الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفراده أو في المعرفة الإنسانية يتطلب تغييرا مناسبا في المناهج الدراسية، وإلا أصبحت مناهج عديمة القيمة والنفع لكل من المجتمع والأفراد على السواء.
وعلى هذا فكل تغير أو حراك اجتماعي Social Mobility لا بد أن يقابله تغير مناسب وتطوير في المناهج، كما أن عملية تطوير المنهج لا بد أن تعكس اهتماما خاصا بالمتعلم، عن طريق احتوائها على مواد تعليمية ووسائل وخبرات وطرق مناسبة لمرحلة نموه، إن مرحلة التطوير هذه لا بد أن تهتم بالمراجعة والتمحيص الدقيقين حتى تصل إلى مستويات مقنعة للأراء، وهذا يتطلب أيضا تقويما مستمرا للإجراءات المستخدمة في عملية التطوير، لكن عملية المراجعة والتقويم لا بد لها من معايير، ومعايير التقويم هنا هي مدى فاعلية المناهج المطورة ومدى تحقيقها لأهدافها1.
1 Deighton، I، c، "ed"، the Encyclopedia of Education، Vol. 2. U.S.A، the Macmilan Company & the free، 1971، pp. 580-84.
مراحل تطوير المنهج
مرحلة وضع المبررات لمشروع التطوير
…
مراحل تطوير المنهج:
إن عملية التطوير كما نتصورها هنا تحتوي على ست مراحل:
1-
مرحلة وضع المبررات للتطوير.
2-
مرحلة تحديد الأهداف.
3-
مرحلة اختيار المحتوى، ومنهجيات التعلم البديلة.
4-
مرحلة الاختبار الميداني.
5-
مرحلة المراجعة.
6-
مرحلة التنفيذ.
وسوف نتناول كل مرحلة من هذه المراحل الست بالتفصيل.
1-
مرحلة وضع المبررات لمشروع التطوير:
إن المرحلة الأولى في مشروع تطوير المنهج هي مرحلة التكوين أو البناء، وأولى الخطوات في هذه المرحلة هي إعداد تقرير مبدئي يصف التطوير، ويصف الفئات المقصودة بالتعليم The Target Population of learners، كما يصف أهمية مشروع التطوير المقترح ومبرراته1.
وقد تكون هذه المبررات هي نتائج بحوث تكشف عن عجز المنهج الموجود عن الاستجابة للمتعلمين، وقد تكون ظروفا اجتماعية مستجدة، أو مشكلات استحدثتها عوامل التغير، وقد يشعر المدرسون بقصور منهج المادة التي يدرسونها كالمواد الاجتماعية أو الفنون اللغوية مثلا، ويرون ضرورة تطوير وحدات جديدة لها كل
1 Tyler، R. W. Basic Prnciples of Curriclum and Instruction، University of Chicago press، 1950.
خصائص المنهج الجيد، وعلى هذا تكون الخطوة الثانية في هذه المرحلة هي تكوين وحدات دراسية جديدة في التنظيمات المعرفية التي يتم التطور فيها.
إن المدرسين في مختلف التنظيمات المعرفية يجب أن يسهموا في ذلك، كما يجب عدم تكرار المشروع الجديد أو النتاج الجديد للموجود بالفعل، ولكن لا بأس من الاستعانة بالخبرات والمواد الموجودة والصالحة للممارسة، وتفاديا للتكرار وعمل البناء الجديد على أسس سليمة، فإنه يمكن الاستعانة بنتائج ما يسمى بالتقويم المبدئي Initial Evaluation، فهذا النوع من التقويم يساعد في إعطاء المطور خلفية مفيدة عن الموجود بالفعل، كما أنه يسهم في تقويم عملية التطوير في هذه المرحلة.
ومن العوامل التي تبدأ في هذه المرحلة من التطوير وتستمر إلى نهاية عملية التطوير ما يلي:
1-
لا بد من أن تكون هناك فلسفة تربوية واضحة المعالم، يتحرك المطورون للمناهج في ضوئها وعلى هديها.
2-
أن توضع إجراءات للمراجعة المنظمة.
3-
أن يقوم بالمراجعة أفراد ليسوا من المشتركين في عملية التطوير.
4-
أن يدلي المستفيدون من الإنتاج الجديد "أي: المنهج المطور" برأيهم فيه، ونقصد بالمستفيدين هنا المدرسين والتلاميذ والنظار، ويقتصر رأيهم في هذه المرحلة على الخطة أو التصميم فقط.
5-
لا بد أن يؤخذ رأي الخبراء في ميدان تخطيط وتصميم المناهج، ورأي الخبراء في التنظيم أو التنظيمات المعرفية التي يتم بناء المنهج فيها، من غير المشتركين في عملية التطوير.
6-
على الذين يقومون بعملية التقويم والمراجعة أن يكونوا مسئولين عن تحديد أوجه القصور في العملية، واقتراح الحلول لها.
7-
إن تحليل خطة مشروع التطوير، ومراجعة أوجه القصور فيها، واقتراح الحلول لها، يجب أن يكون معدا في صورة تقرير مكتوب للعرض على لجان المناقشة.
وأخيرا فإن الذين يقومون بعمل إجراءات البناء، والتكوين للخبرات والأنشطة والمواد التعليمية، يجب أن يكونوا خبراء على مستوى عال في التخصص في التنظيم أو التنظيمات المعرفية التي توضع لها المناهج الجديدة، وأن يقوم بالمراجعة ممثلون عن المدرسين والتلاميذ وخبراء المناهج وعلماء النفس والمتخصصون أكاديميا في التنظيم أو المادة.