الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَوْرِهِمْ} أي: غضبهم)، وقوله:(قال أبو عبد الله) إلى آخره ساقط من نسخة. (وإذا) أي: واذكر {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّاىِفَتَيْنِ} أي: العير أو النصر. ({أَنَّهَا لَكُمْ}) بدل اشتمال من إحدى. ({وَتَوَدُّونَ}) أي: تتمنون ({أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}) المراد بغيرها: العير، وبها القتال كما أشار إليه بقوله:(الشوكة: الحد) أي: ما له حدّ وهو السلاح كشأن الرمح والنصل والسيف وإنما تمنوا العير دون القتال؛ لأنه مال لا تعب فيه، وقوله ({وَتَوَدُّونَ}) إلى آخره ساقط من نسخة.
3951 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ، قَال: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إلا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتَبْ أَحَدٌ تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ".
[انظر: 2757 - مسلم: 2769 - فتح: 7/ 285]
(ولم يعاتب أحد) بالبناء للمفعول، وفي نسخة:"ولم يعاتب الله أحدا".
4 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ. وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ
وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِـ (13)} [الأنفال: 9 - 13].
(باب: قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}) أي: متتابعين بعضهم إثر بعض، و (إذ) ظرف لمقدر، أي: اذكر، أو بدل من {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ} ({وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ}) أي الإمداد ({إلا بُشْرَى}) أي: بشارة لكم بالنصر ({إِذْ يُغَشِّيكُمُ}) أي: اذكر إذ، أو بدل ثان ({أَمَنَةً}) بالنصب مفعول له. ({مِنْهُ}) أي: من الله، وعن ابن مسعود: النعاس في القتال أمنة من الله، وفي الصلاة من الشيطان (1). ({رِجْزَ الشَّىطَنِ}) أي: وسوسته وكيده. ({وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}) أي: بالصبر والإقدام على مجالدة العدو وهو شجاعة الباطن. ({وَيُثَبِّتَ بِهِ}) أي: بماء المطر. ({الأَقْدَامِ}) أي: لئلا تسوخ في الرمل، وهو شجاعة الظاهر. ({إِذْ يُوحِي رَبُّكَ}) متعلق بقوله:{وَيُثَبِّتَ} أو باذكر مقدرا، أو بدل ثالث.
({فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}) أي: بشروهم بالنصر. ({الرُّعْبَ}) أي: الخوف. ({فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}) أي: أصابع، أي: حزوا رقابهم واقطعوا أطرافهم. ({ذلِكَ}) أي: الضرب. ({فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}) ساق الآيات كلها إلى هنا، وفي نسخة: " {إذْ
(1) رواه الطبري في: "تفسيره" 6/ 192 (15771). وابن أبي حاتم في: "تفسيره" 5/ 1664 (8837).
تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} إلى قوله: {الْعِقَابِ} " وفي أخرى: "إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ".
3952 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَال: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ مَشْهَدًا، لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو عَلَى المُشْرِكِينَ، فَقَال: لَا نَقُولُ كَمَا قَال قَوْمُ مُوسَى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ "فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَقَ وَجْهُهُ وَسَرَّهُ" يَعْنِي: قَوْلَهُ.
[4609 - فتح: 7/ 287]
(أبو نعيم) هو الفضل بن دكين. (إسرائيل) أي: ابن يونس. (مخارق) أي: ابن عبد الله بن جابر البجلي. (ابن الأسود) نسب إليه؛ لأنه تبناه في الجاهلية، وإلا فاسم أبيه: عمرو بن ثعلبة (1).
(لأن أكون صاحبه) بفتح اللام وبنصب (صاحبه) وفي نسخة: "لأن أكون أنا صاحبه" بنصب (صاحبه) أو رفعه، أي: صاحب المشهد أي قائل تلك المقالة التي قالها. (مما عدل) أي: وزن. (به) أي: أحب إلى من شيء يقابله من الدنيويات. (أشرق وجهه) أي: استنار.
(1) والأسود هذا هو الأسود بن عبد يغوث الزهري، ويقال أيضًا: المقداد الكندي. قيل: لم يكن ببدر صاحب فرض غير المقداد. قال ابن مسعود: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة منهم: المقداد. وشهد أحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل أمر لي بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله، سمهم لنا. قال: علي منهم، يقول ذلك ثلاثًا وأبو ذر، والمقداد، وسلمان". وشهد المقداد فتح مصر. وكانت وفاته بالمدينة في خلافة عثمان، ومات بأرض له بالجرف وحمل إلى المدينة، وأوصى إلا الزبير بن العوام، وكان عمره سبعين سنة. انظر:"أسد الغابة" 5/ 254 ترجمة (5069).