الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
749 م) عبر النهر مرة أخرى مع زمرة من الرجال وباغت ابن هبيرة الذى فر بحثا عن النجاة. وفى وطيس المعركة، ووسط هرجها، اختفى قحطبة تمامًا، ولا نستطيع أن نقطع ما إذا كان قد غرق أم قتل فى ساحة القتال.
المصادر:
(1)
تاريخ اليعقوبى: تحقيق M.Th. Houts ليدن 1883 م، جـ 2، ص 392، 98 وما بعدها، ص 410 - 412.
(2)
الطبرى: تاريخ الرسل والملوك تحقيق de Goeje ليدن 1879 - 1901 م، جـ 2، ص 1358، 1727، 1769، 1916، 1951، 1953، 1962، 1964، 1988 ، 2000 - 2006، 2016، جـ 3 ص 1 - 9 ، ص 12 - 19.
(3)
ابن الأثير: الكامل، تحقيق C. J. Tornberg ليدن 1851 - 1876 هذه المادة الفهرس.
(4)
ابن خلدون: العبر، جـ 3، ص 117، 124 والصفحات التى بعدها.
(5)
Well: Gesch d. chalifen، جـ 1، ص 698، والصفحة التى بعدها.
(6)
Wellhausen: Das arabisch Reich ص 315، 319، 325، 35 والصفحات التى بعدها.
حسن شكرى [تسترشتين K.V. Zettersteen]
قدامة بن جعفر
الكاتب البغدادى أبو الفرج، فقيه لغوى ومؤرخ ومن أوائل من أدخل الدراسة المنهجية لصور الكلام البلاغية فى الأدب العربى. ولم يرد ذكر تاريخ ميلاده فى أى مصدر من المصادر، إلا أنه فيما يبدو ولد فى وقت مبكر يرجع إلى عام 260 هـ/ 873 - 874 م، وتوفى فى وقت لم يحدد تاريخه، وإن كان خبر وفاته فى المصادر يأتى عادة مصحوبًا بعبارة "خلال حكم المقتدر" (أى أنه توفى فى وقت لا يتعدى عام 320 هـ/ 923 م، 328 هـ/ 939 - 940 م، 327 هـ/ 948 م، وأما قولهم فى بعض الأحيان بعد عام 300 هـ/ 910 م بوقت
قصير قول تعوذه الدقة. وكل جانب من جوانب السيرة الشخصية لقدامة وعمله وشخصيته بوصفه باحثًا تثير مشكلات دقيقة لا مجال لمناقشتها هنا. والمعلومات المؤكدة عنه تتلخص فى:
(أ) أنه كان مسيحيا ثم اعتنق الإسلام خلال حكم "المكتفى".
(ب) أنه تولى بعض مناصب ثانوية فى عدة دواوين فى الإدارة المركزية لبغداد إلى أن عُين فى شوال 297 هـ/ 910 م فى "مجلس الزمام" فى "ديوان المشرق" حين عُيِّن أبو الحسن ابن الفرات ولده المحاسن كبير كتاب لذلك المجلس.
(جـ) كان على قيد الحياة فى عام 320 هـ/ 932 م.
(د) وأنه هو مؤلف كتابه "الخراج" الذى لم يصل إلينا إلا جزء منه، وبالإضافة إلى ذلك فإنه مما لاشك فيه أن كتاب "نقد الشعر" كان من تأليف قدامة حيث ذكر المطرزى فى تعليقه على مقامات الحريرى الذى عاش بعد ذلك بثلاثة قرون هو المصدر الوحيد الذى يشير إلى أن كتاب "نقد الشعر" كان ينسب أحيانًا إلى والده قدامة. لقد خلا تاريخ بغداد من أية ترجمة لقدامة. ولكنه يكتفى بالإشارة إلى واحد اسمه "جعفر بن قدامة بن زياد"، ويصفه الخطيب بالعالم والكاتب الخِنْذِيذ، كما يضيف الخطيب إلى ذلك أن جعفر ألّف عدة كتب تتعلق بالمراسيم وغيرها من المواضيع التى يعتبر فيها حجة كما ذكر أبو الفرج الأصفهانى صاحب الأغانى وأنه كان نفسه تلميذًا لحماد بن إسحق ابن إبراهيم الموصلى، ويشير ابن النديم فى الفهرست أن جعفر والد قدامة لم يكن لديه أى موهبة أدبية وقد ترددت هذه الملاحظة عند ياقوت الذى استعارها عن ابن النديم، ويستدل مما كتبه ياقوت تقويم البلدان جـ 2، ص 412 - 415) أنه لم يكن يميل للأخذ بأن جعفر بن قدامة هذا كان والد مؤلفنا، على أن المطرزى (الذى عاصر الحموى) لا يتردد فى أن يجعل من جعفر بن قدامة المذكور فى تاريخ بغداد
والد قدامة. وليس من السهل تحديد مجال الاهتمامات الدراسية لقدامة على أساس ما ذكر من عناوين أعماله. إذ يبدو مؤكدا أن لديه الكفاءة اللازمة لفيلسوف وشارح لأرسطو، ومؤرخ وباحث فى فقه اللغة، وخبير فى الإدارة. وبوسعنا إضافة كتاب "زهر الربيع فى الأخبار" الذى ذكره المسعودى (فى المروج) وكذلك ياقوت، وكتاب "الحيوانات"(جوابات، جوابان) الذى ذكره أبو حيان التوحيدى فى "البصائر والذخائر". أما قوائم العناوين التى ذكرها مؤلفون لاحقون، فأغلب الظن أنها قوائم لا يعول عليها ولم تصلنا سوى ثلاثة أعمال فحسب:
(أ)"كتاب الخراج" ولاشك أن العنوان الكامل لهذا الكتاب هو "كتاب الخراج وصناعة (أو صنعة) الكتاب". أما "صناعة الكتاب" الذى ذكره القلقشندى فى كتابه "صبح الأعشى" الجزء السادس ص 484 وفى أماكن أخرى منه فلابد أن يكون من تأليف "أبو جعفر النحاس". ولم يصلنا من كتاب الخراج سوى الشطر الثانى (بدءًا من المنزلة الخامسة وحتى المنزلة الثامنة) فهذا الشطر لا يتناول فحسب العديد من الأمور ذات الطابع التخصصى مثل الأقسام التى تتكون منها الحكومة المركزية وفرض الضرائب وأسس هذا الفرض التاريخية والجغرافية والقانونية. . إلخ، بل يعنى أيضًا بالاستعمال اللغوى والتراث الأدبى وأنواع الرسائل الرسمية وطريقة كتابتها. أما القسم الأول فنجد فيه قسمًا (المنزلة الثالثة) مخصصًا للبلاغة الأدبية، وقد تناولها على بن عيسى بالتعليق مصحوبًا بملاحظات طريفة (ذكرت فى كتاب الامتاع) ولعل الاستشهادات التى يتم الاستشهاد بها للدلالة على قدرة قدامة مقتبسة من هذا القسم، كما أن ذيوعه هو الذى أكسب قدامة سمعته التى أصبحت مضرب الأمثال بوصفه أستاذ البيان.
(ب) وليس هناك من سبب يدعونا للتشكيك فى أن "كتاب الألفاظ" أو "جواهر الألفاظ" هو من تأليف قدامة
حتى ولو كان المطرزى هو وحده الذى تحدث عنه وليس هناك من سبب يدعونا حتى للظن بأنه فى الأصل قد يكون جزءًا من كتاب "الخراج". إن كتاب "جواهر الألفاظ" يضم قوائم لمترادفات وجمل من "السجع" لكى يستعين بها الخطباء وكتاب النثر الفنى، كما يضم مقدمة قصيرة عن الصور البلاغية فى الكلام.
(جـ) يهدف كتاب "نقد الشعر" إلى أن يكون مرشدًا للناقد الأدبى.
ويقول قدامة: إنه لم يكتب على الإطلاق كتاب ما يجعل فى مقدور الناس التمييز بين الجيد والردئ من الشعر فيما عدا المقال الذى كتبه ابن المعتز، والمقدمة التى كتبها ابن قتيبة لكتاب "الشعر والشعراء". وهو يعرّف الشعر بأنه "كلام موزون ومقفى يعبر عن معنى". وهذا التعريف فى حد ذاته لا يمكن استخدامه للتمييز بين الشعر الجيد والشعر الردئ ولكن من الممكن إقامة معايير يقاس بمقتضاها كل عنصر عن العناصر الأربعة المكونة للشعر والتى ينطوى عليها ضمنا هذا التعريف وهى "المعنى" و"اللفظ" و"الوزن" و"القافية" أو يقاس بمقتضاها الجمع بين هذه العناصر اثنين اثنين. (نلاحظ أن الوزن والقافية يعدان جزءًا من اللفظ وهما بحكم طبيعتها خاضعان للقياس). ويذكر قدامة قراءه أن التمييز بين جيد الشعر ورديئه لا يعتمد على الجودة الأخلاقية للموضوع ولا يعتمد على مدى اتساق الشاعر فى المشاعر التى يعبر عنها، بل يتعمد على مهارته فى استخدام العناصر الأربعة فرادى ومجتمعة.
فنجاح القصيدة يعتمد إذن على النسبة بين النعوت والعيوب خصوصًا فى علاقتها بهذه العناصر -ويضع قدامة قوائم بهذه النعوت والعيوب كل فى باب مستقل- ففى الباب الأول يبدأ بمناقشة العناصر الأربعة كل عنصر على حدة. ففى حديثه عن "المعنى" يعترف بأن هناك عددًا لا حد له من المعانى أى المفاهيم والأفكار التى ترد
إلى ذهن الشاعر- ولذلك فهو يلتزم بمبدأ "الأغراض" أى الموضوعات التى لها صلة بالمعانى وتتطابق معها هذه المعانى.
أما الصور البلاغية التى تأتى بعد ذلك فهو يرى فيها مجرد زخارف تناسب المعنى أو هى توليفات ناجحة للعناصر الأربعة المكونة للشعر.
ويكشف قدامة عن قدر كبير من البراعة فى تصنيفه لهذه الصور البلاغية. أما عن الباب الذى عالج فيه عيوب الشعر فنرى قدامة يدرس الأخطاء الناتجة عن الاستخدام السيئ للعناصر الأربعة فرادى ومجتمعة. وهو بذلك يبين لنا كيف أن الصور البلاغية قد يساء استخدامها. وثمة ملاحظات أساسية نلاحظها على طريقة معالجته، منها:
(أ) اهتمامه بالفلسفة اليونانية ويظهر ذلك فى طريقة تحليله لوظائف الفضائل الأربع: العقل، الشجاعة، العدل، العفة فى ألوان الشعر من مديح ورثاء وهجاء، ولكن لا توجد مع ذلك شواهد تدل على أنه تأثر بكتاب "فن الشعر" أو كتاب "فن الخطابة" لأرسطو.
(ب) دفاعه عن الغلو، إذ يرى أن أحسن الشعر أكذبه.
(جـ) عدم اهتمامه بالشعراء العباسيين الأوائل أو "المحدثين".
وكان قدامة يعتمد على سابقيه من المؤلفين على عكس ما يبدو لنا للوهلة الأولى. فقد تابع خطى ابن قتيبة وابن المعتز على التوالى حين ناقش "اللفظ" و"المعنى" بوصفهما عنصرين مستقلين وحين ميز بين الاستخدام السليم والاستخدام الخاطئ للصور البلاغية، فقد اعتمد على ابن المعتز وعلى النقاد الأوائل فى اختياره للمصطلحات والأمثلة. غير أن نظريته فريدة فى نوعها، تلك النظرية التى بنى عليها الاطار العام لفكرته، وكذلك تطوير هذه النظرية فى جوانب عديدة منها، غير أن المنظومة التى أقامها لم تقدم أساسًا صحيحًا لنظرية فى الأدب وسرعان ما طواها النسيان.