الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "سُدُّوا الأَبْوَابَ، إلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ
"
قَالهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
[انظر: 467]
(باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب إلَّا باب أبي بكر) المراد: الأبواب المتصلة ببيوت من يدخل منها إلى المسجد، ولبيته باب آخر.
فلا يشكل، لخبر أَحْمد والنَّسائيّ:"أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد (1)، وترك باب علي لأن بيت علي لم يكن له باب، غير الباب النافذ إلى المسجد، كما صرح به أبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار" ونقله عنه شيخنا وأقره (2).
3654 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَال: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَال: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، النَّاسَ وَقَال:"إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ ذَلِكَ العَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ"، قَال: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ: أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ المُخَيَّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي
(1)"مسند أحمد" 1/ 175. والحديث ضعيف ففيه عبد الله بن الرقيم قال ابن حجر في: "تقريب التهذيب". (3317): مجهول ونقل عن البُخَارِيّ قوله: فيه نظر؛ وقال المزي في "تهذيب الكمال" 14/ 505. (3267): روى له النَّسائيّ في "الخصائص" وقال لا أعرفه. وفيه عبد الله بن شريك وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة. وقال أبو حاتم والنَّسائيّ: ليس به بأس وقال الجوزجاني: مختاري كذاب. وقال ابن حجر: صدوق. انظر: "تهذيب الكمال" 15/ 87، 88 (3332) و"تقريب التهذيب"(3384)، وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 131 (684) وأعله بعبد الله بن شريك وعبد الله بن القيم وليس كما قال بل هو ضعيف.
(2)
"فتح الباري" 7/ 15.
لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي المَسْجِدِ بَابٌ إلا سُدَّ إلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ".
[انظر: 466 - مسلم: 2382 - فتح 7/ 12]
(حدثني عبد الله) في نسخة: "حدثنا عبد الله". (أبو عامر) هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
(وكان أبو بكر أعلمنا) أي: بالمراد من الكلام.
(إن من أمن النَّاس علي في صحبته، وماله أَبا بكر) من زائدة.
و (أمن) أفعل تفضيل من المنِّ بمعنى: العطاء والبذل لا من المنة أي: إن أبذل النَّاس لنفسه وماله أبو بكر، وفي نسخة:"أبو بكر" ووجه بتقدير ضمير الشأن أي: إنه والجار والمجرور مع ما بعده جملة اسمية خبر إن. (ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أَبا بكر) أي: خليلا، واختلف في الخليل، فقيل: هو المنقطع إلى الله تعالى، وقيل: المختص، وسمى إبراهيم خليل الله؛ لأنه يوالي ويعادي فيه، وخلة الله له نصرة، وجعله إمامًا لمن بعده. وقيل: الخليل في الأصل الفقير المحتاج المنقطع، وسمي إبراهيم خليل الله؛ لأنه قصر حاجته عليه وانقطع بهمة إليه دون غيره، واختلف في الخلة فقيل: هي الاستصفاء، وقيل: صفاء المودة التي توجب الاختصاص بتخلل الأسرار، وقيل: المحبة، ومعناها: الإسعاف، والإلطاف، فعليه الخلة والمحبة، متساويتان، لكن خُصَّ إبراهيم بالخلة، ونبينا بالمحبة، وقيل: درجة الخلة أرفع لخبر: "لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أَبا بكر" والأكثر على أن درجة المحبة ارفع؛ لأن درجة الحبيب نبينا أرفع من درجة الخليل إبراهيم. ومرَّ الحديث في كتاب: الصلاة، في باب: الخوخة والممر في المسجد (1).
(1) سبق برقم (467) كتاب: الصلاة، باب: الخوخة والممر في المسجد.