الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4036 -
فَقَال أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:"لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا المَالِ" وَاللَّهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي.
[انظر: 3093 - مسلم: 1759 - فتح 7/ 336]
15 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ
(باب) ساقط من نسخة. (قتل كعب بن الأشرف) كان في ربيع الأول من السنة الثالثة.
4037 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَال عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ"، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَال:"نَعَمْ"، قَال: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا، قَال:"قُلْ"، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَال: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ، قَال: وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قَال: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ، فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ - وحَدَّثَنَا عَمْرٌو غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ أَوْ: فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ؟ فَقَال: أُرَى فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ - فَقَال: نَعَمِ، ارْهَنُونِي، قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ؟ قَال: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ العَرَبِ، قَال: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا، فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ، فَيُقَالُ: رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ، هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ - قَال سُفْيَانُ: يَعْنِي السِّلاحَ - فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ، وَهُوَ أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الحِصْنِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَال إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ، وَقَال غَيْرُ عَمْرٍو، قَالتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ، قَال: إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ إِنَّ الكَرِيمَ لَوْ دُعِيَ
إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لَأَجَابَ، قَال: وَيُدْخِلُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ - قِيلَ لِسُفْيَانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو؟ قَال: سَمَّى بَعْضَهُمْ - قَال عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، وَقَال: غَيْرُ عَمْرٍو: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، وَالحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، قَال عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، فَقَال: إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ، فَدُونَكُمْ فَاضْرِبُوهُ، وَقَال مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ، فَقَال: مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ رِيحًا، أَيْ أَطْيَبَ، وَقَال غَيْرُ عَمْرٍو: قَال: عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ العَرَبِ وَأَكْمَلُ العَرَبِ، قَال عَمْرٌو: فَقَال أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشُمَّ رَأْسَكَ؟ قَال: نَعَمْ، فَشَمَّهُ ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ قَال: أَتَأْذَنُ لِي؟ قَال: نعَمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ، قَال: دُونَكُمْ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ.
[انظر: 2510 - مسلم: 1801 - فتح: 7/ 336]
(سفيان) أي: ابن عيينة.
(قال عمرو) أي: ابن دينار.
(من لكعب بن الأشرف؟) أي: من يستعد وينتدب لقتله. (فأذن لي أن أقول شيئًا) أي: مما يسر كعبًا. (عنَّانا) بفتح العين وتشديد النون أي: أتعبنا وكلفنا المشقة. (لتَملُنَّه) بفتح الفوقية والميم وضم اللام وفتح النون المشدتين أي: لتزيدن ملالتكم وضجركم. (وسقا أو وسقين) الوسق بفتح الواو وكسرها: ستون صاعًا والصاع: أربعة أمداد، والمد: رطل وثلث كما مرَّ. (أرهنوني) بفتح الهمزة وبكسر الهاء، أي: أعطوني رهنًا على التمر الذي تريدونه (صوتًا كأنه يقطر منه الدم) كناية عن طالب شر. (فإني قاتل بشعره) أي: جاذب به، وقد استعمل العرب القول في غير موضعه فيقول: قال بيده، أي: أخذ، وقال برجله، أي: مشي، وقال بالماء على يده أي: قلبه، وقال بثوبه أي: رفعه. (فأشمه) بفتح المعجمة. (ثم أشمكم) بضم الهمزة وكسر المعجمة، أي: أمكنكم