الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تونسي ثائر في ثورة عبد الناصر
الشيخ محمد الخضر حسين الذي قال لعبد الناصر بالصوت العالي: "لا"(1)
ولد الشيخ بنفطة يوم 23 جويلية 1873 م، وبها نشأ، وتذوق طعم الأدب، فحاول نظم الشعر وهو في الثانية عشرة من عمره.
انتقل مع أسرته إلى تونس سنة 1888 م؛ حيث أتم تعليمه الابتدائي، والتحق بجامع الزيتونة، فأحرز على شهادة التطويع سنة 1898 م.
وأصدر مجلة "السعادة العظمى"، فتضايق بعض المدرسين، ورجال المجلس الشرعي من أفكاره التحررية فيها، فأُبعد عن العاصمة، وسمي قاضياً ببنزرت، لكنه عاد إلى جامع الزيتونة بنجاحه في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية.
وقام برحلات متعددة، وزار دمشق مراراً، ولما أصدرت عليه فرنسا حكماً بالإعدام غيابياً في أثناء قيامه بتحريض المغاربة عامة، والتونسيين خاصة على الثورة ضد الحكم الفرنسي، توجّه إلى مصر، وهناك وضع عصا الترحال، واستقر بها يدرس ويحاضر، ويدخل في معارك فكرية كبرى، إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1950 م.
(1) مجلة "الصريح"، العدد 343 الصادر في (10 جمادى الأولى 1422 هـ - 31 جويلية 2001 م) - تونس.
ولما قامت الثورة المصرية، سمّي شيخاً للأزهر في يوم الأربعاء من شهر سبتمبر 1952 م.
وتقول بعض الوثائق: إنه لما ولي الخطة، كتب استقالته بخط يده، وأمضاها، وترك تاريخها فارغاً، وسلمها لكاتبه الخاص وهو يقول:"هذه أمانة بين يديك، أكمل تاريخها يوم أن تراني قد تركت الحق، وسرت في طريق الباطل، ولا تراجعني".
ويقول التاريخ وهو يشهد له: إن الرئيس جمال عبد الناصر كان يهابه، ويقدّره، ولما أصدر عبد الناصر يوماً قانوناً يتنافى مع الشريعة الإِسلامية، لم يطلب الشيخ موعداً لزيارة عبد الناصر لمراجعته، وإنما كلمه هاتفياً، وهو يصيح ويغضب لله، ولشرع الله.
فما كان من عبد الناصر إلا أن اعتذر له، ووعده بإلغاء القانون توّاً، وقد فعل.
ولما أحس الشيخ بمرضه، وعجزه عن مواصلة الأمانة، استقال سنة 1954 م، وتوفي في 12 فيفري سنة 1958 م.
السلامي