الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
342 محمد السبكي
كان حيا عام 1275 هـ/ 1859 م. من آثاره القصيدة المدنية في مدح مهدي الأمة الأمية، في معجزاته صلى الله عليه وسلم، إبتدأها في السويس بمصر وختمها بجدة بالحجاز عام 1275 هـ/ 1859 م «1» .
343 محمد سعيد بن أحمد بن محمد الحضراوي
أصله من الإسكندرية. ولد بمكة المكرمة وبها نشأ وتوفي عام 1326 هـ/ 1908 م. مؤرخ، ناظم، من آثاره: - تاريخ جدة- تاريخ الطائف- نزهة المحدثين في بيان اتصال السند إلى المؤلفين- الخطط الملكية- ألفية في السيرة النبوية «2» .
344 محمد بن سعيد البوصيري
مغربي الأصل. كان أحد أبويه من أبو صير، والآخر من دلاص، من قرى بني سويف بمصر، فركبت له منهما نسبة وقيل الدلاصيري؛ لكنه اشتهر بالبوصيري. ولد بدلاص أول شوال 608 هـ/ 1212 م. ثم انتقل إلى بوصير ونسب إليها. برع بالخط والإنشاء والنظم. أخذ التصوف على الطريقة الشاذلية عن الشيخ أبي العباس المرسي الشاذلي (ت 686 هـ/ 1287 م) .
تولى مديرية الشرقية. توفي بالإسكندرية عام 697 هـ/ 1297 م. وقد امتاز شعره، في المراحل الأولى، بالشكوى من سوء حاله، وضيق ذات يده، وبالتذمر من الموظفين في عصره، الذين كانوا يسرقون الغلال ليلبسوا الحرير وليشربوا الخمور. فكان شعره يصف الحالة الاجتماعية بمصر في عصره.
على أن سبب شهرة البوصيري هي قصيدة البردة التي تعتبر أهم القصائد بين
(1) كحالة، معجم 10/ 18.
(2)
الزركلي، الأعلام 6/ 142؛ كحالة، معجم 10/ 27.
المدائح النبوية، إذ أنها أصبحت مصدر الوحي لكثير من القصائد التي أنشئت بعد البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وعن سبب وضعه لهذه القصيدة قال:
تقع البردة في اثنين وستين ومائة بيت. ومطلعها [من البسيط] :
«أمن تذكّر جيران بذي سلم
…
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
أم هبّت الريح من تلقاء كاظمة
…
وأومض البرق في الظلماء من إضم
لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل
…
ولا أرقت لذكر البان والعلم
يا لائمي في الهوى العذريّ معذرة
…
منّي إليك ولو أنصفت لم تلم»
والبردة عدة أقسام: القسم الأول في الغزل وشكوى الغرام. القسم الثاني في التحذير من هوى النفس. القسم الثالث في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. القسم الرابع في مولده عليه السلام. القسم الخامس في معجزاته صلى الله عليه وسلم. القسم السادس في سر القرآن. القسم السابع في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم. القسم الثامن في جهاده عليه السلام. القسم التاسع في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. القسم العاشر المناجاة وعرض الحاجات.
12 بيتا في المطلع، 16 في ذكر النفس وهواها، 30 في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، 19 في مولده، 10 في يمن دعائه، 17 في مدح القرآن، 13 في ذكر معراجه، 22 في جهاده، 14 في الاستغفار، 9 في المناجاة.
نقتطف منها الأبيات التالية:
«محمد سيد الكونين والثقلي
…
ن والفريقين من عرب ومن عجم
نبيّنا الآمر النّاهي فلا أحد
…
أبرّ في قول لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته
…
لكلّ هول من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به
…
مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلق وفي خلق
…
ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلّهم من رسول الله ملتمس
…
غرفا من البحر أو رشفا من الدّيم
وواقفون لديه عند حدّهم
…
ومن نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهو الذي تمّ معناه وصورته
…
ثمّ اصطفاه حبيبا بارىء النّسم
منزّه عن شريك في محاسنه
…
فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادّعته النّصارى في نبيّهم
…
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من سرف
…
وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
إنّ فضل رسول الله ليس له
…
حدّ فيعرب عنه ناطق بفم
؟؟ ميا الورى فهم معناه فليس يرى
…
للقرب والبعد فيه غير منفحم
كالشّمس تظهر للعينين من بعد
…
صغيرة وتكلّ الطّرف من أمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته
…
قوم نيام تسلّوا عنه بالحلم
فمبلغ العلم فيه أنّه بشر
…
وأنّه خير خلق الله كلّهم
لا طيب يعدل تربا ضمّ أعظمه
…
طوبى لمنتشق منه وملتثم
سريت من حرم ليلا إلى حرم
…
كما سرى البدر في داج من الظّلم
وبتّ ترقى إلى أن نلت منزلة
…
من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدّمتك جميع الأنبياء بها
…
والرّسل تقديم مخدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطّباق بهم
…
في موكب كنت فيه صاحب العلم
بشرى لنا معشر الإسلام إنّ لنا
…
من العناية ركنا غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته
…
بأكرم الرّسل كنّا أكرم الأمم
ومن تكن برسول الله نصرته
…
إن تلقه الأسد في آجامها تجم
أحلّ أمته في حرز ملّته
…
كالليث حلّ مع الأشبال في أجم»
ويختمها بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومناجاة المولى عز وجل وطلب غفرانه له ولجميع المسلمين.
«خدمته بمديح أستقيل به
…
ذنوب عمر مضى في الشّعر والخدم
فإنّ لي ذمّة منه بتسميتي
…
محمدا وهو أوفى الخلق بالذّمم
حاشاه أن يحرم الرّاجي مكارمه
…
أو يرجع الجار منه غير محترم
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
…
سواك عند حلول الحادث العمم
يا ربّ بالمصطفى بلّغ مقاصدنا
…
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكلّ المسلمين بما
…
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته في طيبة حرم
…
وإسمه قسم من أعظم القسم»
ويمكن إرجاع أثر البردة أو بردة المديح أو الكواكب الدرية في مدح خير البرية إلى خمس نواح:
1-
أثرها في الجماهير الشعبية، وهو أثر واضح المعالم؛ فجمهور المسلمين في شتى الأقطار، لم يحافظوا قصيدة مطولة كما حفظت البردة. فكان معظمهم يرددها صباح مساء، ويقرأها في الموالد والمناسبات الدينية؛ فقد اعتبروا أن هذا العمل من وسائل التقرب إلى الله تعالى وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن أدلة ذيوعها ما نراه من تعدد طبعاتها. وفي دار الكتب المصرية نسخ من البردة محلاة بالذهب، كما يصنع المتفننون بنسخ المصحف الشريف.
2-
أثرها في التأليف، ويظهر ذلك جليا في كثرة شراحها الذين يعدون بالعشرات..
3-
أثرها في الدرس، فقد كان العلماء الأزهريون يتدارسونها مع تلاميذهم.
4-
أثرها في الشعر والشعراء، وقد كان عظيما، فهناك المئات الذين ضمنوها، وشطروها، وخمسوها، وسبعوها، وعشروها، وعارضوها.
5-
أثرها في البديعيات حيث قام بعض الشعراء بابتكار فن جديد هو «البديعيات» وذلك أن تكون القصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن كل بيت من أبياتها يشير إلى فن من فنون البديع.
وقد أكثر الخواص والعوام من التبرك والاستشفاء بها، ووضعت لها التخميسات والتسبيعات، وعارضها (نسج على منوالها) كثير من الشعراء في مختلف العصور، ووضعت لها الشروح والحواشي. ومن أشهر الذين شرحوها: علي البسطامي، محمد بن محمد الغزي، محمد شيخ زاده، القاضي بحر الهاروني، محمد بن يعقوب الفناري، علي اليزدي، ابن
الصائغ، حسين الخوارزمي، ابن هشام النحوي، خالد الأزهري، محمد بن أحمد المحلي الشافعي، خضر العطوفي، طاهر بن حسن المعروف بابن حبيب الحلبي، محمد مرزوق التلمساني، أحمد بن مصطفى، جلال الدين الخجندي، أبو شامد المقدسي، أحمد الأزدي القصار، يحيى بن منصور الحسني، أحمد الشيرازي، محمد الكردي السهراني، على القاري، أحمد القسطلاني، زكريا الأنصاري، أحمد بن حجر الهيثمي المكي، أبو الفضل المالكي، عثمان العرياني، محمد الجوجري.
وشرحها بالتركية البلالي وسعد الله الخلوتي، وبالفارسية غضنفر بن جعفر الحسيني.
ومن أشهر الذين خمسوها: سليمان بن علي القرماني، محمد بن صافي، أحمد المرعشي، عبد الله كجوك، يوسف الجذامي، يحيى بن زكريا المفتي، أسعد بن سعد الدين المفتي، محمد بن خليل الحلبي القباقبي، يوسف القدسي الشافعي، محمد بن بهادر الزركشي، عبيد الله بن محمد، شعبان القرشي، ناصر الدين بن عبد الصمد الفيومي، أحمد بن محمد الحجازي، محمد القلقشندي، أسعد محمد بن إسماعيل شيخ الإسلام.
وترجمها إلى الألمانية المستشرق رولفس عام 1241 هـ/ 1825 م، وإلى الإنجليزية ردهاوس عام 1322 هـ/ 1894 م، كما ترجمت إلى اللغة التترية، وطبعت بقازان الروسية عام 1266 هـ/ 1849 م، وترجمها إلى الفرنسية مع شرحها المستشرق دي ساسي عام 1238 هـ/ 1822 م. كما ترجمها المستشرق الفرنسي باسية. وتعتبر ترجمة البردة إلى اللغة اللاتينية التي نشرها المستشرق أوري في ليدن عام 1175 هـ/ 1761 م أولى الترجمات إلى اللغات الأوروبية.
وبالإضافة إلى البردة للبوصيري عدة قصائد نبوية منها:
1-
الهمزية في المدائح النبوية المسماة «أم القرى» وهي 458 بيتا ومطلعها [من الخفيف] :
«كيف ترقى رقيك الأنبياء
…
يا سماء ما طاولتها سماء»
وفيها:
«لم يساووك في علاك وقد حا
…
ل سنا منك دونهم وسناء
إنّما مثّلوا صفاتك للنا
…
س كما مثّل النجوم الماء
أنت مصباح كلّ فضل فما تص
…
در إلّا عن ضوئك الأضواء
ما مضت فترة من الرّسل إلّا
…
بشّرت قومها بك الأنبياء
تتباهى بك العصور وتسمو
…
بك علياء بعدها علياء»
وقد شرحت هذه القصيدة وطبعت عدة مرات وعارضها العديد من الشعراء في جميع العصور.
2-
ذخر المعاد في معارضة بانت سعاد. وهو في هذه القصيدة يقلد كعب ابن زهير. وهي تتألف من 206 أبيات أولها [من البسيط] :
«إلى متى أنت بالّلّذات مشغول
…
وأنت عن كلّ ما قدمت مسؤول»
وفيها:
«والمصطفى خير خلق الله كلهم
…
له على الرّسل ترجيح وتفضيل
محمد حجة الله التي ظهرت
…
بسنّة مالها في الخلق تحويل
من كمّل الله معناه وصورته
…
فلم يفته على الحالين تكميل»
3-
القصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية «1» .
(1) ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني. القاهرة 1395 هـ/ 1975 م. الشبلنجي، نور الأبصار، ص 17؛ الريحاني، الموسوعة، ص 200؛ شريف قاضي البخاري، التحفة العزيزية (استنبول 1293 هـ) ص 2 وما بعدها؛ الكتبي، فوات الوفيات 3/ 362- 369؛ الزركلي، الأعلام 6/ 139؛ كحالة، معجم 10/ 28؛ مبارك، المدائح النبوية، ص 171- 207؛ مبارك التصوف الإسلامي 1/ 200- 206؛ محمد البوصيري، بردة المديح (القاهرة دون تاريخ) ص 7- 31؛ فروخ، التصوف في الإسلام، ص 119- 121؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 673- 677؛ الفاخوري، تاريخ الأدب، ص 873؛ دائرة المعارف الإسلامية 3/ 528- 529 و 4/ 329؛ الصفدي، الوافي 3/ 105- 113؛ ابن العماد، شذرات الذهب 5/ 432؛ أحمد عطية، القاموس الإسلامي 1/ 298 و 393؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 9: خليفة، كشف الظنون 2/ 1331- 1336؛ محمد رشيد رضا، الوحي المحمدي (بيروت 1979) ص 135.