الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنحفظ هو تفسير بلازم الكتابة، لاستلزامها الحفظ. {نُزُلًا} أي: ثوابًا، وفسره غيره بما يعد للضيف، ونصبه على الحال من جنات، والعامل فيهما معنا الظرف وهو (لهم).
(ويجوز ومنزل من عند الله كقولك: أنزلته) المناسب ويجوز نزلا من عند الله من أنزلته؛ لأن مراده: أن نزل الذي هو مصدر منصوب يكون بمعنى: منزلًا بصيغة اسم المفعول. من قولك: أنزلته، ويكون المعنى: منزلة من عند الله. {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} أي: (المطهمة الحسان) بضم الميم وتشديد الهاء أي: تامة الخلق. {وَحَصُورًا} معناه: (لا يأتي النساء) أي: لا يطؤهن. {مِنْ فَوْرِهِمْ} أي: في قوله تعالى: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ} . معناه: (من غضبهم). {يُخْرِجُ الْحَيَّ} . معناه: (النطفة تخرج ميتة، ويخرج منها الحي). {وَالْإِبْكَارِ} أي: في قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} (هو أول الفجر){بِالْعَشِيِّ} هو ميل الشمس. (أراه) أي: أظنه.
1 - باب {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} [آل عمران: 7]
وَقَال مُجَاهِدٌ: "الحَلالُ وَالحَرَامُ، {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7]: يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَقَوْلِهِ تَعَالى:{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]، وَكَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [يونس: 100] وَكَقَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17]{زَيْغٌ} [آل عمران: 7]: شَكٌّ، {ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ} [آل عمران: 7]: المُشْتَبِهَاتِ، {وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ} [آل عمران: 7]: يَعْلَمُونَ {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران: 7].
(باب:) ساقط من نسخة: {مِنْهُ} أي: من الكتاب وهو القرآن. {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} أي: واضحات الدلالة. و (قال مجاهد): هو (الحلال والحرام) أي: آياتهما {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} أي: لا تفهم معانيها كأوائل السور (وقال مجاهد: أي: (يصدق بعضه بعضا) وما فسرت به المحكم والمتشابه يرجع إلى تفسير الأصوليين لهما بقولهم: المحكم هو المشترك بين النص والظاهر، والمتشابه هو المشترك بين المجمل والموؤل (1). ثم شبه مجاهد ما ذكره بثلاث آيات ذكرها بقوله:(كقوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ} إلخ). وموجهًا إلى أن {الْفَاسِقِينَ} أي: الضالين في الأولى. {الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} في الثانية.
(1) اعلم أن القرآن كله محكم بمعنى: إحكام ألفاظه ومعانيه، أي: إتقانها وعدم وجود التناقض والاختلاف فيه. والقرآن كله متشابه بمعنى: أن آياته متشابهة في الكمال والإعجاز والإحكام والنفع والصدق والهداية إلى الخير. وأما كون بعض آياته محكما وبعضها متشابها فالمراد بالمحكم: ما لا يحتمل إلا معنى واحدا، والمتشابه: ما احتمل معنيين فأكثر. واعلم أن أسماء الله تعالى وصفاته من هذا الباب، يمكن معرفة تفسيرها. وهذا هو القول الأول في المحكم والمتشابه. وهناك قول آخر: فقد سلم بعض العلماء أن في القرآن متشابها لا يعلمه أحد من الناس، بل يعلمه الله وحده، فيكون المراد بالمتشابه على هذا: معرفة حقائق بعض الأمور، لا تفسير ألفاظها، فليست آيات صفات الله تعالى متشابهة من حيث فهم معانيها، بل معانيها مفهومة حقًّا، ولكن تكون متشابهة من حيث حقائقهما فإن حقائقها لا يعلمها إلا الله. وهناك قول ثالث وهو مردود، فقد زعم بعض الناس أن تأويل متشابه القرآن الذي لا يعلمه أحد من الناس هو تفسير الألفاظ ثم جعلوا من ذلك صفات الله تعالى. أ. هـ بتصرف.
انظر: "الواضح في أصول الفقه" لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي 1/ 166 - 182. و"الفتاوى الكبرى" لابن تيمية 13/ 272 - 283.
{الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ} المفهوم من الثالثة إنما ضلالتهم، وعدم تعقلهم، وعدم اهتدائهم من جهة اتباعهم المتشابه المفسر بما قاله؛ طلبا لافتتان غيرهم عن دينه، ومعنى:{الرِّجْسَ} في الثانية: السخط (1) وقيل: الإثم (2)، وقيل: العذاب (3)، وقيل: النجاسة (4). {زَيْغٌ} أي: شك وخروج من الحق إلى الباطل. {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} أي: طلبا أن يفتنوا الناس عن دينهم {وَالرَّاسِخُونَ} أي: "في العلم". كما في نسخة أي: المتمكنون فيه، وهو مبتدأ خبره (يعلمون)، أي:(تأويله). {يَقُولُونَ آمَنَّا} حال أو هو الخبر (ويعلمون) حال.
4547 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالتْ: تَلا رَسُولُ
(1) أثر ذلك عن ابن عباس: رواه ابن جرير الطبري في: "تفسيره" 6/ 616 (17925). وابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1990 (10612).
(2)
أثر ذلك عن سعيد بن جبير. رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1990 (10613).
(3)
عزاه السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 574 لأبي الشيخ عن قتادة.
(4)
قال ابن منظور في "لسان العرب" 3/ 1590:
الرِّجْسُ: القَذَرُ. وَقِيلَ: الشَّيْءُ القَذِرُ. ورَجُسَ الشيءُ يَرْجُسُ رَجاسَةً، وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، وكلُّ قَذَر رِجْسٌ. وَرَجُلٌ مَرْجوسٌ ورِجْس: نِجْس، وقَال ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبهم قد قالوا: رَجَس: نَجَس، وَهِيَ الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة. وفي الحديث:"أَعوذ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النِّجْسِ"، الرِّجْسُ: الْقَذِرُ، وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْحَرَامِ وَالْفِعْلِ الْقَبِيحِ وَالْعَذَابِ وَاللَّعْنَةِ وَالْكُفْرِ، وَالْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الأَول، قَال الْفَرَّاءُ: إِذا بدأُوا بالرِّجْسِ ثُمَّ أَتبعوه النِّجْسَ، كَسَرُوا النون، وإذا بدأوا بالنجَس ولم يذكروا معه الرجس فتحوا الجيم والنون، ومنه الحديث: نهى أن يُسْتَنَجى بَرْوثَة، وقال:"إنها رجس" أي: مستقذرة.