الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - باب قَوْلِهِ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} [المائدة: 118]
باب قوله: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} أي: بيان ما جاء في ذلك. وفي نسخة: "باب قوله: {إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} الآية".
4626 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَال: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ وَإِنَّ نَاسًا يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ كَمَا قَال العَبْدُ الصَّالِحُ:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: 117] إِلَى قَوْلِهِ {العَزِيزُ الحَكِيمُ} [البقرة: 129].
[انظر: 3349 - مسلم: 2860 - فتح: 8/ 286]
(سفيان) أي: الثوري.
(وإن ناسًا) في نسخة: "كان رجالا". ومرَّ الحديث بشرحه في أحاديث الأنبياء (1).
6 - سُورَةُ الأَنْعَام
قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} [الأنعام: 23]: "مَعْذِرَتُهُمْ"{مَعْرُوشَاتٍ} [الأنعام: 141]: "مَا يُعْرَشُ مِنَ الكَرْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ"، {حَمُولَةً} [الأنعام: 142]: "مَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا"، {وَلَلَبَسْنَا} [الأنعام: 9]:
(1) سبق برقم (3349) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} .
"لَشَبَّهْنَا"، {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} [الأنعام: 19]: "أَهْلَ مَكَّةَ"{يَنْأَوْنَ} [الأنعام: 26]: "يَتَبَاعَدُونَ". {تُبْسَلُ} [الأنعام: 70]: "تُفْضَحُ". {أُبْسِلُوا} [الأنعام: 70]: "أُفْضِحُوا"، {بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ}:"البَسْطُ الضَّرْبُ"، وَقَوْلُهُ:{اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ} [الأنعام: 128]: "أَضْلَلْتُمْ كَثِيرًا"، {مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الحَرْثِ "} [الأنعام: 136]: "جَعَلُوا لِلَّهِ مِنْ ثَمَرَاتِهِمْ وَمَالِهِمْ نَصِيبًا، وَلِلشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ نَصِيبًا"، {أَكِنَّةً} [الأنعام: 25]: "وَاحِدُهَا كِنَانٌ"، {أَمَّا اشْتَمَلَتْ} [الأنعام: 143]: "يَعْنِي هَلْ تَشْتَمِلُ إلا عَلَى ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، فَلِمَ تُحَرِّمُونَ بَعْضًا وَتُحِلُّونَ بَعْضًا؟ "{مَسْفُوحًا} [الأنعام: 145]: مُهْرَاقًا، {صَدَفَ} [الأنعام: 157]: "أَعْرَضَ، أُبْلِسُوا: أُويِسُوا"، وَ {أُبْسِلُوا} [الأنعام: 70]: "أُسْلِمُوا"، {سَرْمَدًا} [القصص: 71]: "دَائِمًا"، {اسْتَهْوَتْهُ} [الأنعام: 71]: "أَضَلَّتْهُ"، {تَمْتَرُونَ} [الأنعام: 2]: "تَشُكُّونَ"، {وَقْرٌ} [فصلت: 5]: "صَمَمٌ، وَأَمَّا الوقْرُ: فَإِنَّهُ الحِمْلُ"، {أَسَاطِيرُ} [الأنعام: 25]: "وَاحِدُهَا أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ، وَهْيَ التُّرَّهَاتُ"، {البَأْسَاءُ} [البقرة: 177]: "مِنَ البَأْسِ، وَيَكُونُ مِنَ البُؤْسِ". {جَهْرَةً} [البقرة: 55]: "مُعَايَنَةً"، {الصُّوَرُ} [الأنعام: 73]: "جَمَاعَةُ صُورَةٍ، كَقَوْلِهِ سُورَةٌ وَسُوَرٌ"{مَلَكُوتٌ} [الأنعام: 75]: "مُلْكٌ، مِثْلُ: رَهَبُوتٍ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، وَيَقُولُ: تُرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ"، {وَإِنْ تَعْدِلْ} [الأنعام: 70]: "تُقْسِطْ، لَا يُقْبَلْ مِنْهَا فِي ذَلِكَ اليَوْمِ"، {جَنَّ} [الأنعام: 76]: "أَظْلَمَ"، {تَعَالى} [النحل: 3]: "عَلا، يُقَالُ: عَلَى اللَّهِ حُسْبَانُهُ أَيْ حِسَابُهُ"، وَيُقَالُ:{حُسْبَانًا} [الأنعام: 96]: "مَرَامِيَ"، وَ {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} [الملك: 5]، {مُسْتَقِرٌّ} [البقرة: 36]: "فِي الصُّلْبِ"، {وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98]: "فِي الرَّحِمِ، القِنْوُ العِذْقُ، وَالاثْنَانِ قِنْوَانِ، وَالجَمَاعَةُ أَيْضًا قِنْوَانٌ مِثْلُ صِنْوٍ" وَ {صِنْوَانٍ} [الرعد: 4].
(سورة الأنعام) وقوله (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ساقط من نسخة {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} أي: (معذرتهم) التي يتوهمون أنهم يتخلصون
بها. وقوله: ({مَعْرُوشَاتٍ}) أي: (ما يعرش من الكرم وغير ذلك) ساقط من نسخة {حَمُولَةً} أي: (ما يحمل عليها)، من كبار الإبل والخيل وغيرهما والفرش في الآية: ما لا يحمل عليه من صغار ذلك، وقيل: هو الغنم، وقيل: غير ذلك {وَلَلَبَسْنَا} أي: (لشبهنا)({وَيَنْأَوْنَ}) أي: (يتباعدون). {تُبْسَلَ} أي: (تفضح){أبْسِلُوا} أي: (افضحوا).
({بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ}) أي: بالضرب. ففي قوله: (البسط: الضرب) تجوز إذ البسط ليس نفس الضرب {اسْتَكْثَرْتُمْ} أي: في قوله تعالى: {قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ} معناه: (أضللتم كثيرًا){مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ} أي: (جعلوا لله
…
) إلخ روي أنهم كانوا يصرفون ما عينوه لله إلى الضيفَان. والمساكين، والذي لأوثانهم ينفقونه على سدنتها ثم إن رأوا ما عينوه لله أذكى بدلوه لآلهتهم وإن رأوا ما لآلهتهم أذكى تركوه لها حياتها. و {ذَرَأَ} معناه: خلق. {أَكِنَّةً} واحدها كنان) ساقط من نسخة.
{أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} أشار به إلى قوله: {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ} : إلخ وفسره بقوله: (يعني: هل تشتمل) أي: الأرحام (إلا علي ذكر أو أنثى. فلم تحرمون بعضًا وتحلون بعضا؟) أي: فمن أين جاء التحريم: لأنه إن كان من قبل الذكورة فجميع الذكور حرام، أو الأنوثة فجميع الإناث حرام، أو اشتمال الرحم فالجميع حرام: لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر، أو أنثى والاستفهام: للإنكار.
({مَسْفُوحًا}) أي: (مهراقًا){وَصَدَفَ} أي: (أعرض)({أُبْسِلُوا}) أي: (أويسوا). ({أُبْسِلُوا}) أي: (أسلموا) أي: إلى
الهلاك بسبب أعمالهم القبيحة وهذا لازم: لإفضاحهم المفسر به الإبسال فيما مرَّ فلا منافاة بين التفسيرين. ({سَرْمَدًا}) أي: (دائما) ذكره هنا مع أنه إنما هو في سورة القصص قال الكرماني (1): لمناسبته {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} . ({اسْتَهْوَتْهُ}) أي: (أضلته)({تَمْتَرُونَ}) أي: (تشكون). {وَقْرًا} بفتح الواو أي: (صمم، وأما الوقر) بكسرها (فإنه الحمل). ({أَسَاطِيرُ}). واحدها أسطورة) ذكر هذا عقب ما قبله. لبيان الفرق بين مفتوح الواو ومكسورها بضم أوله. (وإسطارة) بكسره (وهي الترهات). بضم الفوقية وتشديد الراء أي: الإباطيل وهي في الأصل الطرق الصغار المتشعبة عن الطريق الأعظم، قاله ابن الأثير (2). {الْبَأْسَاءِ} مأخوذ (من البأس) وهو الشدة وقيل: القتال. (ويكون) أي: ويجوز أن يكون ({الْبَأْسَاءِ}) مأخوذًا (من البؤس) وهو الضر.
({جَهْرَةً}) أي: (معاينة)، ثم أشار إلى ما يتعلق بالصور في قوله تعالى:{يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [الأنعام: 73] فقال: (الصُّوَر) بفتح الواو. (جماعة) أي: جمع (صورة)(كقوله) أي: كقول القائل: (سورة وسور) بفتح واو (سور) واختلف في الصور بسكون الواو فقيل: المراد به: صور الأموات أي: ينفخ فيها فتحيا. وقيل: القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام وهو الصحيح لخبر الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: أعرابي: يا رسول الله ما الصور؟ قال: "قرن بنفخ فيه"(3). ({مَلَكُوتَ})
(1)"البخاري بشرح الكرماني" 16/ 107 - 108.
(2)
"النهاية في غريب الحديث" 1/ 189.
(3)
"مسند أحمد" 2/ 62.