الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تجرّ «1» وتلقى فى سقاء كأنّه
…
من الحنظل العامىّ جر ومعلّق
فلمّا ارتوت من مائها لم يكن لها
…
أناة وقد كادت من الرّىّ تبصق
طمت «2» طموة صعدا ومدّت جرانها
…
وطارت كما طار الشّهاب «3» المحلّق
ذكر شىء من الأوصاف والتشبيهات الشعريّة الجامعة لمجموع هذا النوع الذى ذكرناه
من ذلك قول بعض الشعراء:
وقبلى أبكى كلّ من كان ذا هوى
…
هتوف البواكى والدّيار البلاقع
وهنّ على الأفلاق «4» من كلّ جانب
…
نوائح ما تخضلّ منها المدامع
مزبرجة الأعناق نمر ظهورها
…
مخطّمة بالدّرّ خضر روائع
ترى طررا بين الخوافى كأنّها
…
حواشى برود زينّتها الوشائع
ومن قطع الياقوت صيغت عيونها
…
خواضب بالحنّاء منها الأصابع
وقال أبو الأسود الدؤلىّ من أبيات:
وساجع فى فروع الأيك هيّجنى
…
لم أدر لم ناح ممّا بى ولم سجعا
أباكيا إلفه من بعد فرقته
…
أم جازعا للنّوى من قبل أن تقعا
يدعو حمامته والطير هاجعة
…
فما هجعت له ليلا ولا هجعا
موشّح «1»
سندسا خضر مناكبه
…
ترى من المسك فى أذياله لمعا
له من الآس طوق فوق لبّته
…
من البنفسج والخيرىّ «2» قد جمعا
كأنما عبّ «3» فى مسودّ غالية
…
وحلّ من تحته الكافور فانتقعا «4»
كأنّ عينيه من حسن اصفرارهما
…
فصّان من حجر الياقوت قد قطعا
كأنّ رجليه من حسن احمرارهما
…
ما رقّ من شعب المرجان فاتّسعا
شكا النّوى فبكى خوف الأسى فرمى
…
بين الجوانح من أوجاعه وجعا
والريح تخفضه طورا وترفعه
…
طورا فمنخفضا يدعو ومرتفعا
كأنه راهب فى رأس صومعة
…
يتلو الزّبور ونجم الصبح قد طلعا
وقال ابن «5» اللّبانة الأندلسىّ:
وعلى فروع الأيك شاد يحتوى
…
طرفى لآخر تحتويه الأضلع
يندى له رطب الهواء فيغتدى
…
ويظلّه ورق الغصون فيهجع
تخذ الأراك أريكة لمنامه
…
فله إلى الأسحار فيها موضع
حتى إذا ما هزّه نفس الصّبا
…
والصبح، هزّك منه شدو مبدع
فكأنما تلك الأراكة منبر
…
وكأنه فيها خطيب مصقع
وقال بعض الأعراب [يصف مطوّقة «1» ] :
دعت فوق ساق دعوة لو تناولت
…
بها الصّخر من أعلى أبان «2» تحدّرا
تبكّى بعين ليس تذرى دموعها
…
ولكنّها تذرى الدموع تذكّرا
محلّاة طوق ليس تخشى انفصامه
…
إذا همّ أن يبلى تجدّد آخرا
لها «3» وشح دون التّراقى وفوقها
…
وصدر كمقطوف البنفسج أخضرا
تنازعها الألوان «4» شتّى صقالها
…
بدا لتلالى الشمس فيه تحيرا «5»
وقال شاعر أندلسىّ:
وما شاقنى إلا ابن ورقاء هاتف
…
على فنن بين الجزيرة والجسر
مفتّق طوق لازوردىّ كلكل
…
موشّى الطّلى أحوى القوادم والظهر
أدار على الياقوت أجفان لؤلؤ
…
وصاغ على الأجفان طوقا من التّبر
حديد شبا المنقار داج كأنه
…
شبا قلم من فضّة مدّ من حبر
توسّد من فرع الأراك أريكة
…
ومال على طىّ الجناح مع النّحر
ولمّا رأى دمعى مراقا أرابه
…
بكائى فاستولى على الغصن النّضر
وحثّ جناحيه وصفّق طائرا
…
فطار بقلبى حيث طار وما يدرى
وقال آخر:
كأنّ بنحرها والجيد منها
…
إذا ما أمكنت للنّاظرينا
مخطّا كان من قلم لطيف
…
فخطّ بجيدها والنحر نونا