الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودعا بأشجار الفلا
…
فأتت تشقّ الأرض دحما»
«1»
382 محمد بن علي بن وهب المنفلوطي القوصي
المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد. أصل أبيه من منفلوط بمصر.
ولد صاحب الترجمة بناحية ينبع على البحر الأحمر عام 625 هـ/ 1227 م.
نشأ بقوص بمصر حيث درس على أبي الحسن ابن المقير وعلى ابن الرواج.
ثم رحل إلى دمشق فسمع عن أحمد بن عبد الدائم والزين خالد والرشيد العطار وابن عبد السلام. جمع محمد بين العلم والدين والزهد والتفسير والحديث والنحو واللغة. درّس في بلدته قوص وتولى قضاءها. وفي عام 695 هـ/ 1296 م تولى منصب قاضي القضاة بالديار المصرية. وبقي فيه حتى وافاه الأجل عام 702 هـ/ 1302 م. من أشهر تلامذته ابن سيد الناس، مدرّس الحديث في المدرسة الظاهرية ومساجد القاهرة. ترك القوصي مصنفات عديدة منها: - الإلمام في أحاديث الأحكام- الإقتراح في علوم الحديث- شرح الأربعين حديثا- تحفة اللبيب في شرح التقريب- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الخفيف] :
«شرف المصطفى رفيع عماده
…
ليس يحصى بكثرة تعداده
لاح للمهتدين منه سراج
…
بيد الله قدحه وزناده
بعثه بعث كلّ خير وميلا
…
د الهدى والتّقى لنا ميلاده
فالمعالي لذاته وعلوم الغي
…
ب لذّاته ومنها مداده
وله في صفاته ومزايا
…
هـ كمال تشجى به حسّاده
بهرت كلّ من رآها كمالا
…
وأقرّت بفضلها أضداده
كثرت معجزات أحمد حتى
…
صار خرق العادات فيها اعتياده
وبه قد تدارك الله أهل ال
…
أرض لمّا طغى عليها عباده
فأتاهم نور مبين ودين
…
واضح حقّه جليّ سداده»
(1) المرادي، سلك الدرر 4/ 71- 73.
وفي قصيدة أخرى [من الكامل] :
«يا سائرا نحو الحجاز مشمرا
…
اجهد فديتك في المسير وفي السّرى
وإذا سهرت الليل في طلب العلى
…
فحذار ثم حذار من خدع الكرى
فالقصد حيث النّور يشرق ساطعا
…
والطرف حيث ترى الثّرى متعطّرا
قف بالمنازل والمناهل من لدن
…
وادي قباء إلى حمى أمّ القرى
وتوخّ آثار النبيّ فضع بها
…
متشرّفا خدّيك في عفر البرى
ولقد أقول إذا الكواكب أشرقت
…
وترفّعت في منتهى شرف الذّرى
لا تفخرن زهر فإنّ محمدا
…
أعلى على منها وأشرف جوهرا
لله ما فيه من الشرف الذي
…
أعيا على حسّابه أن يحصرا
نلنا به ما قد رأينا من على
…
مع ما نؤمّل في القيامة أن نرى
شوقي لقرب جنابه وصحابه
…
شوق يجلّ يسيره أن يذكرا»
وله تخميس بديع [من الطويل] :
«لقد شرّف الدنيا قدوم محمد
…
وأبقى لها أنوار حقّ مؤيد
يزين به وراثه كلّ مشهد
…
فهو بين هاد للأنام ومهتد
ومثبت أصل في الهدى ومفرّع
أقام لنا شرع الهدى ومناره
…
وألبسنا ثوب التّقى وشعاره
وجنّبنا جور العمى وعثاره
…
سقى الله عهد الهاشميّ وداره
سحابا من الرضوان ليس بمقلع»
«1»
(1) كمال الدين الأدفوي، الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد. النبهاني، المجموعة 2/ 25- 26 وص 139؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى 6/ 7- 8؛ الزركلي، الأعلام 6/ 283؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 91- 96؛ كحالة، معجم 11/ 70؛ الكتبي، فوات الوفيات 3/ 442- 450؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 4/ 193- 209؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 84- 86؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 695- 696. علي صافي حسن: ابن دقيق العيد: حياته وديوانه. دار المعارف بمصر 1960.