الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَال: نَعَمْ، قَال: فَكَبَّرَ، قَال ابْنُ عُمَرَ: تَعَال لِأُخْبِرَكَ وَلِأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ" وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ اليُمْنَى:"هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ - فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَال - هَذِهِ لِعُثْمَانَ" اذْهَبْ بِهَذَا الآنَ مَعَكَ.
[انظر: 3130 - فتح: 7/ 363]
(حدثنا عبدان) هو لقب عبد الله بن عثمان. (أبو حمزة) هو محمد بن ميمون السكري. (ابن موهب) بفتح الميم والهاء.
(جاء رجل) قيل: إنه يزيد بن بشر السكسكي (1): (اذهب بهذا) أي: بما أجبتك به، وفي نسخة:"اذهب بها" أي: بالأجوبة التي أجبتك بها. ومرَّ شرح الحديث في مناقب عثمان رضي الله عنه (2).
20 - بَابُ {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 153]
{تُصْعِدُونَ} : تَذْهَبُونَ، أَصْعَدَ وَصَعِدَ فَوْقَ البَيْتِ.
(1) قال ابن حجر في: "الفتح" 7/ 58: لم أقف على اسمه ولا على من أجابه من القوم ولا على أسماء القوم.
(2)
سلف برقم (3698) كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضي الله عنه.
(باب {إِذْ تُصْعِدُونَ}) أي: تذهبون كما سيأتي. ({وَلَا تَلْوُنَ عَلَى أَحَدٍ}) أي: ولا تلتفتون وتعرجون عليه. ({وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ}) أي: يقول: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله ({فَأَثَابَكُمْ}) أي: فجازاكم. ({غَمًّا}) أي: بالهزيمة. ({بِغَمٍّ}) أي: بسبب غمكم الرسول بالمخالفة. ({لكَيْلَا}) متعلق بـ (عفا) أو بـ (أثابكم) فـ (لا) زائدة. ({تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ}) أي: من الغنيمة. ({وَلَا مَا أَصَابَكُمْ}) أي: من القتل والهزيمة. ({وَاللهُ خَبِيُر بِمَا تَعْمَلُونَ}) ذكر الآية تامة، وفي نسخة:" {إذْ تُصْعِدُون} إلى {بِمَا تَعْمَلُونَ} "(تصعدون) معناه: (تذهبون). (أصعد وصعد فوق البيت) أشار به إلى أن (أصعد وصعد) بكسر العين بمعنى واحد قيل: (أصعد) بمعنى: ذهب، (وصعد) بمعنى: ارتفع يقال: أصعد في الوادي، وصعد في الجبل. وقوله:({تُصْعِدُونَ}) إلى آخره ساقط من نسخة.
4067 -
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَال: سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما، قَال " جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرَّجَّالةِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَاكَ: إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ".
[انظر: 3039 - فتح: 7/ 364]
(عمرو) أي: ابن خالد (زهير) أي: ابن معاوية. (أبو إسحاق) هو عمرو بن عبد الله السبيعي. ومرَّ الحديث في باب: صفة إبليس (1).
- بَابُ
{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ
(1) سبق تخريجه.
يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154]
(باب) ساقط من نسخة. ({ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الغَمِّ أَمَنَةً}) أي: أمنًا. ({نعاسًا}) بدل من {أَمَنَةً} . ({يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}) هم المؤمنون. ({وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}) أي: حملتهم على الهم فلا رغبة لهم إلا نجاتها دون النبي وأصحابه فلم يناموا وهم المنافقون. ({يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الحَقِّ}) غير الظن الحق. ({ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ}) أي: كظنهم حيث اعتقدوا أن النبي قتل أو لا ينُصر. ({هَلْ}) أي: ما. ({لَنَا مِنَ الأَمْرِ}) أي: النصر الذي وعدناه ({مِن شَيءٍ})(من) زائدة. ({يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}). بيان لما قبله. ({وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ}) أي: ليختبر. ({مَا فِي صُدُورِكُمْ}) أي: قلوبكم. ({وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}) ذكر الآية كلها، واقتصر في نسخة على قوله:" {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} ".
4068 -
وقَال لِي خَلِيفَةُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهما، قَال:"كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا يَسْقُطُ وَآخُذُهُ وَيَسْقُطُ فَآخُذُهُ".
[4562 - فتح: 7/ 365]
(خليفة) أي: ابن خياط.