الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سهّل أمور معاشنا
…
فالصبر مرّ في المذاق
واجبر كسير قلوبنا
…
فضلا فقد ضاق الخناق
ثم الصلاة على الذي
…
لما أتانا الوقت راق
ومحا بنور جماله
…
ظلم الضلالة والشّقاق»
وفي أخرى [من الطويل] :
«إذا كانت الأعراب تخفر ذمّة
…
وتحمي أناسا مال عنها نصيرها
وتسمح عن ذنب ولو أوجب القلا
…
وتصفح عمّن أمّها يستجيرها
فكيف ومن في كفّه سبّح الحصا
…
شفيع ذوي الآثام وهو بشيرها
فحاشا عريض الجاه في موقف الجزا
…
يخيب بنى الآمال وهو غفيرها»
وله في نعل النبي صلى الله عليه وسلم [من المجتث] :
«لنعل خير البرايا
…
على الرؤوس ارتفاع
بحمله الرأس يبرا
…
إن اعتراه الصّداع»
«1»
270 عمر بن عبد العزيز الفيومي
المتوفي بدمشق عام 917 هـ/ 1511 م. شاعر، مشارك في أنواع من العلوم. من آثاره: - ديوان شعر- تخميس بردة المديح «2» .
271 عمر بن علي المعروف بابن الفارض
والفارض هو الذي يكتب الفروض للنساء على الرجال. أصل أجداده من مدينة حماه التي تركها والده علي ورحل إلى مصر حيث أقبل على العلم حتى توصل إلى رتبة قاضي القضاة؛ لكنه رفض المنصب واعتزل الناس، منصرفا إلى العبادة في الجامع الأزهر. وفي مصر ولد عمر عام 576 هـ/
(1) المرادي، سلك الدرر 3/ 173- 175.
(2)
كحالة، معجم 7/ 291.
1181 م. ونشأ في كنف والده في عفاف وصيانة وزهد. تفقّه على المذهب الشافعي، وأخذ الحديث عن الحافظ ابن عساكر. ثم مال إلى التصوف فاعتزل الناس، وانفرد في جبل المقطم بوادي المستضعفين للعبادة والتأمل والتجرد. وبعد وفاة والده قصد مكة المكرمة وأقام فيها مجاورا نحوا من خمس عشرة سنة نضجت خلالها شاعريته، وكملت مواهبه الروحية. ولما عاد إلى مصر احتفل به الأهالي احتفالا عظيما حتى قيل إن الملك الكامل الأيوبي نفسه كان ينزل لزيارته بقاعة الخطابة في الجامع الأزهر حيث كان يؤمه الأئمة والخاص والعام لينهلوا من علمه ويغرفوا من فيض محبته للذات الإلهية وللرسول الأعظم. وتجدر الإشارة إلى أن ابن الفارض قد غلب عليه لقب سلطان العاشقين والمحبين. توفي بالقاهرة في جمادى الأولى عام 632 هـ/ 1235 م ودفن في سفح جبل المقطم. له ديوان شعر لطيف، بأسلوب رائق؛ لذلك يعتبر من أشهر الدواوين بالرغم من صغره. وأهم ما في هذا الديوان القصيدة الخمرية والتائية الكبرى «نظم السلوك» التي ضمنها تجاربه الروحية، والتي اعتنى بشرحها العشرات من الأدباء والمفكرين.
ويضم هذا الديوان عدة مدائح نبوية جاء في إحداها [من الكامل] : ماله أجمل من الجمال اليوسفى]
«دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى
…
فإذا عشقت فبعد ذلك عنّف
برح الخفاء بحبّ من لو، في الدّجى
…
سفر اللّثام، لقلت: يا بدر اختف «1»
وإن اكتفى غيري بطيف خياله
…
فأنا الذي بوصاله لا أكتفي
وقفا عليه محبتي ولمحنتي
…
بأقلّ من تلفي به لا أشتفي
وهواه وهو أليّتي وكفى به
…
قسما أكاد أجلّه كالمصحف «2»
لو قال تيها: قف على جمر الغضا
…
لوقفت ممتثلا ولم أتوقّف «3»
أو كان من يرضى بخدّي موطئا
…
لوضعته أرضا ولم استنكف
لا تنكروا شغفي بما يرضى وإن
…
هو بالوصال عليّ لم يتعطّف
(1) سفر اللثام: كشف القناع.
(2)
أليتي: قسمي.
(3)
الغضا: نوع من الشجر.
لو أسمعوا يعقوب ذكر ملاحة
…
في وجهه نسي الجمال اليوسفي
أولو رآه عائدا أيوب في
…
سنة الكرى قدما من البلوى شفي
كملت محاسنه فلو أهدى السّنا
…
للبدر عند تمامه لم يخسف
ولقد صرفت لحبّه كلّي على
…
يد حسنه فحمدت حسن تصرّفي
فالعين تهوى صورة الحسن التي
…
روحي بها تصبو إلى معنى خفي
أسعد أخيّ وغنّني بحديثه
…
وانثر على سمعي حلاه وشنّف
لأرى بعين السمع شاهد حسنه
…
معنى فأتحفني بذاك وشرّف
وعلى تفنّن واصفيه بحسنه
…
يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف»
ويعتبر ابن الفارض أن البيت الأخير قد فتح الله عليه بمعناه، الأمر الذي لم يفتح عليه بمثله خلال كل أشعاره؛ لذلك فرح ابن الفارض بهذا البيت فرحا شديدا وقال: لم يمدح صلى الله عليه وسلم بمثله. يقول البوريني في شرحه لديوان ابن الفارض عند هذا البيت «وقد بلغني ممّن أثق به أن الشيخ قال:
لو لم يكن لي بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم سوى هذا البيت لكفى. فدل ذلك على أنه قصد به مدحه صلى الله عليه وسلم. وكذلك يدل على أن له قصائد وأشعارا غير هذا البيت في مدحه صلى الله عليه وسلم» .
وفي قصيدة نبوية أخرى يبين فيها تقصيره وتقصير المداحين [من الطويل] :
«أرى كلّ مدح في النبيّ مقصّرا
…
وإن بالغ المثني عليه وأكثرا
إذا الله أثنى بالذي هو أهله
…
عليه فما مقدار ما يمدح الورى»
وكان كثيرا ما يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، ويردد القول [من مجزوء الرجز] :
«من ذا الذي ما ساء قط
…
ومن له الحسنى فقط
محمد الهادي الذي
…
عليه جبريل هبط»
ولئن استغاث الله تعالى فإنه يتوسل إلى ذلك بالرسول صلى الله عليه وسلم [من الطويل] :
«فيا ربّ بالخلّ الحبيب نبيّنا
…
رسولك وهو السيد المتواضع