الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرأي، واسع العقل، مولعا بإعتاق العبيد، كارها للرق، اشترى سبعين عبدا وأعتقهم. وقد بورك في نسله، فقال رجاء بن الضحاك: إنه في سنة 200 هـ/ 815 م أحصي ولد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا. كذا ذكر الجهشياري في كتاب الوزراء. عن خريم بن أوس أنه قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم ليسلم على يديه، فسمع العباس بن عبد المطلب يقول: «يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل لا يفضض الله فاك. فأنشأ يقول [من المنسرح] :
«من قبلها طبت في الظّلال وفي
…
مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر
…
أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد
…
ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقّل من صلب إلى رحم
…
إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من
…
خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأر
…
ض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي ال
…
نور وسبل الرّشاد تخترق» «1»
165 العباس بن مرداس السلمي
كان فارسا شاعرا شديد العارضة والبيان، سيدا في قومه، وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان لوالده صنم اسمه ضماد، فلما حضرته الوفاة أوصاه بعبادة هذا الصنم والعناية به، ففعل العباس ذلك، لكن لما ظهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم سار العباس في تسعمائة رجل من قومه ليفد على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد توجه إلى فتح مكة، فلحق به حتى أدركه في منتصف الطريق بين مكة والمدينة فأسلم مع قومه. ثم عاد إلى موقع الصنم ضماد فأحرقه، ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنشده [من الطويل] :
«لعمرك إني يوم أجعل جاهلا
…
ضمادا لربّ العالمين مشاركا
(1) ابن كثير، البداية والنهاية 2/ 240- 241 و 5/ 25؛ الصفدي، الوافي 16/ 629- 633؛ الزركلي، الأعلام 3/ 262.
وتركي رسول الله والأوس حوله
…
أولئك أنصار له ما أولئكا
كتارك سهل الأرض والحزن يبتغي
…
ليسلك في وعث الأمور المسالكا
فامنت بالله الذي أنا عبده
…
وخالفت من أمسى يريد المهالكا
ووجّهت وجهي نحو مكة قاصدا
…
أبايع نبيّ الأكرمين المباركا
نبيّ أتانا بعد عيسى بناطق
…
من الحقّ فيه الفصل فيه كذلكا
أمين على القرآن أولّ شافع
…
وأول مبعوث يجيب الملائكا
تلافى عرى الإسلام بعد انتقاضها
…
فأحكمها حتى أقام المناسكا
عنيتك يا خير البرية كلّها
…
توسطت في الفرعين والمجد مالكا
وأنت المصفّى من قريش إذا سمت
…
على ضمرها تبقي القرون المباركا
إذا انتسب الحيّان كعب ومالك
…
وجدناك محضا والنساء العواركا»
شارك العباس في فتح مكة وفي معركة حنين، وكان يخلد انتصارات المسلمين بقصائده العديدة. نزل بناحية البصرة. توفي نحو 18 هـ/ 639 م.
روى عنه ابنه كنانة بن عباس. من مدائحه النبوية [من الطويل] :
«رأيتك يا خير البرية كلّها
…
نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما
شرعت لنا فيه الهدى بعد جورنا
…
عن الحقّ لما أصبح الحقّ مظلما
ونوّرت بالبرهان أمرا مدّنسا
…
وأطفأت بالقرآن نارا تضرّ ما
فمن مبلغ عنّي النبيّ محمدا
…
وكلّ امرىء يجزى بما قد تكلّما
أقمت سبيل الحقّ بعد اعوجاجها
…
وكان قديما ركنها قد تهدّما
تعالى علوّا فوق عرش إلهنا
…
وكان مكان الله أعلى وأعظاما»
وفي قصيدة أخرى [من الكامل] :
«يا خاتم النّباء إنّك مرسل
…
بالحقّ كلّ هدى السبيل هداكا
إنّ الإله بنى عليك محبة
…
في خلقه ومحمدا سمّاكا»
وفي ثالثة [من الكامل] :
«يا خير من ركب المطيّ ومن مشى
…
فوق التراب إذا تعدّ الأنفس»
ورابعة مطلعها [الطويل] :
«من مبلغ الأقوام أنّ محمدا
…
رسول الإله راشد حيث يمما