الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلق السماوات والأرض، وخلق الإنسان وتكاثره، وسطوع الشمس والقمر والنجوم، واختلاف الليل والنهار، ونزول الغيث، ودوام الطبيعة واستقرارها ويشير القرآن أيضًا إلى الرعد والبرق والنار وغير ذلك من ظواهر الطبيعة، شأنها فى ذلك شأن عقل الإنسان والعلاقات البشرية، واختلاف اللغات والألوان والسمع والبصر وما إلى ذلك. وليست لهذه شكل معين ولكنها تمتاز بمضمونها ومعناها.
ومن الأمثلة البديعة على هذه الفقرات، الآيات 24 - 32 من سورة عبس:{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)} ، وانظر أيضًا سورة المؤمنون (الآيات 17 - 22 و 78 - 80) والنبأ (6 - 16).
ومن النماذج فى السور التى نزلت فى وقت متأخر ما ورد فى سورة الروم، ابتداء من الآية 20:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)} (20 - 22) أما الآيات الثلاث التالية فتبدأ أيضًا بالصيغة: "ومن آياته. . . " وتنتهى الآيتان الأوليان بالصيغة "إن فى ذلك لآيات لقوم"("يسمعون" فى الآية 23، و"يعقلون" فى الآية 24). وتوجد صيغة مماثلة فى سورة النحل، فى الآيات من 10 - 18 وهى تبدأ هكذا {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)} (10 - 11) وتوجد صيغة مماثلة فى ختام الآيتين التاليتين.
(ج) الفقرات التى تبدأ بفعل الأمر "قل
"
تنتثر فى القرآن الكريم فقرات أهم عنصر فيها هو عبارة موجزة أو سؤال
يسبقه فعل الأمر "قل"(فى المفرد عادة) وأحيانًا فى الجمع "قولوا" ومعظم هذه الفقرات التى تتضمن "قل" تتكون من جزئين رئيسيين (1) عبارة أو سؤال يشير إلى الحال، و (2) عبارة "قل" التى أحيانًا ما يعقبها تعليق أو تعليقان على العبارة أو السؤال الأول أو على عبارة "قل" نفسها وأحيانًا ما تكون عبارة الحال متعلقة بأتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) ولكنها عادة ما تكون بيانا عن شئ قاله الكفار أو فعلوه. . ومن الأشكال المتواترة ما يلى:"يقولون. . . قل" ومثالها الآية 20 من سورة يونس {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} (وانظر أيضًا سورة البقرة الآيات 80 و 91 و 93، وسورة آل عمران الآية 135 وغيرهما، وأحيانًا تكون عبارة الحال مكونة من جزئين، وعبارة "قل" إما مكونة من جزئين أو أكثر، وإما متبوعة بتعليق واحد أو أكثر وخير مثال على هذا الشكل المركب هو الآية 18 من سورة يونس {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)} فنحن نلاحظ هنا أن عبارة الحال تتكون من جزئين يتعلقان بما يفعله المشركون وبما يقولونه، أما عبارة "قل" فهو سؤال إنكارى (بلاغى) متبوع بصيغة مديح انظر أيضًا الآيات 80 - 82 من سورة البقرة:{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)} والذى نشاهد على أن النافية: {آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)} . أما فى الآية 68 من سورة يونس وما بعدها فإن صيغة المديح "سبحانه" تتوسط (مع تعليق على عبارة الحال) الفعل "قالوا" والفعل "قل": {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا
كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)} (67 - 70) ومن الأشكال الشائعة الأخرى صيغة "ويسألونك. . . قل" على نحو ما ورد فى سورة البقرة، الآية 220، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} وأحيانًا تقوم عبارة "قل" بتقديم سؤال، ثم تتلوها عبارة "قل" أخرى تتضمن الجواب:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ. . .} (الأنعام - 12) وكذلك:
وتتخذ بعض عبارات "قل" صيغة الحكم أو الشعارات، بسبب إيجازها الرائع مثل {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} (البقرة/ 142) ومثل {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} (البقرة/ 120) و {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ} (آل عمران/ 73) و {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} (آل عمران/ 73 أيضًا) و {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} (الأنعام/ 71) و {قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} (يونس/ 35) و {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} (يونس/ 69) وكذلك {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} (الزمر/ 44) وبعض هذه الحكم البديعة يكررها القرآن العظيم فى سور أخرى (مثل الأولى والثانية وبعضها الآخر عبارات عقدية مثل {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة/ 136) ومثل {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت/ 46).
ولكن بعض عبارات "قل" تتخذ صورة الدعاء الخالص، مثل الآيتيين الكريمتين من سورة آل عمران (26 -
27):
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)} وتختلف الصيغة الأخيرة عن الصيغ الأخرى فى أنها غير مسبوقة بعبارة حال تتصدرها "قل"، ولذلك فهى تنتمى إلى طائفة أخرى من الآيات التى يعتبر الفاعل فيها هو ضمير المتكلم ويبدو أنها موجهة إلى الرسول الكريم، وأعظم مثال عليها أربع آيات فى سورة الجن هى:
ومما يؤكد ذلك الصيغ المشابهة فى سورة سبأ مثلا: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} (36){قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} (39) ثم الآيات التالية من السورة نفسها:
والمثل الواضح الآخر هو سورة "الكافرون". وتوجد أمثلة متفرقة من عبارات "قل" فى سور أخرى تماثل الفقرات التى تدعو إلى تامل آيات اللَّه فى الكون، مثل الآيات التى نقرؤها فى سورة الملك {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} (23) والآيات التالية لها، ثم الآيات الأخيرة فى السورة وهى: