الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد الخضر بن الحسين
(1)
(1873 - 1958 م)
عَلَم من أعلام تونس، من أصل جزائري، اسمه في الأصل: محمد الأخضر، ثم غيره إلى محمد الخضر. مصنّف من روّاد الكتّاب الإسلاميين، صار شيخاً للأزهر الشريف، وعضواً في (مجمع اللغة العربية) بمصر.
ولد في "نفطة" بالجنوب التونسي في 23 تموز (يوليو). انتقل مع أسرته إلى العاصمة التونسية (1888 م)؛ حيث أتم حفظ القرآن، ثم التحق بالزيتونة، فأخذ عن شيوخها، ومنهم: سالم بوحاجب، وعمر بن الشيخ، ومحمد النجار، وغيرهم.
كان محباً للأدب واللغة، ونظم الشعر في المناسبات.
أصدر مجلة "السعادة العظمى"(1904 م)، وهي أول مجلة تونسية، امتازت هذه المجلة بالدعوة إلى فتح باب الاجتهاد، واحترام حرية النقد، وحرية التفكير.
تولى التدريس بجامع الزيتونة، وحين أضرب هؤلاء لسبب ما، عُدَّ هو المسؤول عن ذلك.
(1) من كتاب "موسوعة أعلام العرب"، الجزء الأول، بيت الحكمة، بغداد - الطبعة الأولى سنة 2000 م - 1420 هـ، بغداد.
تضايق المتزمتون الرجعيون من سلوكه وأفكاره، فأُبعد عن العاصمة؛ حيث عين قاضياً في "بنزرت" (1905 م). وحدث أن ألقى محاضرة في نادي قدماء الصادقية سنة (1906 م) بعنوان:"الحرية في الإسلام"، فضايقته السلطة الاستعمارية، فاستقال من منصبه القضائي.
ثم اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية في جامع الزيتونة (1907 م)، فعين بعدها مدرساً بالمدرسة الصادقية.
وبسبب كونه من دعاة الجامعة الإسلامية، فقد ذاق مرارة الظلم في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى. فرحل بعدها إلى الآستانة، حيث يقيم خاله محمد المكي بن عزوز، وعاد إلى تونس بحراً في (2 كتوبر/ سنة 1912 م)، فمنع من التدريس بالصادقية؛ بحجة تأخره يومين عن افتتاح العام الدراسي بالمعهد، فآثر الهجرة إلى بعض أقطار الشرق، ومعه إخوته الأربعة.
زار مصر والشام والحجاز، وبلداناً أخرى؛ كألبانيا، وتركيا، ومعظم دول البلقان، واستقر بدمشق، ومارس التدريس بالمدرسة السلطانية فيها إلى سنة (1917 م). وقد سجنه جمال باشا السفاح بضعة أشهر بتهمة التستر على الحركة العربية السرية المناهضة للأتراك، حوكم، فثبتت براءته مما اتهم به.
ثم أرسل في وفد من العلماء إلى ألمانيا مكلفين بمهمة من قبل الدولة العثمانية، ولبث فيها نحو تسعة أشهر، تعلم في أثنائها اللغة الألمانية، وتردد بين برلين والآستانة خلال الحرب العالمية الأولى، ومكث ثانية ببرلين نحو سبعة أشهر، وحين عاد إلى الآستانة، وجدها قد سقطت بأيدي قوات الحلفاء، فذهب إلى دمشق، وفيها الأمير فيصل بن الحسين، فسمي مدرساً في ثلاثة معاهد هي:(المدرسة العثمانية، والمدرسة العسكرية، والمدرسة السلطانية).
وصار بعد ذلك عضواً في (المجمع العلمي العربي) بدمشق.
وحين احتل الفرنسيون دمشق في منتصف عام 1920 م - وكان الفرنسيون قد حكموا عليه بالإعدام غيابيًا بتهمة تحريضه المغاربة والتونسيين للثورة على الاستعمار الفرنسي- فرَّ من دمشق، وتوجه إلى مصر، وعُيِّن مصححاً للمطبوعات في دار الكتب المصرية، وهي وظيفة لا تسند إلا للأكفياء.
وفي عام 1923 م أسس جمعية (تعاون جاليات شمال إفريقية)، وتولى رئاستها.
وتجلى نبوغه حين تصدى للشيخ علي عبد الرازق، حين صنف كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، وادعى أن الخلافة ليست شرطاً من شروط الحكم في الإسلام، فنقضه صاحبنا بكتاب طبع عام 1925 م عنوانه:"نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"، فكان مبدأ شهرته.
وفي عام 1926 م طلع طه حسين على الناس بكتابه "في الشعر الجاهلي" الذي طبق فيه منهج (ديكارت) في الشك في الشعر الجاهلي، وزعم أن جُلَّه منحول، وأنكر نزول سيدنا إبراهيم بالحجاز -خلافاً للنص على ذلك في القرآن الكريم-، فرد عليه مترجَمنا بكتاب عنوانه:"نقض كتاب الشعر الجاهلي" طبع في السنة ذاتها بمصر، ثم طبع غير مرة، فاستطالت شهرته.
ومنح الجنسية المصرية، واجتاز امتحان شهادة العالمية في الأزهر بتفوق، وغدا من مدرسيه في معاهده الثانوية، ثم أستاذاً في كليات الأزهر الشريف.
عيّن عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1933 م). وفي عام 1950 م طلب قبوله عضواً في هيئة كبار العلماء، ومن شروطها: تقديم بحث علمي ممتاز، فقدم بحثاً مطولاً عن القياس في اللغة العربية، فقبل بالإجماع.
وكان -قبل ذلك- قد أسس (جمعية الهداية الإسلامية)، وتولى رئاستها، كما تولى رئاسة تحرير مجلة "نور الإسلام"، ومجلة "الأزهر". كما أسس بعد الحرب العالمية الثانية "جبهة الدفاع عن شمال إفريقية" في القاهرة، التي تبنت الدفاع عن قضايا المغرب العربي.
وحين قامت ثورة يوليو 1952 م بمصر، سمي شيخاً للجامع الأزهر في أيلول من العام نفسه. وبسبب ما تعاوره من الأمراض التي أنهكت قواه البدنية، استقال من منصبه في كانون الثاني 1954 م. وفي 12 شباط (فبراير) أدركته المنية بالقاهرة، ودفن فيها، ولم يعقِّب، وترك مكتبة نفيسة أهداها لزوجته.
من آثاره الأدبية واللغوية: "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"(القاهرة 1926 م)، "الخيال الشعري عند العرب"(القاهرة 1928 م)، "القياس في اللغة العربية"(القاهرة 1934 م)، و"خواطر الحياة" ديوان شعر، (القاهرة 1946 م).
ومن مؤلفاته الدينية المطبوعة:
"أسرار التنزيل"، وفيه تفسير لبعض آيات القرآن الكريم.
"تونس وجامع الزيتونة"، وهو مجموعة مقالات جمعها ابن أخيه بعد وفاته مما له علاقة بتونس، وطبع بدمشق (1971 م).
"بلاغة القرآن"، وهو مجموعة مقالات نشرت في مجلات مختلفة، جمعها وطبعها السيد علي الرضا الحسيني ابن شقيقه زين العابدين، ونشرها في دمشق (1979 م).
و"رسائل الإصلاح"، وهو في عدة أجزاء، نشر المترجَم له في حياته
منها ثلاثة أجزاء، وتتناول جملة كبيرة من بحوثه في الدين والأخلاق، والتراجم والتاريخ، وأصول الفقه، والأحكام العملية، والسيرة النبوية. وقد طبع هذه الأجزاء في القاهرة بدءاً من عام 1938 م.
ثم طبعه ابن أخيه بعد وفاته بعد تغيير في ترتيبه:
"الحرية في الإسلام" طبع في تونس سنة 1909 م، ثم طبع في تونس -أيضاً- سنة 1972 م ضمن منشورات دار المغرب العربي:
"الدعوة إلى الإصلاح" تونس 1910 م، ثم أعيد طبعه منقحاً في القاهرة سنة 1921 م.
"طائفة القاديانية" القاهرة 1932 م.
"علماء الإسلام في الأندلس" القاهرة 1928 م.
و"نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" الذي مر ذكره.
وثمة كتاب عنوانه: "تراجم الرجال" تونس 1972 م مجموعة مقالات ترجم فيها لعدد من أعلام الإسلام.
كتب عن الشيخ محمد الخضر الحسين كلٌّ من: أحمد تيمور، الفاضل ابن عاشور، حسن حسني عبد الوهاب، أبو القاسم محمد كرو، محمد مواعده، والأخيران خصَّه كلُّ واحد منهما بكتاب يرأسه.