
يداه على الأصنام تغزو وتكسر
ومن أجله جيء الذبيحان بالفدى
…
وصين دم بين الدماء مطهّر
وردّت جيوش الفيل عن دار قومه
…
فلله نصل قبل ما سلّ ينصر
عليك صلاة الله في كلّ منزل
…
تعبّر عن سرّ الجنان وتعبر»
3-
القصيدة العينية وتقع في ثمانية وثمانين بيتا، منها ستة وعشرون في النسيب ومطلعها [من الكامل] :
«بانت سعاد فليت يوم رحيلها
…
فسح اللقا فلثمت كعب مودّعي»
ومنها:
«يا سيد الخلق الذي مدحته من
…
آي الكتاب فواصل لم تقطع
ماذا عسى المدح الطّهور يدير من
…
كأس الثّنا بعد الكتاب المترع
بعد الحواميم التي بثنائها
…
هبطت إليك من المحلّ الأرفع «1»
إن كنت حسّانا بمدحك نائبا
…
فسناك أرشده وقال لي اتبع»
4-
القصيدة اللامية وتقع في تسعة وسبعين بيتا، منها خمسة وعشرون في النسيب. وهي قصيدة معارضة لقصيدة بانت سعاد. وقد اقتبس من لامية كعب شطرات كثيرة. وأبياته في المديح هنا تكرر المعاني الواردة في قصائده الآخرى [من البسيط] :
«محمد المجتبى معنى جبلّته
…
وما لآدم طين بعد مجبول
والمجتلى تاج علياه الرفيع وما
…
للبدر تاج ولا للنّجم إكليل
ذو المعجزات التي ما اسطاع أبرهة
…
يغزو منازلها كلّا ولا الفيل
ما زال في الخلق ذا جاه وذا خدم
…
لكنّ خادمه المشهور جبريل
فاض الزلال المهنّى من أصابعه
…
نعم الأصابع من كفّيه والنّيل
وبورك الزّاد إذ مسّته راحته
…
فحبّذا مشرب منها ومأكول
وحاز سهم المعالي حين كان له
…
من قاب قوسين تنويه وتنويل»
«2» 5- القصيدة الميمية، وهي أقصر مدائحه وأضعفها، ولم يأت فيها بمعنى طريف بل ردد المعاني السابقة [من الكامل] :
(1) الحواميم: سور قرآنية تبدأ بحرف الحاء. والشطر الثاني من قصيدة ابن سينا في النفس.
(2)
قاب قوسي: مسافة قريبة جدا. تنويه: ثناء. تنويل: تلبية لرغبة.