الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عشر بسبب غارات البدو حتى توقف السفر بين القدس والبحر الأحمر.
العصر العثمانى (922 - 1247 هـ/ 1516 - 1831 م)
لقد شيد السلطان سليمان القانونى سورا بالقدس كما جدد قبة الصخرة وبنى أربعة سبل للشرب داخل البلد، وسبيلا آخر قرب بركة السلطان عند سفح جبل صهيون، وأوقفت زوجته "حزم" كثيرًا من الأوقاف على القدس مما أدى إلى الرخاء هناك، وأقامت مطعمًا للفقراء وطلاب العلم.
وكان عدد سكان القدس فى مستهل العصر العثمانى يبلغ قرابة أربعة آلاف نسمة، وتضاعف ثلاث مرات زمن سليمان القانونى وكان مركز التجمع الحقيقى هو فى مدينة صفد وليس القدس. وكان من مصادر الدخل ما فرض من الضريبة على زوار القبر المقدس وأخذت هذه الضريبة فى الزيادة، وكان إلى جانبها ضريبة الرءوس المفروضة على المسيحيين واليهود، والضرائب المفروضة على تصدير الصابون إلى مصر.
على أن الأمن لم يكن مستقرًا، حتى أن الحكومة عهدت إلى أسرة "أبى غوش" بحماية المسافرين بين الرملة والقدس ومعظمهم من الأجانب وترد فى وثائق 991 هـ (= 1583 م) ما يشير إلى قتل البدو للسكان المسلمين وحرقهم نسخًا من كتاب اللَّه وفرضهم الضرائب على الحجاج المسلمين وهم فى طريقهم إلى بيت اللَّه الحرام، ولقد جاء فى رحلة "جوفانى مارينى" المطبوعة سنة 1791 م أن باشا القدس كان يرافق الحجاج المسيحيين تحت حراسته إلى الأردن، ثم يدفع بعد ذلك للبدو مالًا، ويشهد الرحالة "براون" فى كتابه "رحلات فى إفريقية" الذى يصف الأحوال فى القدس سنة 1797 م فيذكر أن "كل منطقة القدس فى قبضة البدو وتحت سيطرتهم"، ويرجع سبب هذه المأساة إلى أن القدس لم تكن تتبع استانبول إداريًا بل كانت ممنوحة إلى والى دمشق تارة وإلى والى صيدا تارة أخرى وكانت قبل ذلك ممنوحة لوالى مصر.