الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعريف والنقد دراسات قي العربية وتاريخها تأليف محمد الخضر حسين
(1)
المدرسة القديمة في تلقي علوم الدين وعلوم اللغة العربية، التي كان يتربم فيها الشيخ على دكة، أو على الأرض، مستنداً إلى عمود في مسجد، أو غيرَ مستند، وأمامه حلقة من الطلاب يقرؤون عليه كتباً صفراء قديمة، وهو يشرح ويعلق ما يطيب له الشرح والتعليق؛ كمثل الكتب التي ذكر الأستاذ بهجة البيطار في مقدمة الكتاب الذي نحن بصدده: أنها الكتب التي كانوا يقرؤونها على أستاذهم الشيخ محمد الخضر حسين، وهي:"كتاب المستصفى في أصول الفقه" لحجة الإسلام الغزالي، وكتاب "بداية المجتهد" للفيلسوف ابن رشد في فن الخلاف، و"صحيح الإمام مسلم" في علم الحديث، و"المغني في العربية" لشيخ النحاة ابن هشام، و"الكامل في الأدب" للمبرد، هذه المدرسة القديمة أوشك أن يعفي عليها الزمن، ولم تستطع الجامعات الحديثة - بما فيها الجامعة الأزهرية - أن تكون الخلائف الصحيحة لها، وأن تقوم بوظيفتها.
تلك مشكلة خطيرة من مشكلات تكون العلماء والباحثين في علوم الدين وعلوم العربية، لسنا في مجال بحثها، ولكن ذكرني بها الكتاب القيم:
(1) مجلة "مجمع اللغة العربية" بدمشق، الجزء الأول من المجلد السادس والثلاثين، مقال للأستاذ عبد الكريم زهور.
"دراسات في العربية وتاريخها" للمغفور له محمد الخضر حسين. وقد جمع الأستاذ علي الرضا التونسي (1) في هذا الكتاب أبحاثاً طُبعت أول مرة في كتيبات منفردة، وهي:"القياس في اللغة العربية"، و "حياة اللغة العربية"، و"الإمتاع بما يتوقف تأنيثه على السماع"، وأخرى نُشرت في مجلة "الهداية الإسلامية"، وهي:"الاستشهاد بالحديث في اللغة"، و"موضوع علم النحو"، و"التضمين"، و"تيسير وضع مصطلحات الألوان"، و"طوق وضع المصطلحات"، و"حول تبسيط قواعد النحو والصرف والرد عليها".
وقد ذكر لي الأستاذ أحمد راتب النفاخ: أن هنا سقطاً (2) في بحث القياس، وحين قرأته اختل بالفعل أمامي المعنى بين آخر صفحة (31)، وأول صفة (32)، وحين رجعت إلى كتيب "القياس في اللغة العربية" (المطبوع في المطبعة السلفية سنة 1353 هـ) وجدت أن أربعة أسطر قد سقطت هي: "
…
أن يجري حذف "أن" المصدرية -كما ورد في الآية- مجرى ما يصح القياس عليه".
"وقرر جماعة من النحاة: أنه لا يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بمعمول المضاف، من نحو: "ضربَ عمراً زيدٍ"، وقد ورد على نحو هذا المثال قوله تعالى في قراءة ابن عامر: {قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} ".
(1) الحسيني.
(2)
تم استدراكه في الطبعات اللاحقة للكتاب، علماً أن السقط وقع في طبعة 1960 م، دمشق - مكتبة دار الفتح.