الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
146 شاكر بن مصطفى العمري
ولد بدمشق في 16 شوال 1140 هـ/ 1727 م. توفي والده وهو صغير السن فنشأ يتيما. قرأ القرآن، وأتقن الخط وبرع في اللغتين: العربية والتركية. من مشايخه: أحمد المنيني، محمد الغزي مفتي الشافعية، محمد العبي، أبو الفتح العجلوني، أحمد التونسي المغربي نزيل دمشق. رحل إلى استنبول وظل فيها سبع سنين للتعمق في بعض العلوم والمعارف؛ وهناك عظمت مكانته فاستلم عدة وظائف: قضاء جبلة، القسمة العسكرية بدمشق، نيابة محكمة الباب بدمشق أيضا. وفي أواخر عمره لازم حلقة الشيخ عمر البغدادي نزيل دمشق وسلك عليه التصوف. توفي في 26 ربيع الثاني 1194 هـ/ 1780 م، ودفن بتربة مرج الدحداح. له نظم رائق. من مدائحه النبوية قصيدة تنوف على مائة وثلاثين بيتا، شطّر فيها قصيدة الشيخ محمد ابن إسرائيل الدمشقي ومطلعها [من الخفيف] :
«غنّها باسم من إليه سراها
…
كي تراها تطير في مسراها»
وقد وصف الديار المقدسة مبينا شدة شوقه لهاتيك الأماكن لا سيما مكة المكرمة والمدينة المنورة، ذاكرا ما تعانيه قوافل الحجاج من مشاق السفر، متوسلا إلى الله تعالى أن يخففها: سمى الخلق طرا]
«خفف الله عنكم ثقل السّي
…
ر حداة المطيّ في مغناها»
ويخلص إلى:
«عند ما تهبطون خير بلاد
…
تربها في العيون كحل جلاها
قد حوت أفضل البرايا جميعا
…
أرضها بالسموّ تعلو سماها
بلدة حلّها ضريح كريم
…
بحلى الجلال قد حلّاها
فيه بدر الدّجى وشمس المعالي
…
صفوة الله قبل خلق براها
وهو هادي الورى ببعثة حق
…
والذي نوره جلا الإشتباها
سيد المرسلين أحمد خير النا
…
س والمرتجى ليوم عناها
الرؤوف الرحيم ذو الحمد أسمى
…
الخلق طرّا من كهلها وفتاها
أبلغوا ذلك الجناب سلاما
…
حين تأتوا الأعتاب منه شفاها»
وفي قصيدة أخرى [من الخفيف] : فيع القضاة]
«يا نبيا له السنا والسناء
…
أنت للخلق نعمة غرّاء
يا رسولا إلى العوالم طرّا
…
حيث من فضل نورك الإبتداء
كن مغيثي يا سيدي ومعيني
…
في زمان عنى به الأكداء
فلقد أثقل الظهور ذنوب
…
طال منها البلاء لي والعناء
ليس إلا علاك أرجو مجيرا
…
يا شفيع القضاة أنت الرجاء
وعليك الإله صلّى دواما
…
مع سلام لا يقتفيه انتهاء
وعلى الآل والصحابة جمعا
…
ما تغنّت حمامة ورقاء»
وله [من الكامل] :
«يا خير خلق الله يا من فضله
…
عمّ البرايا حيث كان لها شفا
أنت الذي داوى القلوب برحمة
…
من دائها ولها بحق قد شفى
أنت الذي نجّى الورى من بعدما
…
كانوا لدى زيغ الضّلال على شفا
صلّى عليك الله ما تليت لنا
…
أوصافك الغرّا وما قرىء الشّفا»
«1»
(1) المرادي، سلك الدرر 2/ 183- 189.