الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطريقة الوحدات يمكن استخدامها عن طريق المنهج المحوري، فالتنظيم المحوري يمكن أن يقدم في صورة واحدة أو محاور أساسية، فمثلا يمكن أن يقوم محور حول "الماء ووظيفته في الحياة" ويمكن دراسة هذا المحور من خلال القرآن، والسنة، والفقه، والطبيعة، والكيمياء، والأحياء، والتاريخ والجغرافيا، والبيئة المحلية، كما يمكن دراسة موضوع مثل "النظام الاقتصادي" من خلال القرآن والسنة والفقه، والتاريخ والجغرافيا، والمعلومات السكانية، والتربية.. وهكذا يمكن دراسة الهواء، والبيئة، ونظام الأسرة، والصلاة، والزكاة، والزراعة، والصناعة، والعلاقات الدولية.. إلخ.
وهكذا فإن أسلوب الوحدات يقوم على أساس ترابط المعرفة الإنسانية والخبرة الإنسانية، وعلى أساس التكامل بين المدرسة والحياة، والإيجابية والفاعلية بين الطلاب والمعلمين وبقية عناصر المنهج؛ وعلى أساس المشاركة والتعاون والعمل الجماعي.
ويعتمد تنظيم الوحدات أيضا على أسلوب حل المشكلات والمناقشة، وفن إدارة المعلومات المتكاملة للوصول إلى القدرة على الابتكار، واستشراف آفاق المستقبل والاستعداد له، من أجل القدرة على التعامل مع معطياته.
وهكذا يتضح أن التنظيم المحوري للمنهج، وأسلوب الوحدات يتسقان مع طبيعة التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة.
أنواع المحتوى:
إذن فقد يكون تنظيم المحتوى على أساس منهج المواد الدراسية المفصلة أو على أساس المنهج المحوري أو الوحدات، فهذا هو التنظيم الخارجي لمحتوى المنهج.. ولكن كيف تكون العلاقة بين العلوم الشرعية وبين العلوم الكونية في التصور الإسلامي لمنهج التربية؟
من خلال التصور السابق لمفهوم التربية، ومفهوم المنهج، ومفهوم الدين، ومفهوم العبادة، ومفهوم التعلم، يرى معظم المفكرين ضرورة تكامل العلوم الشرعية والعلوم الكونية في منهج التربية، فهذه العلوم جميعها مظهر للكلمات الإلهية، فإذا كانت العلوم الشرعية هي علوم المقاصد والغايات -كما يقول ابن خلدون- فإن العلوم الكونية أو العقلية هي علوم الوسائل والأدوات.
وقد نعى ابن تيمية على الفلاسفة والمذهبيين عدم فهمهم لوظيفة كل نوع من النوعين السابقين للعلوم، فقد أدى انشقاقهم وتعصبهم إلى إشاعة الجبرية والكسل، وركود العلم والإنتاج، وتفرق الناس في ميادين العقيدة والشريعة.
وانطلاقا من فكرة التكامل هذه يمكن القول إن محتوى منهج التربية الذي تتحقق من خلاله الأهداف التي سبق عرضها في الفصل الثالث، يشتمل على أربعة مجالات:
1-
مجال علوم العقيدة والشريعة: وهو يشتمل على جانب إجباري وجانب اختياري، فالجوانب الإجبارية هي ما تتصل بالقدر الضروري لكل فرد وهي ما تعلقت بالعقيدة، والأصول، والأخلاق والقيم والمعايير الثابتة، والاختيارية ما تعلقت بالتشريعات والتنظيمات التشريعية في مختلف المجالات.
2-
مجال العلوم الحربية والعسكرية: وهذه إجبارية لارتباطها بالجهاد، وهي تتشكل وتتنوع حسب مهارات العصر وأدواته ووسائله.
ويعلل ابن تيمية التكامل بين العلوم العقيدية والشرعية وعلوم الحرب والجهاد فيقول: "ودين الإسلام يكون السيف تابعا للكتاب، فإذا ظهر العلم بالكتاب والسنة، كان السيف تابعا للكتاب. كان أمر الإسلام قائما.. أما إذا كان العلم بالكتاب فيه تقصير، وكان السيف تارة يوافق الكتاب وتارة يخالفه، كان دين الله من هو كذلك بحسب ذلك"1.
ويسوي ابن تيمية بين المتخصيين في العلوم العسكرية والمتخصصين في علوم القرآن، فيقول:"وتعلم هذه الصناعات من الأعمال الصالحة لمن يبتغي بذلك وجه الله عز وجل، فمن علم غيره ذلك كان شريكه في كل جهاد يجاهد به، لا ينقص أحدهما من الأجر شيئا، كالذي يقرأ القرآن ويعلم العلم"2.
3-
مجال العلوم الكونية والعقلية: مثل العلوم الرياضية، والطب، والفلك، والعلوم الحيوية، والفيزيائية والكيماوية، والعلوم الاجتماعية والإنسانية عموما، وثمرة هذه العلوم الكشف عن آيات الله في الأنفس وفي الآفاق:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53] .
4-
مجال المهن والصناعات المختلفة والمتنوعة: وأفضل الصناعات هي الصناعات الحربية والعسكرية؛ لأنها وسيلة الجهاد وعدته، والجهاد أفضل ما تطوع به الإنسان، ومصداق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، والممد له""رواه أبو داود".
والمهن والصناعات كالعلوم الكونية والعقلية، إجبارية واختيارية، فما كان مفقودا في المجتمع وسببا في ضعفه وتدهوره صار إجباريا، وفرض عين، فإذا وجد إلى الحد الذي يكفي حاجة المجتمع صار اختياريا وفرض كفاية
1 ابن تيمية: الفتاوى: أصول الفقه، مجلد 20، ص393.
2 المرجع السابق، الفقه، مجلد 28، ص13.
لكن الأزمة الحقيقية في مجتمعاتنا الآن هي أن نظم التربية الحديثة فيها قدمت المهم على الأهم، وحولت ما كان إجباريا وفرض عين، إلى اختياري وفرض كفاية، فتضخمت بذلك مناهج العلوم العقلية والكونية، واحتلت المرتبة الأولى في المناهج والجداول الدراسية، وأزيحت علوم العقيدة والشريعة إلى المراتب المتأخرة، وأصبحنا لا نرى للقرآن والحديث والفقه إلا حصة واحدة في الأسبوع. في حين تحتفظ الرياضيات غالبا بسبع حصص والفيزياء بأربعة، والكيمياء بأربعة، واللغة الإنجليزية بمثل ذلك، أما العلوم العسكرية والتدريب على فنون الحرب والجهاد فقد رفعت من الجداول المدرسية تماما!
وهذا -في الغالب- أثر من آثار تحول الأمة عن منهج الله إلى المناهج الدخيلة الأخرى، وتبني شرائع غير شريعة الله لحكم الحياة، وبذلك تم زحزحة الشريعة الإسلامية من مناهج التربية لتحل محلها دراسة الفلسفات الوضعية التي تأخذ مكانها الحاكم في توجيه كيان الأمة، فأقسام الفلسفة ومقرراتها تحتل مكانا مرموقا في معظم كليات علوم الإنسان، وخاصة كليات إعداد المعلمين.
علوم الدين هي علوم للدنيا:
إن كل علم يصمم ويدرس على أساس أن إسهامه في بناء الإنسان القادر على المشاركة بإيجابية وفاعلية في عمارة الأرض وترقيتها وفق منهج الله، هو علم ديني من وجهة نظر الإسلام، يستوي في ذلك علوم الشريعة والعلوم الحديثة، كالرياضيات، والطبيعة، والكيمياء، وعلوم التقنية الحديثة.. إلى آخره.
وقد قرر هذه الحقيقة كثير من المفكرين المسلمين الفاهمين لنص الإسلام وروحه، أن تقسيم العلوم إلى "دينية" وأخرى "دنيوية" يقوم على أساس نظرية الفصل بين الدين والحياة، وتعتبر مثل هذه النظرية متعارضة تعارضا تاما مع الإسلام الحنيف، ذلك أن الدين في نظر الإسلام ليس شيئا منفصلا عن الحياة، وعلى هذا فإن اعتبار العالم ملك "لله" تبارك وتعالى، واعتبار الناس فيه عبادا لله، يحيون وفق مشيئته، وحسب تعاليمه، لهو "الدين" بمعناه الصحيح، وهو في نفس الوقت الأساس الذي تقوم عليه الشريعة الإسلامية، وهكذا فإن مثل هذا التصور للحياة البشرية على هذه الأرض يؤدي إلى تحويل جميع العلوم "الدنيوية" إلى علوم "دينية"، أما تقسيم العلوم إلى قسمين:"ديني" يدرس من وجهة النظر الإلهية، وآخر "دنيوي" يدرس من وجهة النظر الأخرى المقابلة فإنه يفضي بأجيالنا إلى الاعتقاد بأن الدين شيء والحياة شيء آخر، وأن كلا منهما يسير في مجرى لا صلة له بالآخر، وهكذا
يصبح التوفيق بينهما بغية إخراج الجماعة المؤمنة التي يريدها القرآن الكريم إذ يقول: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208] أمرا صعبا للغاية بالنسبة لهذه الأجيال"1.
إن العلوم الحديثة لا يجب تدريسها بالحالة التي هي عليها كما وردت إلينا من الغرب، وإنما يجب إعادة صياغتها بعد تخليصها من أوشابها، وما قد يكون كامنا في ثناياها من نظريات وفلسفات عن الكون والإنسان والحياة؛ بحيث تحقق أهداف منهج التربية الإسلامية.
أما إذا أضفنا هذه العلوم إلى منهج التربية الإسلامية بالحالة التي أتت بها من الخارج فإنها سوف تهدم -دون شك- في نفوس الناشئة وعقولهم كل ما تبنيه علوم الشريعة من عقائد وقيم، وسوف تعمل ضد كل تفسير إسلامي للكون والحياة والسلوك الإنساني.
ويلقى بعض المفكرين مزيدا من الإيضاح على هذه النقطة فيقول: "إننا بتعليمنا التاريخ، والجغرافيا، وعلم الطبيعة والفيزياء، وعلوم النباتات والحيوان، وعلم طبقات الأرض، والفلك، والاقتصاد والعلوم السياسية، وسائر العلوم الحديثة الأخرى بطريقة ليس "لله" فيها أثر أو نصيب؛ فلن نتوقع أن تبدو في حياة الناس أية علامات تدل على احترامهم لشرائع الله، أو إذعانهم لمشيئته، إن القوانين التي تتحكم في الطبيعة لا تفسر في ظل هذه الطريقة على أساس أنها قوانين تنظمها قوة الخالق المبدع، ولا ينظر إلى الأحداث الكونية الكبرى على أنها مظاهر لإرادة الله سبحانه وتعالى في ملكوته، أما مشاكل الحياة ومعضلاتها فتحل دون السماح للحلول التي قدمتها الشريعة السماوية أن تؤدي وظيفتها في حلها، وهكذا لا يصبح ثمة مجال لرأي الأديان في بدء الكون ونهاية العالم أن تجد لها مكانا في كتاب الحياة".
"إن مجموعة العلوم التي تنصب في عقلية الطالب الصغير خليقة -والحالة هذه- أن تخلق في ذهنه تصورا للحياة خاليا من كل أثر للقدرة الإلهية فيها، لأن كل شيء يقدم إليه دون الإشارة إلى هذه القدرة التي خلقت كل شيء وأحسنت خلقه، فليس من الغرابة في شيء بعد ذلك أن يسلك في حياته العلمية مسالك ليس للدين فيها نصيب.. لكن الطالب ينصت من آن لآخر لصوت "الله" من ضميره وفي فطرته ويتعلم شيئا من الكتب السماوية عن بدء الخليقة ونهاية العالم، ولكنه يجد نفسه في حيرة أين يضع "الله" من هذه العلوم التي تقدمها له برامج التعليم اليوم، وقد يدفعه الشك الذي تنمي بذوره العلوم الحديثة إلى أن يطلب إثبات الله، ثم يتطرق إلى
1 أبو الأعلى المودودي: المنهج الإسلامي الجديد للتربية والتعليم، ط2، بيروت، المكتب الإسلامي، 1402هـ-1982، ص23. وانظر أيضا إسحاق أحمد فرحان وزملاءه: نحو صياغة إسلامية لمناهج التربية والتعليم، قطر، رئاسة المحاكم الشرعية والشئون الدينية، 1399هـ-1979م، ص50-51.
مناقشة مسألة "الوحي" وهل الإيمان به ضرورة أم لا؟، وبعد أن يكد الذهن في الاهتداء للحقيقة وتقبلها، يظل على حاله من الحيرة والقلق، كيف يستطيع التوفيق بين العلوم الحديثة التي تعلمها وبين ما يقدمه الدين من نظريات عن الكون والحياة، ومهما يكن إيمانه بالله قويا، واحتماله بعقيدته راسخا لا يتزعزع، فإن الدين يظل في معزل عن حياته لا يؤثر فيها، ولا يهيمن عليها كما ينبغي"1.
إن الفصل التعسفي بين علوم الشريعة، على أنها علوم للدين، وبين العلوم الحديثة على أنها علوم للدنيا، قد أحدث كثيرا من المتاعب التي تعاني منها الأجيال الحديثة، وهذا الفصل لا يقره الإسلام على الإطلاق، لكن الواجب عليهم أن يعيدوا صياغة العلوم الحديثة: كما سبق أن ذكرنا، بحيث تتعاون مع بقية مواد المنهج على تحقيق أهداف منهج التربية "وتحقيق أهداف الحياة السعيدة للمجموعة البشرية وفق تعاليم السماء"2. والجهاد من أجل عمارة الأرض وتطبيق منهج الله، ومن هنا ترتبط في نفوسهم الأرض بالسماء، والدنيا بالآخرة، والفكر بالعمل.
محور المحتوى بين الذكور والإناث:
ومنهج التربية -كما سبق أن ذكرنا- يجب أن يعد الفتاة لمهمتها العظيمة المرتقبة، وهي تربية الناشئة، وإدارة البيت وتدبير شئونه بطريقة حسنة، حتى إذا جاءت الخطبة، وجاء الزوج، كانت مهيأة لدورها الطبيعي العظيم في الحياة.
ولا شك أن هناك علوما مشتركة في منهج التربية بين البنين والبنات صغيرهم وكبيرهم على السواء، وهذا القدر المشترك من محتوى المنهج هو ما يتصل بالجانب الثابت في حياة الإنسان، وهو العلم بالدين، ابتداء من قضية الألوهية، وما يتفرع عنها، وما يترتب عليها من مبادئ وقيم، وعلوم شرعية، وعلوم المعاملات بما تشتمل عليه من نظم وأخلاقيات وسلوك، ولا شك أن هناك قدرا آخر مشتركا، وهو ذلك الخاص بتاريخ المسلمين، وجغرافية العالم الإسلامي، واللغة العربية وآدابها، وبعض العلوم العامة.
وإلى جانب هذا القدر المشترك في المناهج، هناك "التربية النسوية" التي تعد الفتاة لوظيفتها، وتعلمها أصول هذه الوظيفة من إدارة شئون البيت، وتربية الأطفال، وتحول مشاعر الجنس الفطرية إلى تهيؤ عملي لاستقبال الحياة الزوجية المرتقبة.
ولا شك أن للفتاة بعد ذلك أن تتعلم من العلوم الأخرى ما تميل إليه، ولا قيد عليها في ذلك إلا قيد واحد هو ألا يصرفها عن وظيفتها الرئيسية التي تتفق مع فطرتها التي فطر الله الناس عليها.
1 المرجع السابق، ص23، 24.
2 المرجع السابق، ص24.
الإعداد للمهن والحرف:
ومحتوى منهج التربية الإسلامية ترتبط فيه النظرية بالتطبيق، والقول بالعمل، وذلك انطلاقا من أن الدين الإسلامي لا يفرق بين المثال والواقع، لأن مثله موضوعة بحيث يمكن تطبيقها في الحياة:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا} [التغابن: 16] ، وعلى هذا فالإسلام ليست فيه تلك الفجوة المعهودة بين المثال والواقع، أو بين النظرية والتطبيق كما يعبر عنها في أوربا.
لا بد إذن أن يكون محتوى المناهج الدراسية -إذا أردنا أن تكون مناهجنا في الشكل والمضمون- نظرية وعملية معا، لا نظرية فقط، وأن توجد في مدرسة البنين "ورشة" أو "معمل" أو "مختبر" لتدريب المتعلمين فيها، وربط الأفكار النظرية بتطبيقاتها العلمية، وأن توجد في مدرسة البنات "بيت" يدرن شأنه ويدبرن أموره، بالإضافة إلى كل الخبرات التي تعدهن للقيام بأعباء الزوجية وتربية الأطفال على خير وجه.
ويجب أن يشتمل محتوى منهج التربية الإسلامية على مواد كسب المهارة، وتعلم الصناعات المختلفة، والإعداد للحياة العملية والعمل الجاد، الذي يعين الإنسان على عمارة الأرض بمقتضى منهج الله، كما يشتمل على مواد ترقية الوجدان، وإبراز دقة الله في الخلق كالآداب والفنون والموسيقى، وزخرف الخط، وغير ذلك من الفنون.
لقد وضع الإسلام دستورا شاملا للعمل هو جزء من محتوى منهج التربية، فسواء كان العمل يدويا أو عقليا أو فنيا فالخبرة والمهارة فيه مطلوبة، فالمجتمع يحتاج إلى العامل الماهر كما يحتاج إلى الطبيب الماهر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، "رواه أبو يعلى والعسكري". ويقول:"من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له"، "أخرجه الطبراني". ويقول:"إن الله يحب المؤمن المحترف"، "أخرجه الطبراني والبيهقي". ويقبل الرسول صلى الله عليه وسلم يدا تورمت من كثرة العمل ويقول:"هذه يد يحبها الله ورسوله"، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال:"الحرفة أمان من الفقر".
وقد تعلم نوح صناعة السفن، إذ أمره الله بصنعها في قوله: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ، وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا